أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - هل يشهد عام 2018 تغييرا















المزيد.....


هل يشهد عام 2018 تغييرا


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة......
إعلان الحرب علي الفكر السلفي
قبل أن أبدأ حديثي أرجوك، فعلا أرجوك،(عموما ودائما ) أن تشك في كل كلمة أكتبها وأن تحاول قدر جهدك أن تجد البراهين والمنطق الذي يعدل منها أو يثبت خطأى أوحتي يدلل علي أن ما أكتبه هو مجرد تهاويم أحلام .
و لكن أذا كنت ستقبل الخوض معي في حوار علي هذه الصفحة فأرجوك الا تردد ما نعرفه منذ الطفوله من نصوص كتبك المقدسة لأنني لن أستطيع أن أكذبها أو أنقدها ولأنها شكلت ما أعتبرتة قيداعلي عقلي و(عقلك) يمنعهما من الابحار الي المياة العميقة للمعرفة.
كن رجلا ولا تتبع خطواتي قالها فولتيروأنا لن أتبع خطوات كثيره مضت وتركت لنا بركا راكدة واوحالا فبعد أن أصل الي حدود الغابات الفكرية الكثيفه ،سأتوغل فيها منفردا نعم سأخوض في السفانا الافريقيه الخطرة أستمع الي صوت الطبيعة غير هياب من الاشباح، مستعينا بنورالعقل الذى يحاول أن يتحرر،وسأرتاد بحور الظلمات التي خاف منها سندباد وأوصلت كولومبس الي عوالم جديدة لم نكن لنتعرف عليها لولا جسارته.
وأتعهد لكم و لنفسي انني لن أطرح أفكاري علي أساس انها مسلمات منتهي منها لمجرد أن لدي شعورا غامضا بصدقها، فأنا لست متمسكا بأن ما أكتبه هو الحق وما عداه باطلا أو خرافه لانني أعتمد دوماعلي العلم وأبحاثه ودراساته وهو لا يؤدى أبدا الي طمأنينة اليقين فكل ما نتعلمه إنما هو أطروحات غير ثابته وليست أذلية إذ يتم تعديلها كل يوم طبقا لظهور أدلة ،براهين أو منطق يؤثر علي النتائج و الاسنتاجات يؤيدها ويقويها أو يقلبها رأسا علي عقب ، فلا تتردد أن تواجه الحجه بالحجة و القرينه بالقرينه ..لأني أحتاج لك فعلا أحتاج لمن يناقشني ، يحررني يعطي للعقل المتمرد طاقة من خلال المساجله و الصراع الذى سيحمي كلينا من سكون الاموات .
((أجاب إيمانويل كانت عن سؤال ما هو التنوير؟ بقوله:" إنه خروج الإنسان عن مرحلة القصور العقلي وبلوغه سن النضج أو سن الرشد." كما عرَّف القصور العقلي على أنه "التبعية للآخرين وعدم القدرة على التفكير الشخصي أو السلوك في الحياة أو اتخاذ أي قرار بدون استشارة الشخص الوصي علينا." ومن هذا المنظور جاءت صرخته التنويرية لتقول: "اعملوا عقولكم أيها البشر! لتكن لكم الجرأة على استخدام عقولكم! فلا تتواكلوا بعد اليوم ولا تستسلموا للكسل والمقدور والمكتوب. تحركوا وانشطوا وانخرطوا في الحياة بشكل إيجابي متبصر. فالله زودكم بعقول وينبغي أن تستخدموها.))
المعرفة المتراكمة ليست كلها صالحة ، البعض منها أصابه البلي والتحلل وأصبحت رائحته تزكم الانوف ،وللاسف قد نجد أن العقل المعاصر لازال اسيرا لها ولازال قانعا بحصيلة ما توصل اليه الاجداد منذ ثلاثين الف سنة لقد تغلب الخوف علي العقل ،والغريزه علي التهذيب ، و الانتماء للعشيرة والتعصب للقبيلة مكان التناغم مع الانسانية الا القليل من الذين يوقنون أن الارض وما عليها بالنسبة للكون المرئي لا تزيد عن كونها حبة رمال في الصحراء الكبرى فهم يرجون السمو بالعقل وتحريرة من آثار غيبوبة الغرائزية الحيوانية .
