أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - النظام المصرى والهوس الدينى عند المسئولين















المزيد.....

النظام المصرى والهوس الدينى عند المسئولين


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5495 - 2017 / 4 / 18 - 12:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أفهم أنْ يتم دفن عمرعبدالرحمن فى مصر(رغم اختلافى مع أصوليته الإسلامية/ التكفيرية) بصفته (كان) يحمل الجنسية المصرية. وأنّ الثقافة القومية لشعبنا رسّـختْ قيمة الدفن فى تراب الوطن، حتى مع المختلفين والكارهين لخصائصنا الثقافية، ولكننى أختلف مع وزارة الخارجية (المصرية) فى تحملها تكاليف نقل جثمانه من أمريكا إلى مصر.
فهل يـُـعقل أنّ المسئولين المصريين لايعلمون (الحد الأدنى) من (المعلومات) عن تاريخ الشيخ الراحل؟ وكيف فات عليهم أنه كان أحد الأصوليين الإسلاميين الذين أفتوا بتكفيرالرئيس السادات؟ وكيف غاب عنهم أنه تمّـتْ محاكمته أمام المحكمة العسكرية، وأمام محكمة أمن الدولة العليا، فى قضيتيْن (بسبب فتاويه التكفيرية) وأنه خرج من المعتقل عام1984. وإذا كانت تلك (وقائع) مادية لايمكن نفى حدوثها، فماسرحالة الغيبوبة التى أصابتْ موظفى الخارجية المصرية عندما قرّروا تحمل نفقات نقل جثمان هذا الأصولى التكفيرى؟ وإذا كانت فتواه بقتل السادات (بعيدة زمنيـًـا) عن ذاكرة موظفى الخارجية المصرية، فكيف نسوا (أوتناسوا) خطاب الرئيس (المسلم محمد مرسى) يوم29يونيو2012فى ميدان التحريرأمام (عشيرته وأتباعه) بأنه سيبذل جهده للإفراج عن هذا الأصولى من السجون الأمريكية؟ وأليس ماحدث دليل على أنّ (الدبلوماسية المصرية) تفتقد الحد الأدنى من مفهوم الدولة المدنية، والحد الأدنى من عناصرالتنوير؟ ناهيك عن تبديد أموال شعبنا على نقل جثمان أحد التكفيريين، خاصة أنّ أتباع الشيخ عمرعبدالرحمن، من الأثرياء جدًا جدًا و(يسعدهم) تحمل نفقات جثمانه.
000
فى فترة التسعينيات ظهرأكثرمن فصيل إسلامى تكفيرى، وشهدتْ مصرعدة أحداث إرهابية، شملتْ قتل الكثيرمن الأبرياء وتحطيم (محلات الفيديو) والاعتداء على محلات الذهب التى يمتلكها المواطنون المصريون (المسيحيون) إلخ، فى تلك الفترة تردّد اسم الأصولى الشهير(عبود الزمر) الذى اختلف مع عمرعبدالرحمن، وأطلق صيحته المدوية ضد الشيخ الضريرحيث قال ((لا إمارة لضرير)) فردّ عليه عمرعبدالرحمن ((ولا إمارة لأسير)) يقصد (سجين) وذلك بسبب الصراع حول (منصب أميرالجماعة) فكان أنْ انقسم التنظيم الإسلامى إلى تنظيميْن: أحدهما بقيادة عبود الزمر، ويحمل اسم (تنظيم الجهاد الإسلامى) والآخربقيادة عمرعبدالرحمن ويحمل اسم (الجماعة الإسلامية) (مجلة روزاليوسف22يونيو92)
فى كتاب عمرعبدالرحمن (موقف القرآن من خصومه) ذكرأنّ التفسيرالصحيح للآيات الواردة فى سورة التوبة بشأن (المشركين) و(أهل الكتاب) هوالموقف النهائى للقرآن من غيرالمسلمين، وبالتالى فإنّ المسلمين مأمورون بأنْ يحاربوا العالم أجمع، حتى يدين كل الناس بالإسلام أويدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون.
وأعتقد أنه من المهم التأكيد على أنّ كتاب عمرعبدالرحمن المشارإليه، كان موضوع رسالته لنيل درجة الدكتوراه التى أشرف عليها (دكاتره من شيوخ جامعة الأزهر) وأنّ تلك الجامعة (المفترض أنها مصرية) هى التى وافقتْ على الرسالة. كما أنه حصل على (شهادة العالمية) بتقديرامتيازمع مرتبة الشرف. والدرس المستفاد من كل ذلك أنّ من منحوه (الدكتوراه) و(شهادة العالمية) دكاتره شيوخ، أوشيوخ دكاتره، متخصصون فى دراسة الإسلام (ديانة وتاريخـًـا)
