أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - المجال يضيق أمام المنطق الأمريكى .. والأرض تحته لم تعد ثابتة















المزيد.....



المجال يضيق أمام المنطق الأمريكى .. والأرض تحته لم تعد ثابتة


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 11:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    




تقـــــديم :

السلوك الأمريكى الأوربى فى مناطق شتى من العالم يتسم بالتخبط وعدم الوضوح ، وإن شئنا الدقة لم تعد الأدوات والأساليب الغربية القديمة مناسبة لصياغة العلاقات الدولية بل أمست مفضوحة لتنفيذ الأهداف سيئة السمعة التى عرفتها شعوب العالم عن ذلك الحلف.

والسبب الجوهرى فى ذلك التخبط هو أن أهداف الحلف الغربى بقيادة الولايات المتحدة لم تتغير منذ ماضيه الاستعمارى القديم الذى يبدو وكأنه نابع من جينات لا تعطى حاملها فرصة التغيير إلا بطفرة ليست فى إمكانه . وذلك ناجم عن ضيق المساحة التى تبقت له فى اختيار وسائل جديدة تحقق أهدافه القديمة .

ففى العصر الاستعمارى تمكنت دول ذلك الحلف - بشكل فردى أوجماعى - من تغيير أدواته وأساليبه من الاحتلال العسكرى إلى الهيمنة الاقتصادية والثقافية التى حققت نفس أهداف الحقبة الاستعمارية. أما اليوم فقد تنبهت الدول والشعوب النامية والمتخلفة إلى ذلك السلوك وتلك السياسات التى أفضت لمزيد من إفقارها ونهبها وبالتالى تبعيتها لذلك الحلف .. وعليه بات بحث ذلك الحلف عن سياسات جديدة وأدوات ووسائل مختلفة بالغ الصعوبة.. فطالما أفضت السياسات والأدوات والوسائل التى تبدو مختلفة ومتباعدة إلى نفس النتائج .. فلا مفر من الاستنتاج بل والتيقن من أنه لا فارق يفصل بين تلك السياسات وبعضها ولا بين تلك الوسائل وغيرها مهما بدت متباعدة. وهذا ما أجبر الحلف المشار إليه إلى الارتداد للوراء مستعينا بذات الأساليب التى سبق استخدامها وانفضاحها قبل ذلك .. ومثال الحرب على العراق وأكذوبة حيازة أسلحة الدمار الشامل مازات ماثلة فى الأذهان ولم يتم نسيانها بعد .. وهو ما تكرر فى الهجوم على قاعدة الشعيرات السورية فى 7 إبريل 2017.

إذن ما الذى جد من مبررات ومعاذير يسوقها ذلك الحلف ليحقق أهدافه القديمة المتمثلة فى ( الهيمنة على الشعوب وسلب إرادتها ونهب ثرواتها وصياغة العالم طبقا لمطامعه)..؟

لم يتبق شئ سوى المبررات . أى لابد من مبررات جديدة ومعاذير مستحدثة يجرى الإعلان عنها وترويجها دوليا من أجل استعمال القوة المباشرة لتحقيق الأهداف القديمة ( السيطرة والنهب والإلحاق ). من هنا كان التخبط وعدم الوضوح فى سياسات وأدوات ذلك الحلف فى صياغة علاقاته الدولية .. نتيجة منطقية لضيق مساحة الاختيار أمامه .. بالذات بعد اكتشفت قطاعات واسعة من شعوب العالم - بما فيها شعوب ذلك الحلف- وهمية الأهداف التى يُسوّقها حكامهم وأكذوبة السياسات التى يروجونها ومخاطرالأدوات التى يستخدمونها وفظاعة النتائج التى تحيق بهم فى نهاية المطاف.

ومن ناحية أخرى فإن سلوك روسيا العملى فى التعامل مع الأزمة السورية الراهنة يتسق مع أقوالها فى هذا الشأن. فعندما يصرح فيكتور أوزيروف رئيس لجنة الدفاع والأمن فى مجلس الدفاع الروسى بأن " روسيا لن تقوم بإسقاط الصواريخ الأمريكية فى حال قيام واشنطون بضربات جديدة ضد سوريا " ، " نحن منتشرون فى سوريا لمحاربة الإرهاب وليس لحماية سوريا من التهديدات الخارجية .. وليست لدينا مثل هذه المهمة.. لأن ذلك منوط تنفيذه بالدفاعات السورية وهى تمتلك الحق القانونى فى ذلك "، عندما يصرح مسئول روسى بذلك ونجد أن مسلك الروس العملى يتطابق مع هذا التصريح.. ساعتها ندرك أن مثل ذلك الخطاب سيجد صداه فى بقاع شتى وعند شعوب كثيرة بالدرجة التى تضفى مصداقية على السياسات الروسية مقارنة بسياسة غيرها من الدول التى تقول غير ما تفعل.

وإذا ما عدنا للتصريحات الروسية السابقة لوجدناها تتسق مع موقفها المعلن من العدوان الأمريكى الأخير سواء بإدانته أوتوصيفه بأنه " انتهاك صارخ للقانون الدولى ، ولسيادة دولة مستقلة" ، ومن جهة أخرى لا يتعارض مع مد السوريين بأسلحة متطورة وأنظمة حديثة للدفاع تحمى الأجواء السورية وتساعد فى مواصلة التصدى لجيوش الإسلام السياسى المتعددة.. وفضح الداعمين لها.

عن العدوان الأمريكى على قاعدة الشعيرات السورية وكواليسه :

فى الثالثة من فجر الأحد 7 إبريل 2017 تلقت قاعدة الشعيرات الجوية بمحافظة حمص السورية هجوما صاروخيا من سفينتين بحريتين من قطع الأسطول السادس الأمريكى مستهدفة هناجر الطائرات، ومدارجها، والعسكريين العاملين بها، ومخازن الذخيرة، والشئون الإدارية ، وأجهزة الرادار.

