|
ويسألونك عن مناضلي الصف الوطني التقدمي الحر .. قل .. هؤلاء
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 15:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العديد من التقدميين والوطنيين الأحرار ، شرفاء هذا الوطن ، طرحوا بعض الاستفسارات ، بخصوص القوى الوطنية التقدمية ، الديمقراطية ، الحرة ، المؤهلة لتكون العمود الفقري للتجمع الديمقراطي ، في صورة جبهة وطنية تقدمية ديمقراطية ، او كتلة تاريخية جماهيرية ، تضم القوى الرافضة للمسرحيات ، والعفيفة من تناول فتاة مائدة النظام ، والمشاركة عن سبق إصرار في المؤامرة المدبرة في حق الشعب المغربي ، وفي حق القضية الوطنية . إن هذه التساؤلات المشروعة ونحن نقدرها ، جاءت بعد كل ما كتبناه في مسلسل التثقيف الأيديولوجي والسياسي ، الذي شرعنا في نشره على أعمدة حائطنا الفيسبوكي ، بخصوص الارتباط المفصلي ، بين الشعب ، وبين القوى المؤهلة للتكلم باسمه ، في كل القضايا التي تخصه ، لان هو جزء منها ، وهي جزء منه ، فكلاهما لا يمكنه ان يعيش بدون الآخر ، إلاّ من رضي لنفسه الخضوع ، والانبطاح ، للنظام ، ولتقاليده المرعية . لقد اعتقد الكثير، ان المقصود من تحليلنا للقوى الوطنية ، الثورية ، والديمقراطية ، والتقدمية ، هو الكائنات الزئبيقة التي ترقص في الساحة على نغمات سمفونية النظام . وتهرول استجابة لكل خرجاته الملتوية ، التي تهدف الى تأبيد الوضع الجامد أكثر من الجمود ، ولتُمكن التحالف الطبقي المعادي للشعب ، من الكثير من الاستئثار بالحكم ، والسلطة ، للمزيد من الافتراس ، والمزيد من النهم ، والنهب ، وتهريب الأموال بالعملة الصعبة . لكننا من جانبنا نوضح المقصود من تحالف القوى الوطنية ، والتقدمية ، والثورية ، والديمقراطية ، العمود الفقري لكل جبهة او كتلة ، ونقول وبالفم المليان ، انه من العبث والمغالطة الحديث عن العمل الوطني المشترك ، والجبهة الوطنية او الكتلة التاريخية الجماهيرية الديمقراطية ، بالنسبة لمن لا تزال علاقته قائمة بشكل او بآخر مع نظام عدواني مفترس ، وطبقي ، وحكار ، لا يعير أدنى قيمة او اهتمام للشعب ، وللجماهير الفقيرة والمفقرة ، سواء الأحزاب المخزنية الجديدة التي تمخزنت أكثر من المخزن ، وأضحت ملكية أكثر من الملك ، وهي منها تلاشى ، ومنها من هو في طريق التلاشي ، حيث لا تتحرك اليوم إلاّ بفضل جرعات النظام التي تؤجل موتها المحقق والحتمي والقريب بالأجل ، و سواء أحزاب النيو – مخزن ، او المخزن الجديد التي عوضت الأحزاب المخزنية الجديدة / القديمة ، وتحت اي مبرر او تبرير كان " وطني " او " ديمقراطي " ، فلن يكون ذلك سوى من باب المغالطة ، مغالطة " التحالف مع الشعب ومع عدوه في آن واحد " ، وهي ما سماها الأستاذ مصطفى أديب مؤخرا ب ّ السكيزوفرينيا " ، وهو مرض خطير ، يأتي على الأخضر واليابس في الحقل السياسي ، وأثناء الظهور بممارسة الشأن العام ، لان الذي يمارس السياسة من بابها الواسع ، هو النظام وليس أحزابه التي تلعب دور المعول . ان " الاجماع الوطني الفاسد " ، قد فسخ نفسه بنفسه ، سواء على صعيد القضية الوطنية التي نهجت فيها الطبقة الحاكمة ، نهجا طبقيا منفردا ، يراعي أولا وأخيرا مصلحتها ( استعمال وتوظيف الصحراء للدفاع عن العرش ، وليس العكس ) ، وهنا ستتجلى التناقضات التي اتخذها النظام عند معالجته القضية الوطنية ، لانه استعملها كصمام أمان لعرشه الذي كان معرضا للسقوط ، ولم يستعملها كتاريخ ، وجغرافية ، وشعب ( اتفاقية مدريد التي قسمت الصحراء كغنيمة ) . او على صعيد ما يسمى بالعهد الديمقراطي الجديد ، الذي لن تنخدع به الجماهير الشعبية ، وقد أصبحت تدرك وتعي تمام الإدراك والوعي ، ان ما يسمى بالديمقراطية المحمدية ، هي امتداد للديمقراطية الحسنية ، التي ملخصها الاحتكار ، أي احتكار طبقة النظام ، ومن لف لفه من المنتفعين ، والانتهازيين ، والوصوليين ، والحربائيين ، للمغرب ، والدولة ، والكائن البشري ، واستعمال القمع ، والعدوانية ، وممارسة الاعتداء ، وإرهاب الناس المواطنين ، من اجل التخويف ، وإدامة وضع لا يختلف عن سابقه ، وهو ما يعتبر دليلا ساطعا على أكذوبة ، المفهوم الجديد للسلطة ، ملك الفقراء ، العهد الجديد وهلمجرا . لذا وأمام هذه الحقيقة الساطعة ، فان اي محاولة للمّ حطام مسلسل الدفاع عن القضية الوطنية المزعوم ، حيث دخلت القضية الوطنية نفقا مظلما ، وحطام العهد الجديد الذي أفلس بالتمام والكمال ، ومحاولة إحياء " الإجماع " الوطني بالرخويات والصدف الفارغة ، لن تقود أصحابها سوى الى الخدمة الموضوعية والمجانية لأعداء الشعب المغربي ، وأعداء القضية الوطنية ، ولمُكبّلي إرادته ومستغلي عرق جبينه . هذا تحالف الشعب وقواه الحية الديمقراطية والتقدمية والوطنية ، وما عداه من الأحزاب المخزنية القديمة / الجديدة التي أضحت ملكية أكثر من الملك ، رغم فراغها وقربها من التلاشي النهائي ، وأحزاب النيو – مخزن التي أضحت تلعب دور أحزاب المخزن القديمة / الجديدة ، فهي غير معنية بالتحالف الشعبي الوطني ، لان لا يمكن ان تكون في نفس الوقت حليفا للطبقة الحاكمة عدوة الشعب ، وحليفا للشعب ضحية هذه السكيزوفرينا المقيتة . ففرق بين الأحزاب التي تلوثت بمسلك الارتزاق المخزني ، تقتات من فتاته ، وتأتمر بأوامره ، وبين القوى الديمقراطية الحية المرتبطة بالشعب وبالجماهير . هذه تحالفاتهم . وهذه تحالفاتنا . والشعب هو الفصل .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شعوب الشرق مثل الشعوب العربية تعشق الدكتاتورية وتتغزل بدكتات
...
-
ملاحظات وتعقيب عن تقرير الامين العام للامم المتحدة السيد انط
...
-
مغادرة المغرب
-
رمي المناضلين في السجون بملفات مطبوخة
-
الإنفتاح المشبوه والاجماع المخدوم . انفتاح على الصدفيات واجم
...
-
التخلص من شخص عبدالاله بنكيران المزعج ، وتعويضه بشخص سعد الد
...
-
الديمقراطية ليست لعبة انتخابوية ، ولا مراجعة دستورية لدساتير
...
-
أما حان الوقت لحكومة الملك ان تظهر .
-
الثورة المهدورة والمجهضة
-
النظام الملكي اعترف بالجمهورية الصحراوية
-
تقرير لرصد ما جرى -- حين يطبخ النظام المحاضر البوليسية لتجفي
...
-
مؤسسة الحسن الثاني للشؤون الاجتماعية لرجال السلطة
-
ملاحظات سريعة عن خطاب الملك امام البرلمان
-
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المت
...
-
من الفائز بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات .
-
لماذا يجب مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة ؟
-
الجمهورية الصحراوية ستصوت لصالح انضمام النظام المغربي الى ال
...
-
قراءة لتقرير المدعي العام لمحكمة العدل الاوربية بشأن اتفاقية
...
-
وجهة نظر تُعقّب على وجهة نظر
-
تحليل لخطاب الجلوس على كرسي الحكم - العرش -
المزيد.....
-
بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات
...
-
الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م
...
-
-أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
-
عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
-
هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
-
لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي
...
-
اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
-
ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من
...
-
Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
-
-غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها
...
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|