أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الأزمات المالية وصندوق النقد الدولي!














المزيد.....

الأزمات المالية وصندوق النقد الدولي!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5499 - 2017 / 4 / 22 - 11:26
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في فترة ازمات الاقتصاد الرأسمالي.. ركزت الدراسات السياسية والاقتصادية على مشاكل العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية، وعلى تحليل علل الرأسمالية المالية والنقدية التي تلازمها النزاعات، وبخاصة على الاثار الاقتصادية والسياسية الخطيرة التي تجلبها تلك الازمات على الدول الفتية والعالم الثالث عامة في دراسة اعدها «لودفيبج موللر ودفريز ريش» الالمانيان عام 1984 تقول: ان الازمات وزيادة التسلح لها اثر سلبي للغاية على البلدان النامية.

في حينها قال فيدل كاسترو في خطابه الى القمة السابعة لبلدان عدم الانحياز في دلهي: «ان الأزمات قد اضرت بالبلدان المتخلفة اكثر من غيرها، ففي ظروف الكساد قلصت البلدان الرأسمالية المصنعة بدرجة حادة من وارداتها من المواد الخام والنفط والمنتجات الزراعية، وادى ذلك الى انخفاض في اسعار المواد الخام كذلك الى خسائر ملحوظة في دخول صادرات البلدان النامية» وعلى هذا الاساس تضاعفت الديون الكبيرة للبدان النامية. وبسبب معدلات الفائدة المرتفعة التي فرضها النظام المالي الامبريالي، اصبحت هذه المدنيونية شرَكاً كبيراً لهذه البلدان!!

ومن الامثلة على ذلك في سبعينيات القرن الماضي، كانت هناك زيادة في نصيب الديون المتاحة لبلدان امريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا التي تواجه صعوبات مالية ولكن لديها موارد ضخمة للمواد الخام. وتذكر الدراسة لقد اتيحت لها القروض ورأس المال المنتج بمعدلات فائدة عالية، حتى ان دينها استمر في النمو في نفس الوقت على اساسين. كانت القروض تأتي في الاساس من بعض الاتحادات المصرفية ومؤسسات الاقراض التي تضم عدة بنوك صغيرة ومتوسطة، التي اشركتها البنوك الاحتكارية الكبرى في الولايات المتحدة، وصندوق النقد الدولي، وحكومات الدول الامبريالية كذلك في عمليات تأجيل الديون، شريطة ان تقوم البلدان النامية باجراءات مثل خفض اجور الجماهير العاملة، وتقليل الوظائف، وتقليص البرامج الاجتماعية وتلبية بعض المطالب السياسية كذلك!

ويمكن القول ان الازمة المالية التي شهدتها اليونان مؤخراً ابرز الامثلة على ذلك!

صحيح ان هذه الازمة قد تعود الى سوء الادارة المالية والاقتصادية، ولكن من الخطأ الاعتقاد ان هذا السبب هو الوحيد والكلي الذي جعل اليونان تئن تحت وطأة ازمة الديون.

معنى هذا، ان الازمة لا تنفصل عن محيطها الخارجي، ولا عن السياسات الاقتصادية التي تتطلع الى الربحية على حساب مصالح الشعوب، ولا عن لعبة الرأسمالية المتوحشة التي تدار من قبل عصابات المال ومافيا المصارف العالمية!

يرى كانثان في مقال لمؤسسة «نايشن اوف تشاينج» (Nation of Change) ان اليونان «لم تسقط من تلقاء نفسها، بل تم اسقاطها» مشيراً الى ان المصارف والشركات «دمرت» الحكومة اليونانية و«دفعتها عمداً» الى الاستدانة والحصول على قروض غير مستدامة ما يساعد الشركات الدولية على التربح من استمرار الفوضى والبؤس. (نقلاً عن جريدة السفير).

