أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله النائلي - نسائكم اختبار نبلكم















المزيد.....

نسائكم اختبار نبلكم


عبدالله النائلي

الحوار المتمدن-العدد: 5502 - 2017 / 4 / 25 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


نسائكم اختبار نبلكم

المرأةُ هي الجنَّةُ التي يُحرم منها الكافرونَ بالحب والمشركون مع الجمالِ إلهاً آخراً.
المرأة هي كلمة المديح المختصرة جدا لهذا الكون .
يا صديقي إنَّ كلَّ ما نقدمه نحن معشرَ الرجالِ لا يساوي في ميزانِ الطبيعة والجمال قيمةَ لمسةٍ حنونة من إمرأةٍ رقيقة في لحظات انكسارنا أو قيمة نظرة تفيض بالعطف الكريم _العطف يكون جميلا فقط في عيون النساء أما في عيون الرجال فهو وقاحة شرسة وقسوة واضحة_.
هل جرَّبتَ أن تضمَّك إمرأة ٌإلى صدرها بكلِّ ما تمتلك من دفأ ؟ هل تأكدت حينها أن صدرها هو بوابة خضراء من بوابات الجنة أو نافذة سحرية تطل على الله؟!
بعد أن مكَّنتكَ من كل هذه الملذّات هل جربت أن تكافئها؟!
سأحاول أن لا أطرح هذا السؤال ثانية لأنه يحرجني ويحرجك حتما.
فهل تعلم يا صديقي الرجل أن المرأة التي بذمتك سواء كانت زوجتك أو حبيبتك هي مسؤوليتك الكبرى,وإنَّ كل شيء في هذه الحياة يمكنك أن تتجرد من مسؤوليته إلى حد ما إلّا المرأة فهي مسؤوليتك المطلقة وأنت المسؤول الوحيد عنها وهي الاختبار الأصدق الذي تخضع لها رجولتك وإنسانيتك.
إعلم يا صديقي أن المرأة حين تحب فإنها تهب كيانها لمن تحب , تهبه دون أدنى شعور بالتفضل تهبه وهي متلذذة أقصى التلذذ بهذا العطاء الكبير.
فماذا قدمت لها وبأي كف بيضاء تصافح صنيعها وهل تستطيع أن تكتشف طريقة شكر تليق بكل هذا .
وبعد أن تحدثتُ مع نساء كثر ودخلت في تجارب استكشافية كثيرة وغصت في عوالم العديد من النساء العاشقات خرجت بنتيجة تمكنني من أن أقول لك إن امتلاك قلب إمرأة مهمة يسيرة جدا عكس ما يتخيلها البعض فهي لا تحتاج إلى شخص غني ولا إلى بطل أسطوري ولا إلى شخصية معروفة وإنما كل ما تحتاجه هو قلب حنون يجمع طيبة الأخ واهتمام الأب وحرص الأم.
وأنت قادر على إسعادها بكل سهولة كقدرتك على إسعاد طفل ذي استعداد فطري للفرح فسعادة المرأة تتشكل من عناصر بسيطة جدا فالعناق قبل الخروج من المنزل والقبلة بعد العودة إليه وما شاكل ذلك من عناصر.
جرب أن تقول لها تصبحين على خير مشفوعة بنظرة حانية وانظر إلى غابات السعادة التي ستنمو سريعا في عينيها ...سعادة معدية سرعان ما تنتقل إليك أنت فتصبح سعيدا أنت لسعادتها _بشرط أن تكون صاحبَ قلب نبيل_.
جرب يا صديقي أن تتصل عليها وأنت في عملك كي تقول لها إني افتقدتك وأريد أن أطمئن عليك......هل تعلم أية هدية تقدمها باتصالك هذا ؟؟ هل علمت أية سحابة سعادة وسرور سقتها إلى سمائها ؟؟؟ هل تعلم عدد النجوم التي علقتها على رقبتها هل تعلم عدد الأشجار الخضراء التي غرستها في قلبها .
