أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إكرام يوسف - مسمار جديد في نعش نظام القطب الأوحد.. أمريكا اللاتينية تعيد ترتيب أوراق اللعبة















المزيد.....

مسمار جديد في نعش نظام القطب الأوحد.. أمريكا اللاتينية تعيد ترتيب أوراق اللعبة


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 10:08
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


منذ انتهاء عصر الحرب الباردة بأفول أحد قطبي هذه الحرب، وظهور ما أسماه الرئيس الأمريكي بوش "النظام العالمي الجديد" الذي تهيمن فيه بلاده على مقادير العباد، لكونها القوة الأعظم ـ والأوحد ـ في هذا العالم؛ انتاب عديدا من مثقفينا حالة من التسليم بالأمر باعتباره قضاء وقدرا يلزمنا أن نستنيم إليه، ونعلق عليه كافة خيباتنا، باعتبار أننا لا حول لنا ولا قوة في مواجهة قوة مهيمنة عظمى تمتلك ما لا قبل لنا به. وترددت نغمة أن الهامش الذي كان متاحا أمامنا للمناورة في وجود قطبين يمكن أن نستقوي بأحدهما في مواجهة الآخر لم يعد موجودا؛ومن ثم فلا سبيل أمامنا سوى التسليم بما يطلبه منا "الكبار". ولم يعد من حقنا حتى إبداء التململ من تدخلهم في شئوننا الداخلية، وفرض الوصفات التي "يضعونها هم" لإصلاح حالنا، حتى لو استلزم الأمر اجتياح بلاد "الصغار" الذين لا يبدون طاعة في تنفيذ هذه الوصفات؛ بداية من وصفات صندوق النقد والبنك الدوليين وانتهاء بوصفات الإصلاح السياسي. وصار من قبيل "التجديف" مجرد التساؤل عما وراء هذه الوصفات من مخططات تحقق مصالح هؤلاء "الكبار" أو أطماعهم. ولم تلبث أن تزايدت خلال السنوات الأخيرة نبرة تحسر العرب على حالهم وشكواهم من قلة حيلتهم وهوانهم على الناس. وانقسم القوم بين فئة باتت ترى أن الحل الوحيد لن يكون إلا بتدخل هؤلاء الكبار لإخراجنا مما نحن فيه ولو بالقوة المسلحة ـ ولا يرى هؤلاء بأسا في أن قتل عدة مئات الآلاف من أبناء الشعوب أو نهب بعض مواردنا، أو تخريب حضارتنا والبنى الأساسية لدينا على يد غاز جل همه هو تخليصنا من آفاتنا وعيوبنا ـ وبين فئة أخرى راحت تتحسر على مافات وتحلم بمعجزة ظهور "صلاح الدين الأيوبي" جديد يوحد العرب للوقوف في وجه الطامعين.

شعارات ليست مستهلكة

وبين هؤلاء وهؤلاء، لم نلتفت إلى ما يحققه آخرون، لم ينتظروا إصلاحا لأحوالهم يأتيهم من خارج الحدود، ولا معجزة ظهور "مخلص" فرد يبعث الروح في الكسالى ويقودهم لتحقيق أحلامهم. أقصد بذلك ما نشهده يوميا ونتعامى عنه من حراك مستمر في بلدان أمريكيا اللاتينية للخروج من ربقة الاستغلال الذي تمارسه القوة الأعظم وحلفائها عبر سياساتها الخارجية وأساليبها الدبلوماسية ووكالة مخابراتها حماية لمصالح وأطماع الشركات المتعدية الجنسيات. ولا شك أن هذه الشعوب الراغبة في التحرر وفي حماية مواردها من النهب تعلم تماما ما سيجره عليها ذلك من مواجهات مع قوى طالما أظهرت أنيابها لكل من أراد شق عصا الطاعة.
ففي كوبا التي تخضع لحصار اقتصادي أمريكي طال نصف قرن تقريبا، ورغم حملة التشويه التي يشنها الإعلام الغربي على النظام الكوبي برئاسة كاسترو الذي يصوره هذا الإعلام في صورة عجوز مخرف يقمع شعبه الذي يسعى للهروب من استبداده؛ مازال هذا العجوز قادرا على أن يعلن ردا على محاولات الاتحاد الأوروبي ربط المساعدات المقدمة لهافانا بإصلاح على المزاج الأوروبي "إن حكومة كوبا تتخلى عن أية مساعدةٍ أو بقايا مساعدةٍ إنسانية يمكن أن تقدّمها المفوضية الأوربية وحكومات الاتحاد الأوروبي التي تتوهم مواصلة الحوار السياسي" وأكد كاسترو: "إن بلادنا لن تقبل مساعداتٍ من هذا النوع، على تواضعها، إلا من سلطاتٍ مستقلة إقليمية أو محلية، أو من منظماتٍ غير حكومية وحركاتٍ تضامنية لا تفرض على كوبا شروطاً سياسية". فضلا عن شعارات هذا "العجوز" المتحدية للهيمنة الأمريكية.
وفي البرازيل وجد رئيسها "لولا دا سيلفا" المنتخب ديمقراطيا، رغم أنف الجهود الأمريكية التي سعت لإسقاطه خلال العامين الماضيين الجرأة ـ المستندة على التأييد الشعبي لجهوده نحو حماية سيادة بلاده ومواردها ـ لأن ينذر المسئولين الأمريكيين بعدم التدخل في شئون بلاده قائلا "ليس من حق الولايات المتحدة إعطاء رأيها حول ما يجري... ينبغي احترام هذا البلد. نحن لسنا مستعمرة". وفي قمة الأمريكتين التي عقدت في الأرجنتين نوفمبر الماضي، لم يتردد نيستور كيرشنير، رئيس الدولة المضيفة أن يقول في خطاب افتتاح القمة وبحضور الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية "لا مفر منها ومتعذراً تبريرها" عن سياسات أدت إلى الفقر والمأساة الاجتماعية في أميركا اللاتينية، وهاجم كلا من ضغوط واشنطن على بلدان القارة الجنوبية وسياسات صندوق النقد الدولي الخاصة بالإصلاح الهيكلي. وفي نفس المناسبة هاجم هوجو شافيزالرئيس الفنزويلي ما أسماه "غدر الولايات المتحدة وغشها". كما رددت وكالات الأنباء الشعارات التي رفعها الرئيس البوليفي موراليس "لا نريد العيش على مساعدات الصناديق الدولية بينما تزخر بلادنا بالثروات الطبيعية" و" لا بد من تأميم بعض الشركات المتصلة بحياة المواطنين الأساسية وفي طليعتها شركة المياه التي تسيطر عليها بكتل الأمريكية". و"لا بد لورقة الكوكا من أن تهزم ورقة الدولار". ويدرك المعنيون بالأمر، وعلى الأخص القوى المتحكمة في سياسات البيت الأبيض أن هذا النوع من الشعارات، ليس من قبيل الشعارات الثورية العاطفية، التي درج على إطلاقها بمثالية زعماء حركات التحرر الوطني في الستينيات. وإنما هي شعارات تعتمد على أوراق ضغط يملكها أصحابها ويعرفون أن بإمكانهم استخدامها. وهم مصرون على الاحتفاظ بما لديهم من أوراق اللعبة دون أن يقعوا في وهم أن معظم هذه الأوراق بيد سكان البيت الأبيض.

