أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصحراء المغربية . حين تكالب على قسعتها الضباع















المزيد.....

الصحراء المغربية . حين تكالب على قسعتها الضباع


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 5498 - 2017 / 4 / 21 - 00:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مؤخرا عرف البرلمان السويدي ، ويا حسرة على السويد بلد القانون ، عقد ندوة عنوانها " حول شرعية نضال الشعب الصحراوي " . لقد تم عقد الندوة بمقر البرلمان السويدي بستوكولم ، وحضرها البرلمانيون السويديون ، خاصة المنتمين منهم إلى الحزب الحاكم ، والأحزاب التي تؤيد أطروحة انفصال الصحراء عن المغرب ، ودون إدراكهم لحقيقة الصراع ، تاريخا ، وقانونا ، و جغرافية ، وبشرا ، وأحداثا .
ان مثل هذه الندوات التي تعرفها أوربة تباعا ، من قبل أحزاب السوسيال ديمقراط ، وأحزاب الخضر ، والأحزاب الشيوعية ، والأحزاب اليسارية الماركسية الأوربية ، لا تفاجئنا ، ولم تفاجئنا ، لأننا تعودنا على مثل هذه التغريديات التي تنهل في كل مضامينها من الإرث الاستعماري الذي يلعب على النعرة والاثنيات والأعراق ، في إطار الفوضى الناعمة ، لتقسيم المقسم ، وتجزيء المجزأ ، وإضعاف الضعيف . وكان على هذه الأحزاب ، لو كانت حقا تفهم مغزى تقرير مصير الشعوب كما دافع عنه لينين ، وهو المغزى الذي يدعم حق الشعوب المستعمرة من النضال لتقرير مصيرها من اجل التحرر ، وليس من اجل الانفصال عن دولها ، وإنشاء دويلات صغيرة ستكون مرتعا للاستعمار ، كما ستكون قواعد عسكرية ولوجيستيكية للحملات الامبريالية ضد الدول الرافضة للهيمنة الاستعمارية والصهيونية ، القول ، كان أجدر بها آن تدافع عن حق الشعب الباسكي ، والشعب الاسكتلاندي ، وشعب البروتون ، والشعب الكتالوني ، ، وشعب الكوادلوب ، والمارتنيك ، والكورسيكيون ، والأرمن ، والاكراد ... الخ ، في تقرير مصيرهم الذي ترفضه الدول الحاكمة ، وترفضه الأحزاب الأوربية التي تخدم أجندات صهيونية لا علاقة لها بحق الشعوب في تقرير مصيرها .
لكن ان الدهشة والصدمة ، هي حين انبرى مستشار قانوني سابق للامين العام للأمم المتحدة ، وهو السويدي " هانْزْ كُوريلْ " في مداخلته الخارجة عن القانون ، والمتعارضة مع الحقيقة ، ومع ما ينطق به التاريخ ، يشرح ويقترح على مجلس الأمن اتخاذ خطوات ، وحلول متعارضة مع القانون الدولي ، ومتعارضة مع القرارات التي دأب مجلس الأمن يتخذها منذ سنة 1975 ، وهي القرارات التي لا تزال تختلف أطراف النزاع في تفسيرها وشرحها ، لان مجلس الأمن تعمد إصدار تلك القرارات في تلك الصيغة الضبابية ، حتى يسهل تعطيل اي حل ، وحتى يربك الأنظمة المتصارعة ، ويعطل التنمية البشرية المعطلة بفعل الصراع المفتعل حول الصحراء ، وبفعل الافتراس ، والنهب ، والنهم الذي تقوم به الأنظمة السياسية الحاكمة بالمنطقة.
فكيف لمن يدعي انه مستشار قانوني سابق للأمم المتحدة ، ان يتجاوز القرارات الأممية ، من قرارات لمجلس الأمن منذ 1975 ، وللجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 1961 ؟ شيء لا يمكن قبوله على إلاطلاق من شخص من المفروض فيه انه شغل منصب مستشار قانوني للامين العام ، ويحاضر بالبرلمان السويدي أمام برلمانيين ورجالات الحكومة ، المفروض فيهم كذلك ان يكونوا مُلمّين بالقانون ، وبالتاريخ ، والحقائق التي تحكم الصراع .
فعندما يطالب هذا ( المستشار ) بجعل المينورسو في وظيفتها شبيهة بالأمم المتحدة ، ولتتحول الى مقيم عام بالمغرب ، يتولى كل صلاحيات الدولة من اقتصادية ، وسياسية ، وإدارية ، وتنفيذية ، وقضائية ، فهل نحن أمام فصل جديد من الاستعمار ، ام أننا أمام حماية دولية تعود بنا الى السنوات الأولى من القرن الماضي ، عندما وقع السلطان المغربي معاهدة الحماية مع فرنسا ؟ فأي منطق أن ينبري مستشار قانوني سابق للامين العام للأمم المتحدة ، في الدعوة إلى تكريس الاستعمار ، إن لم تكن عقلية كل الأوربيين والأمريكان الذين يعزفون سمفونية الاستفتاء المؤدي الى الانفصال ، تغرف ، بل غارقة حتى النخاع من المستنقع الاستعماري البغيض .