هذا وحسب التصريحات الأمريكية : [ أخطرت واشنطون الجانب الروسى بأمر الضربة قبل حدوثها بحوالى20- 30 دقيقة؛ ووجهت للقاعدة الجوية- التى خرجت منها القاذفات التى قصفت بالغازات السامة بلدة خان شيخون فى 4 إبريل 2017 بمحافظة حمص- ما مجموعه 59صاروخا وصل القاعدة منها 23 صاروخا فقط أصابت أهدافها بل وألحقت خسائر بـ 30% من سلاح الجو السورى. ]

وقد تباينت ردود الأفعال الدولية وعلا الضجيج فى الدوائر السياسية للحلف الأمريكى الأوربى الذى تضمن تهديدات جديدة تنبئ بإمكانية معاودة الهجوم ، لكن أهم ردود الأفعال تركزت فى تجميد الروس لاتفاقية التنسيق المبرمة مع الولايات المتحدة الخاصة بحماية طائراتهما فى الأجواء السورية. والمثير فى الأمر أن حجم الضجة بشأن الضربة كان مبالغا فيه مقارنا بالنتائج التى أسفر عنها الهجوم..كيف..؟ هذا ما أوضحته مختلف الأنباء والمعلومات والتحليلات اللاحقة التالية :

1-أن هناك 36 صاروخا لم تصل القاعدة، وبخلاف عدد محدود منها أصاب مناطق مدنية لم يُعْرف مصير بقيتها ولا إلى أين ذهبت.

2-أن الخسائرالبشرية 6 عسكريين ، 9 مدنيين منهم نساء وأطفال.

3-إصابة 6 طائرات كانت تحت الإصلاح بينما لم تُصَب طائرة واحدة من الطائرات العاملة.علاوة على رادار وبعض أبنية الشئون الإدارية وإصابة محدودة لأحد مدارج الطائرات.

4-عاودت بعض الطائرات السورية انطلاقها من القاعدة فى اليوم التالى للهجوم فى مهمات قتالية.

5-أفاد أحد خبراء الدفاع الإلكترونى الألمان فى تحليل للهجوم الأمريكى نشره أحد مراكز البحث العلمى الأمريكية ( فيريل ) فى صحيفة ( رأى اليوم ) " أن الجيش الروسى استخدم منظومة ( KRASHUHA - 4 ) التى تطلق موجات كهروماغناطيسية تسببت فى حرف مسار الصواريخ الأمريكية لتسقط فى البحر قبل أن تبلغ اليابسة " . وهذا ما يفسراعتراف الإعلام الأمريكى بوصول 23 صاروخا فقط- من 59- لقاعدة الشعيرات.

ولنا أن نستنتج الفارق بين ما وصل للرأى العام الدولى بشأن الهجوم ونتائجه وبين الحقيقة التى وصلت المعتدين على ضوء تفسير الخبير الألمانى للهجوم واستئناف الطائرات السورية لعملياتها الحربية فى اليوم التالى منطلقة من القاعدة الجوية المستهدفة، والذى يعتبر رسالة صريحة للإدارة الأمريكية وحلفائها فيما لو تم استئاف الهجوم على سوريا.. وعلاقة ذلك بما أعلنه الروس عن حق سوريا القانونى فى الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات الخارجية من ناحية وما صرحوا به عن تقوية الدفاعات السورية من ناحية أخرى.

ردود أفعال الجمهوروالكونجرس الأمريكى ومآخذ الدوائر السياسية العالمية على الهجوم:

•لم تكن احتجاجات قطاعات من الشعب الأمريكي على الهجوم على سوريا منبتة الصلة باعتراضاتها السابقة على تولى ترامب رئاسة الجمهورية الأمريكية واحتجاجاتها التى امتدت لشهورتلت ظهور نتائج الانتخابات . وذلك رغم تباين بواعث الرفض وأسبابه؛ من خشية من تقليص الخدمة الصحية إلى هلع الأقليات والمهاجرين من التضييق عليهم فى البقاء أو استمرر الإقامة أو فرص العمل أو مستوى الأجور أو الحريات الشخصية إلى مآخذ كثيرة تتعلق بشخصية الرئيس وكونه لايعدو رجل أعمال لا يجيد سوى إصدارالأوامر وتكديس الأرباح. ومع الوضع فى الاعتبار عدم اهتمام الشعب الأمريكى عموما بالأمور السياسية - باستثناء ما يتعلق منها بأوضاعه المعيشية - إلا أن اشتعال الموقف مع سوريا بشكل مباغت - على عكس التصريحات الأمريكية الأخيرة- أعاد لأذهان الأمريكيين تاريخا سابقا من التورط فى حروب غير ذات جدوى فضلا عن أعداد القتلى والجرحى والمشوهين العائدين منها ( كأفغانستان والعراق وقبلهما فيتنام ) وتكدّس أرباح شركات السلاح وكراهية عميقة وواسعة لأمريكا من شعوب العالم .. خصوصا إذا ماكان صاحب القرار فيها رئيسا حديث العهد بأمور الحكم ضئيل الخبرة ويتسم بالتردد والخفة وضعف التركيز والانطباعية والانفلات .

•ولاتعنى موافقة أغلبية الكونجرس الأمريكى بمجلسيه على العدوان إلا تصريحا من أغنياء الولايات المتحدة على سياسة قديمة عفا عليها الزمن؛ ووسائل بدائية جوهرها العنف والإرغام والإلحاق؛ وميول أنانية وسادية متعالية لطغمة - من تجار السلاح والنفط والعقارات والسماسرة- اعتادت النهب والبلطجة ولم تبرأ بعد من أمراض الحرب الباردة ، واستمرأت طيلة ربع قرن العيش فى وهم الانفراد بالعالم- دولا وشعوبا- واستخدامها ما بين مساعد وتابع و" مرمطون "، واحترفت اختلاق الأعداء الوهميين – الشيوعية، وأسلحة الدمار الشامل ،والإرهاب - وتسويق حتمية التصدى لهم وحشد الجيوش والرأى العام العالمى للقضاءعليهم وزرع السلام والديمقراطية فى تلك البلاد .. غير عابئين باستهجان الشعوب لتلك الفزاعة ولا باكتشافها أن رافعى رايات السلام والديمقراطية هم أنفسهم من أسسوا وخططوا ومولوا بعض هؤلاء الأعداء ودفعوهم دفعا لتدمير دول ومجتمعات كاملة.. ليتولوا بعدها اختتام المشهد بالأسلوب والنهاية التى تخدم مصالحهم.

