أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - والآن؟!















المزيد.....

والآن؟!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن نتائج الانتخابات غير متوقعة، سواء أجرى الوفد الدولي تحقيقا في جميع المخالفات أو في بعضها فقط. ما أقصده هو أن أية إعادة للانتخابات، بمواصفاتها وظروفها الحالية، لا يمكن أن تكون نتائجها مختلفة جوهريا ما دام الولاء هو للطائفة والعرق.
إننا نعرف واقع ما يدعى بالاستقطاب الطائفي والاستقطاب العرقي. كما نعرف دور المليشيات ورجال الدين ومؤسساتهم وخطب الجوامع وتأثيرها المباشر في تسيير العقول والإرادات. أجل، كان هناك تزييف كبير وتحايل على القواعد والمعايير الديمقراطية للانتخابات الصحية، ولعل فرقاء الأمم المتحدة لا يعنون بالتغيير المفاجئ لقانون الانتخابات المعتمد في الانتخابات الأولى، ولا بحوادث الاعتداء على المرشحين والمقرات، ولا بتدخل الرموز الدينية واسع النطاق. ما يعني مراقبي الأمم المتحدة هو كيفية سريان التصويت في مراكز الاقتراع وإجراءاته وإحصاءات الصناديق. إننا نعرف أنه حتى عندما جرت الانتخابات بتنظيم من الأمم المتحدة نفسها لم تأت كل النتائج ديمقراطية حقا. في سيراليون استُخدمت الأمم المتحدة "غطاء لإدارة الانقسامات القبلية" كما وصف أمير طاهري؛ وفي تيمور الشرقية كان دورها كما قال "مرادفا للفساد الواسع والعروض المشبوهة والفرص الضائعة". أما في البلقان فكانت الانتخابات تثبيتا "لتوازن هش للقوى يستثني تطورات ديمقراطية."
إذا صح القول إن انتخاباتنا عكست بأمانة واقع المجتمع والأحوال السياسية والاجتماعية، فهنا، فإن أي تزييف، لا يغير من مصداقية نتائجها، ومن ثم يجب احترامها كأمر واقع وليس كعملية ديمقراطية صحية تقودنا خطوة كبرى إلى أمام، وإن كل محاولة ومسعى للتصدي بالعنف للنتائج تجب مقاومتهما بحزم من جانب كل القوى الوطنية سواء الفائزة انتخابيا وكما كان متوقعا أو التي لم تحصل على نتائج أرادتها.
هناك استثناء هام لأحكامنا: وهو أنه إذا كانت النتائج تعكس حالة المجتمع وقيم مكوناته والعقليات المهيمنة على الساحة، وأعني طغيان المعايير والولاءات المذهبية والدينية والعرقية، فثمة فراغ كبير لتمثيل كل من القوميتين التركمانية والكلدو ـ آشورية، وذلك لعوامل عديدة، وبالنسبة للكلدو ـ آشوريين لعبت انقسامات تنظيماتهم دورا كبيرا في النتيجة. وقد كنا ننتظر من الكتل الفائزة الاهتمام بهذا الفراغ الكبير والتفكير في معالجته بدلا من الانغمار في لعبة "الاستحقاق الانتخابي".
لقد أعاد الأستاذ عبد القادر الجنابي أكثر من مرة نشر مقاطع ضافية من البحث المركز للباحث الاجتماعي الراحل عبد الجليل الطاهر حول التقوقع والقوقعية العراقيين. إن البحث المذكور ورغم قصره يمكن أن يكمل أبحاث المفكر علي الوردي في دراساته لمجتمعنا والشخصية العراقية.
قصد الطاهر بالقوقعية والتقوقع الانغلاق الأعمى على الولاءات الفرعية، خصوصا المذهبية والعشائرية، على حساب الولاء الوطني العام. ومع نهاية الحرب الدولية الثانية، وعلى وجه الخصوص بعد ثورة 14 تموز، برزت ظاهرة القوقعيات السياسية الحزبية. إن هذه الأحوال تهبط وقد تختفي مؤقتا أو تصعد وتطغي بحسب الظروف ومجمل الأوضاع العامة الداخلية أولا وكذلك الإقليمية والدولية.
لقد كان لسياسات النظام المنهار وممارساته الطائفية والعرقية وقمعه الدموي دور خطير في تأجيج القوقعيات المنغلقة ونشرها على نطاق واسع، وانفجرت النتائج بعد 9 نيسان كانفجار الدمامل كما وصف عدد من الكتاب. أما القيادات السياسية والفكرية والدينية فلم تكن بمستوى العمل الجاد لمعالجة تلك الظواهر ولأم الجراح تدريجيا، لأن تلك القيادات كانت هي الأخرى من نتاج ما حل بالعراق والمجتمع، والكثيرون من الشخصيات السياسية والثقافية التي كانت في دول الغرب لم يتعلموا كما ينبغي من التجارب الديمقراطية الأصيلة في تلك الدول. لقد وصلنا حالة تحول معها فريق غير قليل العدد من مثقفينا في الخارج فريسة لمرض الطائفية والتوقع العرقي. ترى في أي بلد يتمتع بجزء من ديمقراطية حقيقية لا طائفية نرى مثقفا قضى سنوات طويلة في الخارج ومضت على زواجه سنوات يعلن لصديق له الأسف لكونه تزوج امرأة من غير طائفته؟!! وفي أيامنا صرنا نجد عائلات شيعية أو سنية تُهجّر تحت الضغط في بعض مناطق بغداد نفسها؟!! أما الولايات المتحدة التي اقترفت أخطاء فادحة بعد سقوط صدام، فإنها فرضت مع مجلس الأمن جدولا زمنيا متعسفا جدا لبناء الديمقراطية المدنية العصرية الاتحادية في ثلاث سنوات ليس إلا في عراق خربته الحروب والقمع الوحشي والنهب والسلب ثم التدخل الإقليمي متعدد الرؤوس.
هذه هي الأوضاع التي جاءت بنتائج الانتخابات الأخيرة. إنها نتائج تعكس بصدق وبوجه عام طغيان القوقعية العراقية الذي قد يدوم سنوات طويلة أخرى. إن هذه القوقعية فرّخت لنا دستورا قضى على العديد من مكاسب الدستور المؤقت، ولاسيما عن حقوق المرأة، وسمحت بطغيان دور المليشيات، كما أنها جعلت أطرافا سياسية ممن يتصدون لتمثيل السنة يؤيدون ما يعتبرونها "مقاومة وطنية"، وكأن من الوطنية قتل الأبرياء وذبح المخطوفين. هل نعرف بلدا اليوم ذبح فيه مجرم واحد ألفا من البشر، ألفا فقط وباعترافه؟؟!! أعتقد حتى صدام لم يقتل بيديه الاثنتين غير جزء من هذا العدد رغم أن أوامره قضت على مئات الآلاف. فعن أية مقاومة وطنية يثرثرون.
والآن؟ إن الوضع العراقي دقيق جدا، والإرهاب يواصل نشر الموت الجماعي، والخدمات منهارة والعون الأمريكي بعشرين مليار سينفد في الصيف، وعليه فلابد من تحلي كل الوطنيين بالحد المناسب على الأقل من روح المسؤولية الوطنية بدلا من الانتفاخ الانتصاري أو رد الفعل المصدومين. فهل ممكن تشكيل حكومة "الوحدة الوطنية" التي لا تهيمن فيها جهة واحدة على كل المفاصل الأمنية والاقتصادية والنفطية، مع احترام للاستحقاق الانتخابي في نفس الوقت؟؟ هل يمكن في ظروفنا، ومع استفحال المعايير الطائفية والعرقية، والسباق الانتخابي على أساسها بدلا من البرامج السياسية، الاتفاق على مثل هذا التوازن بين الاستحقاقين الانتخابي والوطني؟؟ هذا ما دعا إليه الرئيس الأخ طالباني، الذي أكد أنه في وضع العراق الشاذ لا يمكن لأي حزب فاز بالأكثرية أن يدير السلطة لوحده كما يجري في الديمقراطيات العريقة. وفي افتتاحية هيرالد تريبيون اليوم [ 23 يناير 2006 ] دعوة لحكومة تحالف وطني عراقي تكون أولى مهماتها تعديل الدستور بما يؤكد الدور السياسي والمالي للمركز، وبما يمنح المرأة كافة حقوقها المدنية وحل كل مشاكل وخلافات الزوجية وما يدخل فيها في إطار قوانين ومحاكم مدنية حتى لو أراد بعض الأزواج أو الآباء اللجوء لمحاكم دينية.
ترى هل سيستمع الائتلافيون للدعوتين اللتين تكمل إحداهما الأخرى؟ وهل سيعيد السيد الحكيم النظر في إصراره على رفض إدخال تعديلات أساسية على الدستور؟؟
23 يناير 2006



