أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الله في فكر عمر الخيام10/ 25














المزيد.....

الله في فكر عمر الخيام10/ 25


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 21:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الدنيا:
ما هي الدنيا؟
يقول الخيام:
نمضي وتبقى العيشة الراضية
وتنمحي آثارنا الـــــــــماضية
فقبل أن نحيا ومن بعـــــــــدنا
وهـذه الدنيا على ما هــــــــيه
والشاعر هنا يشكو امر الدنيا وتقلباتها، وانه تأتي امور وتتغير احوال، ويرحلون عنا اعزاء، ونفارق احبة عزيزون علينا؛ والدنيا باقية كما هي، لا يتغير فيها شيء ابدا.
تعريف الدنيا:
هي فُعل من الدنو أي القرب سميت بذلك لسبقها للأخرى، وقيل سميت دنيا لدنوها إلى الزوال. (لسان العرب، مادة دنيا، إتحاف القاري، 2/ 11). وفي قاموس المعاني: الدُّنيا: الحياة الحاضرة، عكسها الآخرة لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ.
واصطلاحاً: هي مدة بقاء الأنواع الحية على الأرض.
حقيقة الدنيا:
وربما يسأل سائل: ما حقيقة الدنيا؟ كيف جئنا اليها وكيف نتركها ونحن الى الآن لم نفقه طبيعتها ووجودنا فيها؟. ومثل هذه الاسئلة قد اجبنا عليها في فصل سابق، وهنا نضيف امور اخرى.
فمن وجهة النظر الاسلامية فقد "اختلف في حقيقتها فقيل-الدنيا- ما على الأرض من الهواء والجو، وقيل كل المخلوقات من الجواهر والأعراض، والأول أولى، لكن يزاد فيه مما قبل قيام الساعة ويطلق على كل جزء منها مجازاً"(إتحاف القاري، 2/ 11).
والحياة فيها لعب ولهو تفاخر وجمع اموال؛ وهذا هو المضمون الآية: {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} الحديد 20.
والمقصود من ذلك أن كل شيء في الدنيا فان، وغير دائم وقابل للزال، طال ذلك ام قصر؛ وهناك حياة اخرى هي الباقية الدائمة الى ابدا الآبدين، والعاقل أن يتمسك بشيء زائل ويترك شيء باق لا يزول. وورد في ذلك آيات كثيرة واحاديث جمة في هذا الخصوص، لا يعنيها ذكرها في هذا المبحث.
والذي نريد ان نقوله، هو فعلا أن الدنيا زائلة لا محالة، وان الموت سوف يأتينا عاجلا أم آجلا، لكن المصير لا يعلمه الا الله. وتبقى بعد ذلك تكهنات لا توصلنا الى حقائق ملموسة نطمئن اليها، ويقر فيها العقل.
والشاعر يقر هنا: ان كل شيء يتغير ويتبدل ويذهب سدى، تتغير امور وتتبدل احوال، تموت اناس ويولد آخرون، والدنيا باقية كما هي.
طبيعة الحياة الدنيا:
إن الكون من حولنا موجود ضمن نظام دقيق، نظام معقد ومترامي الاطراف ويدل على أن له صانع مدبر جعله بهذا الشكل الدقيق. "وهو يضم 300 مليار مجرة وكل مجرة منها تحتوي في المعدل على 300 مليار نجمة. ويتجلى النظام المدهش الموجود في الكون في أن هذه المجرات والنجوم والكواكب والأقمار تدور حول نفسها من جهة، وتدور ضمن نظامه الفلكي في مدارات معينة من جهة أخرى. ولا يمكن بأي حال من الأحوال تفسير نشوء كل هذا النظام الرائع والترتيب المذهل، والحساب الدقيق عن طريق المصادفة. وبالإضافة إلى هذا فإن أخذنا بنظر الاعتبار سرعة الكون فإن أمر النظام والتصميم البديع يأخذ أبعادا لا يصدقه العقل البشري، فأوزان النجوم، والكواكب، والمجرات وعناقيد المجرات والتي تصل أوزانها إلى البلايين وملايين البلايين من الأطنان تتحرك في الفضاء بسرعات مدهشة. فالأرض مثلاً تدور حول محورها بسرعة تصل إلى 1670 كم /ساعة وتدور حول الشمس بسرعة 108000 كم/ساعة, بينما تدور المجموعة الشمسية حول مركز المجرة بسرعة تصل إلى 720000 كم/ساعة. كذلك تتحرك مجرة درب التبانة- أي مجرتنا- في الفضاء بسرعة تصل إلى 950000كم/ساعة. (راجع موسوعة الاعجاز العلمي).
وهذه الحقائق المذهلة قد حيرت عقول، واذهلت لباب، وارقت فلاسفة، حتى اقروا بأن هناك مبدع مصور اوجد هذه الاشياء بدقة متناهية، فأقر معظمهم بوجود خالق وهو الله.
ما جاء في الاثر في وصف الدنيا:
هناك من ذم الدنيا ودعا الى الآخرة، لأنها هي المستقر الاخير، وكل شيء سواء ذلك الا غرور، وتفاهات، وملذات موقتة اسرع، ما تصير الى الزال.
قال النبي: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" وقال: "مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال أي نام في ظل شجرة، في يوم صائف، ثم راح وتركها"
وقال علي بن أبي طالب: (لا تكن بما نلت من دنياك فرحاً، ولا لما فاتك منها ترحاً، ولا تكن ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل من شغلته دنياه خسر آخرته). (نهج البلاغة).
وقال بعضهم: المغرور من غرته الدنيا.
قال الإمام الشافعي شعرا:
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ....يمسي ويصبح في دنياه سفارا
هلا تركت لذي الدنيا معانقةً ...حتي تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها.... فينبغي لك ألا تأمن النارا

