أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - في انتظار ترامب














المزيد.....

في انتظار ترامب


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه الحالة من الفوضى، من العنف اللفظي، ومن القتل هي حالة طبيعيّة في بلد تفشى فيه الفساد، وحلّ فيه بدل الإقطاعيّة عشائريّة طائفيّة قوميّة. رائحة الكراهية تنبعث مع الربيّع حيث الورود ارتوت برغبة الانتقام. هذه الأرض ملك لجميع البشر، ولم يسجل أحداً عنواناً عليها.
كان عزيزاً علي ذلك الشّخص الذي مات منذ أعوام. كتب عن وضع النّاس عندما تغير عليهم طائرة ما بالقنابل ، كيف يرتجفون ويعتقدون أنّهم ميتون لا محالة. كان يحدّثني بعد منتصف الليل يشكو لي الوحدة والبرد في درعا.
قلت له: لا أحد يرغمك على البقاء. اهرب. القضيّة ليست قضيتك. ولا زالت كلماته في خاطري: " سيدتي. أنا أحمل بندقيّة لا تحميني من كلب شارد، ولست مؤمناً بالموت، لكن للموت وجه آخر، فلو هربت لأصبح اسمي خائن، وعاشت عائلتي على هذا الاسم"
-لكنّك تعرف أنّه ليس أمامكم سوى الموت. لماذا تموت؟
قلت له ما قلت لجميع أصدقائي من الذين كانوا يحملون السلاح، وكلّهم كانوا يتحدثون معي بعد منتصف الليل، فصوت أنثى أم يحمي مشاعرهم من التوقف. بعضهم قتلت عائلته ، بكى لأنّه منذور للموت، ولا يستطيع الحياة، فإمّا أن يقتل نفسه، أو يحاول الانتقام.
كتب لي صديقي قبل موته بيوم واحد- أعني صديقي ابن درعا- الذي قال يخجل أن يوصف بالخائن. قال في رسالته:" أمّي! أنت محقّة، فامرأة عمّي التي فقدت أولادها هامت على وجهها. تتسوّل. لا أحد يحميها. أتوقع الموت في أيّة لحظة، لكنّني أعرف أنّ موتي لا ثمن له. نحن شعب لا نحب الأسد ولا النّظام، ولكنّنا نستعمل نفس كلماته. لو متّ قبل أن يسقط الأسد. ارثيني عندما يسقط، وقولي نيابة عنّي :" العالم لم يظلمنا. العالم لا يعرف كيف يساعدنا ونحن نقتل بعضنا"
لم أفتح رسالته. كنت مسجونة في اليونان. فتحتها بعد خروجي من السّجن، لكنه كان قد قضى . رأيت ذلك في التعليقات.
لم أبك يومها، لم أسمه شهيداً. هو قال لي:" نحن نقتل جماعيّاً تحت القصف، ولا نستطيع أن ندافع عن شيء. إن متّ لا أكون قد خدمت القضّية"
أتاني الليلة في حلمي. عاتبني. بكينا معاً.
وقبل أن يختفي أكّد لي:" أن الإنسان أهم من الأرض، ولا وطن في هذه الدنيا. الوطن كذبة كبيرة"
المقتولون سواء سميناهم شهداء، أو لم نسمّهم هكذا. رحلوا.
هل يمكن لمن تبقى من السّوريين التّفاهم على عدم الحديث الحماسي، وضرب الأحجار تجاه بعضهم البعض؟
لا أعتقد أن أمراً سوف يحلّ قبل أن تأخذ أمريكا القرار. عندما يسقط الأسد سوف تسقط قصص البطولات والقضاء على الإرهاب. حيث سوف يرحل الإرهاب من تلقاء نفسه بعد انتهاء مهمّته.
عندما تأخذ أمريكا القرار، وتنفّذه سيسقط أغلب الأبطال في حضنها يبكون عشقهم لها، ويعاتبونها لماذا لم تمنحهم المكافأة.
الجميع بانتظار أمريكا. النّظام، المعارضة، المجموعات المسلحة الإسلامية، و سورية الديموقراطية. الجميع بانتظار أمريكا، وبانتظار أن تنجح العنصريّة في الغرب كي يطرد المهاجرين. نسي هؤلاء أنّ في الغرب قوانين وأحزاب، وقضاء، وسلطات مفصولة عن بعضها البعض.
عندما ستضع أمريكا الخّطة سوف يقوم الإعلام ببث محاسنها، وتحدث الحوارات السّاخنة، ويصبغ المحللين شواربهم وشعرهم. هم لا زالوا أحياء قبل النّظام، وسوف يبقون أحياء بعده كي يحللوا دمنا.
أمريكا ليست في عجلة من أمرها. وعلى قدر الجود سوف تجود. هي تحتاج للمال من أجلها فقط. تستعمل من هامشه القليل كي تقرّر وفق مشيئة العرب الخائفين على كراسيهم . في انتظار أمريكا. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيود أمّي -الفصل الخامس -3-
- مسار الثّورة السّوريّة
- لازالت الثّورة الروسية تلهم العمّال في العالم
- قيود أمّي-الفصل الخامس-2-
- قيود أمّي-الفصل الخامس-1-
- قد لا يمنح الدستور الحقوق
- البيت الأبيض قال، ولم يقل
- - كلّ مصائبي أتت من هذا الرّجل-
- قيود أمّي- الفصل الرّابع-5-
- قيود أمّي-الفصل الرابع-4-
- تلك الأماكن المقتولة. تقتل ثانية !
- قيود أمّي -الفصل الرّابع-3-
- العودة إلى حضن النّظام السوري من البوابات الخلفيّة
- قيود أمّي-الفصل الرابع-2-
- الأطفال السّوريين في مخيّمات اللجوء
- قيود أمّي-الفصل الرّابع-1-
- سهرة حتى الصّباح
- قيود أمّي -الفصل الثالث-5-
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-4-
- قيود أمّي-الفصل الثّالث-3-


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - في انتظار ترامب