أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - إيران النووية أخطر أم إيران القمعية














المزيد.....

إيران النووية أخطر أم إيران القمعية


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1442 - 2006 / 1 / 26 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدولُ الكبرى منهمكةٌ منذ أشهر في إعداد آليات لاحتواء الغطرسة الإيرانية ما قبل النووية . فماذا سنرى إذا ما مضت إيران قدماً إلى اللعب بقنبلتها النووية في شهر آذار القادم كما تؤكد التقارير من عواصم القرار العالمية .
هذا الاحتشاد العالمي حول إسقاط الجنين النووي الإيراني يُنسي العالم المتقدم الأواليّات التي يمكنه أن يعيرها أذناً في إيران أكثر من المفاعلات وبرامج التسلح وتخصيب اليورانيوم ولكن يبدو أنّ كل يبكي على ليلاه , وقضايا الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان هي آخر ما يشجع الغربيين على التحرك والتدخل لا بل هو آخر موضوع يمكنه إثارة فضولهم وخلق حالة قلق لديهم .
أنا لا أظن أن حيازة جمهورية الملالي للسلاح النووي سيغيّر في دور إيران شيئاً فهاهي باكستان وهاهي الهند جارتها صاحبتا أسلحة نووية , ولكن ليستا بقادرتين على استعماله , فاستخدام السلاح النووي يحتاج إلى قلب شجاع ولا أظنه يتوافر هكذا لدى غالبية الدول .
امتلاك السلاح النووي إيرانياً سيدعمها على مستوى البروباغاندا الإسلامية في طبعتها الشيعية ليس إلا ومن شأن ذلك تصعيد الخطاب التعبوي الإيراني وإعادة تصدير الثورة مجدداً بعد أن فرملتها أجواء حرب الخليج الأولى . لا سيما وأن هنالك رئيس متشنج ودوغمائي الآن يحرق أعصاب العالم يومياً بتصريحاته النارية اللامنطقية , ولا فائدة أخرى ترجى من عملية الامتلاك هذه .
إيران الموّجهة عقائدياً تبحث عن دور لها في منطقة تغيرت بناها كثيراً وليس في جوارها ما يُتاخم نزوعها الهيمنوي فالتوازن الاستراتيجي مع العراق اختل وليس هنالك الآن في الحدود الغربية لإيران ثمة جبهة قوية بل على العكس هنالك حلفاء لها وسياسيون عراقيون لن يتنكروا للخبز والملح طيلة سنوات شتاتهم .
والاتحاد السوفييتي القوي بات أثراً من الماضي الشيوعي المجيد !!! ولن تعود راياتُ أكتوبر خفاقة كما يلمح الشيوعيون الفوتوكوبي الذي أدمنوا على قرارات مركز الشيوعية في موسكو .وروسيا الوريثة تبدو بعيدة جداً عن المياه الدافئة ومنهمكة أكثر في همومها الاقتصادية ومشاكل أقلياتها المزمنة .
والحالُ أنْ ليس الملف النووي الإيراني فقط هو الذي يثير الحفيظة الغربية تجاه إيران بل يدخل في إطار ذلك أيضاً التعامل الإيراني السلبي مع الملفات الداخلية والخارجية على حد سواء فإيران كسائر دول المنطقة مكونةٌ من فسيفساء قومي ( الكرد – العرب – البلوج – الأذريون .. إلخ ) وهي مبنية على اندماج هشٍّ وواهٍ ولكن ذلك لا يسهم في تحريكهم كما ينبغي بل يبقى مسكوتاً عنه كما عودتنا هذه الدول .
كان يُفترض في العالم الغربي المتنور والمتباكي على الحريات ألاّ يغفل في تعامله مع إيران مسائل القوميات والحريات السياسية والاجتماعية والثقافية ومسائل حقوق الإنسان فهي إلى جانب سورية من الدول التي أكد تقرير هيومان رايتس ووتش قبل أيام أنها تشهد أكثر من أية دولة أخرى انتهاكات للحريات وحقوق الإنسان ومصادرات منهجية لها كما جرى قبل اشهر في شرقي كردستان ( الجزء الملحق بإيران ) ولا يزال الوضع الاستثنائي قائماً إلى ساعته مع احتفال الكرد هناك بالذكرى الستين لتأسيس أول جمهورية كردية في العصر الحديث , وما جرى كذلكم قبل أشهر في عربستان لهي دلالاتٌ على مدى وعمق الأزمة التي تعصف بإيران وتصيب بالخلل معادلاته الداخلية المؤسسة بعقلية الأمن والحرس الثوري.
