أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيت بود - اٍشكالية المنهج في العلوم الاٍجتماعية















المزيد.....

اٍشكالية المنهج في العلوم الاٍجتماعية


محمد أيت بود

الحوار المتمدن-العدد: 5513 - 2017 / 5 / 6 - 02:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يطرح توظيف المنهج في بحوث العلوم الاٍجتماعية اٍشكالية مرتبطة بنوعية المنهج الذي يصلح للموضوع المراد البحث فيه بين المناهج الكمية والمناهج الكيفية وكذا الاٍجرائية ، وكذلك اٍشكال توظيف منهج واحد أم مناهج متعددة في نفس البحث ، هل نكتفي بمنهج كيفي واحد ؟ أم بعدة مناهج كيفية ؟ أم بمنهج كمي واحد أم بعدة مناهج كمية ؟ أم بمنهج اٍجرائي واحد ؟ فبينما يرى باحثون ومختصون وأكاديميون أن مسألة المنهج يجب أن تحسم منذ بداية البحث باختيار المنهج الذي يرى الباحث أنه يصلح لموضوعه وأن عليه أن يوظف منهجا واحدا فحسب سواء أكان كميا أم كيفيا أم اٍجرائيا ، هؤلاء يرون أن تعدد المناهج في نفس البحث مؤشر على عدم استيعاب الباحث لمضمون المنهج من الناحية النظرية ، وللمنهج أو المناهج التي يود توظيفها من الناحية الشكلية ، ويعزون ذلك الى الخلط الذي يقع فيه الباحث بين المنهج الذي يعني الرؤية أو البراديغم النظري الذي يشتغل الباحث وفقه من أجل الوصول الى حل الاٍشكال المرتبط بالبحث ، وبين المنهجية التي تعني الجانب الشكلي للموضوع ، يرى آخرون أن باٍمكان اٍستعمال أو توظيف مناهج متعددة في نفس البحث سواء أكانت جميعا كمية أم كيفية أم اٍجرائية ، ويمكن المزج بينها بالطريقة التي تخدم البحث ، هذا الاٍشكال سوف يدفعنا للتعرف على هذه المناهج أولا ثم طريقة توظيفها ثانيا.
أولا : أنواع وأشكال المناهج وأسسها الفلسفية
لا شك أن لكل منهج خلفية نظرية وفلسفية ، ولقد أدى تطور العلوم التطبيقية في الغرب الى تأثر الباحثين بالمناهج العلمية ، ودعوا الى توظيفها في العلوم الاٍجتماعية ، لهذا فقد دعى مؤسس علم الاٍجتماع الحديث { أوجست كونت } الى اعتماد المنهج الوضعي التجريبي في مقاربة مواضيع العلوم الاٍجتماعية ، والاٍبتعاد عن المناهج الكيفية التي تستند الى الحس المشترك ، واعتبرها تنتمي الى المرحلة الميتافيزيقية من تطور الاٍنسان ، بينما اعتبر المرحلة الوضعية هي المرحلة الصحيحة ، وهي مرحلة تحرر الاٍنسان من الأفكار المسبقة ، وشاطره آخرون نفس الرأي مثل { اٍميل دوركايم } الذي دعى الى دراسة الظواهر الاٍجتماعية على أنها أشياء أي دراسة الظواهر الاٍنسانية مثل الظواهر الطبيعية ، في حين يرى { ديكارت } أن أسس المنهج يجب أن تكون عقلية أي فلسفية ، بالاٍستناد الى الكوجيطو الديكارتي الذي يرتكز على الشك المنهجي الذي يرتكز بدوره على المنطق الاٍستدلالي والبرهان العقلي والذهني والتأمل الفلسفي ومن بين مناهج البحث الفلسفي ؛ المنهج التحليلي السقراطي ، المنهج التركيبي ، المنهج النفسي ، المنهج النقدي ، المنهج الجدلي ، ويرى { فرانسيس بيكون } أن المنهج يجب أن يكون تجريبيا ، ولقد تطورت المناهج الكيفية بدورها ، فبرز المنهج الاٍبستمولوجي أو منهج علم اٍجتماع المعرفة ، والمنهج النقدي مع مدرسة فرانكفورت { أدورنو وهوركايمر } ، في حين ينتمي المنهج العلمي الذي يرتكز على الاٍستقراء والاٍستنتاج الى المدرسة الوضعية التجريبية.
1-المناهج التجريبية والكمية :