•ومع هذا ورغم حمى الدعاية السرطانية الموتورة من الطبيعى أن ينجو منها بعض أعضاء الكونجرس و النخب السياسية والمسئولين السابقين وأن يعود لرشده - فى وقت لاحق - بعض من شاركوا فى تلك الجرائم أو تواطأوا عليها أو شاهدوها من مراكزغير مؤثرة فى اتخاذ القرار ليشكلوا معا جرس التحذير من المسار الخاطئ المكرور الذى أدمنه مثل هؤلاء الساسة .

أمثلة صارخة لنماذج مناوئة لمسار الحلف الغربى :

•فقد شكك السيناتورالأمريكى توماس ميسى فى حوار بثته قناة الـ CNN فى اتهام سوريا بقصف خان شيخون بالغازات السامة قائلا لمقدمة البرنامج : " تعرفين أن حربا تجري هناك. ويُعتقد أن الغارة الجوية استهدفت مستودع أسلحة، ولا أعرف كيف تم إطلاق المادة السامة، هل بسبب الغاز المخزّن هناك أم لا. إنها فرضية جديرة بالتصديق ظاهريا ". وأضاف : "بصراحة، لا أعتقد أن الأسد أقدم على ذلك، لأن هذا الأمر لا يصب في مصلحته، بل قد يجره أعمق في أتون الحرب الأهلية ". وشدد ميسي قائلا: "لا أعتقد أن شن الأسد هجوما كيميائيا على شعبه سيخدم تحقيق أهدافه . وإذا أقدم على ذلك فعلا، فمن الصعب علي أن أفهم لماذا".

هذا وقد فاجأت ردود السيناتور مقدمة البرنامج التى لم تتحل- أمام المشاهدين - بالحياد المفترض فى مناقشة قضية شائكة كهذه وبدت من أسئلتها منحازة تماما إلى جانب ساسة بلادها عندما سألت السيناتور: لماذا يثق بتقييمات العسكريين الروس وتصريحات الأسد بقدر أكبر مما تؤمن به واشنطن..؟

( الرابط : https://arabic.rt.com/middle_east/872004 )
[ المصدر: روسيا اليوم - وكالات- المحرر: أوكسانا شفانديوك]

•كذلك فعلت النائبة الأمريكية تولسى جابارد عضو مجلس النواب وأصدرت يوم الهجوم الأمريكى 7 إبريل 2017 بيانا محتجا على الهجوم نشرته صحيفة بيزينيس إنسايدر؛ كما صرحت لقناة الـ CNN الأمريكية : " لابد أن يكون هناك تحقيق مستقل لمعرفة الحقائق والتوصل إلى الجهة أو الشخص المسئول عن الهجمات الكيماوية فى سوريا " لافتة إلى " أن تصريح الرئيس ترامب أوالبنتاجون بأن المسئول هو الأسد.. لا يكفى " .

ووصفت الهجوم الأمريكى كما يلى :" المهم الآن.. ومع خطوة الرئيس ترامب المتهورة فإن ضربته العسكرية تعتبر صفعة لمشروع القرار الذى كانت الأمم المتحدة تعمل عليه . إن فتح تحقيق مستقل والتوصل إلى الحقائق ومن كان متورطا ومن كان مسئولا هو الحل " وأضافت: "في آخر مرة تأكدت فيها من الأمر، كان الكونغرس هو المخول بإعلان الحرب واستخدام القوة العسكرية، وعليه إن كان الرئيس أو البنتاغون أو وزير الخارجية الأمريكي يقول إن لديه الدليل، فإن الحقيقة هي أنهم لم يقدموا هذه الأدلة أمام الكونغرس إلى جانب أنهم لم يسعوا لطلب موافقة الكونغرس لشن هذه العملية العسكرية ضد دولة أخرى."

ويتضح مما قالته النائبة تولسى جابارد أنها – دون أن تصرح – تستغرب العجلة التى أديرت بها الأزمة.. فلا توجد حرب مشتعلة تتطلب تلك العجلة ولا كارثة حلت بالقوات الأمريكية فى سوريا تحتاج التدخل السريع وتجنيب دور الكونجرس مؤقتا .بل ولا مبرر يمنع إتاحة الفرصة لإرسال لجنة تحقيق دولية مهنية ومستقلة لتتبين كيف تم استخدام الغازات السامة ومن أى طرف.. وإن ثبت أن الجيش السورى هو المسئول ساعتها يمكن اتخاذ إجراءات الإدانة والعقاب. وهو ما أوضحته جابارد فى جزء آخر من الحديث "ساعتها سأكون أول من يدينه وأول من يصفه بمجرم حرب وأطلب محاكمته في محكمة الجنايات الدولية."

إذن فهناك سبب آخر للعجلة وهو أن القصة من بدايتها ملفقة وأن المسئولية ربما تقع على عاتق المسلحين وهو ما سيفضح بواعث الإدارة الأمريكية ومراميها الكامنة وراء هذه الاختلاقات والاتهامات .. بالمستوى الذى يضع الإدارة الأمريكية فى وضع حرج لتتدهور شعبية ترامب عما هى عليه الآن ويتعقد الأمر أمامه ليس فى الداخل فحسب بل ويطال مصداقية أمريكا ويرمى بها إلى الحضيض.

الرابط: https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/04/08/tulsi-gabbard-assad-chemical-weapons-blitzer-cnntv

•أما عن شركاء ترامب فى التحالف الدولى فقد انقسموا فى بريطانيا التى تتعرض حكومتها هناك للانشقاق..على الرغم من ضجيجهم غير المفهوم سواء فى انحيازهم المطلق لموقف الولايات المتحدة أو تجاهلهم لتشكيل لجنة تحقيق دولية أو لتعجلهم ضرب سوريا أو إصرارهم على استصدار قرار من مجلس الأمن بإدانة الأسد دون تحقيق مهنى مستقل.

