أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة3















المزيد.....

خارج تلك المدينة3


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


الفصل الثالث
ناصف
اعلم انه ذلك الفتى منذ سنوات وتوماس يخبرنى انه سيبحث ويرانى اخبرته تركته صغيرا ولم ابحث ..لن تخبره عنى ولكن كان يعلم يتحدث بثقة ..يخيفنى وعندما حدث ما قاله تلفت تذكرت لقد رحل توماس منذ ثلاث شهور راقبته ينطفىء يوما وراء الاخر ومعه الحلم ..لم نكبر لم نخرج من تلك الحانة الضيقة التى تركت لاجلها كل شىء..اغمض عينى فاسمع صوت الهتاف ..اراهم يتمايلون وانا اضرب على الدرامز وتوماس يضرب على جيتاره ...نحن من بعيد قلت له قال نحن لانتحدث بل مشاعرنا انها للكل الكل يحمل مشاعرنا الكل يبحث مثلنا عندما نعزف يتحلقون هم ايضا ينشدون التحليق ..علمهم ..رحل توماس بعد شهور يتألم لاتامين صحى يسدد ثمن الدواء..لم يغضب منهم كان يبتسم كلما رأنى لم اتركه لم افعل منذ ان عرفته حتى بعد رحلت الى الجنوب فى ولاية بعيدة ..لايهم جميعهم متشابهين فى نظرى ..عجيب ظننا اننا سننتصر هنا..لم يجاوبنى ..هذا الفتى يشبهنى انه ملامحى انا القديمة ولكن ملامحى قد رحلت وصار هناك اخر..اخر لايتمتع بنفس الوجه الذى اجبر صغيرا على ترك مدرسته والعمل ..فى بيت له اربع اشقاء وخمس فتيات الكل يعمل ويمضى ..لم يعرف اباه وامه عجوز منذ ان رأها لايعرف كيف كانت فى الماضى؟ الكل يعمل ويعود لينام ثم يرحل يصرخون بشأن ناصف الصغير فليعمل مثلنا جميعا لقد كبر ..
تركونى وحيدا ..اعود لانام وسط غرباء يرحلون صباحا ..انهم مثل صوت السيارات المسرع من حولى الكل يسرع عدا ناصف..بالكاد عينت فى قسم المحاسبة بذلك المصنع الذى عشت به وهو يتردى حتى اغلقوه ..راقبت وجوه العجز بداخله جميعها متشابهة جميعهم مرضى ناقمون ..ياتون صباحا يتناقشون فى اسعار الدواء فى اوراق التامين ..ضحكت فانتبه توماس لم اخبره تركت الخوف لكنه عاد من جديد ..قالوا ماذا تفعل فى منتصف النهار ؟تتعلم الجلوس على القهاوى راتبك للبيت ..كنت ادور خلف عملا اخر بعد الظهر .يراقبونى كأنى احمل جرثومة ربما تصيبهم ..اطلب عملا ولست شحاذ ..
قابلتها فى ذلك اليوم ..كانت هاربة من ذلك البيت تبحث عن ماوى قريب..تسأل عن دار المغتربات عن شارع الكنيسة وصفته لها واوصلتها ..لى عام لم اكن قد اقتربت من هناك .كان الكل واجم ..
لم اتذكر سوى وجه حنا كلما اتيت رايته انه لايسألنى اين ذهبت فقط يبتسم لى ؟ لكنه اليوم لايفعل سالته ؟استنكر الا تعيش وسطنا الم تسمع بما حدث فى الزاوية الحمرا..لم اخبره اننى فقدت اهتمامى بكل شىء..
لم اعد اشعر بمرور الايام لاحزن ولا فرح ..اراقبها فحسب حتى تعود لبيت المغتربات من جديد ..تائه مثلى ارشدها حتى تصل تتسلمها رئيسة البيت تتفحصها جيدا اسمعها تعطيها التعليمات البيت يغلق فى الثامنة عليها ان تعلم مواعيد محاضراتها لاخروج دون داعى تصعد معها لغرفتها المحها وارحل..ربما اخطأت يا صغير عندما اتبعتها حينها لم اكن اعمل للغد ..بداخلى نار لاتنطفىء لااعلم ما يسعدنى شىء واحد لاطعام ولا وجوه ولا فتاة من قبل تريزا ..ربما لانها تائه فى ليلة من ليالى اتجول على المحال ثم اجلس على قهوتى ادخن سجارتى بهدوء ..لم يكن لى اصدقاء عليها تجاهلت الجميع حتى فعلوا ..اردت ان اجلس وحيدا اراقبهم فحسب..الليلة باردة لم تنجح سجائرى فى خفض برودة اطرافى عدت ..اراها فى الليل فى الغرف المظلمة اخاف الظلام لم يفكر ان يضىء احدهم شمعة صغيرة لاجلى قالت شقيقتى الكبرى عندما تكبر يا ناصف ستتعلم ان لاتخاف الظلام مثلنا جميعا كنت اكتم خوفى وسط صوت نومهم الهادىء ..اليوم اخر كنت اراها ..لم اشعر اننى فى ظلمة اغمضت عينى عليها بلا خوف بلاهاجس من ان افقد بصرى من ان اعيش فى الظلام دائما ..
لكن الظلام اقوى منى ...كرهت النوم ليلا تعلمت ان اسيرفى الشوارع حتى وصلت بقدمى للمنتزه ..من بعيد اراقب السيارات وهى تصطف ..صخب اسمع اصوات الموسيقى تاتى من بعيد لم املك حينها سوى الجلوس على الكورنيش ومراقبتهم طوال فصل الصيف..علمت ان هناك مثلها بميامى كنت اتبعهم فحسب..يخرجون محاطين بصراخ الفتيات ياخذون السيارة مسرعين بعيدا يضربون نسمه الهواء تضرب غضبى..
