جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 19:38
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كرامة الكذب و التزوير
الذي يدين الكذب و التزوير لا يفهم الحياة و الانسان و هو ينسى بانه له حتماعلى الاقل تأريخ في الكذب. لا تبنى الحياة الا على الكذب و لولا الكذب لتوقفت الحياة و اصيب الانسان بالجنون. تصور جنة صادقة خالية من الكذب و التزوير - ماذا يحدث؟ لا شيء - كل شيء يتوقف حتى التفكير لانك لا تشك بنوايا المقابل و لا تحتاج حتى ان تفكر و انك بالتاكيد تفضل وجه المرأة المزور بقناع التجميل و صبغ الشعر و الملابس الجميلة المغرية التي تثير غريزتك الجنسية و لو كنت قادرا على رؤية بشرتها على حقيقتها بعينيك لتبين لك المسام و تقززت حتى من نفسك. فاذا كانت جنة الاديان المزيفة خالية من الكذب فمصيرها هو الموت المحقق.
الكذب محرك للحياة يتفشى في عالم الانسان و الحيوان و النبات و هو من ضروريات الحياة رغم ان الانسان يفكر فقط في الجوانب السلبيه منه. يتحول الكذب و التزوير الى الخداع و التضليل كوسيلة حربية للتغلب على العدو استعملت في جميع حروب الانسان الدينية و الدنيوية و اعمال التجسس و التجارة و الاقتصاد و النشاطات الاجتماعية السلمية وعندما تنتشر اخبار التلفيق و الكذب في عصر الانترنيت يعتقد الانسان بان هذه ظاهرة سلبية جديدة و لكن الخبر الكاذب كان دائما ينتقل بسرعة النار من باب البيت الى ابواب المدينة.
لا يهم اذا كانت الكذبة بيضاء او سوداء ففي الحالتين لها اغراضها و اهدافها. في الكذب و التزوير ديناميكية مرعبة مدهشة كفيلة في دب الحياة في الانسان و خلق حقائق جديدة. كيف اذن يمكن للانسان المبني على الكذب اصلا ان يدين الكذب؟ اذا ادان الانسان الكذب ادان نفسه بنفسه و هذا اكبر الاكاذيب. لقد جاء الوقت لنعيد للكذب كرامته و احترامه.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