تراث البشر السابق رغم انه يمثل دماء وعرق و معارك فكرية وجهد الاجداد فإن علينا أن نحتفظ به في المتاحف مكرما يعود اليه الانسان كلما اصابه القلق من الحاضر ليستشرف المستقبل .
الفنون و الثقافة و الفرح بالحياة لن تأتي الا بالتناغم مع ارتام والحان الكون .
فليكن هدفنا ...صيانة حقوق الانسان وقبول الاخر واحترام المرأة و الطفل و العجزة و المسنين وتطوير اسلوبا إيجابيا لتنظيم الطاقة البشرية لانتاج مشبع لاحتياجات الجميع و القضاء علي مسبة الجوع ، المرض ، الامية و الجهل .
فلنسعي كبشر متساويون إمتلكو أروع ما قدمته تجارب التواجدعلي الارض لثلاثة مليارات من السنين لأن نكون خير كائنات أنتجتها الحياة .
اقول قولي هذا ملفتا النظر الي أن الحرب الدائرة في البر و البحر والجو مع هؤلاء الافاعي السامة التي تحمل حقدا علي البشرية ما زالت قائمة منذ ان خرج الانسان من وحشية الغابة الي تكوينه لمجتمع العقلاء ..وهي ليست امنية (من الامن ) فقط بل هي في الاساس تنويرية .. فلنحارب هذا الفكر .. فلننير اضواء الحقيقة .. فليتعلم الكبار قبل الصغار اننا لن نلحق بقطار المعاصرة و نحن نرتدى جلباب الاجداد.
(1) الحب و المسالمة مع الضوارى و الاوباش
منذ أن وعيت ما حولي أحاول قدر جهدى أن اتمرد أن أتحرر دون جدوى من أسر ماعلمتني إياه ميس مارى في مدرسة نوتردام ، لقد كان عمرى ثلاث سنوات ومع ذلك كانت تحدثنا يوميا عن قيم الحق والخير والجمال و كيف أن المحبة هي أساس الوجود وأن الانسان لن يكون صالحا ما لم يكن لديه في قلبه شلالا متدفقا للحب يروى به كل العطاشي من أفراد الاسرة ،الجيران ، الزملاء ، يعمل بحب ،يدافع عن الوطن بحب ، يلعب بحب وأن يكون لديه قلب يتسع ليضم العالم بأكمله بأخياره وأشراره بمن يبادله الحب و بمن يردعليه بالبغض و الكراهيه .
مس مارى لم تقل لي ما معني ((الحب ))لذلك عندما أحببت والدتي كنت أريد الاستئثار بها منفردا ، كنت أشعر بحزن عميق عندما تفضل والدى علي و تذهب معه الي حجرتهما و تغلق الباب من الداخل ولا تخرج مهما ازعجتهما بصراخي .. وظلت علاقتي شديدة السوء بهذا الرجل مهما حاول التودد لي و إرضائي أو منحي الهدايا و الحلوى .
الغريب أن هذا تكررمع كل فتاة او سيدة كانت لي بها علاقة .. اختي، جارتنا، زميلة المدرسة، .. كل من تعاملت معي من الجنس الاخر اعتبرتها ملكية خاصه لي حتي لو لم يكن بيننا شيء يبرر هذه المشاعر كالخطبة أو الزواج أو حتي الارتباط .
العقل الطفولي غير القادر علي التفرقة بين الحب و الامتلاك يشقي به صاحبه .. و يجعل منه وحشا يريد أن يستحوذ علي كل نساء العالم ابتدأ من طفلة التاسعة حتي حيزبون التسعين .. لهذا جاءت قوانين الرجل لقهر الست مجحفه و بدائيه و لا تخرج عن مشاعر ورغبات طفولة غير مكتمله لا تفرق بين مشاعر المحبة التوق و انانية التملك .
مس مارى لم تعلمني كيف اتعامل مع الذئاب الشرسه و الضوارى المتربصة و التي لا تجعل منها المحبة شياة تثغو عند قدمي ..فأصبحت كالابله بين العفاريت و الشياطين التى يمسك كل منها سلاحه يصوب نبلته او عصاة او حجارته لي و مستعد للقتل بلا سبب سوى فرض سيطرته علي الجماعة بالقوة .