لقد كان مقررا لوزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون القيام بزيارة لموسكو للقاء نظيره الروسى يومى 9 - 10 إبريل 2017 إلا أن رئيسة الوزراء البريطانية ضغطت عليه لإلغائها فما هو السبب ..؟

تقول صحيفة (The Sun ) البريطانية " سبب إلغاء الزيارة هو قرار تيريزا ماى عدم المجازفة بتكليف وزير خارجيتها المعروف بتصرفاته المفاجئة بخوض محادثات مباشرة مع نظيره الروسى لافروف ".

كذلك توضح الصحيفة : " أحدثت ضربات ترامب الصاروخية فى سوريا انشقاقا عميقا فى صفوف الحكومة البريطانية ".

" وفي الوقت الذي ترفض فيه ماي، حرصا على إبعاد المملكة المتحدة عن الانخراط في مواجهات عسكرية، وإعطاء موافقة لندن على ضربات مستقبلية محتملة، يصر كل من جونسون وفيلون- وزيرى الخارجية والدفاع - على أن تسير بريطانيا، بأكبر قدر ممكن، في فلك سياسة الولايات المتحدة."

وأفادت مصادر دبلوماسية للصحيفة بأن ردة فعل ماي تركت لدى جونسون انطباعا أنه لم يعد يحظى بالثقة الكافية من جانب رئيسة الوزراء لكي تسند له مهمة إجراء حوار " وجها لوجه " مع سيرغي لافروف.

خلاصة القول: الحكومة البريطانية منقسمة على نفسها ، ورئيسة الوزراء لا تريد ضربات جديدة ضد سوريا وتشترط موافقة مسبقة قبلها ، ولا تثق فى وزير خارجيتها.

المصدر: نوفوستي - قدري يوسف - موقع روسيا اليوم
الرابط : https://arabic.rt.com/world/872779-صحيفة-ماي-ضد-ضربات-جديدة-سوريا/#.WOziQ5FQOAY.facebook

•ولأن بعض الديبلوماسيين الأمريكيين كانوا قريبين من مشهد أزمة ( العراق وأسلحة الدمار الشامل عام 2003 ) منهم لورانس ويكليرسون مساعد وزير الخارجية آنذاك . نراه يقول فى حواره مع قناة روسيا اليوم إن الخطوة الأولى التي يجب على وزير الخارجية الأمريكي الحالي، ريكس تيلرسون، أن يتخذها خلال لقائه المرتقب مع نظيره الروسي لافروف في موسكو، هي " تقديم توضيحات له بشأن المعلومات غير الحقيقية التي ينشرها ( تيلرسون) في العالم وتتمثل في أن روسيا هي من يتحمل مسؤولية تدمير احتياطات سوريا من الأسلحة الكيميائية".

وأضاف المسئول الأمريكي السابق مشددا: " إن هذا الادعاء عبثي ولا أستطيع أن أصدق بأننا وصلنا في كذبنا إلى مثل هذه الدرجة ".

وتابع المساعد السابق لوزير الخارجية : "إن القوات الأمريكية والجهات المتعاقدة معها قامت بتدمير 600 طن من الاحتياطات السورية من الأسلحة الكيميائية ( آنذاك )، وجرت العملية كلها برعاية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، وروسيا لم تكن الوحيدة التي تحملت المسئولية عن ذلك". وقال مؤكدا: " آمل في أن يعتذر تيلرسون على ذلك أمام لافروف".

هذا وردا على سؤال ( لقناة RT) حول الأسباب التى دفعت ترامب للهجوم على سوريا " أشار مساعد وزير الخارجية الأمريكية السابق إلى أن دوافع فريق ترامب تحمل طابعا سياسيا داخليا بالدرجة الأولى." واستدرك مضيفا " وهناك أيضا أسباب خارجية تتمثل بأن الولايات المتحدة لم تستعرض قدراتها العسكرية في قتال ضد قوة عسكرية ملحوظة وهو ما أتاحته لها فرصة الهجوم على سوريا.. لاستخدامها في المفاوضات الخاصة بسوريا."
واعتبر المسؤول السابق أن الولايات المتحدة ستنفذ عمليات مماثلة جديدة في المستقبل.

المصدر : RT - رفعت سليمان - الثلاثاء 11 إبريل 2017
الرابط : https://arabic.rt.com/world/872859-مساعد-باويل-لا-أستطيع-أومن-تيرلسون-وصل-كذبه-مثل-درجة/#.WO1S9Iq559o.facebook


ويتلخص الحوار فى : أن اتهام روسيا بالمسئولية عن إعدام المواد الكيماوية السورية يعد كذبا لأنها كانت ضمن لجنة تديرها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ولم تتول عملية الإعدام بمفردها. وهو ما يعد تلميحا بأن روسيا لم تعدم كامل الأسلحة الكيماوية .
أن الوزير الأمريكى الحالى يروج الأكذوبة فى العالم ، ويجب أن يعتذر للوزير الروسى .وعزا الهجوم على سوريا لأسباب داخلية بالأساس.وأضاف للأسباب الرغبة فى استعراض أمريكى للقوة واستخدام ذلك فى المفاوضات القادمة بشأن سوريا.

ولنا أن نتصور معنى أن يدلى مساعد وزير الخارجية الأمريكى السابق للإعلام الروسى بتصريحات تكذب إدارة ترامب ووزير خارجيته الحالى فى موضوع محتدم وبالغ الحساسية وفى هذا التوقيت سوى أن التدهور الشامل بلغ مبلغه وليس الكذب وحده.

شهادة سفير بريطانى فى عهد بلير وشاهد عيان فى حرب العراق على الكذب والتلفيق:

•فى لقاء مثير جرى بثه على الهواء مباشرة من قناة الـBBC - الأربعاء 5 إبريل 2017 أى قبل الهجوم الأمريكى على قاعدة الشعيرات الجوية - ونقلته في مقال صحيفة " كومسومولسكايا برافدا " قرأ مقدم البرنامج في بداية اللقاء مقطعا من كلمة ترامب حول مسؤولية الأسد عن الهجمة الكيميائية ضد الأبرياء.

[ وتوجه بالسؤال إلى بيتر فورد السفير السابق لبريطانيا فى سوريا فى الفترة من 2003 - 2006: "هل هذا إثبات للوقائع؟"

أجاب السفير بيترفورد: "هذا إثبات للأساطير وليس للوقائع."

ثم استطرد :" نحن لا نعلم كامل الحقيقة. لذلك فإن ما نحتاج إليه فعلا هو التحقيق. هناك خياران ( يقصد تفسيران ) لتلك الأحداث.. الأول : أمريكي، والثاني: سقوط قنبلة في مستودع أسلحة كيميائية تابع للمسلحين.. أيهما صحيح، نحن لا نعلم. "

" ولكن لنتذكر ماذا حصل مع العراق..؟

الخبراء والاستخبارات والساسة كانوا على ثقة مطلقة بأن صدّام حسين يملك أسلحة دمار شامل، وقدموا لنا مختلف البراهين والإثباتات من صور ووثائق وغيرها، وتبين لاحقا أنها جميعا ملفقة وكاذبة. وليس مستبعدا أن يكونوا غير محقين الآن أيضا، وكل ما في الأمر هو أنهم يبحثون عن ذريعة للهجوم على سوريا. لنكن صادقين مع أنفسنا، هذا الحادث يفتح الطريق أمام هجمات كيميائية جديدة وليس للقضاء عليها ". وهنا، حاول مقدم البرنامج الخروج من هذا الموقف المحرج، وقال إن "هذه التصريحات تنسجم مع ما تقوله روسيا، وليس مع رد فعل المجتمع الدولي. أي أنكم أنتم تكررون موقف روسيا، في الوقت الذي يثق فيه وزير الدفاع (البريطاني) مايكل فالون تماما بوجود أدلة كثيرة حملته على تأييد الرد الأمريكي. "

" فلماذا تقف مع الأقلية ؟ "

ورد فورد بثقة: " لأنني لا أترك دماغي خلف الباب عندما أحلل الأوضاع.
أنا أحاول أن أكون موضوعيا؛ وبالنظر إلى التجربة السابقة بما في ذلك العراق، يتضح أنه لا يمكن تصديق كل ما يقوله، الذين يطلق عليهم خبراء الاستخبارات، لأن لديهم جدول عمل وأولويات. "

"وبالعودة إلى الموضوع الرئيسى، هذه ليست النهاية. سوف يورطون بريطانيا في هذا النزاع. وذلك لأن ترامب قدم للإرهابيين أسبابا كثيرة لتكرار هذه المسرحية الوهمية مستقبلا. لأننا نلاحظ سهولتها ونجاحها، حيث يمكن بمساعدة وسائل الإعلام الساذجة إثارة ردود أفعال متسرعة من جانب الغرب."

"ومن المحتمل جدا أن ينظم "الجهاديون" تمثيلية مشابهة لتلك، التي وثقتها الأمم المتحدة عام 2016، عندما شنوا هجمة بغاز الكلور واتهموا نظام الأسد بتنفيذها. تذكروا كلماتي، أقول هذا الآن وفي هذا المكان، هذا سيحدث حتما. وسوف يسرع العسكريون إلى الإعلان عن أن الأسد يتحداهم، لذلك علينا أن نهاجم سوريا بكل قوتنا. تذكروا أن كل هذا سيكون محض أكاذيب".

ملاحظة تتعلق بالفقرة السابقة : نقل موقع RT عن وكالة نوفوستى للأنباء - فى 15 إبريل 2017 أى بعد 10 أيام من بث حديث السفير بيتر فورد - الخبر التالى الذى نشرته وكالة الأسوشييتد برس الأمريكية :

[أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن تنظيم داعش الإرهابي استخدم غازا ساما في المواجهات التي جرت مؤخرا خلال عملية تحرير الشطر الغربي من مدينة الموصل شمالي العراق. وكشف ضابط في قوة مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقي عن هجوم من قبل مسلحي التنظيم بصاروخ يحمل غاز الكلور في حي الآبار في مدينة الموصل.

ووفقا للوكالة ذاتها، فقد تعرض 7 أفراد من الجيش العراقي لضيق في التنفس ونقلوا على الفور لمستشفى ميداني قريب لتلقي العلاج.

وأُذيع في وقت سابق أنه في الـ7 من أبريل الجاري قصف مقاتلي تنظيم داعش مدنيين في أحياء سكنية من الموصل بقذائف تحمل غازا ساما. ( الرابط : https://ar.rt.com/ipyl ) ] .


وعندما طلب مقدم البرنامج من فورد إعطاء رأيه ببشار الأسد، قال: " يمكن أن يكون الأسد قاسيا ومتشددا، بيد أنه ليس مجنونا ". ووجه السفير السابق سؤالا لمقدم البرنامج : "ما حاجته ( أى الأسد ) إلى هذا الصداع ، ؟ إن هذا لا يمنحه تفوقا عسكريا. والمكان الذي وقع فيه الحادث ليس له أي أهمية من الناحية العسكرية. هنا لا أثر( وجود ) لأي منطق. وهذا ما أغاظ الروس. لأن كل ذلك غير مقنع ".

وقال فورد: "نحن سندفع ثمن هذا. سترتفع أسعار النفط. وسوف يتوسع استخدام السلاح الكيميائي ولن يتقلص. والأهم من كل هذا سيرفض السوريون والروس التعاون معنا ضد الإرهاب بنفس المستوى الحالي".

ومختصر الحوار: أن السفير البريطاني السابق لدى سوريا بيتر فورد خلال اللقاء الذى أجرته قناة "بي بي سي" على الهواء مباشرة، أشار إلى معارضته أي مقولة يرددها بتناغم ما يسمى بالتحالف الغربي عن الأحداث السورية."

ويمكن استخلاص مفاصل حوار الـ BBC مع السفير البريطانى فى سوريا فى الفترة من 2003 – 2006 فيما يلى:

*الخبراء والاستخبارات والساسة كانوا على ثقة مطلقة بأن صدّام حسين يملك أسلحة دمار شامل ، وقدموا لنا مختلف البراهين والإثباتات من صور ووثائق وغيرها، وتبين لاحقا أنها جميعا ملفقة وكاذبة. وليس مستبعدا أن يكونوا غير محقين الآن أيضا، وكل ما في الأمر هو أنهم يبحثون عن ذريعة للهجوم على سوريا. فلنكن صادقين مع أنفسنا.

