أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - على - مرام - تشكيل حكومة الظل















المزيد.....

على - مرام - تشكيل حكومة الظل


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 06:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



كتبت في مقال سابق بعنوان " المساومات السياسية ، مساومات على الصمت المتبادل "

وأوكد هنا أن ليس هناك مجلس وطني أو جمعية وطنية أو برلمان في نظام ديمقراطي ، إلا أن يكون هناك معارضة حقيقية وبعكسه فلم يكن هناك نظاما ديمقراطيا ، يعترض ويحاسب المسؤولين ويدقق أعمالهم ويبدئ أراء تؤيد ما تراه صحيحا وتعارض ما تراه خطأ ، وتكشف للشعب تجاوزات السلطة إن وقعت . وتكون كحكومة ظل في العراق ، وخير من يقوم بهذه المهمة هي جبهة " مرام " ، يعين فيها وزراء من الاختصاصين ، وهم كثر، مثلا تعين وزيرا للمالية ، يتابع خروقات وتجاوزات وزارة المالية الحقيقية ويهيء دراسة إقتصادية ومالية ونقدية للميزانية ، ووزيرا للنفط يكون ظلا لوزير الحكومة يدرس خططها ويقدم دراسات مستفيضة وواقعية عن مشاريع النفط أو سبب تأخر التنفيذ أو التلاعب الذي قد يحصل فيها ، طبعا يساعد هؤلاء الوزراء أناس من ذوي الخبرة والاختصاص وهكذا بالنسبة الى بقية الوزارات وخاصة الوزارات المهمة التي لها تأثير مباشر على وضع العراق الجديد ، وتقدَم التوصيات والدراسات والحلول التي تراها صحيحة ومناسبة الى ممثليهم الاعضاء في مجلس النواب، من الجبهة المذكورة ،لطرحها ولتكون أساسا للمعارضة الرصينة المحترمة ، وبذلك تكسب ثقة وإحترام المواطن العراقي بكافة فصائله وأن تكون بعيدة عن المهاترات الشخصية والمعارضة لأجل المعارضة ، يشرط أن تؤيد هذه الجبهة الحكومة إذا طرحت الأخيرة مشروعا بنّاءا يخدم الشعب .، لتثبت أنها لا تعارض من أجل المعارضة بل من أجل مصلحة الوطن والمواطن ، إلا إذا يكون المعارضة مشروعا أكثر فائدة ونجاحا .

إن هذه الخطة تبعدها عن الاعتراضات الفردية أو الارتجالية التي تواجه فيها الحكومة ، إن هذا الاجراء يكون بمثابة ، تحولا مهما على طريق الحياة الديمقراطية إضافة الى خلق وعيا سياسيا ديمقراطيا .

إن السياسي المخلص للوطن يمكنه أن يقدم خدمة لوطنه من موقع المعارضة أكثر ربما أكثر من أن يكون في موقع المسؤولية ، لأن المسؤول قد يكون مرتبطا بإتفاق شرف مع بقية الاطراف حفظا للإئتلاف الذي أوصله الى السلطة .

إن هذا الاجراء كفيل بتبديل صورة المعارضة لدى المواطن العراقي ، الذي تكونت لديه فكرة هي أن المعارض هو فقط الطامع في المنصب لمنافع شخصية ليس إلا ، وإنه لو كان في المنصب ، لسلك نفس سلوك المسؤول المعترض عليه!!

إن ضم جميع فئات الشعب ومكوناته السياسية الى الحكومة وترك مجلس النواب أي ممثلي الشعب دون معارضة ودون رقابة على أعمال السلطة ، أقرب الى خطة إسكات المعارضة وتوزيع " الكعكة " وترك المواطن لا يعرف ماذا يجري من تصرفات غير قانونية من سلب ونهب وإغتصاب وقتل وتهجير ..ألخ لا يخدم القضية الديمقراطية ولا القضية الوطنية ولا تطور أوضاع البلد من جميع النواحي .

إنها الثقافة الخاطئة التي خلقتها الحكومات لدى المواطن ، بل التجارب التي مر بها المواطن العراقي ، عندما يرى المعترض يتصرف نفس تصرف المسؤول الذي يعترض عليه يتسلم المنصب . وهذا ما نلمسه اليوم ومنذ سقوط الطاغية وعصابته ، فقبلا كان السلب والنهب مقتصرا على الطاغية وأولاده وأزلامه ، وكان الصمت يخيم على العارفين بتلك الجرائم ولكن الويل لمن " يصرح أو يلمح بها َ " .
أما اليوم ففرهود المال العام لايقل عن عهد صدام ، ولكن الذي إختلف هم المفرهدون وسبب السكوت أيضا إختلف لأن لم يكن من المشتركين ، يكون من غير" المشاغبين " خوفا من إفشال مشروع " الوحدة الوطنية " المبني على السكوت على الخطأ ، أي السكوت على الفرهدة ! فلا يفضح زميله كي لايفضحه الأخير وقربانا لوحدة الصف والقضية الديمقراطية الحديثة !!! ، إن السلب والنهب ليس هو، سحب النقد من الصنادي والبنوك ووضعه في الجيوب فقط !! ، بل على شكل عمولات أو عقود من " تحت العباءة "!! أو مكرمات لفئات دون غيرها والاسباب كثيرة ومتنوعة !! أوترميمات بنايات أو بيوت لمسؤول التي تكلف عشرات الملايين من الدولارات أكثر من إقامة عدة بنايات أفضل من البناية المرممة ، والسفرات غير الرسمية بطائرات خاصة ، وإهمال أو تأخير إنجاز مشاريع بقصد الاستفادة من مشروعه الحيوي !! أو حصته بذلك المشروع بإسم أحد أقاربه ليبقى " سيف سايد " أو الرشوة التي يتلقاها بسسبب تأخير إنجاز المشروع الذي يصب في مصلحة مشروع جماعته المقربين !! أو إفادة الجيران وراء الحدود بإستيراد مشتقات نفطية تكفي لبناية عدة مصافي !! ، وإستيراد المنتوجات الزراعية التي يمكن أن يكون العراق مصدّرا لها للدول المجاورة ، وهكذا دواليك..!