ولم تعلمني كيف أتجنب خداع الاخرين لي وامتصاص(سخطي ) و (غضبي) المتلازمان مع مرحلتي المراهقة والشباب باستخدام كلمات الود والمحبه وخلف الظهر القواطع و السكاكين التي تفرض بمنطق القوة الاستسلام و السكون و تنفيذ ارادة الاخر.
وهكذا كان من السهل أن يخدع هتلر شعبه و شعوب اخرى احتل بلادها بادعاء محبتة لأهلة من الاريين و كان من السهل أن يكرر هذا الاخوان والسلفيين بادعائهم محبة الاسلام و المسلمين
فيتصور البعض من السذج انهم الافضل بين الاخرين لانهم المان أو يهود او عرب او هنود و يبرر لنفسه ان ينفجر بين المسالمين لتحقيق حلم خيالي لسيطرة دينه علي شعب ما ،انه حب عاجز عن التحقق و انحراف يجعل افكار نيتشه و زرادشت عن مبدأ عبادة القوة سعيا لرقي الانسانية يتحول الي أوهاما شوفونية تحتاج لمراجعة .
جرعة المحبة التي شحنتني بها مس مارى و اكملتها امي ثم غاندى فطاغور جعلت مني مسالما حتي اذا ما حاولت ذبابة مشاركتي في طعامي و أبعدتها صرت أؤنب نفسي ((أتواجه بالعنف كائنا مسكينا يسعي خلف طعامه ))
المحبة معناها وقواعدها تحتاج الي مراجعه للتفرقه بين ما هو سامي انساني و بين ما هو غرائزى حيواني فأفكار مس مارى تحتاج الي تحديد المعني والالتزام به والا كانت نقطة ضعف فكرى للبسطاء والمسالمين يدفعون ثمنها غاليا للاشرار والمعتدين .
كل دعوة تطالب بالعفو (عند المقدرة )عن هؤلاء الاوباش الذىن جعلوا من اخبار الموت و القتل و الاغتيال و الانفجارات و الدمار و الحريق نغمة نعتاد عليها و لا تدهشنا هو مظهر من مظاهر عدم الجدية في التعامل مع الخطر و إستهتار بارواح المسالمين .
حب العالم و الناس و الوجود عدا من يخفي خلف ظهرة ادوات قتلك( في الصورة طفل ألبسوه حزام ناسف والشرطة تحاول تأمينه) .. فهذا عليك ان تطاردة اينما كان .
أسف يا مس مارى .. ولكنك لم تر زميلاتك و الوحوش يخطفوهن و يغتصبوهن و ديرك وكنيستك تنهب واثاثها يباع في المزاد بإفتراض أنه ملكا للكافرين.
(2)- بقايا إستعمار إستيطاني لا يعرف علما او فنا او ثقافة او حتي الحد الادني من الاخلاق.
عندما يولد طفل يصبح مثل الصفحة البيضاء يكتب عليها أهله و عشيرته مايريدون .
قد يكون نصف هذه الجملة متوافقا مع الواقع و لكن النصف الاخر غير دقيق فهذا الطفل منذ ان كان خلية واحده مخصبة تكمن في جسد الام .. كانت له شخصيته و صفاته التي تختلف من شخص لاخر .
فالانسان جاء نتيجة تطور واسع للحياة استغرق ملايين السنين و كل منا يعيد هذه الدورة ،الحياة تبدأ بخلية نابضة من جسد الاب التقت باخرى في رحم الام لتكون نوعا من الخلايا التي تنقسم لتكبر وتعيد قصة تطور الكائنات الحية من زيجوتZygote الي اسماك الي برمائيات حتي تصل الي مرحلة الثدييات قبل ان يولد باسابيع محدودة .
اعضاؤنا تكونت من خلال التجربة و الخطأ ليبقي ويستمر ما يستخدم و لتتحول الاخرى المهملة الي أعضاء اثرية مثل الزائدة الدودية اوضرس العقل وتختفي بعضها تماما مثل الذيل والحوافر .