* أنا لا أترك دماغي خلف الباب عندما أحلل الأوضاع.

* ترامب قدم للإرهابيين أسبابا كثيرة لتكرار هذه المسرحية الوهمية مستقبلا.

* تذكروا أن كل هذا سيكون محض أكاذيب.

* رأيى فى بشار الأسد : "يمكن أن يكون الأسد قاسيا ومتشددا، بيد أنه ليس مجنونا.

* نحن سندفع ثمن الحرب: أسعار النفط سترتفع ؛ وسيتوسع استخدام السلاح الكيميائي ولن يتقلص؛ والأهم من كل هذا سيرفض السوريون والروس التعاون معنا ضد الإرهاب بنفس المستوى الحالي".

* أعارض أي مقولة يرددها بتناغم ما يسمى بالتحالف الغربي عن الأحداث السورية.

تعريف مقتضب للسفير البريطانى السابق فى سوريا :
oالسيد بيتر فورد كان سفير بريطانيا في سوريا في الفترة ما بين 2003-2006 .

oظل ينتقد السياسة البريطانية تجاه سوريا قائلا: إن حكومة بشار الأسد يجب أن تعطى “مقداراً من الفضل” من أجل إنهائها “السلمي” للحصار في حلب.

oوقال أيضاً: يوجد في ساحة حلب الرئيسية الآن شجرة عيد الميلاد ( يقصد عيد ميلاد السيد المسيح) ، الأمر الذي لم يكن ليحدث لو كان ” المنتصر هو الطرف الآخر.”

الرابط:
https://arabic.rt.com/press/872870-%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7

•وجهة نظر الاتحاد الروسى : وتتلخص فى الآتى :

1-تواجدنا فى الأراضى السورية مستند على اتفاق قانونى مع النظام الحاكم ووظيفتنا الرئيسية فى الأراضى السورية هى المساندة فى القضاء على الإرهاب المتمثل فى المجموعات المسلحة أو طردها.

2- لم نحضر لسوريا للدفاع عنها ضد الاعتداءات الخارجية لأن ذلك هو دورالجيش السورى.

3-نطاق عملنا الدفاعى المباشر هو المناطق التى تتواجد فيها قواتنا بناء على اتفاق قانونى مع النظام السورى.

4-النظام السورى لا يحوز أسلحة كيماوية ولم يستخدمها خلال فترة التواجد الروسى فى سوريا بينما المجموعات المسلحة هى من يمتلكها ويستخدمها.

5-لم يقم الجيش السورى فى 4 إبريل 2017 بقصف المدنيين فى خان شيخون بالسلاح الكيماوى .

6-نطالب المجتمع الدولى بإيفاد لجنة تحقيق دولية مهنية ومستقلة إلى سوريا للبحث فيما اصطلح على تسميته بـ (ضرب بلدة خان شيخون بمحافظة حمص السورية بالأسلحة الكيماوية وتحديد حقيقة ماحدث بها يوم الثلاثاء 4 إبريل 2017 ).

7-الادعاء بغير ذلك هو وسيلة لتشويه سمعة النظام السورى؛ وإيجاد مبرر لوقف العملية السياسية بالذات وميزان القوى العسكرى على الأرض فى صالح النظام ؛ وهو ما يُعَدُ شروعا فى إسقاط النظام .. ومحاولة لصرف الأنظار عن تكرارقتل المدنيين فى الموصل.

8-الهجوم الأمريكى الذى تعرضت له سوربا فجر الجمعة 7 إبريل 2017 هو عدوان على دولة مستقلة عضو فى منظمة الأمم المتحدة وخرق صارخ لمبادئ القانون الدولى وميثاق المنظمة، فضلا عن كونه داعم للإرهاب ومشجع عليه.

9-للسوريين كامل الحقوق القانونية فى الدفاع عن أراضيهم بكل الوسائل المشروعة التى كفلها القانون الدولى وميثاق المنظمة.


• وجهة نظر النظام السورى :
تتلخص فى الآتى :

لم نقصف خان شيخون بالأسلحة الكيماوية فى 4 إبريل 2017، واتهامنا بذلك اختلاق كامل غرضه الحيلولة دون حل المسألة سياسيا.

طالبنا ونطالب بلجنة تحقيق دولية مستقلة للكشف عن حقيقة ما جرى فى خان شيخون.

سندافع عن سوريا ووحدتها ونقاوم الإرهاب حتى نقضى عليه ونمارس بذلك حقنا الذى كفله القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة.

ندين ونشجب العدوان الأمريكى على بلادنا فى 7 إبريل 2017 لأنه انتهاك للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، ويدعم الإرهاب ويشجع على استمراره و تماديه ونناشد المجتمع الدولى دعمنا فى ذلك .

موقف منظمة الأمم المتحدة فى واقعتى خان شيخون وقاعدة الشعيرات فى 4، 7 إبريل 2017 :

أعدت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مشروع قرار لتقديمه لمجلس الأمن مفاده إدانة النظام السورى بقصف بلدة خان شيخون بالأسلحة الكيماوية يوم 4 إبريل2017 دون تحقيق مهنى مستقل ولم تصل مشاورات الأعضاء إلى أى اتفاق بشأنه مما دعا مقترحيه إلى تقديمه حيث واجه اعتراض ( فيتو) روسيا وبالتالى لم يصدر. وفى نفس الوقت لم تسْعَ منظمة الأمم المتحدة ولم تُصِرعلى تشكيل لجنة تحقيق مهنية مستقلة لبحث الأمر وإثبات حقيقة ما حدث فى خان شيخون بدقة. و دون الدخول فى تفاصيل ما جرى خلال الفترة من 4 إبريل وحتى7 إبريل 2017 لم تتوصل المنظمة إلى إجراء محدد بشأن لجنة التحقيق وتجمد الأمر حيث هاجمت الولايات المتحدة بعدها مباشرة قاعدة الشعيرات الجوية السورية بالصواريخ التى أسفرت عن تدمير أجزاء من القاعدة وسقوط عدد من الخسائر المادية والضحايا عسكريين ومدنيين.

