أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا














المزيد.....

الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل تمضي نضالات الريف مع مهب الريح؟هل يجوز للحكومة بكل أعلامها أن تنظم التعبير، وتفرض قيودا على مسار حركة الريف الاحتجاجية؟ وهل للسلطة الحق أن تصل في ذروتها إلى منع الاحتجاج وقمعه؟
أسئلة يطرحها كل الناس أو معظمهم في كل أنحاء الوطن، أكثر من أي وقت مضى، رغم الحظر المسبق، وإغراء الإسراع في دراسة الشؤون التي يجب إصلاحها، بينما يجب أن نتنافس، ونتحاور، ونقرأ، ونخترع، ونتفاوض حول جيل جديد من القضايا التي لم نبحث فيها من قبل ولم يكتب أحدا عنها.
نعم، قرءنا كثيرا عن تاريخ الريف في الكتب والمجلات والجرائد، لكن ما نتابعه اليوم من سيل في المعلومات، ومن فيضان التغطية والمتابعة الإخبارية، منذ الدراما والميلودراما المحزنة للشهيد فكري، يجعلنا نكتشف قصور حرية التعبير في الهجوم على بوادر حركة تحرر شعبية من أجل الحق في الثروة الوطنية.
إن الأفكار لا يمكن منعها حتى بالرصاص الحي، كما أن زحف إدراك الوعي بالقضية لا يمكن كبته ولن يوقفه أي قانون كيفما كان نوعه. لأن الحركات الاحتجاجية في كل تجارب العالم تتدفق بسرعة وتمد الناس بأفكار جديدة، وما يحدث في الريف من حراك شعبي له تأثيره على القانون وعلى السياسة، وهو ثقافة تحررية تتشكل هويتها من الأفكار ومن الثقة في الروابط الاجتماعية المتينة التي كانت تبدو للباحثين والسياسيين عتيقة ومهجورة.
لن تستطيع السلطة وقف الامتداد المحتمل، لأن الجواب المطلوب ليس أوتوماتيكيا، بل يجب أن يكون على ضوء تاريخ كفاح الريف وتجربة المناطق المجاور له. أما التعالي والكبرياء، والتخوين والتهديد، أو التخويف بأية طريقة من الطرق، لن يقوى سوى مطلب الحق في الثروة الوطنية كحق من حقوق الإنسان.
إن الوحدويون هم الفعل وهم الجواب، بعيدا عن "الخندقة" الإيديولوجية. لأن مناطق أخرى في العالم نهجت نفس المسار من دون السقوط في ضرب قيم التسامح أو في العنصرية، أو الشوفينية، أو التعصب الديني. حركة الريف، حركة مواطنة، متشبعة بقيم الحرية والعدل والمساواة، وهي انطلاقة تأسيسية لتشريع مواطن يقر بجبر الضرر الجماعي ويرفع حالة الاستثناء على المناطق المهمشة والمحرومة من الحق في الثروة الوطنية بكل ركائزها، ويخلصها من عصابات ومليشيات الريع الاقتصادي والسياسي.
إن المغرب يمر بمرحلة دقيقة لم يسبق أن مر بها من قبل. فهو الآن في مفترق طرق؛ إما التخلص من إرث الماضي الثقيل، واستئناف الإصلاحات الدستورية المستعجلة، وتنزيل كل القوانين المدسترة بسرعة، وتحقيق مسيرة البناء الديمقراطي الحقيقي، وإما أنه سوف يمضي نحو التفكك والتدهور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، بسبب توغل الفقر والبطالة والمحسوبية والزبونية والحكرة. من هنا، يواجه الوحدويون المطالبون بالحق في الثروة الوطنية، مسؤولية تاريخية للبحث عن سبل النضال التحرري الوحدوي والديمقراطي من أجل العدالة الاجتماعية.
حركة الريف فوق رؤؤسنا والذل تحت أقدامنا، وهذا لا يكفي قوله. بل يدعونا لكي نقوم بنقد جريء لأجندتنا الإيديولوجية والفكرية، التي عاشت بجسد مغربي، وبقلب عروبي، وبعقل أممي، على مدى عقود طويلة من الزمن.
إن التغيير ليس شعارا، كما أن السياسة لم تعد فن الممكن، بل الممكن نفسه. لأن الديمقراطية تحتاج إلى هياكل الدولة الحديثة لتبني فوقها مؤسساتها، والمأزق في بلادنا أن مؤسساتنا مهترئة، ونخبنا مريضة، وأحزابنا هجينة، ومعوقاتنا بنيوية، وبرجوازيتنا لقيطة، واختياراتنا تقنية ولحظية، وجامعاتنا عششت فيها الأصولية وباتت مشتلا للنكوصية.
مائة عام من عزلة الريف (1917-2017)، صدرت عنها وحولها بحوث علمية ومؤلفات تاريخية، ونظمت حولها مؤتمرات وندوات داخل المغرب وخارجه، ولكثرتها وتعددها، صارت "طوطولوجيا". واليوم لا بد من الانتقال إلى التفكير في جوهر المشكل من منطلق الانتماء إلى المواطنة المتساوية، أي أن يجد الريف وكل المجتمع المغربي نفسه في الدولة، وأن يسير الجميع في اتجاه موحد، من أجل مغرب للجميع، وليس مغرب "الشلة السياسية".
لقد ظن الجميع، في سنوات الجمر والرصاص، أن القمع سيساعد "زعماء الإصلاح" على التغيير نحو ديمقراطيتهم المنشودة، وكان جواب "الضد": "ديمقراطيتنا وديمقراطيتهم". واليوم، لا نريد إعادة إنتاج ما سبق، نريد إعادة فتح ملف انتهاكات حقوق الإنسان، على ضوء كل توصيات الإنصاف والمصالحة، من أجل رد الاعتبار للريف وجبالة والأطلس وكل المناطق المغربية التي عانت من قسوة الطبيعة ومن ضرر الدولة.
وفيما يتعلق بالمستقبل، يبين الواقع الملموس أن القوى الديمقراطية التقليدية أهملت الحركات الاحتجاجية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، وأخفقت في تلبية متطلبات أنصارها، وما عليها اليوم إلا أن تلتحق بكل الحركات الاجتماعية لتتعلم منها دروس الصمود، وديمقراطية القرب، من دون أن تفرض عليه أزماتها وإخفاقاتها ووصايتها.



