أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بكر أحمد - النفط وصحة الرئيس














المزيد.....

النفط وصحة الرئيس


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1441 - 2006 / 1 / 25 - 09:55
المحور: حقوق الانسان
    


بلغت عائدات النفط للعام المنصرم في اليمن أكثر من 2 مليار دولار ، وبلغ عدد من يصاب بمرض الملاريا 2 مليون مواطن يمني يموت منهم كل عام 25 ألف نسمة .
أن ارتفاع سعر برميل النفط على المستوى الدولي مع تنامي الاكتشافات النفطية في اليمن لم يغير إطلاقا في عدد البرميل التي تنتجها اليمن سوى بفارق ضئيل جدا لا يتناسب مع ما هو معلن ، وكل ما نراه هو قيام الرئيس سنويا للسفر إلى ألمانيا وليست إلى دولة أخرى من أجل الفحوصات الطبية والتي تأتي فجأة دون أية مقدمات .

لا احد يريد أن يصاب أي كائن بضرر صحي ، وهذا الشعور عائد من منطلق إنساني بحث ، لكن في المقابل _ أعتقد _ أنه لا أحد يقبل أن يكون عدد قتلي اليمن سنويا من مرض واحد فقط قد تجاوزه العالم منذ سنين طويلة يبلغ 25 ألف مواطن .

العدد المهول هذا في عدد المرضى الذين يقتلون ، قد لا يحرك شعرة في مفرق أي مسئول ، بينما نجدهم يذرفون دموع التماسيح خوفا على صحة الرئيس باني اليمن وقائد نهضتها ، فكيف نفهم هذه المفارقة سوى أننا فقط نعيش دولة نفاق وإفساد لا غير .

للنفط اسما رنان لا يذكرنا إلا ببذخ أخوننا العرب الذين يشاركوننا العيش في نفس الجزيرة ، وللنفط أيضا سمعة غير جيدة ، حيث أن العالم لا يرى في العربي سوى إنسان يركب مطيته ويحوم حول بئر النفط ، والنفط موجود في اليمن منذ أواسط الثمانيات وتفجر أكثر بعد تحقيق الوحدة ، ومع ذلك خرج لنا الرئيس صالح في العالم الماضي يحذرنا بأن النفط سينضب بعد سبع سنوات .

وقدوم النفط ورحيله بهذا الشكل هو أمر محزن جدا ، هذا إذا كان علينا فعلا أن نصدق ما يقال حول نضوبه ، فلم يتسنى لنا التعرف عليه أو شم رائحته ، لم يتسنى لنا أن نجعله يقوم بشراء لقاحات ضد مرض الملاريا ، بل جعلناه فقط جاهزا لنقل فخامة الرئيس إلى ألمانيا لأنه عطس فجأة .

أنت باذخ جدا يا فخامة الرئيس ، باذخ إلى حد الحلم الذي روته لي جدتي عن جنة الفردوس ، وقد حكت لي ذات جوع في ليلة باردة في صنعاء بأن الجنة تلك لا يدخلها الملوك و لا الرؤساء إلا رئيس اليمن لأنه كان يمد يده لمواطنيه ، وتصادف أن يكون ذاك الرئيس هو الحمدي .

أنا لا يهمني ما هو مصير الرئيس صالح بعد الموت ، ولكن يهمني جدا مصيرنا نحن في هذه الأرض وطريقة عيشنا ، ولماذا نموت بمرض تافه وبكل هذه الأعداد والعالم يغلي فورة من ارتفاع النفط ، ولماذا مناطق في اليمن تعيش حتى الآن في عصر ما قبل التكوين ، ولماذا هناك فقراء وأميون وقتال بين القبائل ، ولماذا اليمني أجده في كل إشارات مرور الدول المجاورة متسولا ،وأنت تذهب إلى ألمانيا لتتأكد من سلامة صحتك .

هذه المفارقة ترسل لنا إشارات لم تعد بحاجة إلى فك طلاسمها ، كما أنها تمنحنا يقينا بأن كل تلك المدة التي حكم بها النظام لم تعد تعطي إلا الكثير من البؤس .
بقيت اقل من ستة أشهر على الانتخابات الرئاسية وأن رحيل صالح هو مطلب اقل ما يمكن أن يكون وأن الشهور المتبقية عليه يجب أن يقضيها كيفما أتفق وخاصة أنه أعلن أمام العالم بأنه قد زهد عن الحكم ، مثلما نحن بالضبط قتلتنا الحياة تحت حكمه .



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنص الدستور ، الحكم باقي في ذرية .. !!
- الإسلام لم يأتي بالحل
- نساء عدن ... وحكم الشمال
- نحن العرب ... لماذا لا يخيفنا الدستور العراقي
- بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك
- قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف
- عروبة لغة أم عروبة دين
- ايديولجية مناهضة الدين كأيديولوجية الدين .... دنكشوط أخر .
- أصحاب القرآن .... هي ثورة ولكنها متأخرة جدا .


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بكر أحمد - النفط وصحة الرئيس