أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عيسى محارب العجارمة - نيران صديقة














المزيد.....

نيران صديقة


عيسى محارب العجارمة

الحوار المتمدن-العدد: 5511 - 2017 / 5 / 4 - 21:46
المحور: كتابات ساخرة
    


نيران صديقة

خاص - عيسى محارب العجارمة - غالبا وفي هدأة الليل تنتابني كوابيس سماع صوت رصاص البندقية الاولى والرصاصة الاولى أثناء التدريب بمعسكر الاغرار بمنطقة خو عام 1986، وكأنني أستعيد مشاهد من فلم الاوسكار صمت الحملان .

ويبدو ان الحلم الجميل والكابوس اللذيذ قد تحول الى حقيقة واقعة تفي بمتطباتي النفسية وحاجتي لان اكون ضمن جبهة قتال حقيقية ضاع العمر دونما شرف الالتحاق بها .

فقد شهدت الشهور الخمسة الماضية سماع دوي بالذخيرة الحية للاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة تنتقل عبر سكون اليل من وحدة قتالية مجاورة ،وذاك خلال عملي الليلي المرهق بأحدى الكسارات بغور الاردن الغالي .

وتبلغ الاثارة ذروتها حينما تصطدم بعضها بالجبل المحاذي لمنامي ولشد ما اتمنى شرف مشاركة أؤلئك الابطال ذاك العمل الليلي بميدان رمايتهم .

وانا اعتبر هذا المقال بمثابة تفويض لقائد الوحدة الغالية بتنازلي عن كل حقوقي التي كفلها لي القانون حال تعرضت لنيران تلك الاسلحة الصديقة سواء اصابة قاتلة او تعرضي لجرح بليغ فالموت برصاص الجيش العربي هو اجمل الاوسمة التي اكلل بها خاتمة حياتي ان كتب الله لي الشهادة بتلك الطريقة الرائعه للموت النبيل .

سقت هذه المقدمة لان كل حياتي كانت عبارة عن مناورة تحت وابل من النيران الصديقة فنلت من أذاهها ما تنؤ الجبال بحمله فخسرت كل شئ الا قلمي مرهف الحد كالسيف لاخدم به الجيش العربي واجهزتنا الامنية والعرش الهاشمي المفدى .

أنا منذ قرابة ثلاثة سنوات امر بظروف غاية في التعقيد وقمت بتخفيض نتاجي الاعلامي بأضيق الحدود نتيجة عملي المرهق وعدم وجود تغطية نت لدي وحينما يتحدث الاخرون على مسامعي اكون بحالة شرود ذهني وانفصال عن الواقع كتلك التي اصابة القذافي قبل سقوطه .

صبيحة اليوم تحدث احدهم امامي عن مسير خط باصات عمان وادي السير ورعونة احد السائقين اثناء توجهه من البلد للبيادر بعبدون امام مؤسسة اموال الايتام ومعه ثمانية ركاب فقط ليجد رتلا من العمالة الوافدة على المسرب المقابل ليعود بهم القهقرى ثلاث مرات على التوالي لوسط البلد .

وهو عين ما امارسه اليوم وانا اكتب مقالي الحالي وما قبله واقوم بفرض نفس الكلام لاشنف به اذان المستمع الكريم حال تكلمت باي مجلس كذلك الامر بنفس الرواية والكلمات برعونة وبلادة ذاك السائق الابله برأيي دون ان ابالي بالثورات الاجتماعية المرافقة للربيع العربي.

دخلت على الخط وقلت له بأنني ممنوع من دخول وسط البلد لامور عائدة لقصة فشلي المالي المزمن الذي وضعني في خانة الغارمين الدائمين الطويلة بهذا البلد ، وشرحت له المسار التفصيلي لخط رحلة سير الباص التي افتدقهابشدة منذ الطابور الطويل بساحة النافورة بالثامنة صباحا والذي يضم كل الوان الطيف بالاردن الغالي من موظفين وعمالة وافدة وعسكر وسكرتيرات حسان الى سريلانكيات باخسات الحسن .

الى ركوب الباص وزعرنة صديقي الكنترول - يالله كم افتقده - وزعيق الاغاني بالباص على الصبح مرورا بالامانة التي اتذكرها بعهد ما قبل بلتاجي ، علما انني كنت من رواد مركز الحسين الثقافي وامارس به صرقعتي المسرحية والفكرية كمشاهد من جزر الواق واق والعيون تنظر لي شزرا كأنني مخبر للسي اي ايه .

بباص وادي السير انظر لجبل عمان فوق رأسي واتذكر نوبات الحراسة بشارع الرينبو على بيت ذاك المخنث الكبير الذي صرح بعهره بحضرة السفيرة الامريكية السابقة وهو اليوم يمتلك كوفي شوب شهير هناك للمخنثين امثاله ويجهر بتقديم الخمور بنهار رمضان لانه مدعوم من احداهن اثناء اقامته السابقة بالكويت ما قبل 1990 .


ثم اصل لاشارة الايتام واتذكر يتمي الدائم بوطني ثم لتقاطع الخامس وفندق الفور سيزنز وسبق ان عملت حارسا شخصيا لثريا عراقيا حضر حفلا به بمنتصف كانون وكانت السيقان تنحر ما بقي من حياء لما فوق الركبة بشبرين لسيدات غاية بالثراء الفاحش نزلن من سيارات فارهة شبيهة بتلك التي نراها بالافلام على بوبات فنادق القمار بلاس فيجاس .

ثم يتهادى الباص ليقف مقابل مسجد الشركس لادلف منه لشارع الحمراء بالصويفية وصولا لشركة التخليص التي سبق وان كنت احد موظفيها بالمنطقة الحرة بالمطار لاستلم راتبي وسط قرف السكرتيرات الحسان من بداوتي وسمرتي المخيبة لامالهن التعيسة .

لاعود القهقرى من ذكرياتي لاختم بها هذا المقال المقرف لكثير من الاوباش عاملهم الله بعدلهم بكافة مواقعهم ولولا صلة رحم قديمة بالجيش العربي لنقلت البندقية من كتف الى كتف وسيعلم الحي اليمانيون اذا قلت اما بعد فأنني خطيبها .



#عيسى_محارب_العجارمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربيع ام البساتين الاسيرة
- المانيا وسياسة الباب المفتوح للاجئ السوري
- قمة عمان ورقة على الغصن
- تدمر عروس الصحراء
- احمد جبريل وتسخين جبهات القتال
- بعدك على البال يا سهل حوران
- عشائر العراق والحفاظ على بيضة الوطن
- الفئران تهرب من السفينة
- الهدير القومي المطلوب بقمة البحر الميت
- نعي صحيفة المجد الاردنية ذات التوجه القومي
- التكفيريون الاردنيون العائدون من حلب : سامحني يا بابا
- ليالي الانس بشرق حلب هواها من هوى جهنم
- ايمانا بقضية الوحدة العربية
- وين الملايين
- شماغ فايز الطراونة يمثلني
- تبييض السجون
- السائق سريع الاشتعال
- تلة الايجاز التي ضمت رفات (الشيخ عودة عويد السرحان)
- ذئب اردني منفرد بأدغال افريقيا
- حتى أفنتهم الحروب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عيسى محارب العجارمة - نيران صديقة