أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - البحث عن مثقف















المزيد.....

البحث عن مثقف


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 5501 - 2017 / 4 / 24 - 11:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نحتاج الى أفكار متحررة خارج دائرة مصدر
ثقافي ذو بعد واحد، نحتاج الى اعمال العقل
من خلال ثقافة متعددة الأبعاد والمصادر، كي
نحرر الإنسان من قيوده وعبوديته الفكرية.


في خضم معركة الحريات، والعدالة، والكرامة، والديمقراطية المفقودة، والوجود الحضاري الباهت، والتراجع الفكري النهضوي، يؤرقنا ويقلقنا مصير عروبتنا في عالم اليوم. معظم قادتنا في مؤسسات الدولة المختلفة يطرحون سؤالا مبهما، محيرا، مظلّلا.، سؤال يدل على اخلاء المسؤولية من احداث دموية، ارهابية ، عنيفة وسلمية صاحبت الحراك الشعبي المطاِلب بالحريات في منطقتنا..." أين المثقف؟" سؤال يبين عجزهم، من خلفه يحمون مناصبهم امام الواقع الذي يحتاج الى عمل رصين وجاد لاحداث نقلة نوعية معاصرة نحو العلمانية والحداثة. في زمن يطارد فيه الكتاب والمثقفون المستنيرون وتمنع كتبهم من التداول.... فعن اي مثقف يتحدثون؟ وباي مثقف يستنجدون؟.

اسقاط المسؤولية على المثقف للخروج من هذه الازمة ليس طوق نجاة، بل انتحار جمعي امام مخطئون، لأن أمثال اولئك المثقفين محاصرون في دائرة معرفية مغلقة تتحكم فيها رؤيا واحدة. اليساريون يريدون مثقفا يساريا يطرح حلولا للمشكلات والتحديات بفلسفة بثقافة يسارية، واليمنيون يريدون مثقفا يمينيا، والمتدينون يريدون مثقفا متدينا، والملحدون واللادينيون مثلهم ايضا. فان لم تكن على معرفة بكل تلك الثقافات ومنفتحا عليها، علاوة على ذلك ما لم تكن ثوري الفكر، فلن تتمكن من المساهمة ومساندة القضايا المعاصرة المشروعة في عالم اليوم. بهذا التوجه نخرج بحلول ترضى كل الاطراف وتجمع شملهم وجهودهم وتوحدهم لدفع المجتمع نحو التطور، نحو مستقبل اكثر أمانا، يواكب العصر فكرا وروحا.

هناك فجوة بين المفكر وصانع القرار.المثقف موجود وغير موجود، مهمش، مهمل الخ... مع ان هناك عشرات بل مئات من الكاتبات، والكتاب العرب بشهد لهم العالم بغزارة انتاجهم، وعظم ثقافتهم، وقوة رسالتهم الفكرية الحرة التي يحملونها للعالم اجمع. فلماذا زعماؤنا يزعجهم ويؤرقهم الكتاب والكتب، وينعتونها بنعوت شاذة، ويطلقون حربهم الشعواء ضدها، وفوق ذلك يبحثون عن المثقف؟ ويصنفون الكتب، ويمنعونها... اليست هذه ازدواجية في الممارسة؟ !. هل يخافون ان تتزعزع افكارنا، واخلاقنا وايماننا، وننفر منها ونتخلى عنها ؟! فهل هي غير ناضجة لا يمكنها مواكبة زمننا الحاضر ؟! وهل هناك قصور في تفكيرنا؟! ام هناك شك في ايماننا؟! عار عليكم لانكم تضعونها في صورة مهلهلة هشة لا تليق بها. الازدواجية ترافق المواطن ايضا. فانه يدرك مفعول القراءة، وقيمتها، ودورها، واهميتها على بناء الفرد والمجتمع، وبنفس الوقت لا يقرأ. ألوم الدولة لتقاعسها عن ابراز اهمية دور المثقف لأنها ترى فيه منافسا وليس مكملا.

في عالمنا العربي كتاب رائعون حللوا واقعنا الثقافي، الفكري وفسروه. ارجو ان لا تسترسلوا في جدلكم حول ما قدموه ويقدمونه، ولا تحجزوه احترازيا في حجر صحي فكري كي تتبينوا منفعته من مضرته بحسب قناعتكم، استبدلوا ميزانكم الذي به تقيسون باخر اكثر انسجاما مع الواقع. لا يهمني توجه كتابنا الفكري بقدر ما يهمني نمو افكارهم وتنوعها ، وعصرنتها. هم رائعون لانهم يسعون الى كسر الحصار الفكري، ويقرعون على جدران الصمت الذي نظن انه يحمينا. قوة كلمتهم اجلا او عاجلا ستحطم قوقعتنا وتفرض نفسها. توقفوا عن مطاردة الكتاب واعتقالهم، توقفوا عن دفعهم للهجرة، توقفوا عن الاصغاء للمرائين، توقفوا عن محاكمتهم توقفوا عن اغتيالهم...توقفوا توقفوا توقفوا قبل ان يتجمد فكركم ويتصحر، في زمن بالجهل عروبتنا فيه تغرق، والعالم من حولنا في المعرفة يتوسع. الكتاب يخيف لأنه يدفع للبحث عن اسباب محنتنا في واقعنا العربي الاليم المعاصر .ان كنا نخشى التغير ونخافه، فلا قيمة لوجودنا ولا معنى لحياتنا. اقرؤا كل ما يقع تحت ايديكم، لا تخجلوا من قصة غرام، فشبقكم الذي تخفوه للعشق يستعر. لا تختبيؤا وراء قصة دينية أو كتاب مقدس، فطهارتكم عرجاء، عمياء، خرساء، حدباء تعريكم وتفضحكم. من يفترض مثلنا أن مجتمعه مثالي، معصوم عن الخطأ، يغريه رجم المجتمعات المتقدمة، الحرة المعاصرة بألف قذيفة والف حجر.

