أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي















المزيد.....

لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 08:20
المحور: القضية الكردية
    


فوتَ أنْ خذلَ إعلان دمشق طموح الكرد ونكّس منظومة أحلامهم القومية كان لا بد من حراك سياسي ومجتمعي وثقافي كردي لإعادة إحياء الطموح الكردي الذي تم اختزاله بشكل مجحف ومثير للشكوك.
كان يرجى من مشاركة الأطراف الكردية غير الموقعة على الإعلان المذكور في جلسات حلب ومع الأطراف العربية الخروج بوثيقة شاملة وغير متجاهلة لأوضاع وحالات وحقوق أيما قومية أو مكون سوري ولكن الطرف العربي طوَّح بالانتظارات الكردية وقلب الديمقراطيون العرب !!! ظهر المجن ورفضوا إدراج أيما مقولة تشير إلى الممكن الكردي, فكان أن نُسِفَ إعلانُ حلب المنتظر لأنّ البعض الكردي يرى إلى قضيته القومية بمثابتها خطاً أحمر لا يمكن تجاوزها ولا القفز من فوقها, ولا يرضى بأنصاف وأشباه الحلول الناسفة للوجود القومي والتاريخي الكردي .
ولأنه لا يمكن لأيِّما كردي أن يتنازل عن قضيته القومية وأن ينزل بها إلى الدرك الأسفل والحضيض, ولأن الشعب الكردي لن يغفر أي اتجار بوجوده ولا أي سحلٍ لهذه القضية التاريخية في طرقات وزوابيق دمشق كان الحراك السياسي والمجتمعي والثقافي الكردي, فإعلان دمشق مشروعٌ لإفراغ القضية الكردية من مضامينها وإيذانٌ بتفاقم الشروخ بين الأحزاب الكردية ( الموقعة من جهة وغير الموقعة من جهة أخرى ) الأمر الذي سيقسم الشارع الكردي إلى دروبٍ وجداول صغيرة متناحرة .
كان لا بد إذن من محاولات كردية للالتفاف على ذلكم الإعلان السيئ وفرملة الآثار السلبية المحتملة له عبر السعي إلى تجسير الهوّات بين الأحزاب الكردية .
ومن هنا أهمية الإعلان الكردي " رؤية كردية للتغيير في سورية " الذي أطلقته قوى ثلاث هي :
تيار المستقبل الكردي ومجلس التضامن الكردي واللجنة الكردية لحقوق الإنسان .
ويبدو من تسمية الإعلان أو الرؤية " نحو صياغة موقف كردي موحد " أن هاجس لمِّ شمل الأحزاب الكردية هو أواليّة لدى مُطلقي هذه الرؤية وهي خطوة مقدمة على أي اعتبار سياسي آخر وهو المطلوب في هذا المنعطف الحراكي التاريخي الذي يمر به الكرد مع سائر المكونات السورية .
نقاط كثيرة في الإعلان الكردي هذا جديرة بالاحترام فهو إعلانٌ تشكل القضية الكردية أواليّته ولكنه لا يتجاهل الوضع السوري العام .
والإعلان الكردي يطرح جملة أمور سكت عنها إعلان دمشق, ومن هنا لا أعتبر هذا الإعلان خطوة استكمالية بل هو خطوة استباقية لأنه ينأى بنفسه عن التنظيرات والمقولات المعلبة التي أُتخم بها إعلان دمشق وينحو إلى لغة واقعية وبسيطة وواضحة ولكنها معرفية دونما لف ودوران أو مقولات متعالية ميتا واقعية . هي استكمالية على المستوى الزمني فقط ليس إلاّ .
ومُطلقو هذا الإعلان الجميل يوضحون لنا ودونما مواربة أن " القوى الكردية , لا زالت رهينة أطروحات الآخر , بمعنى لم تجد لنفسها موقعاً ورأياً سياسياً خاصاً بها " وهذا صحيحٌ, فمرحلة ما بعد إعلان دمشق كردياً شهدت تنامي ذهنية عجيبة وسط الكرد المريدين والتابعين العميان للأحزاب الموقعة وملخصه المضحك والمبكي أنّ إعلان دمشق أجزل في العطاء على الكرد واعترف بحقوقهم القومية ففي عرفهم المستكين أنّ مجرد الجلوس إلى المعارض العربي السوري يعطيهم شرعية ويعطي لقضيتهم شرعية وهذا برأيي منتهى الابتذال واضطهاد وجلد الذات .
إذن الجلوس إلى المعارض العربي السوري وعلى طاولة واحدة اعتراف بالكردي وقضيته فيا لهذه المفخرة / الهوان وهي موضوعة يتلافاها أصحاب " رؤية كردي للتغيير في سورية " فهم لا يسمحون لأنفسهم بتقزيم الكرد وقضيتهم العادلة منطلقين في موقفهم هذا من اعتبار الكرد " جزء وحامل أساسي للتغيير الديمقراطي في سورية " وليسوا تلامذة صغار يحفظون عن ظهر قلب خطابات الآخر ويجزلون لها في التصفيق .