أنطلق { ألسير بيتر } من نقد المنهج في محاضرة بعنوان : ( الاٍستقراء والحدس في البحث العلمي ) ، ثم { رولتان } في كتابه ( النظرية الاٍجتماعية ونقد المجتمع ) ، وهما من مؤسسي الفلسفة الألمانية المضادة بحيث اٍتفقا على نقد الفسلسفة الوضعية .
يطرح المنهج في العلوم الاٍجتماعية اٍشكالا يرتبط بمسألة الموضوعية والقيم ، ويطرح بهذا الصدد هذا التساؤل : هل الموضوعية موجودة في العلوم الاٍجتماعية ، بقدر وجودها في العلوم الطبيعية والتجريبية ؟
ميز {ماكس فيبر } في كتابه ( دراسات نظرية العلم ) ، بين الأحكام القيمية والمعرفة التجريبية والعلاقة بين العلوم الاٍجتماعية والطبيعية ، أما { ألتاي } فقد فرق بين المنهج في العلوم الطبيعية الذي هو تفسيري بينما يفهم ويؤول في العلوم العقلية .
في كتاله { قواعد المنهج في علم الاٍجتماع } يرى { اٍميل دوركايم } بأنه يجب على علم الاٍجتماع أن يتحرر من أفكاره السابقة بمعنى فصل الذات عن الموضوع ، أو فصل الاٍيديولوجيا عن العلم ، في حين يرى { جون غلتونغ } أن الخيار المنهجي هو خيار أيديولوجي .