هذا ورغم تأكيد الأمم المتحدة على تمسكها بـ"عملية جنيف" بشأن سوريا،: حسبما أفاد "ستيفان دوجاريك" المتحدث باسم أمين عام المنظمة الدولية "موقفنا لا يتغير، وهو أن الحرب يجب إنهاؤها عبر العملية السياسية في جنيف". وأننا " نتمسك بضرورة أن يقرر السوريون أنفسهم مصيرهم. داعيا جميع الأطراف في سوريا إلى المشاركة في عملية السلام" .. ورغم ذلك .. جاءت تصريحات المندوبة الأمريكية " نيكي هايلي" معاكسة لتلك التصريحات ومؤكدة على" استحالة إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد في ظل بقاء حكم الرئيس بشار الأسد؛ وأن مشاركته غير مقبولة في أي انتخابات مقبلة في سوريا ، مضيفة: "لا نعتقد أن الشعب السوري يرغب في رؤية الأسد في السلطة مجددا ، وكان قد سبق لها أن صرحت : " بأن ملاحقة الأسد ستبقى من أولوياتنا ".

وإزاء هذا التعارض فى مسار حل القضية السورية بين المتحدث باسم أمين عام المنظمة الدولية ( دوغاريك ) وبين المندوبة الأمريكية ( هايلى ) اتضح الموقف الحقيقى للمنظمة .

ففى موجز صحفي طرح الصحفيون استفسارا على ( دوجاريك )عن تقييم الأمم المتحدة لأحقية تصرفات الولايات المتحدة بشأن الضربة الصاروخية التى وجهتها لمطار عسكري سوري يوم 7 إبريل 2017 .. رد ( دوجاريك ) : "لن نخوض في مسألة أحقية أو عدم أحقية ذلك". وأضاف ردا على سؤال عن أسباب اتخاذ الأمانة العامة هذا القرار: "هذا هو موقفنا ".

وهو ما يعنى من وجهة نظر المنظمة الدولية أن الهجوم الذى شنته الولايات المتحدة على القاعدة الجوية السورية فى 7 إبريل 2017 أنها لم تبت فيه ولم تتخذ بشأنه موقفا ( بالإدانة أو بعدمها )؛ بينما موضوع اتهام سوريا بقصف خان شيخون بالغازات السامة فى 4 إبريل 2017 فقد قبلت المنظمة اتخاذ موقف بشأنه .. صحيح أنه انتهى بعدم صدور قرار بشأنه نتيجة الفيتو الروسى ؛ لكن التمييز بين الواقعتين واستخدام معيارين مختلفين بشأنهما واضح للعيان وهو ما ينم عن نوع من الانحياز لصالح الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا علاوة على الذيلية التى تصم موقف المنظمة إزاء موضوعين على نفس القدر من الأهمية والخطورة.

المصدر: نوفوستي - قدري يوسف- الناشر روسيا اليوم فى 10 إبريل 2017
الرابط : -https://arabic.rt.com/middle_east/872658

خاتمة :

تتصرف الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الحلف الغربى منذ عام 1990- إثر انهيار الاتحاد السوفييتى - باعتبارها ولى أمر دول وشعوب العالم ؛ معتمدة طبعة جديدة من سياساتها القديمة التى تستهدف السيطرة والنهب والإلحاق وتتعامل مع الجميع باعتبارهم خدما وتوابع أو مساعدين فى أفضل الافتراضات. وتستخدم فى سبيل ذلك كل الأدوات والأساليب والطرق المتاحة - بصرف النظر عن مشروعيتها أو إنسانيتها- بلهجة آمرة ومتعالية ومتجاهلة الجميع . وتقوّم بالعنف والإرغام كل من يخرج عن سياق سياساتها وأساليبها وتطيح بكل من يفكر فى اعتراض مشيئتها.

وظل هذا المنطق ساريا وملازما لها منذ صارت دولة كبيرة ومتطورة صناعيا ، ثم تفاقم هذا المنطق وتغول منذ صار العالم أحادى القطب ، وازداد بشاعة بدءا من فترة الثورات البرتقالية والربيع العربى التى شاركت فى جانب منها بالتخطيط والتدبير والتمويل. وبعد أن كانت الشيوعية أحد الأعداء الوهميين الذين ابتدعهم خيالها قبل عام 1990 استبدلته بعدو آخر أسمته " أسلحة الدمار الشامل " ، وبعده استحدثت قريحتها عدوا ثالثا هو الإرهاب.

ولأن التجربة والخبرة تعلم البشر وترفع من إدراكهم ، ولأن من ساروا فى فلك الولايات المتحدة وفى ظلها عانوا من كونهم مجرد تبّع أو مساعدين يلحقهم أذى تلك السياسات ولا يصُبّ عائدُها فى جيوبهم إلآ النذر اليسير فضلا عن كراهية الضحايا من الشعوب المستضعفة التى صدّقت الوعود الوردية بحياة أفضل ولم تحصد سوى البؤس والجوع والضياع.

إزاء هذا كله وبتعدد وتكرار تلك التجارب وشيوع آثارها وأخبارها فى كثير من أرجاء العالم بدأت سُحُب الأوهام تنقشع بالتدريج والحقيقة تتضح درجة بعد أخرى .

من جانب آخر عانى النظام الاقتصادى العالمى السائد فى بلدان الحلف الغربى ( الرأسمالى )- منذ العقدين الأخيرين من القرن الماضى - من أزمات متلاحقة .. كان آخرها ماحدث فى عام 2008 فى الولايات المتحدة ثم أوربا فى مجال العقارات- من إفلاس وإغلاق شركات وتحصيل ديون بالطرق الإدارية - تاركا آثاره العميقة فى مجال المال والصيرفة.