اعتمد عمرعبدالرحمن فى تشجيع قتل المختلفين (مع الإسلام) على الآيات الواردة فى (سورة التوبة) بشكل خاص، وركزعلى آيات بعينها مثل ((وبشرالذين كفروا بعذاب أليم)) آية رقم3. والآية رقم5 والآية رقم29..إلخ. وإذا كان هذا هوموقف عمرعبدالرحمن، فإنّ أ. خليل عبدالكريم كتب عـــــن بداية الدعوة الإسلامية أنه ((كما تغيّرتْ الأفعال، تغيّرتْ النصوص المقدسة وتبدّلتْ لهجتهـــــا، فبعد أنْ كانت تنص على "لكم دينكم ولى دين" أصبحتْ "إنّ الدين عند الله الإسلام" "ومــن يبتغ غيرالإسلام دينًا فلن يُقبل منه" (وكذلك) تحوّلتْ النصوص، سواء بالنسبة إلـى العرب الذين لم يتابعوا محمدًا على دينه (أى الكفاروالمشركين) أوإلى أهل الكتاب مـــن اليهود والنصارى إلى أفق آخرمباين تمامًا للأفق الأول: فبالنسبة للفئة الأولى: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" أى وجدتموهم (البقرة/ 191) و"فإذا انسلخ الأشهرالحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد" (التوبة/ 5) وهـــى الآية المعروفة ب (آية السيف) والتى يرى كثيرمن ثقاة مفسرى القرآن أنها جبّتْ آيات المسالمة والصفح والعفو. وأنّ القتل يتعين أنْ يلحق حتى بمن وقع أسيرًا فى أيدى المسلمين. والشــــــق الأخيرطبّقه محمد بن عبدالوهاب إمام الحركة الوهابية فى الجزيرة العربية فى القرن الثامـــــــن عشرالميلادى. فكان يأمربقتل الأسرى حتى ولوكانوا مسلمين، ماداموا لم يتابعوه على رأيه. وعمومًا فإنّ هذا التفسيرلآية السيف بأكمله هوالذى تتبناه الجماعات الأصولية الإسلاميـــة المتطرفة))
أما الآية المعروفة بآية الجزية (التوبة/29) فإنّ الأصوليين يرون أنّ قتال أهـــــل الكتاب أمرإلهى ماضٍ إلى يوم القيامة، ولم يرد ما ينسخه، ومن ثمّ فيتعيّن على المسلمين إنفاذه ولايكفوا عنه إلاّفى حالتين: أ– أنْ يعتنق اليهود والنصارى الإســـــــلام. ب– أويعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. ويرفض الأصوليون بشدة التأويلات التى يعمد إليها بعض المستنيرين من الإسلاميين للتخفيف من صرامة الآية. ويعتبرون أنّ ذلـــــــك تخاذلابل كفرًا لأنه حكم بغيرما أنزل الله)) (الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية– سينــــا للنشر– 1995 ص 51 ، 52)
فإذا كان عمرعبدالرحمن انحازإلى التشدد والتطبيق الحرفى لآيات قتل خصوم الإسلام، كما جاء فى رسالته للدكتوراه وفى فتاويه، فلماذا (تطوّعتْ) الخارجية المصرية لنقل جثمانه من أمريكا؟ وهل لومات مصرى تنويرى (علمانى) خارج مصركانت الخارجية المصرية ستتحمس وتنقل جثمانه، كما فعلتْ مع الأصولى التكفيرى؟
000
هامش: عمرعبدالرحمن (1938- 2017) مواليد الدقهلية. فقد البصربعد ولادته بعشرة شهور. تـمّ تعيينه فى وزارة الأوقاف (إمام مسجد) فى الفيوم. عمل بكلية الرياض للبنات بالسعودية. وبعد الافراج عنه فى قضية مقتل السادات، سافرإلى ولاية نيوجرسى الأمريكية. واعتقل هناك بتهمة التورط فى تفجيرات نيويورك عام1993، فحـُـكم عليه بالسجن مدى الحياة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصوليون الإسلاميون وازدواجية المعايير
- أنظمة الاستبداد وظهيرها الدينى
- هل كان العرب مثل الأطفال بدون خبرة ؟
- العروبة وخلط ما هودينى بما هوقومى
- هل صحيح أنّ تنظيم داعش بدأ يتهاوى ؟
- الميتافيزيقا والتراث الإسلامى
- تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى
- التراث والحداثة : علاقة تضاد أم علاقة توافق ؟
- خطورة خلط الدين بالثقافة القومية للشعوب
- هل كان نبى الإسلام أميًا ؟
- تفضيل الدنيا على الآخرة والميتافيزيقا
- مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن
- أين كتاب منصور فهمى عن المرأة فى الإسلام؟
- ما هدف تشويه إبراهيم فى التوراة ؟
- النظام المصرى يرفع راية الاستسلام للإسلاميين
- الميتافيزيقا وسيطرتها على العقلية العربية
- السيد ياسين : علم الاجتماع وجذورالشخصية القومية
- لماذا يستمرىء الأصولى المصرى مغازلة االحمساويين؟
- بيان الأزهرالذى كرّس لثوابت الماضى
- من أين أتتْ ظاهرة الدعاة و(الداعيات)؟


المزيد.....




- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - النظام المصرى والهوس الدينى عند المسئولين