درجت بعض الانظمة في المنطقة أن تضم اليها كافة خصومها السياسيين ، وإغرائمهم ببعض الوظائف والمساومة معها على تمرير مشاريع أو سرقات تحرس على عدم فضحها ، بل تشركه في المخالفات وحتى الجرائم ويبقى صامتا لايتمكن من النطق بكلمة واحدة ،" كالاكرع "!! الذي يخاف على " كرعته "!!.

كان نوري السعيد يعرف ويشخص واحدا واحدا من أمثال هؤلاء المعارضين ، ويعرف من هو المعارض الوطني المخلص ومن هو المعارض المغرض ، دعى يوما " المعارض " ف. س . " الذي كان يملأ صفحات جريدة الحزب الذي ينتمي أليه بالمقالات الوطنية الرنانة والقومية الملتهبة دفاعا عن القومية العربية! والقضية المركزية !! حيث كان يعتبر أن فسلطين في خطر وستبقى كذلك إذا لم يسيطر حزبه ويطبق برنامجه القومي العروبي ، الحزب الذي سيلقي اليهود في البحر !! ، ولكن الباشا كان يعرف معدنه ومعدن حزبه جيدا ! دعاه الى مكتبه ، وعرض عليه منصب وزير ، بشرط أن يستقيل من الحزب ! ويأتيه بتأييد بترقيد قيده من سجلاته وافق الاستاذ " المعارض الوطني الغيور "! ، رجع الاستاذ المعروف بضخامة جسمه وكرشه المنتفخ !! الى الباشا مسرعا يلهث، وقدم ورقة الاستقالة من الحزب الى الباشا فرحا بالمنصب الجديد الذي كان يحلم به ، ولما تأكد الباشا من إستقالته من الحزب ، صرخ بوجهه موجها اليه كلاما قاسيا : " إذا هذه هي وطنيتك وعروبتك !! تبيعها بمنصب وزير .. إخرج أنت لا تنفعني ..!!" خرج صاحبنا والعرق يتصبب من وجهه خجولا مهاناً ، وطبعا " الباشا " لم يكن يجرأ أن يعملها مع الوطنيين الحقيقين ، فكم منهم خيّروهم بين السجن أو المنصب بشرط أن يتوقفوا عن المعارضة ، فإختاروا السجن بل منهم ضحّوا بحياتهم ولم يساوموا.

لا ديمقراطية بدون معارضة وطنية مخلصة نزيهة ، تقوم بمثابة الرقيب للحكومة وتقيّم أعمالها الجيدة والسيئة ليبقي الشعب على علم بما يجري وراء الكواليس ، وأن تبتعد على المساومة على الصمت ، وتغذي صحفها الرصينة والوطنية كي لا ينطبق عليها المثل السيء :
" الساكت عن الحق شيطان أخرس ".



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى وكيف بدأ --- تسييس الدين في العراق 3
- كيف ومتى بدأ - تسيس الدين في العراق 2
- متى وكيف بدأ -- تسيس الدين في العراق
- الحكيم يخشى على الديمقراطية في العراق !!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية ..!
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية [2]
- النظام الديمقراطي.. والاحزاب القومية والدينية
- المساومات السياسية ...مساومات على الصمت المتبادل..‍‍
- المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!


المزيد.....




- جريمة غامضة والشرطة تبحث عن الجناة.. العثور على سيارة محترقة ...
- صواريخ إيران تتحدى.. قوة جيش إسرائيل تهتز
- الدنمارك تعلن إغلاق سفارتها في العراق
- وكالة الطاقة الذرية تعرب عن قلقها من احتمال استهداف إسرائيل ...
- معلومات سرية وحساسة.. مواقع إسرائيلية رسمية تتعرض للقرصنة
- الفيضانات في تنزانيا تخلف 58 قتيلا وسط تحذيرات من استمرار هط ...
- بطائرة مسيرة.. الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال قيادي في حزب ال ...
- هجمات جديدة متبادلة بين إسرائيل وحزب الله ومقتل قيادي في الح ...
- مؤتمر باريس .. بصيص أمل في دوامة الأزمة السودانية؟
- إعلام: السعودية والإمارات رفضتا فتح مجالهما الجوي للطيران ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - على - مرام - تشكيل حكومة الظل