وانا صغير كنت شماس كان عليه ان البس التونية وان اتعلم الالحان والمردات بالقداس كنت الاصغر الكل يراقبنى حتى لااخطأ ..
كريالسيون كريالسيون ..يارب ارحم
كيرليسون كيرليسون اسمعنا وارحمنا
كان عليه ان انصت واستمع الى المعلم واردد من خلفه حتى اتعلم ..الهوس الاول والثانى والثالث ..الان لم اعد اتذكر حينها لم اكن اهتم ان افهم معنى كل كلمة انطقها كان هناك الكتاب الكلمة وما يقابلها بالعربية ولكن لسنوات عمرى لم اهتم بهذا كنت فرحا اننى اعرف لغة ما مختلفة عن الاخريين تشعرنى اننى مميز حتى وسط اخوتى فلا احد منهم استطاع ان يكون شماس او يتعلم الالحان فقط يحضرونى الاحد صباحا قداس باكر ثم يذهبون لاعمالهم ..لايتحدث اخى الاكبر وجيه سوى عن الادخار وتربية الطيور انها تدر عليه ربحا ..يريد ان يتزوج فوقية ابنة عمه باسرع وقت الكل يضحك يغضب فينهض للنوم ..حتى انا صغيرا واعرف انه يحب فوقية ويقابها فوق سطح بيتهم ..الكل يعرف..ولكن لم اعرف حينها ان هناك اخرى كانت تريده وكادت ان تختطفه من فوقية سامية صغرى بنات متى العطار ..يقال انها من افشت سر اللقاءات المتكررة فوق السطوح لامها وقد راتهم معا ليلتها لم يعد اخى الى البيت فى موعده ..حدد موعد للفرح بعد ان تدخل ابونا ميخائيل وحدد لهما ميعاد مناسب للاكليل واخبر الشارع والجيران سيتزوج وجيه .
انتقل فردا ولكن كان هناك اخر لياخذ فراشه اخى الثانى محروس ..اعتد النوم على الارض تعودتعظامى على الرطوبة لكنها لم تتعود على الظلام علمت جسدى ان يكتفى بساعات النوم القليل بعد ان اعود متاخرا ..فى الليل تعلمت ان هناك عالما اخر لااعلم شىء عنه بعيدا ..اناس اخريين ليسوا مثل الناس من حولى يضحكون يرقصون يستمعون الى الموسيقى رايت اربع رجال عرفت انها فرقة موسيقية ..كان ابن توفيق الحكيم احد اعضائها ..كنت اخوض غمار عالما جديد فاكتشفت ديمس روسوس انه ايضا من هنا لاادرى كيف انتابتنى تلك المشاعر فى ان اغادر مثلما فعل تخيلت نفسى والفتيات من حولى اوقع باسمى ناصف..
ضحكت بصوت مجلجل استيقظ توماس من نومه نظر لى طويلا قال انا جاد ستفقد عقلك قريبا ..ربما كنت مصدر قلقا له اكثر من الالام جسده ..لقد انتهى شعره تقريبا لم يعد يراقب نفسه فى المراة مثل السابق صرخ عندما احضرت واحدة لاجله ..نهرنى كسرها غضبت لم اذهب لرؤيته ثلاث ايام ..رايت فيها وجه ناصف اخر القديم يعود من رقاده يراقبنى وانا اتوه فى عالمى اشرب حتى اثمل ثم اضرب الدرامز بقوه اكبر انه يصدر روحى يمكن لمن كان ان يراها حينها ولكن لم استطع ان احصل على شركة موسيقية لفرقتنا ..كان توماس من جمعنا وشبح موته يغيم علينا كيف ساحيا فى هذا البيت من دونه
كان ينتظر ان احدثه لم افعل..لااريد ان اقابل ناصف القديم لما عاد ليحيا الميت من جديد ..هنا ادعى جيمس هكذا اخترت الاسم لنفسى لاانتمى لناصف ولا يوم حتى عندما اقترب من ليزا ذلك اليوم اراد فقط ان يبحث بداخله لم يحب ما يفعل قط لقد فر منها بعيدا عندما استيقظ جوارها كرهها اخبرها ان ترحل فورا ..لملمت ثيابها مرتعدة خائفة تراقبه وهى ترتدى ملابسها على عجل وتراقب الطريق تربت على شعرها تضم يدها على صدرها تتلفت تسأل من يمكن ان يراها الان كان الوقت فجرا..صوت الجرس يضرب انها صلاة باكر ستبدأ فى الكنيسة وجدتها هناك كلانا ذهب كلانا وقف على جانبى الكنيسة هى فى اليمين وانا فى اليسار وكانه يعرف اننا لن نلتقى ابدا فى نفس الزواية



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج تلك المدينة2
- خارج تلك المدينة1
- شارع القبط التكوين7
- شارع القبط التكوين5
- شارع القبط التكوين6
- شارع القبط التكوين3
- شارع القبط التكوين4
- شارع القبط التكوين1
- شارع القبط التكوين2
- ارض السراب الاخيرة
- ارض السراب16
- ارض السراب17
- ارض السراب14
- ارض السراب15
- ارض السراب12
- ارض السراب13
- ارض السراب10
- ارض السراب11
- اخترت الدمية
- ارض السراب8


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - خارج تلك المدينة3