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أزمة الديمقراطية التمثيلية إلى حكومة المقاولة السياسية
- رسالة إلى صديقي اليساري
- حكومة -المونسينيور العثماني-
- النيوأصولية والاحتكام للمشترك بيننا
- مهام النخب وتحديات المستقبل
- السياسة كفكر وممارسة
- حسناء أبو زيد في ضيافة المقهى الثقافي بقصر التراب بمكناس
- عذرا سيدتي...في عيدك الأممي
- ما نريده لحميد شباط و لحامي الدين
- من أجل مدن للعيش المشترك وإنتاج قيم المواطنة
- الصحة وحقوق الانسان
- أي جواب عن انتمائنا وشرعية وجودنا في ظل هذا الخراب؟
- ادريس خروز يحاكم السياسة التعليمية في المغرب ويبحث عن تعليم ...
- المقاومة السياسية والمقاومة الثقافية كل لا يتجزأ
- المغرب في حاجة لأبنائه اليساريين والديمقراطيين
- نحو تقييم نقدي
- التمرين الديمقراطي والخصوصية المغربية
- حماية حصانة الدولة والمجتمع
- مقاومة متنامية للهجوم على المدرسة والجامعة
- بمناسبة العيد الدولي للمهاجر واللاجئ الذي يصادف 18 دجنبر من ...


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الرف العزة فوق رؤوسنا والذل تحت أقدامنا