البحث عن مثقفين، ثوار فكر وفلسفة لإحداث تغير في هذه المرحلة التي يمر بها عالمنا العربي بمخاض امكانية فرض حضورنا العالمي، معناه ان لا، مثقفين، ولا ثقافة عندنا، فهذا تصريح فاضح من قيادات تبحث عن أشباه كتاب، عن كتاب مزيفين غير حقيقيين كي تقيم قاعدة لاستمرار وجودها عليهم. الثقافة في الغرب ناطحة الاقطاع، ورجال الدين، وحررت الانسان من عبوديتهما وارجعته الى حظيرة الله نبع قيم المحبة، والسلام، والتسامح الحقيقي الصادق ، والى حظيرة القانون لترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والمساواة . أما نحن فما زلنا نقبع تحت سلطان، وسطوة قيادات تدعي عصمتهتا.

نتوتر عندما نناقش اي موضوع يطرح من طرف ما يعالج الامور من زاويته ورؤيته الخاصة، لنجد اننا نقف امام موقف محير لا نستطيع قبوله او نقده، ليتبين لنا لاحقا اننا بعيدون كل البعد عن ادراك جوهر الموضوع وطبيعته، لان ثقافتنا لم تُبنَ على التنوع الثقافي بل على بعد ثقافي واحد. الجمود نحو ما يمكن ان يمثل الخصوصة الثقافية سيتزعزع ما لم نعدد مصادرنا الثقافية، واندماجنا وتكاملنا معها في علمانيتها. لذلك قد نلاحظ انتقال في الفكر، ليس بسبب نوعية الافكار الجديدة، بل بسبب قدرتها على مخاطبة وعى الانسان لتنقله نقلة نوعية من مفاهيم قديمة جامدة فقدت حيوتها نحو اخرى اكثر ديناميكية وحرية.

الخضوع للون واحد من الثقافة لا يقود الى نهضة المجتمع. ما لم نستبدلها بثقافة تنوع مشرعة الابواب على الثقافة العالمية ومنابعها الفكرية،دون التخلي عن ثقافتنا الخاصة، وعرضها باسلوب سلمي دون عدائية، سنبقى خارج الحضارة العالمية. مهما كان انتمائك الفكري والعقائدي فلا تكن ذو بعد ثقافي واحد، كى تكون من قادة التغيير. فالمثقف الحقيقي هو من يحمل هم المجتمع ويحرر الافكار من الاوهام والخرفات.

مهما جملنا ثقافة البعد الواحد، وأظهرنا، قوتها، وخصوصيتها، وعظمتها الخ... فانها لن تجني ثمارها في عالم اليوم أو الغد، لان التكنولوجيا المعاصرة غزت العالم وفتحته امام كل فرد في زوايا الكون، وسمحت للمعلومات بالتدفق والوصول الى كل شخص بعد ان كانت محصورة بيد قلة من البشر. فعالم الغد لن يكون فيه مكان لانسان، او دولة تحاصر نفسها بثقافتها فقط، ولا تستوعب الثقافة العالمية. وان حصل سننتقل من جهل وامية الفرد الى جهل وامية الجماعة لتعيش في جيتو ثقافي بعيدا عن الحضارة العالمية، فهذا ضرب من الانتحار الفكري.

ان وجد كاتب متعدد الابعاد الثقافية، انساني التوجه، مستنير الفكر، صادق في نقده، واقعي، عالمي الدعوة، واسع المعرفة، لا يساند التطرف او الارهاب ، ملتزم ومدافع عن قضايا الشعوب المقهورة، لا يميز او بفرق او يتعصب فهو ثروة للاسرة الانسانية لا تاسروه لاتقتلوه، اتبعوه. حاجتنا الى كتاب نهضويين...يحملون افكارا ثورية تنقلنا من القديم الى الحاضر تتعاظم يوم بعد يوم.

فرض ثقافة معينه، تهدف للهيمنة، والسيطرة على الشعب ، دليل على سطحية، وضحالة ثقافة الراعي والداعي لها، فيظهرها بأنها لا تمتلك، وتفتقد القدرة على الاندماج، والتكامل في ومع مجتمع انساني محلي، أو عالمي. لا تساهموا في تراكم الجهل والتخلف ساهموا في بعث العقل وتحرره من عبودية قيوده.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان في ظل صراع البقاء
- خطب منمقة وثورات قادمة
- الخير والشر من منظور علماني
- ثورة فكرية نحو العلمانية
- الاحترام قبل الحرية
- التمييز العنصري يحط من انسانيتنا
- الحرية ممنوعة حتى إشعار اخر
- لعبة الاسياد والعبيد
- حرر عقلك
- أعراف المجتمع تقيد المرأة
- الفساد لا يبني وطن
- كافر انت!؟
- استقلال العقل ضرورة حضارية
- دين وأخلاق
- العلمانية حل للإنسانية المفقودة
- حوار المواطنة أهم من حوار الأديان
- خطاب ديني وطني وَحْدَويّ
- أخي العربي.. مثلك أنا
- الإنسان صناعة الإنسان
- الله والعقل واستمرار والوجود


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - البحث عن مثقف