الفقراء لهم أنياب

فحكام أمريكا اللاتينية اليساريون يدركون تماما حرص واشنطن على قيام منطقة التجارة الحرة للأميركيتين (افتا)، وهو المشروع الذي يواجه عائقا متمثلا في الـ "ميركوسور" الذي كونته مؤخرا البرازيل والأرجنتين وأوروجواي وباراجواي. وقد أعلنها شافيز قوية في اجتماع قمة الأمريكتين أن فيتا "ميتة ونحن ندفنها هنا". ولا شك أن شعور الولايات المتحدة بالخطر يتزايد مع زيادة متانة العلاقات بين دول "ميركوسور" مع أوروبا والصين. أضف إلى ذلك ما بات يهدد الهيبة الأمريكية بعد عقود طويلة من نجاح واشنطن في فرض العزلة على كوبا، حيث صوت 182 من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر لصالح إنهاء الحصار الأمريكي لكوبا مقابل أربعة أصوات لصالح الحصار.
ولا شك أن القوى المسيطرة على الحكم في الولايات المتحدة تتحسب حاليا لما يعنيه وصول قيادات يسارية إلى سدة الحكم في البرازيل صاحبة أكبر اقتصادات أمريكا اللاتينية وفنزويلا خامس أكبر مصدر للنفط في العالم والتي تمتلك مع بوليفيا أكبر احتياطيين للغاز في القارة الجنوبية. ولا شك أيضا أن الشركات الضخمة المتحكمة في قطاع الطاقة تدرك ما يعنيه التحالف بين شافيز وموراليس من خطر يتهدد أطماع هذه الشركات في السيطرة على موارد الطاقة في القارة. وهو ما يختصره موراليس في صيحته"نريد شركاء لا أسيادا في بلادنا".
وهكذا تدل جميع الشواهد على أن المذهب الذي أعلنه الرئيس مونرو عام 1823 والذي تحولت دول أمريكا اللاتينية بموجبه إلى شبه محميات خاضعة لنفوذ واشنطن، يلفظ أنفاسه الأخيرة مع انفراط عقد هذه المحميات مع تولي اليساريين سدة الحكم في سبع دول من القارة التي كانت تمثل الفناء الخلفي للولايات المتحدة، ومع توقعات بعودة دانييل أورتيجا رئيس جبهة ساندينستا اليسارية إلى الحكم في نيكاراجوا.
خلاصة القول؛ أن دروس التاريخ التي لخصها قول الشاعر "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع"، تؤكد أن عصر الهيمنة الأمريكية في طريقه إلى زوال قريب. وأنه آن أوان إعادة الحسابات والبحث الجدي عن فرصنا للعيش في عالم ما بعد عصر القطب الأوحد، أو ما بعد الحلم الأمريكي في أذهان البعض!.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات نظام عالمي جديد.. خطر من الشرق يهدد الهيمنة الأمريكي ...
- صرعة المضاربة في البورصات العربية.. مخاطر وتداعيات
- مخططات الخام.. اتعظوا يا أولي الألباب
- يافقراء العالم اتحدوا ..أو موتوا
- العولمة المتوحشة ومأزق الدولة القومية
- من بوليفيا .. إلى أبوظبي.. درس من العيار الثقيل
- أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك!!
- نبوءة -شافيز- وصدمة النفط الجديدة
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 2-2
- غول التمييز العنصري في زمن العولمة 1-2
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي3-3
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي 2-3
- في ذكرى يوم الهول الأمريكي.. الفاعل والمستفيد 1-3
- إحياء روح مصر القديمة
- المرأة التي حيرتهم وحيروها معهم
- قبل فوات الأوان..علم الإدارة هو الحل
- الاستثمار في البشر..حل يحمي جميع الأطراف
- ديمقراطية مدفوعة الثمن مقدما
- الفيشاوي والحناوي.. أزمة مجتمع يفقأ عينيه بأصابعه
- نعم..هي مؤامرة


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - إكرام يوسف - مسمار جديد في نعش نظام القطب الأوحد.. أمريكا اللاتينية تعيد ترتيب أوراق اللعبة