إن ملاحظة حركة الطفل منذ سكون ما بعد الولادة حتي يصبح قادرا علي الجرى ،لابد أن تدعو للتأمل فهو راقد يحرك بعض الاعضاء ثم يتعلم التحكم فيها ثم يحبو و يزحف علي اربعة لينتصب واقفا مثل الهومواركتوس يسعي بيننا يدمر ما يصل اليه يده حتي يتدرب علي كيف يسيطر علي رغباته الحيوانيه فيخرج فضلاته في مكان مناسب و لا يضع كفه في النار و يعرف كيف يؤثر علي الاخرين فيضحك عندما يرضي أويبكي مع الغضب .. تطور مذهل لا يستطيع تأمل معانيه الا الجدود .
لقد حمل الطفل اخيرا كل صفات الحياة من شكلها البسيط حتي شكلها المركب مضافا لها ملامح اسرته في معجزة حقيقيه بمعني ان الطفل لم يكن في يوم ما صفحة بيضاء يخط عليها الاهل و العشيرة ما يريدون إنه كائن له ارادته التي يجب ان نحترمها و له قوانين تطوره التي ستجعل منه اينشتين أو حسني مبارك أو ماركس او المرشد او ذلك الوحش السارح في الفيافي و الجبال .. يتصيد رزقه .. بواسطة رمحه وسيفه .
في بلدنا وحول المدن الرئيسيه لمحافظات مصر ستجد في يومنا هذا كائنات علي هيئة بشرية لم يصبها التطور منذ الف و أربعمائة سنة في إستثناء مذهل ..وحوشا سارحة بعربات دفع رباعي أو نصف نقل .. مسلحة بالمدافع و البنادق و المفرقعات تبحث عن فريستها من بين أهل الوادى المسالمين ..إنها بقايا من بقاياهم .. احفاد الغزاة البدو الذين إحتلوا بلادنا في إستعمار إستيطاني طويل المدى إستغرق اربعة عشر قرنا .. لا تؤثر فيهم الايام و لايريدون أن يتطوروا أو يندمجوا بيننا يعيشون في محميات بعيدة لم يغيروا فيها من مظهرهم او اسلوب معيشتهم او مهنتهم .. او قدرتهم علي الملاوعة والهروب ثم الهجوم الغادر ليلا .
العرب البدو قد يستخدمون الموبايل و الكومبيوتر و السيارات و لكن هذا لم يغيرهم فهم لا زالوا يمتهنون الرعي و خدمات الحراسة عندما يواجهون السلطة .. و في حقيقة الامر قطع الطرق و فرض الاتاوات و السرقة و ترويع السكان المدنيين و الاتجار في المخدرات و كل ما هو من الممنوعات .
البدو لم يتغيروا ابدا .. أنت تعرف هذا.. فحتما إصطدمت بهم في المدن الجديدة يجبون الاتاوات و يبيعون الممنوعات . تواجدوا في ظل اى حكومة في حالة كر وفر .. حتي مع الجبابرة من المماليك ونابليون و محمد علي و عبد الناصر . إنها الطبيعة الجينية التي توارثوها و يحرصون عليها ، منذ أن هاجم المسلمون قوافل مكة في بدر ونهبوها .. حتي هاجم الدواعش الموصل و سرقوا ما بها من ثروات و إستعبدوا اهلها وباعوا بناتها في سوق النخاسة وحولوا كنائسها الي جوامع بعد بيع اثاثاتها بالمزاد .
السلفيون الذين لا يريدون تغيير مظهرهم او اسلوب حياتهم او مهنتهم يظلون علي حالهم لا يتقنون الا الارهاب و السرقة و قطع الطرق و الاستيلاء علي نساء الغير في تبجح انهن ملك ليمين اجلاف قذرى الهيئة بدائيون .. متوحشون .. إنهم طور منقرض من البشر إنتهي تواجده الا في منطقتنا .. مهما تعلم أو حاول ان ينمط من سلوكه و مظهره و اسلوبه في الحياة.
بالامس إستقبلتهم الحكومات الغربية علي أساس أنهم من اللاجئين .. و اليوم يبدو أن العالم بدأ يستوعب ان الديموقراطية الحديثة لا تعني أن يقوم أجلاف مشوهون بتقويضها و نشر التشوه الذى يسعون لتعميمه ..فبدأت الاحزاب و القادة يخططون لحماية حياتهم من فيضان هجرة الاعراب ومحاصرتهم للحد من إرهابهم.
و لكن لا زال نفرليس قليل منا يتصور أن هذا البدوى بدائي الفكر و التوجهات يمكن أن يندمج داخل آلة الحضارة كعنصر إيجابي ..
لا يا سادة .. أخرجوا الي مستوطتناتهم .. وشاهدوا بانفسكم اسلوبهم في الحياة .. ثم فلنتكاتف لنوقف الكارثة في مهدها .. قبل ان تصبح وباءا.
(3)- دولتكم كيان عاجز شائه
أعجب من هؤلاء الذين يطلقون المدافع و الدبابات و يركبون السيارات المصفحة .. ويستخدمون الكومبيوتر و الاقمار الاصطناعية .. والمحمول واللاسلكي ..ثم يستوردون من عصور موغلة في القدم الزى و السلوك الخشن و إضطهاد المخالفين و فتح اسواق نخاسة يبيعون فيها و يشترون بشرا .
اى كيان اشوه شاذ هذا الذى يقدمونه للدولة الاسلامية في العراق و الشام .. فهم لم يكونوا سلفيين يعيشون كما عاش من يقتدون بهم .. ولم يصبحوا من المعاصرين الذين يعرفون كيف تدار الامم.
سبب هذا ان المسلمين في بدايتهم التاريخية .. لم يكونوا أكثر من جماعات سطو وإغارة يتكسبون رزقهم (من ظل رمحهم ).
المسلمون بعد أن هاجروا الي يثرب و اصبح عليهم إطعام الافواه الجائعة و التي لم يحتملها إقتصاد الانصار .. هاجموا قوافل مكة و نهبوها ووزعوا ما استولوا عليه بينهم .. وسموها غزوة (بدر ) والتي لا تزيد عن ما إعتاده بدو ذلك الزمن من قطع الطرق و الاستيلاء علي ما تحمله القوافل .
رد فعل قريش ومكة ايضا كان طبيعيا .. مهاجمة يثرب و معركتين احدهما (احد ) و الاخرى ( الخندق ) .
عندما نجي المحمدون منهما .. لم يتوقفوا عن مهاجمة القبائل .. و المستوطنات لاسباب مختلفة كانت دائما نتيجتها العود غانمين بما يقوى من إقتصادهم الهش ويزيد من قدراتهم القتالية .
المسلمون من السلف الصالح ..لم يزرعوا .. لم يصنعوا .. لم يتاجروا .. لم ينتجوا .. و كل ما برعوا فيه هو الغزو و الارهاب و النهب للاخرين .
إستمر هذا الاسلوب .. خلال زمن امبراطورية ابن الخطاب .. و حتي إغتيال عثمان و بداية الدولة الاموية .
وهكذا عندما يبحث المسلم المعاصر عن اى ملامح لدولة إسلامية مبكرة لن يجد الا غنائم و اسلوب توزيعها .. واسواق نخاسة .. وإستمتاع جنسي غير محدود بالاضافة إلي إغتيالات .
المسلمون تعلموا اصول الحكم من الرومان في الدولة الاموية بالشام ومن الفرس في الدولة العباسية بالعراق.. وقبل هذا .. كانوا فرقا لا تنتج الا الارهاب و العنف .
المسلمون طول تاريخهم الممتد لأربعة عشر قرنا كانوا عالة علي الدول المتقدمة ولم ينتجوا أبدا بل استهلكوا ما بيد الشعوب المقهورة قديما والطامعين في بترولهم حديثا المسلمون لا يتقنون أى مهنة او عمل ..عدا التجارة عندما تستتب الامور .
ومع ذلك فالتاجر المسلم لم يكن قدوة حسنة ومازال أغلبهم يكذبون ( كتقية ) ويتآمرون ويخدعون .. التاجر المسلم ، لا يمكن أن تثق في بضاعته او حديثه اووعده او قسمه .. انه يعتبر خداعك واجبا مقدسا لانك كافر ( في رأيه) حتي لو كنت زميله في الجماعة .