المقاربة الأخرى الجريئة للمسائل الإشكالية في سوريا المسكوت عنها في إعلان دمشق ولكن لا يغفلها الإعلان الكردي هذا هي : " إفساح المجال أمام الشعوب المضطهدة والمغلوبة على أمرها من أن تقرر مصيرها وفق إرادتها وبما يتناسب مع مفاهيم السلم الأهلي والتعايش بين المكون المجتمعي في المنطقة عموماً " وهذا التعايش بين التكوينات المجتمعية في سورية ومنطقة الشرق الأوسخ يعاني ولا شك من خلل في الثقة وقلق ينتاب العلاقات يتفاقم يوماً بعد آخر ويلقى مرجعيته في تنامي ثقافة إقصائية متشنجة وعنصرية لدى المُكوّن العربي الأمرُ الذي يسهمُ في إفراز ردّات فعل لدى المكونات القومية الأخرى وهذا ما يزعزع خرافة الاندماج الهش .
هذه الثقافة الاستبعادية واللاديمقراطية تلعب دوراً نابذاً أمام دمقرطة سورية و ودمقرطة المنطقة وتغير الذهنية التطميسية فيها .
المشروع الكردي للتغيير المكون من / 20 / نقطة يتلافى إلى حدٍّ بعيد ما لحق الكرد في إعلان دمشق من حيف وغبن نتيجة لأخطاء الأحزاب الكردية الموقعة عليه بالدرجة الأولى وسوء نية أحزاب ومنظمات الدفاع عن السلطة العربية بالدرجة الثانية ويقدم للكرد في النقطتين / 11 / و / 12 / منه تصوراً أقرب إلى القبول .
ففي النقطة / 11/ نقرأ : " الاعتراف الدستوري بالتعدد القومي كمكونات تاريخية أصيلة ارتبط مصيرها بالوطن السوري الواحد " .
وفي النقطة / 12 / نقرأ : " حل القضية الكردية في سوريا على أساس تأمين الحقوق القومية والسياسية والثقافية, والاعتراف بقوميتهم كقومية ثانية, على اعتبار أنها قضية وطنية عامة, سياسية وتاريخية, كقضية شعب يقيم على أرضه التاريخية والتي هي جزء كردستاني ألحق بالدولة السورية الحديثة بنتيجة اتفاقات وصفقات دولية, وباتت راهناً جزء من المسالة الديمقراطية في سورية, وإلغاء كافة القوانين الاستثنائية وسياسات التمييز العنصري بحق الكرد, وتصحيح نتائجها وتعويض المتضررين من آثارها, وضمان حق الشعب الكردي في التمتع بالإدارة الذاتية لمناطقهم عبر انتخابات ديمقراطية حرة, ومشاركتهم في كافة الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية العامة, بما يتوافق ونسبة تمثيلهم في المجتمع السوري, ونعتقد بأن الحل الديمقراطي وفي إطار وحدة الوطن السوري يساهم في تصحيح الاختلال في الرؤية السياسية لوجود المختلف قومياً, ويؤسس لوحدة وطنية تقوم على التشارك في المصير, ويجعل من سوريا دولة الكل الاجتماعي " .
هذا الإعلان الكردي يبدو في كثير من النقاط متقدماً على إعلان دمشق . صحيح أن كليهما يتّكل في رؤيته للتغيير الديمقراطي في سوريا على أرصدة مفكري عصر الأنوار الأوروبي, ويتقاطعان في كثير من النقاط إلاّ أن ميزة الإعلان الكردي هذا أنّه يقشر الغموض عن كثير من المسائل المبهمة في إعلان دمشق ويدرج كثيراً من النقاط التي سكت حبر إعلان دمشق عنها, ومن هنا ضرورة التفاف الأحزاب والمنظمات الحقوقية الكردية حول هذه الورقة وعدم الاحتكام إلى عقلهم الإقطاعي الموجه لسياساتهم طيلة نصف قرن .
الكرد ليسوا قُصّرَاً والعقلُ الكردي يمكنه أن يطرح منجزه المفخرة .
أشكرُ من صميم حبري مُطلقي هذه الرؤية الكردية . حقاً أن خطابهم الجميل هذا رفع درجة حرارة منزلي الصغير أكثر من كل براميل المازوت التي استهلكتها إلى الآن .على الأقل لأنه ينسف إعلان دمشق ويُعرّيه .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر
- بصيصُ انتظار في مقهى الغيابات
- الإرهاب التركي وصمت القبور الكردي
- تمثال مضرج بالأرق
- باقة حبر .. حديقة خسارات
- القضية الكردية في سلة محذوفات أبواق دمشق
- إعلان دمشق .. ثغرات وأخطاء وسوء نية
- لا بد من الثورة الثقافية في تركيا
- جوهر الأحزاب الكردية في سوريا
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية


المزيد.....




- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي