أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - موسى راكان موسى - افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (6)















المزيد.....

افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (6)


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 09:28
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




ماكوز و مدرسة فرنكفورت (ص 33ـ40) :


في غمرة الحركة الطلابية و الأحداث الناجمة عنها ، ظهرت (( ثقافة )) جديدة (بالمعنى الأكثر اتساعا للمصطلح) خصوصا في ألمانيا و إيطاليا : كانت تتغذى من عدد كبير من الموضوعات الايديولوجية (ذات الاشعاع الكبير و كما سنرى أيضا ذات الظل الواسع) كانت قد طورتها (و غالبا ما كان ذلك قبل سنوات عديدة) ، مدرسة فرنكفورت ، أي بشكل خاص هوركهايمر و أدورنو و أهم من هؤلاء جميعا (و بإنتشار خارق للعادة) هربرت ماركوز .


إن واقعة أننا غالبا ما نستشهد أثناء إعادة رسم مسيرة التقلبات الايديولوجية في إيطاليا بمؤلفين و بمجادلين متعارضين أجانب ، قد يثير العجب و الحيرة . على أنني أعتقد أنه لا توجد طريقة أخرى لسرد ما حدث فعليا خلال هذه السنوات . إن العملية فيما يخص أوروبا الغربية على الأقل و على مستوى الشباب قد كانت موحدة بشكل عميق . إن الأحداث الكبيرة التي سيطرت عليها كانت تلك التي ذكرناها حتى الآن : الفيتنام ـ (( الثورة الثقافية )) الصينية ـ آيار الفرنسي ـ النضالات العمالية التي تلته . الخ ... و نفس الأمر ينطبق على (( التفسيرات )) الايديولوجية التي تم استيعاب و غربلة و رؤية هذه الأحداث من خلالها . و بعيد عن تفتت الحركة إلى مجموعات و شلل ، فإن بعض الخطوط ذات التوجهات الأصولية (المستعارة من الماركسية الثورية أو اليسارية) كانت واحدة في كل مكان . و كان طبيعيا و الحالة هكذا أن تكون المواقف المتخذة من قبل بعض (( كبار المثقفين )) تؤثر مباشرة و على نطاق واسع يتجاوز الحدود القومية و يوجه النقاشات ، في نفس الوقت تقريبا في باريس و روما و برلين الخ ..


و ليس من قبيل الصدف أن تكون (( مونتلي ريفيو )) على سبيل المثال و هي التي أشرنا إليها مرارا هنا ، قد بدأت تطبع في عدة لغات : فبعد الطبعة الانكليزية التي أضيفت إليها الإسبانية لأمريكا اللاتينية ، جاءت الطبعة الإيطالية .


و أكثر أهمية من كل ذلك كان تأثير مدرسة فرنكفورت و كما سبق و قلت على وجه التخصيص هربرت ماركوز : أحد كبار أل M ـ م (حسب تعليقات تلك المرحلة) مع ماركس و ماو ، الذين كانوا يسيطرون على الساحة في تلك الأيام .


في ألمانيا كان تأثير المدرسة قد بدأ بالانتشار منذ النصف الثاني من الخمسينات . و قد تضاعف التأثير فيما بعد تدريجيا في غضون العقد التالي حلال تلك المرحلة . و بعد أن ساهمت بعودة الوزن للدراسات الماركسية في ألمانيا الغربية ، شهدت المدرسة عودة بعض أعمال مؤلفيها إلى التداول و هي مؤلفات كانت قد طبعت في أحيان كثيرة من أيام هجرتهم إلى الولايات المتحدة أو حتى في الفترة السابقة على صعود النازية في ألمانيا .


هذه الكتب وصلت طبعا إلى إيطاليا و رأت النور هناك في مرحلة لاحقة . إن كتاب ماركوز (( أيروس (غريزة الحب) و الحضارة )) قد ظهر عام 1964 و كتاب (( العقل و الثورة )) في نهاية 1965 ، و (( الإنسان ذو البعد الواحد )) عام 1967 و كتاب (( جدلية الأوفكلارونغ )) لهوركهايمر و أدورنو ظهر عام 1966 . و تلا ذلك كتاب ماركوز (( الماركسية السوفياتية )) ثم تدريجيا كتابات أخرى للمدرسة .