رجال الاعمال المسلمون لا يتقنون الا خداع المستهلك و المودع لامواله عندهم و الهرب بها.. ليعاودوا خداع اخرين بنفس الاسلوب انها اخلاق البدو التي يتوارثونها أبا عن جد ولا سبيل لتغييرها .
في الاحياء الفقيرة من مدينة القاهرة كما في الموصل اوبغداد او غزة أو اى قطر أصيب بلعنة الاسلام السياسي تجد بشرا يتحركون ببطء الرجال مثقلين بالهموم والنساء المقهورة والمغيبة تسعي دون حماس ، فالشوارع ضيقة ومغمورة بالمجارى والقمامة علي الجانبين والمنازل ضيقة تعاني من سوء التهوية وزيادة عدد القاطنين والاطفال في الحواري تنطلق دون هدف أو رقيب .
وجوه حزينة تعاني من اكتئاب مزمن ومع ذلك يمكن ملاحظة تزايد أعداد الرجال الذين أطلقوا لحاهم يوما بعد يوم .. وعدد السيدات و الفتيات المختبئات تحت كيس أسود يغطيها من قمة رأسها الي قدميها .
أتساءل ما الذى دعي هؤلاء لتغيير نمط حياتهم هل قدم لهم السلفيون مفردات حياة أفضل وغيروا لهم السكن والطعام والمدرسة والمستشفي أم انها الهزيمة الكبرى الثانية التي أطاحت برشد المسلم وجعلته تابعا لهؤلاء المدعين .
الاخوان والسلفيون لا يعرفون كيفية ادارة دولة كل ما يعرفونه كيف يخطفون ويهربون
الاقتصاد لا معني له لديهم انه من علوم الكفرة أما البديل فهو بيت المال و الزكاة و الشحاتة من القادرين .
لا يعرفون من العلوم الا علوم الفقه والشريعة أما ما عدا ذلك فهو من ابتكار الكفار لعنة الله عليهم.
لا يعرفون الصناعة والتعدين وريادة الفضاء والفنون ويرون أن البنوك ربا والطب سحر وتعدى علي ارادة الله وان أفضل الادوية بول البعير ولمسات الشيخ صاحب البركات ..
السلفي لا يزرع انما يترك الموالي يزرعون ثم يهبط عليهم ليلا ليسرق ما بيدهم ..هكذا كانوا وهكذا هم الان و هكذا سيكونون لا يتقنون الا الارهاب والغزو وقطع الطرق وترويع الآمنين .
وهكذا يستطيع المار في شوارع القاهرة اليوم أن يرصد ملامح الهزيمة (الكبرى الثانية) في تاريخنا المعاصر .. السيارات تتصارع بدون رابط او ضابط يقودها ملتحون تصوروا لقصر نظرهم أن هيئتهم الجديدة تتيح لهم أن يكسروا جميع القواعد والقوانين .
وطوابير تموين الوقود تعطل المرور أمام محطات البنزين والسولار .
وتعريفة ركوب التاكسي والميكروباص تتزايد عشوائيا من اصحاب اللحي مع الاستماع لشرائط آيات الذكر الحكيم إجباريا .
نصف قرن لم تتوقف خلاله عناصر الدعوة السلفية من إنفاق مليارات الدولارات لشراء أجهزة إعلام وتؤجر حناجر ومشايخ تهتف باسمها ووعاظ مساجد يسبحون بحمدها ويحولون مساجدهم الي أوكار بث و دعاية ومدارس لتجنيد المتعاطفين .
و مع ذلك و لذلك و بعد أن عانينا من عطاياهم .وعجز خطابهم الدنيوى و الديني ،بدأت الاصوات تعلو مطالبة بتعديل الموقف والكفاح ضد فرض ارادة الاحزاب الاسلامية علي الشارع المصرى حتي لا نشهد انتصارا نهائيا للتخلف يجعلنا نقف بجوار أخوة الاسلام في العراق وسوريا والصومال وغزة والسودان وافغانستان تزكم رائحة خطايانا الانوف.
(4)- مصر ..لن تكون جنتهم الموعوده
الكفاح ضد الغزو الوهابي بجميع اشكاله أصبح الان فرض عين علي كل مصرية او مصرى يؤمن بالديموقراطية و الحرية و الانعتاق من نير التمييز الطبقي ،الديني، اللوني او نوع الجنس الذى سلطه علينا حكام مصر لفتره تزيد عن نصف قرن .
علي المصريين كي لا يتحولوا الي موالي و الاقباط الي ذميين يدفعون الجزية و النساء الي ملك يمين يلهو بهن أصحاب اللحي و الزبيبة و آبار البترول ..أن يعيدوا تنظيم انفسهم و أولياتهم و اختبار قدراتهم للتصدى لعملاء الوهابية الذين يتصورون ان النصر قد تحقق وان الحل والعقد دان لهم وأسباب الحكم أصبحت بين أيديهم .
الوهابيون الذين غرتهم الدنيا بأموال قادمة من استخراج وتصنيع و تسويق الكفرة لبترولهم عليهم ان يكونوا علي يقين انهم لن يجدوا في مصر مستقرا مرحبا بهم يعيثون فيه فسادا كما كان(للاسف ) وضعهم منذ الف سنة
أو انهم قادرون علي استخدام دولاراتهم لاعادة المصريين (الذين طال غيابهم ) الي فسطاط الايمان الوهابي ..وان علينا الطاعة و الامتثال لكل اوامرهم و نواهيهم طاعة العبد للسيد .
تجار التيارات الاسلامية الراديكالية قرروا شراء مصر بكاملها ..بأهلها و مدنها و ريفها يدفعون بكرم لسماسرة البيع من مخربين و متظاهرين و متعاطفين و رجال الطابور الخامس الحاقدين.
تجار العرب لم يتغير رأيهم في المصريين منذ أن طرقت خيولهم ارض مصر فلنقرأ نموذجا من ادبياتهم و ما يحملونه لنا من مشاعر طيبة .. كتب المسعودى ((نساؤها شر نساء الارض وعندهم خبث و دهاء و مكر ورياء وهي بلد مكسب لا مسكن اهلها شر فكن علي حذر منهم )) شكرا لكم و لنظرتكم المحدودة بفكر صحراوى متخلف .
مصر الان في مفترق الطرق بعد أن تضخمت الديون و ندرت الموارد و حل موعد سداد ما إستدانه رعاة القطيع و تم نهبة و تجريفه لبنوك العالم .
و قد لا تنجوـ ان ساءت الاحوال ـ قبل عدة اجيال عندما يكون في قدرة المصريين سداد الديون و خدمتها ثم التعبير الحر عن ارادتهم .
علي المصرى المعاصر أن يتحمل شظف الحياة حتي عام 2018 هكذا ينصحونه ثم يواجه مسؤليه اللحظة التاريخية وينهي ستة عقود من حكم العسكر وتجارب فاشلة إستغرقت ما يقارب من العقد عانينا فيها حكما ثيوقراطيا بغيضا حمل الكهنة و خدامهم الي الصدارة متصدين لاى تحرك جاد نحو الحداثة .
حلم أن نزاول حكما ديموقراطيا ينعم فيه المصريون بالتحقق و الحرية و احترام الفرد و التنمية التي تستوعب الطاقة المهدرة لتتوقف بعدها آليات اقتصاد التسول و يحل محلها الوفرة الناتجة عن عمل مخطط مثمر غير منهوب.. هو حلم لا زال قائما لو أحسنا الدراسة و التخطيط .
فالمصري على موعد خلال الأشهر القادمة لإختيار أحد سبيلين إما أول الطريق لديموقراطية قائمة على التعددية وتداول السلطة عن طريق إنتخابات حرة مع فصل للسلطات واستقلالية اتخاذ القرار للمؤسسات.
اوإستمرار حكم أمني سلفي مترهل لا يتوقف عن الاستدانة لعمل مشاريع فنكوشية الطابع سينتهي الى أن تصبح مصر إمارة إسلامية ضمن عدة إمارات يحكمها خليفة مؤمنين سعودى، إختارته مجموعة من اصحاب الحل والعقد من الكهان ، ثم يبقى في الحكم حتى يغتال أو يسمم .