جرب أن تداعبها جرب أن تجعلها تداعبك هي وادخل عالم الفرح الأوسع .
جرب أن تكون طفلا بين يديها واستمتع بحنانها ستجد أمّاً أخرى أما مختلفة أما تحتويك بحنان لن تجده في أي مكان آخر ....هل تعتقد أن ذلك ينقص من رجولتك هل عودتك إلى الطفولة شيء مخجل؟؟؟ كلا والله يا صديقي فمفهوم الرجولة لا تفسره بوضوح إلا قواميس الطفولة وأعظم الأبطال هم أطفال إلى حدٍّ ما.
والمرأة بطبيعتها التي لا نفهمها أو نفهم نقيضها تقدِّر جدا ضعفَ الرجل أمامها وتحترمه وتقدِّسه ولا تستغله ضده كما نفعل نحن بل تراه نقطة قوة له.
يقول ثيربانتس: إنّ النساء ولدن على التزام الطاعة للرجال مهما كان هؤلاء الرجال.
هذه المقولة الحكيمة لشاعر إسبانيا العظيم توضح لنا كيف أن المراة مجبولة على الطاعة والاحترام بقي علينا أن نعرف طبيعة هذه الطاعة و ظروفها .
اعتقد جازما أنه لا فائدة من الطاعة إن كانت ناتجة عن خوف أو رهبة من رجل تحسه أنه أقوى منها وأنه بإمكانه أن يؤذيها فقط لكونه رجلا.
هذه الطاعة تكون خطرة جدا بل تكون أشد خطرا من العصيان نفسه لأنها تكون قريبة جدا من النفاق والرياء وإظهار خلاف الباطن فهي تطيع ظاهرا لكنها تتفجر من الداخل بثورة خرساء وثورتها الخرساء الداخلية هذه يمكن أن تتحول في أية لحظة إلى شيء خطير بالغ الخطورة........!!
طاعة المرأة لا بد أن تكون نابعة عن استعداد و رضا بحيث تكون سعيدة بطاعتها متلذذة بها وهذا الرضا وهذه اللذة لا يتأتيان بسهولة بل يحتاجان إلى اجتياز بوابات عديدة المشيد الوحيد لها هو الرجل , عليها أن تشعر بالحب أولا وبالاهتمام ثانيا وبالاحترام ثالثا حينما تحس بهذه القيم الثلاث ستهب طاعتها فرحة بذلك تماما كما يهب الإنسان طاعته لفكرة عظيمة وهو قادر على التنازل عنها أو كما يهب الشاعر الأصيل طاعته للوزن وهو قادر على التمرد عليه.
وما دمت قد ذكرت القيم الثلاث التي ذكرتها قبل قليل فلا بد أن أجري الحبر أكثر مما جرى حول هذه القيم و سأبدأ من القيمة الثانية : الاهتمام وأغض النظر عن الأولى لأنها من القيم التي لا تفسر....الحب لا يفسر (من وجهة نظري على الأقل) إذ يمكن الحديث عنه في ثنايا أي موضوع لأنه المحور الرئيسي لأي موضوع, لكن تأطيره وتلخيصه والحديث عنه في سطور محددة يعتبر إساءة كبيرة لكلمة الحب هذه الكلمة التي أقول صادقا إني لا أستطيع الحديث عنها بأكثر من كلمات بلا قيمة لكنني أحس بها جدا وأستطيع التعبير عنها بطرق أخرى غير الكلام أستطيع أن أبكيها مثلا أو أضحكها أو حتى أرقصها كما قال زوربا المخلوق الأجمل لنيكوس كازنتزاكي.
كي لا يأخذنا الحديث بعيدا أعود إلى ما وعدت بالحديث عنه.
الاهتمام ربما هذه أكثر كلمة سمعتها من النساء في حياتي (ومن طبيعتي أني أحب الاستماع إلى أحاديث النساء وقصصهن فهن واضحات أكثر بكثير من الرجال) سمعتها كثيرا فتأكدت من أهميتها لديهن .