نشأت خلافات بين علماء الاٍجتماع شخصها { رايت مليز } بأنها تتعلق بماهية أنواع التفكير ، وماهية أنواع الملاحظة ، وماهي أنواع الروابط بين الاٍثنين ( التفكير والملاحظة ) ، حيث يرى { مليز } أن المشكلة تكمن في العلاقة بين التفكير والملاحظة أو بين المنهج الكيفي والكمي ، وهذا ما يؤكد عليه عالم الاٍجتماع الألماني { سينغفريد لنك } في كتابه ( البحث الاٍجتماعي الكيفي } ، حيث ذكر الخلافات بين المنهج االكيفي والكمي ، أي النفسير مقابل الفهم ، ( السوسيولوجية الفهمية عند ماكس فيبر ) ، والعلاقة القانونية مقابل العلاقة التاريخية - اختيار النظريات مقابل تطورها – الاٍنغلاق مقابل الاٍنفتاح – الاٍستقراء مقابل الاٍستنباط – الموضوعية مقابل الذاتية – الجزئية مقابل الكلية – المنهج الصارم الجامد مقابل المنهج المرن.
يؤكد أنصار النظرية الوضعية على أن تطور العلوم مرتبط باعتمادها على المنهج التجريبي ، ماجعل العلوم الاٍنسانية والاٍجتماعية ، نظرا للمثال الذي قدمه المنهج العلمي التجريبي ، تروم الاٍحتذاء به وتطبيقه في دراستها للظواهرالاٍنسانية والاٍجتماعية ، رغبة منها في تحقيق قدر أكبرمن العلمية والدقة والموضوعية ، لكن أنصار النظرية العقلية /الفلسفية ، يرون أن للمنهج التجريبي عيوب كثيرة منها ؛ اٍهمال القيم الأخلاقية والدينية ومايقدمه الوعي الجمعي من معرفة الديناميات التي تسير تلك العوامل الأخلاقية ، ما أدى الى تشويه خطير في فهم السلوك الاٍنساني والتنظيمات الاٍجتماعية ، اٍذ انتهت النظريات الوضعية في العلوم الاٍجتماعية الى نتائج سلبية فيما يتعلق بالأسس المنهجية التي قامت عليها، في حين تنبع الاٍشكاليات الميتودولوجية / المنهجية من خصوصية الموضوع وهو الظاهرة الأساسية وكذا البحث عن المنهج المناسب الذي يجب اعتماده في دراسة الظاهرة الاٍجتماعية.
كما أن المنهج التجريبي أفقد العلوم الاٍجتماعية القيم الروحية والأخلاقية ، لأن الظواهر الاٍنسانية والاٍجتماعية ليست في واقعها وحقيقتتها مظاهر حسية ملموسة فهناك جوانب غير مادية في الاٍنسان بما في ذلك تفكيره وسلوكه وغاياته التي لايمكن التعرف عليها اٍلا عن طريق الملاحظة الداخلية أي بفهم المعاني التي تعبر عنها.
الـتأصيل التاريخي لاٍشكالية المنهج في العلوم الاٍجتماعية
تعتبر اٍشكالية المنهج العلمي في العلوم الاٍنسانية والاٍجتماعية من أهم الاٍشكاليات الاٍبستمولوجية المعاصرة ، والتي لها تاريخ طويل في الفكر الأوروبي مقارنة بالفكر العربي ( عصر محاربة الكنيسة للتنوير ).
المنهج العلمي هو من التنظيم االصحيح لسلسلة الأفكارالعديدة ، من شأنه أن يعصم الباحث – قدر الاٍمكان – من الوقوع في الخطأ ، فهو الطريقة الأقصر للوصول الى الهدف المنشود ، المرتبط بالحقيقة العلمية .
أسهم { جيروم رافيتز } في مقاله ( تتاريخ العلم ) في تبديد وهم الهدف المطلق للعلم والمنهج العلمي ، حين بين أن فكرة " العلم "" بالصورة التي وصلتنا اليوم ليست اٍلا واحدة فقط من بين العديد من التصورات الممكنة للعلم ، فاٍذا كان الفكر الأوروبي قد قطع أشواطا كبيرة في تحرير العقل من الفكر اللاهوتي الكنسي ، ورفع الفلاسفة شعار : التنوير والعقل ، فذلك مجرد تصور نوعي للعلم في مقابل تصورات أخرى ممكنة ومحتملة .
لقد آمن الفلاسفة بقدرة العقل على فهم الطبيعة ومحاولة اٍدراك أسرارها باستخدام النظر والمشاهدة واٍجراء التجارب بدلا من الاٍعتماد على القياس والاٍستنباط ، فأخضعوا المعارف والعلوم للدراسة العقلية المسلحة بالنقد والتحليل.
يقول { مارسيل موس 1972-1950 } ، السوسيولوجيا هي كلمة وضعها أوجست كونت لينير بها العلم الذي يعنى بدراسة المجتمعات ، واعتبار مايسمى بالوقائع الاٍجتماعية هي وقائع موجودة في الطبيعة أي أنها خاضعة لمبدأ االنظام والحتمية الكونيين وأنها بالتالي وقائع تنطوي على معقولية.
يستنتج مما سبق أن الفلسفة الوضعية مهووسة باكتشاف القوانين ، سواء أكانت القوانين التي تحكم االظواهر الطبيعية أو الفزيائية أو التي تحكم تتصرفاات البشر وعقليتهم. ودعى { أوجست كونت } الى استعمال التفكير الرياضي والفزيائي في الدين والسياسة ، بالاٍستناد الى آراء أستاذه { سان سيمون } بدوره الذي يرى أن القدرة العلمية الوضعية هي نفس مايجب أن يحل محل االسلطة الروحية.
التجربة في النزعة الوضعية ليست أداة معرفة بقدر ماهي أداة أيديولوجية ، أهم شروطها الاٍلتزام الصارم بشهادة الملاحظة والخبرة الاٍنسانية .