النظام الشمولي القروسطي الإيراني عمد قبل يومين إلى ابتكارات النظام العراقي المقبور نفسها في التعامل مع الإنسان واعتباره أداة حماية فقط ليس إلا فهم يحمون المنشآت النووية بجدار بشري يحول دون ضربها من أية قوة خارجية وهذا منتهى انتهاك الإنسانية .
ويُتوقع أن يلجأ النظام الإيراني إلى المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان إذا ما طالته العقوبات الدولية فوت أن يعرض ملفه النووي على مجلس الأمن في عملية فش خلق تجيدها غالبية الأنظمة الشمولية في المنطقة كردٍّ طبيعي على العدو الخارجي وتدخلاته ومن شأن ذلك التطويحُ بالأفق الديمقراطي الجنين في إيران وإضعاف الحراك الديمقراطي الذي يتمثل في طبقة المثقفين وبعض الأحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية والتي يتم ربطها على الدوام بالمشروع الغربي في كل دول المنطقة التي لا تطيق الإصلاح والتغيير الديمقراطي بل على العكس تعتبرهما بدعة غربية لتفتيت الداخل الوطني وكأن هذا الداخل متماسكٌ وليس به أدنى هشاشة أو تكسير مجتمعي يلقى صداه في السياسة والتعامل البوليسي المتعسف.
يقول الخبر المنشور في بعض وسائل الإعلام العربية و العالمية أن أمريكا تدعم بصمتٍ برامج التحول الديمقراطي والمعارضة في إيران عبر وسائل عدة منها : المنح المالية والإذاعة الموجهة إلى إيران
" راديو فاردا " . هذا الدعم الأمريكي الصامت تحت الطاولة سرعان ما ستضع له أمريكا حداً حين تمتثل إيران لضغوط المجتمع الدولي فيما يتعلق بملفها النووي فسياسة توظيف المعارضات في الدول الشمولية يتم لاعتبارات براغماتية , وإلا لما لا تتطرق الإدارة الأمريكية إلى الانتهاكات الإيرانية واسعة النطاق لحقوق الإنسان في كردستان الشرقية ( كردستان إيران ) على سبيل المثال طيلة الفترة الماضية والتي دشنت باغتيال شاب كردي وتوالي مسلسل الاغتيالات واعتقال الصحفيين والكتاب الكرد وإغلاق منابرهم الثقافية وتحويل كردستان إلى ثكنة عسكرية والتنسيق مع العسكريتاريا التركية الطورانية لشن حملات تمشيط عسكرية على طرفي الحدود إلى تاريخ كتابة هذه المقالة , ولم تكتفي بذلك بل حاولت قوى الأمن الداخلي الإيرانية تفريق ما ينوف على 1500 كردي كانوا يجتمعون في الذكرى الستين لتأسيس جمهورية مهاباد الكردية على قبر مؤسسها قاضي محمد يوم 22 من الشهر الحالي .
وضع الحريات الإنسانية والإثنية المغيبة في إيران يستحق التفاتة من المجتمع الدولي لأنه أخطر من استحواذ إيران على القنبلة النووية .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر
- بصيصُ انتظار في مقهى الغيابات
- الإرهاب التركي وصمت القبور الكردي
- تمثال مضرج بالأرق
- باقة حبر .. حديقة خسارات
- القضية الكردية في سلة محذوفات أبواق دمشق
- إعلان دمشق .. ثغرات وأخطاء وسوء نية
- لا بد من الثورة الثقافية في تركيا
- جوهر الأحزاب الكردية في سوريا
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - إيران النووية أخطر أم إيران القمعية