علي المصرى الاختيار ما بين شفافية فى إدارة موارد الأمة عن طريق نظام ضرائبى عادل موجه عائده لخدمة الشعب ، أو بيت مال محتمل يتصرف فيه الخليفة كأنه خزانته الخاصة ، تفرض عوائده عن طريق التبرعات الاجبارية والاحسان القهرى والزكاة والجزية و الديون ويوجه لبناء القصور والخدم والحشم ، وقوات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
نظام تعليمى عصري ومدارس وجامعات يعتد عالميا بما تدرسه وتبحثه أم كتاتيب تحفيظ القرآن، وجامعات الفقه والشريعة وتدريس المذاهب الأربعة ( فى الغالب إبن حنبل فقط ).
جيش وشرطة محكومة سياسيا وموجهة لحماية امن البلاد ونظام مؤسس على قوانين وتشريعات ، تحافظ على حرية الانسان واحترامه ، أم قوات انكشارية عثمانية مملوكية وميليشيات مسلحة يوجهها الكهّان ورجال الدين لأهدافهم بدوافع تقسيم الغنائم و سبي الصبايا و الغلمان ، مع حماية أمريكية إسرائيلية للحدود ضمن منظومة حماية الخليج ، يُدفع ثمنها علي أقساط طويلة المدى تنتهي برهن أو بيع أراضي الدولة .
المصريون على موعد مع الانطلاق نحو التنمية وزيادة الموارد بالعمل أو استمرار إقتصاد التسول ، وأكفل عائلة وساعد على زواج وأكسو محتاج وساعد مريض.
المرأة المصرية فى خطر إذا ما فرض عليها أن تشابه أختها السعودية والأفغانية أو السودانية .. المصرية التى كافحت منذ بداية القرن الماضى لتصبح معاصرة ، تعمل مهندسة وطبيبة ومعلمة وفنانة ووزيرة وعضو برلمان ، تشارك فى خطط التنمية وتساعد فى إعالة أسرتها، وتربى أطفالها على إحترامها ، معرضة أن تفقد إستقلاليتها وتفتقد معها تقدير الزوج والأطفال وهم يشاهدون قهر والدتهم وتهميشها وحبسها فى قفص الحريم .
الكفاح ضد الغزو الوهابى أصبح فريضة حضارية ، بدأتها مع هبة 30 يونيو الطبقة المتيسرة الأكثر تعليما ، وقد يزحف حتى يصل الى جميع طبقات المجتمع وتعود مصر الى عهدها فيما قبل الستينيات من القرن الماضى عندما كان المصرى يعتز بانجازاته و صموده لغزوات بني سعود .. إلا إذا .. كان لمليارات الخليج وسماسرة بيع مصر دورا أكبر تأثيرا من الطموح القومي.
فى كل الأحوال لن تكون مصر جنتكم الموعودة وستجدون فى كل شارع وكل حارة ألغام ومتاريس يعدل بها المصريون من الموازين المختلة ، إذا لم يكن خلال الأشهر القادمة فستكون خلال العقود التالية إذا ما تحولت مصر(لا قدر اللة ) بواسطة الحكم الثيوقراطى الى عراق او سوريا أو غزة أو صومال او أفغانسان اخرى ، تبحث عن الصدقة من أغنياء البترول .




#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخريب الاركيولوجي.. يا ناس
- برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف
- أديان أبناءك يا كميت
- عندما نعيش في أحلام الاخرين ؟؟
- إنكشاف الغمة، في سيرة الامة
- الخطايا الخمس لرؤساء مصر.
- المستبد الاكثر فشلا في تاريخ مصر .
- يا ولدى هذا هو عمك السيسي .
- هل نعلن وفاة قومية العرب .
- إحباط لعملية تحرير الاسير
- هؤلاء عسكر وهؤلاء عسكر ولكن هناك فارق .
- من الذى يتأمر علي من !!
- كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .
- بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
- هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
- 6 أكتوبرلكن من 3200 سنة
- ماذا لو كتبت كلمة السيد الرئيس أمام الامم المتحدة .؟
- الغلابة يحسبوها بالورق والقلم
- الموجة عالية يا ولدى ..إهرب !!
- لا اؤمن بما يقال عن الرخاء.


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - هل يشهد عام 2018 تغييرا