فماذا يعني الاهتمام ؟؟
اعلم يا صديقي أن الاهتمام هو اللقاح الفعال الذي يقتل كل آفة تهدد مشاعر الأنثى من قبل حتى أن تولد.
والاهتمام ليس من الأمور العسيرة على الإنسان بل هو أمر أيسر مما نتصوره بكثير.
يا صديقي حفز شعور الكرم في داخلك ولا تبخل باهتمامك فما أقبح أن يكون الإنسان بخيلا...افتقدها إستخبر عن أصغر تفاصيلها ولا تتحسس حرجا من ذلك فتفاصيل المرأة الصغيرة عبارة عن عالم جميل يعيدك إلى طفولتك البريئة الحالمة التي عركتها أنياب السنين ولا تجعل مناجل الغرور تتمكن من حقول روحك ولا تدمن النظر إلى تاج رجولتك الذي تعتز به كثيرا والذي أباركك على اعتزازك به لكنك تحتاج في كثير من الأحيان إلى أن تكون طفلا.
ولنتحدث أخيرا عن القيمة الثانية التي لا تقل أهمية عن قيمة الاهتمام وهي قيمة الاحترام فالمرأة تسعى وراء احترامها بلهفة عظيمة وتطارده في عيون الرجل بنفس اللهفة التي تطارد بها الحب.
ولا أعلم سر هذا التقصير القاسي في احترام الرجل للمرأة وكأن احترام الرجل للمرأة يتناسب عكسيا مع احترامه لنفسه بلغة الفيزيائيين .
فالكثير يعتقدون أن الرجولة لا تكتمل حتى يعلو الصوت بسبب أو بدون سبب وحتى تلوِّح الأيادي تهديدا وقد صار هذا الأسلوب أشبه بالمبدأ الذي ينتقل من الكبار إلى الصغار بنسبة مخيفة كما ينتقل فايروس شديد العدوى فالشاب الآن وهو في مقتبل العمر فور تعرفه على حبيبته يحاول أن يمارس سلطته عليها بمنتهى النرجسية وعدم الاحترام تقليدا للكبار وملأً لفراغ شاسع في الروح فالإنسان بطبيعته ينزع فطريا إلى ممارسة سلطة ما , أية سلطة كانت حتى لو كانت على إنسانة ضعيفة لا حول ولا قوة لها.
وعدم الاحترام آفة قاتلة لك يا سيدي الرجل قبل أن تكون قاتلة للمرأة فهو من أهم الأسباب التي تدعو المرأة إلى استبدالك بآخر دون أن يهتز لها رمش (أقول هذا عن تجارب واقعية عدة).
فالمرأة تبحث عن رجل لا يرتفع صوته عندما يناقشها ولا يلوح بيده ولا يشتمها صباحا لأنه سمع صوتا أزعجه فتعكر مزاجه ولا بد لها أن تتحمل العقوبة لمجرد أنها الكائن الوحيد الواقع تحت سلطته ...ما أسخف ممارسة السلطة على إمرأة .
واعلم يا سيدي _وهذه النقطة خطيرة وواقعية أود أن أختم بها مقالي هذا_ أن المرأة إذا وجدت من يحترمها ويشعرها بأهميتها ويتعامل معها كمنظومة روحية وجسدية وفكرية متكاملة فإنها سوف تنجذب إليه لا إراديا حتى لو كنت تربطها معك برباط من عمل السحرة قادر على شد ريح الشمال مع ريح الجنوب.
عبدالله النائلي /آذار /2017



#عبدالله_النائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ورقة من خريف العمر
- رسالة الى بغداد
- قصيدة على اعتاب الوطن
- قصيدة عمودية على لسان فتاة تخاطب اباها المتوفي
- هبة السماء
- همسات
- قصيدة النداء الاخير


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله النائلي - نسائكم اختبار نبلكم