أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حاجتنا للمرأة في -طاغية- عصام الديك














المزيد.....

حاجتنا للمرأة في -طاغية- عصام الديك


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 12:19
المحور: الادب والفن
    


حاجتنا للمرأة في
"طاغية"
عصام الديك
التعاطي مع فكرة الخليقة التي جاءت به الكتب السماوية في النصوص الأدبية شيء جميل، الشاعر "عصام الديك" يقدم لنا تلك الفكرة بشكل جديد، يخدم الفكرة الدينية، لكن شكل/طريقة تقديمه يحمل جمالية خاصة، فهو يعيدنا إلى زمن النشأة الأولى، قبل أن نتشكل كبشر، إلى المادة الأولية، الطين:
"نصف الكلام ونص عمري الهوى....طين الكمال وانت روحي الباقية"
الشاعر يرفض فكرة الانفصال التي حدثت بين آدم وحواء، ويصر على حالة الجمع/التوحد بينهما، وكأنه عندما قال "نصف الكلام" أراد التنويه إلى قبوله/موافقته على جزء مما جاء في فكرة الخلق والانفصال الذي تم بين الرجل والمرأة، هو يوافق على فكرة الخلق، التشكيل من طين واحد، بمعنى أنهما شيء واحد، يجمعهما ويوحدهما المادة التي تشكلا منها، أما عملية الانفصال فهي مرفوضة من الشاعر، لهذا قال:
"طين الكمال وانت روحي الباقية"
فالعودة إلى المادة الأولى، مادة التشكيل، الطين، وربطها بالروح، روح الشاعر، يؤكد ما قلنا.
الشاعر يعيدنا إلى زمن ومكان التشكيل الأول للإنسان، فيقول:
"فلتشغلي في الزمان والمكان مقيمة.... والتبقي لي ظل الكؤوس الساقية"
الشاعر يسبر أغوار الماضي، ويغوص في مكان التشكيل الأول للخلق الإنسان، وكأنه يقول بأن علاقته بالمرأة تعود إلى ذاك الزمن، وذاك المكان المجهول، فهل يمكنه التخلي عنها؟
يجيبنا الشاعر على هذا السؤال قائلا:
" يا غربة الراحات في وصل الجوى... والشوق يقفز من جفوني الخاوية"
إذن العلاقة بينه وبين المرأة لا يمكنها أن تنتهي، ولا يمكنه الحياة بدونها، فهي الروح/الراحة/الاستقرار له.
لهذا نجده يريدها أن تعود إلى الحالة الأولى، حالة ما قبل التشكيل، حالة الطين:
" كوني كما كنا التحام العجينة... في الكنة مني ورفعيني ثانية"
جمالية هذا التعبير تكمن في المزج بين فكرة الخليقة، والفكرة/الطريقة التي يردها الشاعر لامرأته/لمحبوبته، فهو يريد/ها للعودة إلى الحالة ما قبل التشكيل الأولى، حالة الطين/العجينة، لكنه في ذات الوقت يريد أن تكون هذه العودة غير ما كانت عليه قبل التشكيل، يريد تشكيل موحد جسديا وروحيا، لكن لكلا منهما استقلاليته وكيانية، فهو جمع غير قبل للفصل أو العزل، وفي ذات الوقت يريد أن يشعر وهو وهي بأنهما كيانين منفصلين، جسدا وروحا، وهنا تكمن فكرة الكاتب العابرة للعقل، الفكرة المجنونة.
يعيدنا الشاعر إلى فكرة الغواية التي أخرجت آدم وحواء من الجنة، ويقدمها لنا بهذا الشكل:
" ما لي وشأنك أن تكوني في الهوى... فرح الوجود وتكوني الغاوية
أو أن تكوني لبس يومي تارة... أو أن تكوني في جفوني الصافية
الله لي أن مر يومك مدبرا... وتركت خلفك في ثيابي الهاوية"
هنا أيضا الشاعر يستخدم شكل/طريقة جديدة لما حدث في الجنة من غواية، فنجد اكتشافه للعري وحاجته للباس أخذت شكل آخر:
" أو أن تكوني لبس يومي تارة... أو أن تكوني في جفوني الصافية"
المرأة هنا هي لباس، ساتر عورة، وليس الثياب، وهو هنا يؤكد ما طرح في السابق عندما قال :
"طين الكمال وانت روحي الباقية
كوني كما كنا التحام العجينة"
فهو يريدها بشكل جديد، مغاير لما هو مألوف، وكأن الشاعر مكتشف/مخترع لحاجتنا للمرأة، لهذا نجده يبتكر طرق و أشكال للعلاقة معها لا تخطر على بال أحد.
ينهي الشاعر نصه بهذا الشكل:
" ومشيت فيهم لا تؤتني فاقتي... بغنى حضورك وانفتاح الرازية
لا شيء غيرك في الهوى أبدا أهوى...لا شيء غيرك في ثيابي طاغية" حالة من التماهي والتوحد من الصعب فصلها، لكنها في ذات الوقت تشكل دعوة للبقاء على عنصرين/شيئين، لكلنا منهما وضعه المستقل والخاص.

طاغية
نصف الكلام ونص عمري الهوى....طين الكمال وانت روحي الباقية
فلتشغلي في الزمان والمكان مقيمة.... والتبقي لي ظل الكؤوس الساقية
يا غربة الراحات في وصل الجوى... والشوق يقفز من جفوني الخاوية
كوني كما كنا التحام العجينة... في الكنة مني ورفعيني ثانية
ما لي وشأنك أن تكوني في الهوى... فرح الوجود وتكوني الغاوية
أو أن تكوني لبس يومي تارة... أو أن تكوني في جفوني الصافية
الله لي أن مر يومك مدبرا... وتركت خلفك في ثيابي الهاوية
ومشيت فيهم لا تؤتني فاقتي... بغنى حضورك وانفتاح الرازية
لا شيء غيرك في الهوى أبدا أهوى...لا شيء غيرك في ثيابي طاغية



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقدة اليتم في رواية -وجع بلا قرار- كميل أبو حنيش
- شاعر الحكم محمد داود
- عماء في قصيدة -عماء- محمد لافي
- لصوت الإنساني في رواية -نرجس العزلة- باسم خندقجي
- المنتمي في قصيدة -إله الحرب- منصور الريكان
- العدوان الامريكي
- أثر المكان في ديوان -الجبال التي أحبت ظلي- يونس عطاري
- الرمز في قصة -الرجل ذو العين الواحدة- مشهور البطران
- أنا والأم مشهور البطران
- وقفة مع اللقاءات الثقافية في دار الفاروق
- أثر الأم في قصيدة -أمي- علي بيطار
- السيرة النبوية في قصيدة -نور النبوة- محمود ضميدي
- -هذي دمشق- الملتقى الثقافي العربي
- تعدد الأصوات في قصيدة -فراش- عصام الديك
- لاستعجال في ديوان -همسات على هامش الوطن- مهند ذويب
- بساطة السرد في مجموعة -1986- سعود قبيلات
- الفاتحة القاسية في قصيدة -محاكاة لعينة- سامح أبو هنود
- اللغة الدينية في قصيدة -وقضى أرباب الدولة- مفلح أسعد
- الأنثى والحرب في رواية -لغة الماء- عفاف خلف
- صوت المرأة في قصيدة -بين الفؤاد- هالة إدريس


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - حاجتنا للمرأة في -طاغية- عصام الديك