غير أن حقيقة أنه في السنوات الأولى بعد 1970 ظهر السيناريو الايديولوجي الإيطالي عميق التأثر (إن لم يكن مسيطرا عليه) بمدرسة فرنكفورت ، قد تُفاجئ رغم ذلك إن لم نضف إليها حقيقة أن بعض هذه الكتب (و خصوصا تلك التي انتشرت أكثر ما يكون كونها كانت بمتناول اليد مثل (( إيروس و الحضارة )) و (( الإنسان ذو البعد الواحد ))) لم تجد في إيطاليا إنتشارا أكثر إتساعا و أكثر دقة إلا بعد أن أعادت إطلاقها تقلبات الحركة الألمانية . لم يكن هناك أي صدفة أو عذرية في هذا النجاح غير المتوقع لمدرسة فرنكفورت . فإضافة إلى التداخل و التشابك العميق للموضوعات الجدلية (الديالكتيكية) و الهيغلية (و هو أمر كان كالعادة دائما مفتاح الدخول إلى إيطاليا) ، كانت المدرسة تجمع خصوصا في كتابات ماركوز (و هو بدون أدنى شك أكثرهم تسيسا ضمن المجموعة) عنصرين كانا حاسمين : نقد جذري (( للمجتمع الصناعي )) الحديث في شكله الأكثر تقدما (الولايات المتحدة الأمريكية) ، و انحياز طوعي إلى جانب شعوب العالم الثالث (و كذلك مهمشو العواصم الحديثة) المعتبرة ليس فقط على أنها (( الذات الثورية )) الجديدة القادرة على قلب غول (( نظام الصناعية )) و إنما أيضا على أنها حاملة (( النقاء )) المتبقي في هذا العالم . و ضمن هذا الإطار فإن كتابات ماركوز بدت و كأنها تتطابق (على الأقل بصورة جزئية) مع موضوعات لين بياو ، و هي تمد (فكريا) جسرا بين شواطئ كاليفورنيا الثرية (حيث كان الكاتب يدرس) و بين الجماهير الفلاحية الهائلة في العالم القديم المستعمر .. زد على ذلك أن تلك الفترة كانت فترة تميزت فيها الشبيبة الطالبية الغربية بأنها كانت قد اختارت الإنسان المحروم و المهمش و الفقير كنموذج لها (حتى في شكل لباسها) .


كان أطفال (( مجتمع الاستهلاك )) قد بدأوا يجربون حتى في أوروبا (و تقريبا على مستوى جماهيري) تفتح (لأول مرة في تاريخ الجنس البشري) مرحلة حياة جديدة : مرحلة (( المراهقة المستديمة )) (كان روبرت كنيدي على ما أظن أول من أعطى هذا التعريف) أي تأجيل مواجهة عالم العمل و المسؤولية بعد سنوات الدراسة في الثانوي و الجامعة . في هذه المرحلة الجديدة من الحياة (ربما لم تكن دوما سارة و لكنها كانت مجهولة تماما من الأجيال السابقة) فإن رفض (( مبدأ النتيجة )) و (( الفعالية )) و (( آداب النجاح )) أو بكل بساطة (( العمل )) قد بدأ في التكوّن و كان ماركوز الذي اختبر عملية تبني بعض موضوعاته خلال ثورة مجتمع الطلاب في بيركلي ضد حرب فيتنام ، قد أصبح يستطيع اليوم التحقق منها في الحركة الطلابية في ألمانيا و إيطاليا .


و إذا أضفنا أخيرا أن (( نقد مبدأ النجاح )) قد خاضه ماركوز (تحت شكل تصحيح و إلى حد ما مجادلة مع فرويد) بإسم (( إيروس )) أي (( مبدأ اللذة )) (الرغبة في الحب) نستطيع أن نتخيل أية موضوعة أخرى مؤثرة كانت ستساهم في الانتشار الواسع لأفكار ماركوز .


إن الأطروحة التي طرحها ماركوز في (( إيروس و الحضارة )) (و قبل ذلك في (( نظرية الغرائز و المشركة )) و في (( فكرة التقدم على ضوء التحليل النفسي )) أيضا) كانت بسيطة للغاية من حيث المبدأ ... لقد كان الكاتب ينطلق من كتاب فرويد (( قلق في الحضارة )) مبينا إنه يقبل فكرته الأساسية و لو مع بعض التحفظات .


