حمدي قنديل ضيفا

عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 08:26
المحور: الصحافة والاعلام
    

استضاف برنامج العاشرة مساء الذي اصبح من اميز برامج الاعلام العربي الاستاذ حمدي قنديل الاعلامي المميز وصاحب الموقف والتاريخ ، فمن منا لا يعرف رئيس التحرير وقلم رصاص؟
عندما يكون الضيف في حوار الاعلامي حمدي قنديل لا شك أنه يثير ويثري الكثير من المناطق الفكرية والعقلية لكن ما لفت انتباهي على وجه الخصوص مسألتين الأولى اعتذار الاستاذ الشجاع عن تحقيق تلفزيوني اجراه مع متهمين بالارهاب من جماعة الاخوان ، واحترمت كثيرا موقف الاستاذ حمدي واعتذاره المستحق عن اجراء استجواب علني لانسان تحت الاعتقال ، ورغم أن الشك لا يربو لدي وبعد مراجعة دقيقة لاقوال المتهمين قبل وبعد المحاكمة بكونهم متورطين تماما بالارهاب إلا أني ايضا اوافق تماما بل واصر على هذه النزعة الانسانية الرائعة هذه النزعة التي تدفع رجلا بحجم حمدي قنديل أن يعتذر عن اجرائه لمقابلة في ظل عدم تكافؤ وفي ظل كون الضيف في هذه الحالة: معتقل!
أما المسألة الثانية والتي أثارت اهتمامي شخصيا فهي عجز الاستاذ حمدي عن ايجاد ممولين عرب لمشروعه الاعلامي الفضائي والذي كان يحتاج إلى عشرة ملاين دولار، تخيل عزيزي القارئ عشرة ملاين دولار لمشروع كان في وقته يمثل انجاز اعلامي حر لعالمنا العربي الذي لازال مغرقا في حلقات القهر المفرغة ، ويفشل اعلامي في حجم قنديل أن يوفر التمويل اللازم لينتهي المشروع في حقيبة من؟
في حقيبة الشيخ صالح كامل والذي اصبح فيما بعد شبكة (MBC) و ((ART على حد وصف الاستاذ حمدي، وبغض النظر عما يمثله الشيخ صالح كامل من مصالح ربما اشار لها الاستاذ حمدي في حواره فهل يا سادة ننتبه وذلك الأهم إلى نقطتين رئيستين ؟
الأولى أن المال البترولي عني خاصة بعيد حرب الخليج بالسيطرة على كل وسائل الاعلام فلم يذر صحيفة عربية دولية إلا اشتراها حتى لم يبقى على حد معرفتي صحيفة دولية عربية غير القدس العربي غير مملوكة لرأس مال بتروخليجي يعكس تماما تصورات ومواقف حكام الخليج بل أني لا أنسى أبدا كيف أن مجلة اسبوعية عربية واسعة الانتشار كانت مشهورة بتأيدها للعراق نقلت البندقية في عدد واحد ، نعم في عدد واحد من الكتف الايسر إلى الأيمن لتصبح أشد المهاجمين للعراق، والحال كذلك ينطبق على محطات التلفزة العربية وبخاصة اللبنانية منها والتي وصف أحدهم شراء أحد قنواتها بأنه جهاد في سبيل الله لمنع فتنتها!
والعجيب أن الجهاد هنا يقتصر على الفكر والمواقف السياسية طالما كانت لا تتفق ومصالح البترواسلام السياسي ، أما الفديوكليب ومحطاته التي انتشرت كالنار في الهاشيم فلا مشكلة معها طالما كانت مملوكة من قبل البتروسلطة ولا تشكل أي فكر من أي نوع وذلك الأهم .
والثانية يا سادة هو نوعية وطبيعة مالكي رأس المال العرب ، تخيلوا مبلغ عشرة ملايين دولار يعدز اعلامي من حجم حمدي قنديل أن يجمعه منهم ، والسؤال المهم هنا أليس لهؤلاء مصالح اقتصادية واجتماعية في بلادهم ؟ أليس من منطق التاريخ أن تسعى البرجوازية الوطنية إلى امتلاك السلطة والسيطرة على وسائل الاعلام من اجل احداث التغيرات التي توافق مصالحها ؟
هذه الاسئلة حقيقة تقودنا إلى ما هو أهم وهو هل حقا لدينا برجوازية وطنية؟
برجوازية لها مصالح ترتبط بالتنمية بكل اشكالها أم أن برجوازيتنا ما هي إلى طبقة طفيلية طبقة مصالحها تعتمد على الخارج وعلى مص دم الشعوب (طبقة كمرادورية) تتحالف مع الفساد بكل اشكاله وتتجسد مصالها في وكالات تجارية وبدون رأس مال منتج حقيقي ، إنها تلك الطبقة الطفيلية التي لا هم لها إلا تكديس ارباح فلكية في البنوك الدولية تحقق مليارات الدولارات دون أن يكون لها رأس مال عيني من مصانع انتاج ومصالح تخلق فرص عمل ، طبقة أعمال تجارية (بزنس) تتبع منهج اضرب وأهرب مستعدة دائما لمغادرة الوطن في اسرع وقت فليس لها فيه الكثير مما تخسره ، نسمع في دولنا ونحن نرى أو نقابل أن فلان العلنتاني ملياردير فإذا ما سألنا عن أعماله الاقتصادية داخل البلاد وجدناها مصالح غير منتجة مصالح قلما تفيد الاقتصاد القومي بل على العكس عمادها تسريب العلمة الصعبة عن طريق التجارة الخارجية بوجه واحد هو الاستيراد وخاصة وكلاء العلامات التجارية الأعلى ربحية بين الانشطة الاقتصادية والأكثر ضررا للاقتصاد الوطني.
أخيرا لا عزاء لك ولنا يا استاذ حمدي قنديل فمليارات اغنيائنا وما اكثرها لا يعنيها الوطن لأنها انتجت في جلها من ما يسميه المصطلح المصري العبقري (الفهلوة) من الهواء تقريبا لكنبدم شعوبنا ثروات ليست مرتبطة بالوطن ، كيف لا وهذه الأموال يا سيدي تحققت في بيئة يسودها الفساد بعفونته والارهاب بكل اشكاله الداخلي الفكري والمادي والخارجي كذلك ، لا عزاء لنا سيدي والوطن ليس على اجندة الفاسدين والعقائديين السياسيين.

#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات