أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - مأزق الخبير و معضلة الخبرة في العراق














المزيد.....

مأزق الخبير و معضلة الخبرة في العراق


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 00:19
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مأزق الخبير و معضلة الخبرة في العراق



لا قيمة ولا معنى لـ "الخبرة" في العراق.
فـ "الخبير" في نهاية المطاف يُقدمُ ما يُسمى بـ "خبرته" لمسؤولٍ حكوميٍ (تنفيذيٍّ) ، أو لمسؤولٍ سياسيٍّ (مؤثِّرٍ في صنع القرار، أو راسمٍ للسياسة) ، أو لشخصٍ " وسيط" يعملُ عند هذا ، أو ذاك .
والقاعدةُ الذهبية التي يعملُ بها "المسؤولون" التنفيذيّون وصُنّاع السياسة والقرار في العراق (منذ عقود ، وليس الآن فقط) هي : إجمَعْ أكبر عددٍ ممكنٍ من "الخبراء" في اختصاصات مختلفة ، و "أمسكهُم بمعروف" .. واطرَحْ عليهم ما تُريدُ طرحه ، ودعهم يتحاورون ، ويختلفون ، ويتخاصمون . بعدها "اصبِرْ على ما يقولونَ ، وأهجُرْهُم هجراً جميلا" .. ثم اذهَبْ قُدُماً بما تعتَقِد انّهُ صحيح ، وأترُك الجميع خلفك(بجعجعتهم الخشنة ، وطحينهم الناعم على حدٍّ سواء) .. وأخيراً "سرّحهم بإحسان" .. ودعهم يمضونَ بعد ذلك الى باب الربّ الرحيم ، ليحفظهم بعنايته ، ويرعاهم بحكمته.
إنّ هدف "الخبير هو غير هدف "السياسي" . ومهما قيل عن تصنيف مسؤولينا التنفيذيّين ، فهم جميعاً سياسيّون ، أو "تابعونَ" للسياسيّين بشكلٍ أو بآخر (ولا استثني منهم أحدا) . فاذا لم يعمل الخبير على خدمة الهدف السياسي للمسؤول التنفيذيّ ، سيُصبِحُ عائقاً . عندها يجبُ تحجيمهُ .. و يا الله .. ما أسهل ذلك لدينا .
ومن بين افضل طرق التحجيم العراقيّة لدور "الخبير" (وأفضل طرق توظيفهِ أيضاً)، هي تحويلهُ الى "ديكور" نائم في ديوان الوزارة ، أو في مكتب الهيأة ، أو في اقسام المديريّة العامة .. لا أكثرَ ، ولا اقلّ .
ومن أطرف قصص الخبراء لدينا ، هي تلك المتعلّقة بالطريقة التي يُقدّم بها الاقتصاديّون خبراتهم . فعندما يجتمع الاقتصاديون مع المسؤولين ، سيختلفون على الفور على اوّل حرفِ في السطر ، وآخر نقطة في نهاية السطر ، وأصغر فارزةٍ في الوسط . وعندما يطلب المسؤول من ثلاثة اقتصاديين رأياً واحداً بصدد موضوعٍ يطرحهُ عليهم ، فإنهم سيخرجون بأربعة آراء مختلفة ومتناقضة ، مما يجعل المسؤول قادراً على " تسريحهم" بسهولة ، مقارنةً بالخبراء في اختصاصاتٍ أخرى.
ويأخذ الاهتمامُ بالخبرةِ والخبراء لدينا طابعاً احتفاليّاً (في أكثر الأحيان) . وهذا الاهتمام لا صلةَ لهُ بالإيمان بقضيّة العقل ، ولا باحترامِ أيّة فكرةٍ مُعارضةٍ لفكر المسؤول يمكنُ أن يأتي بها هذا العقل. وفي "الاحتفالات" تطغى الزينةُ على الحقيقة .. ويضيعُ الكثيرُ من المال والجُهد دون جدوى .. ويأكلُ الجميعُ ويشربُ وينامُ ويسافرُ مجّانا من بلدٍ الى بلد ، ومن فندقِ الى فندق .. ويعيشُ الجميع عيشةً سعيدة .. ويعودُ الجميعُ الى قواعدهم سالمين .
أسوأ ما في الأمر ، أنّ ما يُسمّى بـ "المنظمّات الدوليّة" ، هي أوّلُ من يُجارينا في احتفالات "الخبرة" هذه . وبذلك فهي تُشاركنا في هدرنا للمال والجهد ، ولا تقدّم الينا إلاّ أقل ما يمكن تقديمه من قبلها بهذا الصدد ، وفي جميع المجالات.
الخاسرُ الوحيد من "احتفالات" الخبرة هذه ، هو "الخبير" الذي لا يُشاركُ فيها .. وأيضاً هذا البلدُ الذي يتمنى لو استفاد من خبرة ابنائهِ ، فعادَ من "مأدبةِ" مسؤوليهِ و"خبرائهِ" خائباً ، مثل يتيمٍ سيّء الحظّ .



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النساءُ يَقِفْنَ بعيداً .. على حافّة الكون
- أباتُ مهموماُ .. من همومٍ قديمةٍ
- لماذا لا تحزن الشجرة
- على حافّةِ الجُرْف
- حَدَثَ في مثل هذا اليوم
- أنا صديقُ الأشياء
- عن اقتصادنا ، وعَيْشَنا .. في السنوات الخمس القادمة
- سيرةُ المَلكِ المخلوع .. في الغرفة اليابسة
- هذهِ الأشياءُ تحدُث
- ثلاثُ ليالٍ عراقيّةٍ طويلةٍ . طويلةٌ جدّاً
- لا يخونُ الوحيدونَ أقرانهم .. بالكتابة.
- مِنْ ماركس إلى ستالين ، و مِنْ هيجل إلى هتلر
- عبد الرحمن منيف ، و حميد العقابي ، والحزب الشيوعي .. وآخرون
- عن القلق ، و عدم القلق ، بصدد مصير الناتج المحلي الاجمالي في ...
- عِلَل عائليّة
- المنفعةُ الحَدِيّةُ للكراهية
- قَبلَ أنْ أموتَ بثانيةٍ واحدة
- لا أمْلِكُ بيتاً .. لا جيرانَ لي
- لعلّكِ تأتينَ وتمشينَ معي .. مثل -مُرادٍ- قديم
- نعم لدينا اشياء كهذه .. وماذا في ذلك ؟


المزيد.....




- أسعار النفط تعود إلى المنطقة الحمراء
- -فايننشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض رسوم على واردات ...
- وكالة S&P تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية
- رئيس أرامكو: ذروة الطلب العالمي على النفط لن تكون قريبة
- الاتحاد الأوروبي يخصص 7.7 مليار يورو للمساعدات الإنسانية
- البنك المركزي الياباني يرفع سعر الفائدة لأول مرة منذ 17 عاما ...
- الأرجنتين الأولى عالميا في ارتفاع أسعار البنزين منذ بداية ال ...
- مورغان ستانلي يرفع توقعاته لخام برنت إلى 90 دولارا
- المراعي السعودية تعتزم استثمار 4.8 مليار دولار خلال 5 سنوات ...
- في تحول تاريخي.. بنك اليابان يقرر رفع الفائدة


المزيد.....

- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري
- كتاب - محاسبة التكاليف دراسات / صباح قدوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - مأزق الخبير و معضلة الخبرة في العراق