إن الحضارة تتضمن لا محالة قمعا للغرائز . إن على المجتمعات البشرية لكي تعيش أن تنتج ، و لكن هذا يعني تبعية الـ(( إيروس )) (( للعمل )) ، تبعية (( مبدأ اللذة )) لمبدأ (( الواقع )) ، تبعية النشوة (( للنتائج )) . و من قمع الغرائز الحتمي هذا ينشأ (حسب فرويد) (( الشعور بالذنب )) (عقدة الذنب) و أيضا العصاب الذي يرافق تطور الحضارة . و لكن و في الآن ذاته يولد أيضا العقل ، و إذن الحضارة نفسها ، حيث أن مبدأ اللذة ليس بمقدوره على العكس أن ينتجها هو .


إن التصحيح الذي أدخله ماركوز على هذا الخطاب ـ النص ، كان يتمحور حول مضمون (( القمع الإضافي )) . كان ماركوز يقول بأن المجتمع الرأسمالي و الصناعي الحديث يفترض تضحية أكبر من تلك الضرورية لإبقاء الحضارة النقية و البسيطة على قيد الحياة . و هي تفترض هذا (( الفائض ـ الزائد )) لأنها تقوم على السيطرة و الاستغلال . (( إن السيطرة تختلف تماما عن الممارسة العقلانية للسلطة . فهذه الأخيرة (و هي كامنة في كل تقسيم للعمل و في كل المجتمعات) ، تنبع من العقل ، و هي محدودة بإدارة الوظائف و القواعد الضرورية لتقدم المجموع . و على العكس فإن السيطرة تمارسها مجموعة خاصة أو فرد خصوصي بهدف البقاء و تقوية الوجود في موقع ذي امتياز )) . و الحال أن خطأ فرويد قد تمثل في خلطه بين (( حضارة معينة )) و (( الحضارة )) ، أي في أنه كرس مؤسسات و قواعد المجتمع الرأسمالي ، على أساس أنه لا يمكن أن توجد هناك غيرها تقريبا . و بكلمات أخرى فإنه خلط بين (( العقلانية القمعية )) (و بالتالي (( اللا عقلانية ))) لهذا المجتمع ، و بين العقلانية الأخرى ، الأكثر مصداقية و المختلفة عن الأولى و التي هي على العكس من ذلك منفية من هذا المجتمع كونها وهما و خيالا . بهذه الطريقة لم يكن بوسع فرويد إلا أن يسقط في (( الإعتذارية التبريرية )) . فبالنسبة له (( لم يكن هناك عقلانية متقدمة أو أعلى يمكن مقارنة العقلانية الموجودة بها )) . و النتيجة الحتمية كانت أنه بالنسبة لفرويد لم يكن من الممكن أن يوجد عند هذا الحد أي طريق ممكن للخروج من الحالة أو الوضعية القائمة .


و بالفعل يعترض ماركوز قائلا بأنه (( إذا كانت لا عقلانية الشعور بالذنب هي لا عقلانية الحضارة نفسها ، فهي إذن عقلانية )) و (( إذا كان إلغاء السيطرة يدمر الثقافة نفسها فإن هذا الإلغاء يُبقي الجريمة الكبرى و أي وسيلة لتجنبه لن تكون لا عقلانية )) .


إننا هنا و كما نرى أمام أكثر من مجرد تصحيح لموضوعات فرويد . إن ماركوز يقوم في الحقيقة بقلبها . بالنسبة لفرويد فإن العقلانية تولد من قمع الغرائز : و الحضارة هي ثمرة ، دون قطافها تضحيات و آلام جسيمة ، و لكن الحصول عليها له مغزى كبير ، إنها شهادة ولادة الإنسان .