والعرفاء قد ذموا الدنيا، وانقطعوا الى العبادة التامة والاخلاص الى الله، مع الاخذ بعين الاعتبار بعدم ذم الدنيا مطلقا لأنها هي من توصلهم الى السعادة الابدية بالعبادة والانقطاع، حتى قال قائلهم:
"قد سمع خلق كثير ذم الدنيا مطلقاً، فاعتقدوا أن الإشارة إلى هذه الموجودات التي خلقت للمنافع، فأعرضوا عما يصلحهم من المطاعم والمشارب. وقد وضع الله في الطباع توقان النفس إلى ما يصلحها، فكلما تاقت منعوها، ظناً منهم أن هذا هو الزهد المراد، وجهلا بحقوق النفس، وعلى هذا أكثر المتزهدين، وإنما فعلوا ذلك لقلة العلم... أن الدنيا عبارة عن أعيان موجودة للإنسان، فيها حظ، وهى الأرض وما عليها، فإن الأرض مسكن الأدنى، وما عليها ملبس ومطعم ومشرب ومنكح، وكل ذلك علف لراحلة بدنه السائر إلى الله عز وجل، فإنه لا يبقى إلا بهذه المصالح، كما لا تبقى الناقة في طريق الحج إلا بما يصلحها، فمن تناول منها ما يصلحه على الوجه المأمور به مدح، ومن أخذ منها فوق الحاجة يكتنف الشره وقع في الذم، فإنه ليس للشره في تناول الدنيا وجه، لأنه يخرج عن النفع إلى الأذى، ويشغل عن طلب الآخرة فيفوت المقصود، ويصير بمثابة من أقبل يعلف الناقة، ويرد لها الماء، ويغير عليها ألوان الثياب، وينسى أن الرفقة قد سارت، فإنه يبقى في البادية فريسة للسباع هو وناقته".



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله في فكر الخيام 9/ 25
- الله في فكر عمر الخيام8 /25
- الله في فكر عمر الخيام7 /25
- الله في فكر عمر الخيام6/ 25
- الله في فكر عمر الخيام5/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 4/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 3/25
- الله في فكر عمر الخيام2/ 25
- السيكولوجي قاسم حسين صالح.. شاعر شعبي!(1)
- هل فعلاً الانسان مجهول؟
- الغجر في العراق نبذة مختصرة
- الله في فكر الخيام 1/ 25
- المرأة في فكر الطباطبائي/ الخلاصة
- المرأة في فكر الطباطبائي(5)
- المرأة في فكر الطباطبائي (4)
- المرأة في فكر الطباطبائي/2
- المرأة في فكر الطباطبائي/3
- المرأة في فكر الطباطبائي/1
- ام اولادي تهددني بالقتل!
- صفنة مطي!


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - الله في فكر عمر الخيام10/ 25