ودق ناقوس الخطر مجلجلا ليدفع الطغم المالية والاقتصادية فى أوربا التى تجمعت معا فى اتحاد ضم العديد من دول القارة لاتخاذ الكثير من السياسات والإجراءات التى دفعت عددا من دولها للاستدانة ( كاليونان والبرتغال..وإيطاليا إلخ ) وأفضت بقطاعات من شعوبها إلى البؤس من ناحية ؛ وأشعرها (أى الطغم ) بضرورة البحث عن مصالحها بصرف النظرعن موقف ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية.. من ناحية أخرى. بل وتعمق ذلك االشعور أكثر لتشرع بعض دول ذلك التجمع القارى فى الانشقاق عنه - فيما بعد- بحثا عن طريق آخر (بريطانيا ) .

ومن الطبيعى أن احتدام تلك الأزمات فى دول الحلف الغربى قد انعكس بالسلب على القطاعات الفقيرة من شعوبها من جانب وألْحق أذاه بالبلدان الفقيرة الملتحقة – كرها – بدول ذلك الحلف.

لم تكن هناك حلول حقيقية لتلك الأزمات فى البلدان الغربية ، ولذا كان المخرج- المؤقت - هو ترحيل تلك الأزمات إلى البلدان الفقيرة من ناحية والعمل على رفع معدل النهب منها من ناحية أخرى . ويحتاج الأمر فى هذه الحالة إلى إشعال الحروب معها وبينها.. لتستأنف عجلة الإنتاج فى شركات الأسلحة دورانها ، كما يحتاج الأمر أيضا إلى تدمير تلك البلدان ؛ أولا: لإعادة تعميرها فتنشط الشركات الكبرى للبناء والمقاولات وإنتاج الأسمنت والحديد وإنشاء وتعبيد الطرق.. إلخ ؛ وثانيا : لتمزيق شعوبها أوتهجيرها مما يضعف إمكانية بناء جيوشها ومنتجيها وصناعاتها؛ وثالثا : لتقسيمهاإلى دويلات ضعيفة وطائفية يمكن الإيقاع بينها وإشعال الفتن فيها ؛ ورابعا: وهو الأهم أن يتولى حكمها بعض الضعفاء أو العملاء ممن يلبون الأوامر وينفذون التعليمات ويساعدون فى عملية النهب ويفرطون فى سيادة الوطن ليتحول على أيديهم إلى دولة من الدرجة الثالثة فاقدة الهيبة والهوية، مسلوبة الإرادة والاستقلال، فقيرة مدينة ، هزيلة المقومات وهو ما نراه حولنا على مرمى البصر( ليبيا واليمن مثالا ).

وللحقيقة لم يفلت من هذا المصير البائس إلا عدد محدود من الشعوب التى رفضت الانصياع لمنطق العصر الأمريكى.. الذى يفرض عليها الخضوع والتبعية وإيثار السلامة. كانت فيتنام إحداها وتسعى كوريا الشمالية لاقتفاء أثرها.

وعلى ما يبدو أن العالم يتجه مؤخرا لعالم متعدد الأقطاب وهو ما لا تدركه الولايات المتحدة.. أو تدركه وتتجاهله وتصرعلى دفن رأسها فى الرمل وألا تستجيب لمتطلباته التى تعنى الاعتراف العملى بحق الشعوب الأخرى فى التمتع بحياة كريمة وما يستتبعه ذلك من تنازلات يتوجب عليها أن تقدمها لتلك الشعوب أوعلى الأقل أن تكف عن التدخل فى شئونها .. وهذا هو أحد مآزقها التى تحاصرها .

وفى معرض تعليقه على الأزمة السورية والعدوان الأمريكى الأخير- فى إبريل 2017 - وجه لافروف وزير الخارجية الروسى نصيحة للغرب ( بأن يتقبلوا الأمر الواقع رغم مرارته) .. وهو محق فيما قاله .. لكن هل للآخرين فى الغرب آذان صاغية ..؟ هذا ما ستجيب عنه الحشود العسكرية الأمريكية أمام شبه الجزيرة الكورية.



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخبط يجتاح السياسة الأمريكية من كل اتجاه
- تعقيب على د.ليث نعمان عن حوار سيناتور ميسى مع قناة ال سى إن ...
- سوريا وخان شيخون .. والسيناتور الأمريكى ميسى .. والتفكير الم ...
- القضاء يعاقب أبناء عائلة نوار الإقطاعية بالبحيرة و صبيانهم ب ...
- مهزلة جديدة فى أرض الإصلاح الزراعى بكوم الأرانب بمحافظة البح ...
- للضغينة بين برشلونة وريال مدريد جذور سياسية
- أخيرا انتصر فلاح العمرية على فساد ضباط مباحث البحيرة وبلطجية ...
- بشرى سارة لفلاحى سرسو .. تكتنفها قنبلة موقوتة .. فى قراراللج ...
- حالة من التهور والهياج تجتاح مباحث مركز دمنهور بمحافظة البحي ...
- رسالة لفلاحى قرية العمرية دمنهور – بحيرة : لا تبلعوا الطعم . ...
- بعد أسبوع من تلفيق التهم لفلاح العمرية .. جريمتان جديدتان لب ...
- تطورات جديدة فى تحقيقات فلاح العمرية بمحافظة البحيرة / مصر
- المشهد قبل الأخير للتحقيقات مع فلاح العمرية بمحافظة البحيرة:
- رسالة وداع صامتة - نيابة عن صديق حميم – إلى مكان .. شهد بعض ...
- الأرض اللقيطة - تقرير عن فلاحى الإصلاح الزراعى بالبحيرة ( 3- ...
- تقرير عن الأوضاع الحالية لفلاحى الإصلاح الزراعى بمركزى الرحم ...
- تقريرعن الأوضاع الحالية لفلاحى الإصلاح الزراعى بمركزى الرحما ...
- مرة أخرى عن السلامونى / إخميم بمحافظة سوهاج .. وأراضى الكتلة ...
- حول الراحلة شاهندة وكمشيش : حوار .. صحيفة الجنوبى مع بشير ص ...
- رسالة عاجلة إلى وزارتى الإنتاج الحربى والزراعة .. الحيازات ا ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بشير صقر - المجال يضيق أمام المنطق الأمريكى .. والأرض تحته لم تعد ثابتة