أما بالنسبة لماركوز فالأمر معكوس (طالما أن العقلانية التي يتكلم عنها فرويد لم تكن أمام عينيه أكثر من (( العقل القمعي )) لمجتمع الاستغلال و السيطرة) و مصطلحات الخطاب _النص_ معكوسة . هذه العقلانية تصبح (( لا عقلانية )) و (( لا عقلانية )) الخيال و الوهم ، المهمشة و المقموعة تصبح بالعكس هي العقل الحقيقي الذي ينبغي من الآن فصاعدا و على ضوئه ، التخطيط لقلب و تغيير المجتمع ...


أما هذا الأخير ، أي المجتمع الجديد الذي كان الخيال الماركوزي يبشر به ، فقد كان يبدو للوهلة الأولى و كأن الأمر يتعلق بشيء ممكن و معقول . كان الكاتب يدعو إلى ضرورة تجاوز العمل (( المستلب )) . إن إزالة هذا الأخير تسمح بتفريغ أفضل للـ(( إيروس )) و غرائزه .


و بهذا فإن الحياة تكسب توازنا و وقارا . لا سيما و أن (( النزاع الذي لا يمكن حله لا يدور بين العمل (مبدأ الواقع) و الإيروس (مبدأ اللذة) و إنما بين العمل (( المستلب )) (مبدأ النتيجة) و إيروس )) . و لكننا حين ننظر إلى الأمر عن كثب نجد أن المسألة مغايرة . كان ماركوز يدعو إلى (( إلغاء العمل )) و لكن العمل (بالإنكليزية Labor) تعني العمل الجسدي و الجهد ، و هو ما كان آدم سميث قد تكلم عنه (العناء و الجهد و المشقة) . و على هذا المستوى لا يتبقى سوى العمل (( الحر و الخلاق )) أي كل ما جرت العادة (إصطلاحا على الأقل) على عدم نعته (( بالعمل )) _بحصر المعنى_ .


كان ماركوز يصر على التأكيد بأن مشروعه قد أصبح ممكنا و واقعيا . بالضبط بسبب حالة (( النضج القصوى )) التي وصلت إليها الحضارة الصناعية (التألية) و ليس من قبيل الصدف أنه كان يكتب في الولايات المتحدة .


و كان يقول بأن (( تقدم الحضارة وفق مبدأ النتيجة قد وصل إلى مستوى من الانتاجية سيسمح بتخفيض الطلب الاجتماعي على الطاقة الغرائزية المطلوب تفريغها في عمل مستلب إلى حد كبير )) و في أسوأ الاحتمالات ، و حتى لو أن التخلي عن مبدأ النتيجة قد حدد انخفاضا في مستوى المعيشة ، فإن ذلك قد كان ، بعد كل حساب ، متساوقا و منسجما مع (( تقدم الحضارة )) .


و مع ذلك ، نجد أنه حتى جيوفاني جيرفيس الذي لم يكن يخفي إعجابه و تأييده للكاتب ، قد كان مضطرا للاعتراف (في مقدمة الطبعة الإيطالية لكتاب إيروس و الحضارة) بأن كل ذلك لم يكن متين البنيان . و قد أشار جيرفيس إلى أن ماركوز لا يريد تحرير الـ(( عمل )) و إنما تحرير (( كل عمل )) بدون استثناء . و هو يضيف بأن (( ماركوز يقترح بوضوح كبير ، علاقة مع الطبيعة لا تكون فاعلة و إنما تأملية ، و عودة إلى حياة شهوانية زاهدة حيث كل عمل يصبح لعبا و حيث الحرية الكاملة تصبح ممكنة أخيرا بفضل تألية انتاج الثروات ، و بفضل إلغاء الحاجة و التخفيض الخيالي لساعات العمل في اليوم . إن الحضارة الجديدة للإيروس المتحرر تقدم نفسها على أنها مجتمع أبولوني (كامل الجمال و المثال) و لكن هذا لا يكفي لتحديد خصوصيتها . و من خلال كونها تعيد للإنسان ليس (( قيمة العمل )) و إنما معنى الـ(( Otium )) ، فإنها تنتهي إلى أن توصف بعبارات تأليه و تمجيد للوقت الحر )) . [ الأوتيوم باللاتينية تعني : الفراغ و الراحة و الوقت الحر بعيدا عن العمل و عن السياسة ] .


ثم يختتم جيرفيس ملاحظا بأنه ، في كتاب (( إيروس و الحضارة )) (( يظهر المجتمع الجديد في النهاية و كأنه محاكاة جمالية خارقة للمشروع الشيوعي )) .