من دون شك أن الازمة اليونانية لم تأتِ من فراغ فهى نتاج ظروف داخليه وخارجية، واذا اردنا ان نتوسع في ذلك فإننا لا نضيف رؤية سياسية هامة اكثر من رؤى الذين حللوا الازمة بواقعية وموضوعية من بينهم المحلل السياسي وائل عبدالفتاح الذي يرى ان المتوحشين اوصلوا اليونان الى الحافة - وغيرها من الدول الاوروبية مثل اسبانيا والبرتغال وايطاليا وايرلندا ودول اخرى في امريكا اللاتينية وافريقيا - لتكن «منتجعهم» الخلفي يشترونها بدلاً من دفعها الى المساهمة في دوران «المكينة الكبيرة» للرأسمالية.. وليست القضية في الديون وانما في «اثر» هذه الديون على كسر الارادة وتغيير السياسات وتطبيق قانون «البقاء للاكثر قدرة على الابتلاع» وهو قانون يفرض نوعاً من «ديمقراطية» مهمتها تكريس «حكم الاقدار المالية» اليونان عندما رفضت الاستسلام لمنطق القوة وشروط لعبة التحالفات المالية الاوروبية المجحفة، وفي خضم نضالها ضد سلطة الرأسمال المطلقة واجهت من اجل مصالحها الوطنية محور تلك التحالفات التي وبعد الازمة المالية في امريكا واوروبا راحت تفرض سياسات مالية تتسم بالتوحش في ظل عولمة رأس المال المالي!

من الطبيعي اذن ان مثل هذه الازمة المالية المتفاقمة تقود الى عجز الموازنة العامة للدولة و«التقشف» والفقر والبطالة، فسياسة «التقشف» التي فرضت على اليونان من قبل الدائنين ليست الا واحدة من اشكال التوظيف - هكذا يراها مصطفى كيله - حققت ارباحاً هائلة، واوقعت الكثير من دول العالم في مأزق جعلها تقبل بكل الشروط التي يطرحها عادة صندوق النقد الدولي الممثل للطغم المالية، حيث لا تعود الدولة قادرة على سداد فوائد الديون وليس فقط الديون ذاتها التي تتراكم بشكل متسارع!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي والديمقراطية
- واقع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية!
- «الطريق» رؤية تقدمية في الأوقات الصعبة
- السيد ياسين
- شمائل النور
- السياسة الامريكية.. ونفط الشرق الأوسط!
- الحروب والمجاعة والموت الجماعي!
- عن حقوق المرأة!
- لماذا التصعيد الأمريكي في بحر الصين الجنوبي؟
- عن البيئة الملائمة للديمقراطية
- الدول العربية وأزمة المديونية!
- الإرهاب لا يبني وطنًا!
- منتدى دافوس والثقة المعدومة!
- التلاعب بالأسعار!
- ماتيس وعودة الخطاب التصعيدي الأمريكي!
- شيء من تمنيات العام الميلادي الجديد
- صادق جلال العظم
- دول الخليج بين الإصلاحات والمخاطر الإقليمية!
- عن حقوق الفتيات!
- عادل محمد


المزيد.....




- -أرامكو- السعودية توقع صفقة استحواذ ضخمة
- مشروع ضخم جديد بين مصر والسعودية
- مصر تستعد لبناء سفن جديدة مع الصين
- روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى
- بيسكوف: -عسكرة- الاقتصاد البريطاني -تمويه- لوضع اقتصادي صعب ...
- تقرير لصندوق النقد: مصر تعهدت بالكف عن الاقتراض المباشر من - ...
- الصين تقود سوق السيارات الكهربائية بالعالم
- شاهد.. أبرز تداعيات الحرب في غزة على اقتصاد كيان الاحتلال
- تطورات الدعوى لوقف صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل
- الذهب يستقر مع انحسار مخاوف تصاعد الصراع في الشرق الأوسط


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - فهد المضحكي - الأزمات المالية وصندوق النقد الدولي!