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن الفساد ما يُضحِك !!
- بين تصريح الحكيم والقنبلة الإيرانية
- تداعيات عام..
- وجهة نظر عن دور القيادات الكردية في الوضع العراقي الراهن
- الانتخابات بين النتائج البعيدة والأهداف... بين الأسلوب والمم ...
- خطاب من القلب للأخوين العزيزين مسعود برزاني وجلال طالباني ال ...
- فرص التعديلات الديمقراطية المدنية على الدستور العراقي
- الديمقراطية لا يبنيها غير المؤمنين بها حقا
- كلارك وجائزة نوبل وبينهما القاضي الدمث رزكار
- الوجود الأمريكي المرحلي ليس أم المشاكل!!
- العراق بين -القواسم المشتركة- والأحزاب الإسلامية
- في فرنسا أيضا: حكايات أخرى مختارة!!
- عودة للأحداث الفرنسية.. ليست -ثورة فقراء-!
- هل فضح التدخل الإيراني هو -إيران فوبيا-؟!
- صفحات عن بعض دعاة الإصلاح الديني: محسن الامين نموذجا
- بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات 2/2
- وجهة نظر: بعد الاستفتاء وقبل الانتخابات1 2
- مرة أخرى عن بؤس السجال العراقي!
- كلمة خاطفة: عمرو موسى في نجدة البعث والزرقاوي!!
- حول المحاكمة أيضا ..


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - والآن؟!