إن مجتمع ماركوز الجديد إذن و كما يظهر ليس ثمرة ... لعقلانية مهندس اجتماعي و إنما توهما و تخيلا شاعريا . و لم يكن من قبيل الصدف أنه حين كان يصف ما كان ينبغي أن يكون عليه لا أقول المواطن النموذجي و إنما الساكن الوقور ، فإن الكتاب استوحى صور (( أورفيه ونرجس )) ، كما تظهر في مزامير ريلكه و بول فاليري أو في صفحات أندريه جيد إن خاتم هذا العالم (المتسم (( بإعادة السيطرة على اللذة ، و بتوقف الزمن ))) كان يوجد في أبيات بودلير الشهيرة ، و التي لم ينس ماركوز إعادة التذكير بها :

[ هنا كل شيء هو نظام و جمال مطلق ]

[ هنا كل شيء هو ترف و هدوء و شبق ] .


لقد كان ماركوز يتنبأ هكذا ، و قبل عدة سنوات من حصوله ، بما ستحمله ملصقات الجدران السوربونية عام 1968 : (( الخيال في السلطة )) . لقد كان يدعو ، كما يقوله شعار آخر من شعارات 68 ، إلى (( طلب المستحيل )) . لقد كان ذلك إلى حد ما قلبا لكل شيء ، أو على الأقل للحس العام . حيث المنطق أصبح (( العقلانية القمعية )) أي اللا عقلانية ، و حيث على العكس من ذلك الخيال و النزوة أو الهوى يصبحان العقلانية (( الحقيقية )) . و حين جادل مع (( مستقبل وهم )) الفرويدي و روح عصر الأنوار القاسية فيه ، فإن ماركوز قلب الخيارات التي يطرحها الكتاب . لقد كان فرويد من أنصار العلم و ضد أوهام الدين . و أختار ماركوز الاتجاه المعاكس . (( إن وظيفة العلم و الدين قد تغيرت و علاقتهما المتبادلة هي الأخرى قد تغيرت . و في حدود التعبئة الشاملة للانسان و الطبيعة التي هي سمة هذه المرحلة ، فإن العلم هو أحد الأدوات الأكثر تدميرا . [...] و كلمة (( علمي )) تصبح تقريبا معادلة للتخلي عن مفهوم الفردوس الأرضي [...] و في اقتصاد الثقافة فإن وظائف العلم و الدين تميل إلى أن تصبح متكاملة . كلتاهما تنفيان الآمال [...] و تعلمان الانسانية كيف تقدر نتائج عالم مستلب )) . و بعد ذلك مباشرة يضيف ماركوز قائلا أنه (( في حالة استمرار الدين في دعم تطلعات السلام و السعادة دون مساومة )) ، فإن (( أوهامه تستمر في أن يكون لها قيمة (( حقيقية )) متفوقة على قيمة العلم الذي يعمل على إلغائها )) .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (5)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (4)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (3)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (2)
- افول الماركسية الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (1)
- علم التاريخ و (( مضار التاريخ ! ))
- شيء عن العلمانية
- شيء عن الإصلاح
- جامعة البحرين و جنرال إلكتريك .. أما بعد
- ورقتي المقدمة في ندوة (( الشباب .. و تحديات المستقبل )) بالم ...
- شيء عن إلغاء مجانية التعليم الجامعي
- شيء عن جامعة البحرين - المستقبل ، و الدور المشبوه القادم
- شيء عن جامعة البحرين - الثالوث المحرم
- شيء عن جامعة البحرين - إحتكار الإعلام ، و قمع الأصوات الأخرى
- شيء عن جامعة البحرين - السلطة المطلقة ، و تشتيت القوى التلمذ ...
- شيء عن جامعة البحرين - التسلط الديني
- شيء عن جامعة البحرين - وأد المثليين
- شيء عن جامعة البحرين نظرية المؤامرة ؛ بين التكثيف و التأويل
- شيء عن جامعة البحرين ظاهرة حب هتلر و حب صدام حسين
- شيء عن جامعة البحرين - كراهية اليهود ، و العداء لإسرائيل


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - موسى راكان موسى - افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (6)