والخطورة هي حين انبرى السيد المستشار القانوني السابق ، وهو هنا يجهل حتى الأبجديات الأولى للقانون الدولي ، يطالب من مجلس الأمن القيام باجرات تختلف مع القرارات التي اعتاد المجلس اتخاذها . فحين يشبه المستشار وضع الصحراء المغربية ، بموضع تيمور الشرقية ، يكون المسكين قد ضرب أخماس في أسداس ، لان لا علاقة تجمع ، ولا تشابه بين الصحراء المغربية ، وبين تيمور الشرقية . الصحراء وباعتراف القانون الدولي ، وباعتراف الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975 ، يعترف اعتراف واضحا بمغربية الصحراء . ومن جهة فان العلاقة بين الصحراء والمغرب هي علاقة إقليم كغيره من بقية الأقاليم مع الدولة ، في حين ان العلاقة بين تيمور الشرقية واندونيسيا هي علاقة استعمار .
وتماديا في غيه لم يتوان السيد المستشار من إعادة التذكير بخربشة سبق له نشرها في سنة 1975 بالمجلة القانونية " المرصد القانوني الدولي " ، ومقرها واشنطن ، يطالب فيها مجلس الأمن باتخاذ إحدى الخطوات التالية ، وعن طريق القوة لحل الخلاف المفتعل الذي عمر اثنتا وأربعين سنة . ومما اقترحه :
1 ) أن يعترف مجلس الأمن بجمهورية تندوف كدولة مستقلة وذات سيادة .
2 ) ان يأمر مجلس الآمن اسبانيا بالعودة لتحمل مسؤوليتها كقوة مديرة للصحراء ، من اجل إنهاء مسار تصفية الاستعمار .
3 ) ان يتم تحويل بعثة المينورسو الى مقيم عام ، لتصبح هيئة استعمارية ودولة داخل دولة ، وهو هنا يقتدي بمثال تيمور الشرقية ، رغم وجود الفارق الكبير ، بين الصحراء وبين تيمور الشرقية ، وبين المغرب وبين اندونيسيا .
اننا لن نناقش اقتراحات السيد المستشار القانوني ، لأنها تفند نفسها بنفسها ومردود عليها . لكننا سنعود بعد صدور قرار مجلس الأمن المرتقب في هذا الشهر ، لنشر دراسة مفصلة تعالج القرار 1514 الذي كان المغرب وراء إصداره ، لان الصحراء كانت تحت الاحتلال الاسباني ، كما سنناقش وبالتفصيل اسطوانة ( الشعب الصحراوي ) الذي ظهر في سنة 1977 ، رغم ان الجبهة تأسست في سنة 1973 ، وبعدها انشأ الهواري بومدين ، ومعمر القدافي جمهورية تندوف ، التي لا دخل للصحراويين في إنشاءها ، وسندلل وبالتحليل العلمي ، وليس الذاتي ، من انشأ الجبهة في 1973 ، وما العلاقة بين إنشاء الجبهة وبداية خوضها حرب التحرير ضد الأسبان ، واندلاع احدثا 3 مارس 1973 ، وكيف لعبت محاكمة مراكش في سنة 1971 ، وفشل الانقلاب العسكري في سنة 1971 و 1972 في تأسيس الجبهة ( الصحراء كبؤرة ثورية ) ، وهل هناك لفظ او كلمة شعب في جميع قرارات الأمم المتحدة منذ 1961 والى اليوم ، وفي قرارات مجلس الأمن وحتى اليوم كذلك ، ام ان القرارات تستعمل لفظ ومصطلح السكان وليس الشعب ؟ ومنْ الطرف الذي يعيق حل نزاع الصحراء المفتعل منذ اثنتا وأربعين سنة خلت .
وفي انتظار صدور قرار مجلس الأمن ، دامت الصحراء مغربية .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونك عن مناضلي الصف الوطني التقدمي الحر .. قل .. هؤلاء
- شعوب الشرق مثل الشعوب العربية تعشق الدكتاتورية وتتغزل بدكتات ...
- ملاحظات وتعقيب عن تقرير الامين العام للامم المتحدة السيد انط ...
- مغادرة المغرب
- رمي المناضلين في السجون بملفات مطبوخة
- الإنفتاح المشبوه والاجماع المخدوم . انفتاح على الصدفيات واجم ...
- التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الد ...
- الديمقراطية ليست لعبة انتخابوية ، ولا مراجعة دستورية لدساتير ...
- أما حان الوقت لحكومة الملك ان تظهر .
- الثورة المهدورة والمجهضة
- النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
- تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي ...
- مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
- ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
- خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت ...
- من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
- لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
- الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال ...
- قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية ...
- وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الصحراء المغربية . حين تكالب على قسعتها الضباع