بظهور المدرسة الوضعية مع { أوجست كونت } ظهرت بوادر الخلاف بين المناهج الوضعية التجريبية والمناهج الكيفية ، ويرى { ديكارت } أن أسس المنهج يجب أن تكون عقلية أي فلسفية ، بينما يرى { فرانسيس بيكون } أنها يجب أن تكون تجريبية بمعنى أن تتحرر من الأفكار المسبقة التي تتأسس على الرغبات والأهواء الذاتية وعلى الحدس والحس المشترك ، لأن من شأن المنهج العقلي الذي يتأسس على التأمل أن يتيح للباحث مدخلا للمدركات الحسية السابقة والأفكار الشائعة ، كما أن التفكير الفلسفي التأملي الذي يستند الى البرهان العقلي الاٍدراكي غير الفهمي ،أن يسقط الباحث في المعيارية أي في توخي ( مايجب أن يكون ) عكس المنهج العلمي الذي يدرس الظواهر الاٍجتماعية من حيث ( ماهو كائن ) .
وانقسم العلماء والفلاسفة الى فريقين ، فريق يرى أن الظواهر الاٍنسانية يجب أن تدرس بالمناهج التجريبية ، بينما يرى فريق آخرأن الظواهر الاٍنسانية تختلف عن الظواهر الطبيعية ، لأن الأولى متحركة وفيها تفاعل والثانية ثابثة وغير معنوية ، واستعمال المناهج التجريبية في دراسة الظواهر الاٍنسانية سيؤدي الى خلط كبير ، بل السبب في رأيهم في تخلف العلوم الاٍجتماعية هو وحدة المنهج ، فالوحدة المنهجية في رأيهم مرفوضة لأنها تقوم على افتراض غير مؤكد ، فحواه أن الطرق االمنهجية المستخدمة من قبل الطبيعيين هي وحدها المتصفة بالعلمية.
ظهرت اٍتجاهات أخرى تدعو الى رفض الوضعية وتبنى الاٍتجاهات العقلية في دراسة الظواهر الاٍنسانية في كتابات { دلتاي – هوسرل – فندلباند – ريكرت – كانط } وظهرت العديد من االمناهج في هذا الاٍتجاه مثل المنهج الظاهراتي – الهيرمينوطيقي – المنهج الاٍبستمولوجي – منهج علم اٍجتماع المعرفة – المنهج النقدي الذي ظهر على يد علماء مدرسة فرانكفورت.
أهم الاٍنتقادات الموجهة الى المدرسة الوضعية أنها اختزلت العلم في مجرد علم الوقائع وأنها نفت الأسئلة المتعلقة بالاٍنسان من قاموسها فهي تشيئ الاٍنسان وتموضعه وتجرده من اٍنسانيته ، ومن ناحية أخرى يرى الفريق الثاني أن المناهج والدراسات الاٍجتماعية لايمكن فصلها عن الاٍتجاهات الفلسفية والأيديولوجية التي تسيطر عليها بل وتؤثر على عملية التنظير العلمي والمنهجي.
القاعدة التي تقوم عليها العلوم الطبيعية والتجريبية هي ( فلسفة العلم ) بينما تقوم العلوم الاٍجتماعية على قاعدة ( فلسفة العلوم الاٍنسانية والعلوم الاٍجتماعية ) ، ثم ظهرت المدرسة الوضعية المنطقية أسسها { موريس شليك } عام 1929 ، كحل وسط ، و تبناها عدد من المفكرين والفلاسفة ، أبرزهم { رودولف كارناب – برتراند راسل } وحملت أسماء عديدة منها التجريبية العلمية ، التجريبية االمنطقية – حركة وحدة العلم والتجريبية الحديثة – الفلسفة التحليلية .
أبرز ما يطرحه دعاة هذا االتيار الوضعي الحديث أو المنطقي هو التأكيد على أن معرفتنا عن العالم تأتي عن طريق التجربة وحدها. وشهد مطلع االقرن العشرين تحولا نحو استبعاد اصطلاح ( الوضعية ) واستخدام اصطلاح ( الاٍمبريقية المنطقية ) ، بسبب الاٍرتباط الشديد للوضعية بفكر { أوجست كونت } من جهة ، ويمكن القول أن الاٍمبريقية تمثل اليوم النموذج االسائد في فلسفة العلوم الاٍنسانية .
وأصبح مفهوم العلم الاٍمبريقي كما بلورته الفلسفة الغربية خاصة الأمريكية ، ينظر اٍليه من زاوية محددة حيث صار مفهوم العلم هو االمعرفة المصنفة التي تم التوصل اليها باتباع قواعد المنهج العلمي مصاغة في قوانين عامة للظواهر الفردية المتفرقة ، وهذا العلم يقوم على الاٍستقراء الذي يعتمد على الملاحظة ووضع الفروض واٍجراء التجارب للتحقق من صحة االفروض ، وعلى هذا فقد أصبح العلم يقتصر على دراسة مايعرف بالواقع المحسوس أو الواقع الاٍمبريقي أي الظواهر التي يمكن اٍدراكها بالحواس ، ومقتضى المنهج الاٍمبريقي يركز بصفة أساسية على الاٍستقراء ، أي أن موضوع الدراسة التي تتصل بأنواع أخرى من االظواهر، مهما كانت أهميتها ، تنتج بواسطة المشاهدة الحسية ، نظرا لقدرة الاٍنسان وسيادته على المحسوسات ، والعالم الذي ينتجه الاٍنسان ويتفاعل فيه بالمحسوس هو وحده الذي له وجود حقيقي وليس العالم الميتافيزيقي المجرد .
وبخصوص مسألة توظيف منهج علمي واحد في بحث واحد أو عدة مناهج ، فقد اٍنقسم الباحثون والأكاديميون بدورهم بين من يرى ضرورة تنويع المناهج الكمية والكيفية والاٍجرائية تبعا لحاجة البحث الى هذا المنهج أو ذاك ويرون أن تعدد المناهج في بحث واحد تمليه ضرورة البحث ، بينما يرى فريق آخر أن تعدد المناهج في نفس البحث هو مؤشر واضح على غياب المنهج ، لأن المنهج في نظرهم هو بمثابة خارطة طريق البحث يقود الباحث نحو الحقيقة العلمية وحل الاٍشكال العلمي الذي اٍنطلق منه ، بينما ينتج عن تعدد المناهج اخلال بالبراديغم الذي يوجه البحث نحو هذا المعنى ، وينتج عنه خلط في المفاهيم والبراديغمات ما يفضي الى اٍفساد البحث وعدم الاٍجابة على الاٍشكالية التي يؤطرها الموضوع بشكل علمي ، أو السقوط في المعيارية و مجانبة الموضوعية والاٍبتعاد عن الاٍجابة عن السؤال الاٍشكالي للموضوع بشكل علمي.


خلاصة :

الموضوعية القائمة في العلوم الطبيعية والتجريبية من الصعب تحقيقها في العلوم الاٍجتماعية ، فالظاهرة الاٍجتماعية هي ظاهرة اٍنسانية بامتياز ، وهذه تتميز بالتعقد وتنوع الأسباب المؤدية لظهورها وسرعة تغيرها وصعوبة تكميمها ، وصعوبة عزل الباحث عن المجتمع ، فهو جزء من المجتمع ولابد أن يتأثر بالظواهر الموجودة فيه ، ويصبح بالتالي من المتعذر تحقيق الموضوعية والتخلص من الذاتية في الدراسات الاٍجتماعية ولذلك تعددت النظريات الاٍجتماعية أكثر من سواها ، حيث أصبحت خليطا من الفلسفة والأيديولوجيا والقيم الأخلاقية والأهداف المعيارية وتصورات الحياة اليومية وأحكام الحس المشترك.

المراجع والهوامش
1- أوجست كونت ، مؤسس علم الاٍجتماع الحديث ، خريج مدرسة البوليتكنيك بباريس ، تأثر بأفكار معلمه سان سيمون . أنظر بهذا الخصوص رايمون آرون في كتابه :
Raymon Aron - Les étapes de la pensée sociologique – Ed Tel Gallimard – 1996 – pp 86-87
Saint Simon – Collection – suppulosphe – 1èr édition – PUF , Paris 1969 , p 22
2-عبود عبد الله العسكري - منهجية البحث العلمي في العلوم الاٍنسانية –سلسلة منهجية البحث العلمي -1-الطبعة الأولى 2002 ، دار النمير- دمشق ، الصفحة 4.
3- تثير اٍشكالية المنهج في العلوم الاٍجتماعية ، بالاٍضافة الى الطابع الاٍيديولوجي للمناهج والنظريات الاٍجتماعية، اٍشكاليات فرعية مرتبطة بالبراديغم ، أي النموذج الفكري أو النموذج الاٍداركي أو الاٍطار النظري الذي سيشتغل عليه الباحث في مقاربته للموضوع والاٍجابة على اٍشكالية البحث.
4-قراءة ابستمولوجية لاٍشكالية المنهج العلمي في االعلوم الاٍجتماعية ، أفلامي صباح – أستاذة محاضرة – كلية العلوم الاٍجتماعية – جامعة خميس مليانة – االجزائر.
5علا مصطفى أنور – أزمة المنهج في العلوم الاٍنسانية – المعهد العالمي للفكر الاٍسلامي – قضايا المنهجية في العلوم الاٍسلامية – ص 187.
6- عبود عبد الله العسكري - منهجية البحث العلمي في العلوم الاٍنسانية –سلسلة منهجية البحث العلمي -1-الطبعة الأولى 2002 ، دار النمير- دمشق ، الصفحة 5.
7-نفس االمرجع السابق ص9
8-محمد محمد أمزيان – منهج البحث الاٍجتمااعي بين االوضعية والمعيارية – بيت الحكمة للترجمة والنشر – وجدة – الطبعة الثالثة 1996 – ص 22-25.
9-محمد عابد الجابري – مدخل االى فلسفة العلوم – دراسات النصوص في الاٍبستمولووجيا المعاصرة – الجزء الثاني – المنهاج التجريبي وتطوير الفكر العلمي – دار الطليعة – بيروت – ط 2 1982- ص 49
10- لقد لاحظت أثناء اٍطلاعي على العديد من رسائل الماستر والدكتوراة بمناسبة أعدادي لرسالة الماستر، أن الطلبة يقومون بتوظيف العديد من المناهج الكمية والكيفية والاٍجرائية في بحوثهم ، ما أثار في ذهني ، اٍنطلاقا مما ترسخ فيه حول مناهج العلوم الاٍجتماعية التساؤل التالي : هل يستقيم توظيف منهج كمي أو كيفي واحد في البحث أم يجوز استعمال أو توظيف عدة مناهج ؟ خاصة وأن بعض أساتذتنا الأفاضل يعتبرون أن تعدد المناهج في بحث واحد هو بمثابة غياب المنهج .



#محمد_أيت_بود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيت بود - اٍشكالية المنهج في العلوم الاٍجتماعية