-الشكوكية في بناء الوعي -

ماجد امين

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 17:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ااا*الشكوكية في بناء الوعي*ااا
:::::::::::ماجد أمين ::::::::::::
في البدء أدرك مدى صعوبة الخوض في نقد تراث العقائد او الاديان ،لكني اخذت فيةالحسبان خوض عباب البحور المائجة في فلسفة الافكار الجريئة ،التي تفعل وتنشط قواعد بناء الوعي ...
ساتناول في هذه السلسلة تجربتي ورحلتي مع الشكوكية ...نعم ساعاني كثيرا لان مضامين الطرح قد تؤلب الكثيربن لاسيما ذوي الأفاق الضيقة..وحبيسي الصناديق المقفلة ،
ولكني استمتع بتدوين قواعد وترسيخ اسس لحوار يرتقي بالوعي الى مراتب مملكة الفكر الوجودي آملا ان اشيد ثيمات منطقية نحن بمسساس الحاجة لها .....
ومن محاسن هذه الومضات المضيئة هي انها تطرح على الملأ ومن مميزاتها حيوية التواصل من خلال المحاورة والمناقشة فهي لاتكتب في صفحات مغلقة بل إنها حية تستمد حيوبتها من خلال تلاقح الأراء ...لذلك سأبتدء الجزء الاول وهو موسوم بعنوان .......
[رؤية الاديان الى الشكوكية ]
*************************
*************************
البقرة/اية 260

[ {260} وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
"و" اُذْكُرْ "إذْ قَالَ إبْرَاهِيم رَبّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ" تَعَالَى لَهُ "أَوَلَمْ تُؤْمِن" بِقُدْرَتِي عَلَى الْإِحْيَاء سَأَلَهُ مَعَ عِلْمه بِإِيمَانِهِ بِذَلِكَ لِيُجِيبَهُ بِمَا سَأَلَ فَيَعْلَم السَّامِعُونَ غَرَضه "قَالَ بَلَى" بَلَى آمَنْت "وَلَكِنْ" وَلَكِنْ سَأَلْتُك "لِيَطْمَئِنّ" يَسْكُن "قَلْبِي" بِالْمُعَايَنَةِ الْمَضْمُومَة إلَى الِاسْتِدْلَال "قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَة مِنْ الطَّيْر فَصُرْهُنَّ إلَيْك" بِكَسْرِ الصَّاد وَضَمّهَا أَمِلْهُنَّ إلَيْك وَقَطِّعْهُنَّ وَاخْلِطْ لَحْمهنَّ وَرِيشهنَّ فَأَخَذَ طَاوُوسًا وَنِسْرًا وَغُرَابًا وَدِيكًا وَفَعَلَ بِهِنَّ مَا ذُكِرَ وَأَمْسَكَ رُءُوسهنَّ عِنْده وَدَعَاهُنَّ فَتَطَايَرَتْ الْأَجْزَاء إلَى بَعْضهَا حَتَّى تَكَامَلَتْ ثُمَّ أَقْبَلَتْ إلَى رُءُوسهَا "ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلّ جَبَل" مِنْ جِبَال أَرْضك " منهن جزءا ثم اُدْعُهُنَّ" إلَيْك "يَأْتِينَك سَعْيًا" سَعْيًا سَرِيعًا "وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّه عَزِيز" لَا يُعْجِزهُ شَيْء "حَكِيم" فِي صُنْعه.......
*************
وددت ان ابتديء من خلال نص ديني وشرحه ...هنا يتوضح ويتجلى السؤال الشكوكي ..المهم وهو يخص اهم فكرة وهي الخالق ..يبدو من خلال النص ان اول شك كان هو الخلق صحيح طرح النص تساؤلا شكوكيا ولكن إردافه بجواب يبدو أقرب الى التوبيخ والغضب من طرح سؤال شكوكي كهذا ...(اولم تؤمن )الله من المفترض الا ينطلق من الشك لانه من المفترض هو الاعلم بنوايا ابراهيم ولكن طرحه جوابا شكوكيا لسؤال هو ايضا شكوكي يبدو وكانه احتجاج...والدليل هو ان الجواب لم يحل الشك بل زاده اضعافا ...بحيث التقمه ابراهيم على مضض وقبله كتحصيل حاصل ..فالشك هو مغتاح لحل مغاليق قضية ما وتحليلها كي تستقيم مع المنطق بينما ماحصل في حوارية النص المقدس هو كمايلي سابينه في الخوارزمية التالية :
[سؤال شكوكي ------تلقي صادم -----استنكار ----مخاوف متلقي او خشية------جواب مركب غير معرف----نتيجة محملة بمزيد من الشكوك]
ولمحاكاتها نمثلها كالتالي :
ابراهيم :ارني كيف تحيي الموتى---------الله :اولم تؤمن ؟------ابراهيم (بلى ولكن ...اللاكن هيةشكوكية بحد ذاتها رغم الايمان التسليمي الجبري ليس الاختباري ..---------.الله :قال فخذ اربع من الطير ...هنا جواب مغلق مركب بدلا من الشك تكونت جملة شكوك اربع او اكثر ....]*
من خلال ذلك نستخلص ان النص لايجب ان يقابل بالشك بل بالايمان الاطلاقي والا فالجوابةمظيدا من الشكوك والشكوك تعنيةدوامة لانهائية من الارهاصات والهواجس وبالتالي ليس امامك سوى جبرية الايمان واطلاقيته القدرية ....
لذلك ترى الاديان ان الشك نقيض الايمان وحتى لو طرحت فان الجواب معلوم الله بعلم وانتم لاتعلمون ..او ماأوتيتم من العلم الا ...او قل الروح لايعلمها الا الله ...او قالو ثلاثة ورابعهم كلبهم ...الله يعلم ....وهكذا فالشك حتى وان طرح على استحياء فغالبا مايكون الجواب مدعاة لمزيد من الشكوك ....
وهنا نطرح السؤال لماذا لاتسمح الاديان بالطرح الشكوكي ...
اولا الشكوك تهدم اهم ركن وهو الايمان الاطلاقي ...والايمان الاطلاقي احد معوقات بناء الوعي
ثانيا /الخشية من تناقض المستحدث مع الاصولي ..مما يضع الاديان في الحرج
ثالثا /مبدأ الاديان هو قدرية وجبرية العقل الجمعي وان الايمان هو المبدا السهل في قيادة وامتلاك العقل الجمعي ...
ولكن لو رد على
المشكك بعدم قدرته عل فهم بعض الأسئلة لمحدودية وعيه وان الله وحده يعلم بذلك واهمال المستحدث لان الوعي قابل للتحديث فماهو الجواب المتوقع لو امتلك الوعي القدرة ...مثال ذلك...ال عمران
اية /6
هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء لا اله الا هو العزيز الحكيم ../*
ولكن اليوم لم يعد هذا الامر منوطا بالله وحده فالبشر يعلم مافي الارحام ويستطيع مثلا التحكم بذلك فيستطيع الطب اليوم يراقب ويتحكم بجنس الجنين ويمكن كذلك اكثر من ذلك ....وحتى النفاذ..الى ماهو ابعد او الرصد الكوني ....هذا كمثال وليس للحصر...
في الجزء الثاني انتظروني ...يتبع ...#ماجد_أمبن

#ماجد_امين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات