أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال














المزيد.....

يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5493 - 2017 / 4 / 16 - 10:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لقد أصبحنا نعيش اليوم حالة من الدمغجة الذهنية لا مثيل لها , زرعت فينا استسلاما مقيتا وضعفا وانهيارا لم تشهده الأمّة طيلة حياتها عبر قرون طويلة . فالغرب المستعمر فرض علينا مجموعة من المفاهيم والأفكار الفاسدة , ولقّنها لنا تلقينا حتّى تسلّمتها الأجيال دون أن تكلّف نفسها عناء التفكير فيها , وفي مدى صحّتها وسلامتها ومطابقتها للواقع . وبسبب هذه الدمغجة صارت النُّخب عندنا تردّد شعارات فارغة لا معنى لها ولا واقع ,وهي غير موجودة الا في قاموس الأوهام والأساطير , ومن تلك الشعارات "السلم العالمي " و" والأخوة الانسانية " و " الحقوق الكونية " و " تسامح الحضارات " . وأصبح هؤلاء لا يتجرّؤون على ذكر مصطلحات كالحروب والقتل وسفك الدماء وكأنها شيء غريب غير موجود , أو كأنهم فعلا يعيشون سلما وأخوّة وتسامح في الحضارات , مع أننا نعاني منذ عقود من العيش تحت الأحذية تدوسنا نعال جبناء القوم وسفلتهم من كل حدب وصوب .
انّ القتل وسفك الدماء والحروب سلوك طبيعي لا يمكن الغاؤه أو الادعاء بعدم وجوده , لأن الشعوب والدول تقوم على أفكار ومبادئ مختلفة تحدّد لها النظرة الى المصلحة , وطبقا لذلك يكون سلوك الدول , ومتى اختلفت النظرة الى المصلحة بين دولة وأخرى وبين حضارة وحضارة تنشأ الحروب والصراعات وهو أمر طبيعي ... فالدول الرأسمالية تقوم على عقيدة ينبثق عنها نظام تستهدف به العالم وتسعى بموجبه للتوسع أو الاندماج عن طريق الاستعمار فكانت الحروب الدموية بين تلك الدولة وغيرها ,وسفكت الدماء وقتل خلق كثير , ومازالت الحروب مستمرة سواء في أوروبا أو أميركا أو آسيا ... ومنذ وجود الانسان على الأرض والحروب قائمة وسفك الدماء مستمرّا ولم ينكره أحد في التاريخ الا من تمّ دمغجتهم من الأمة ,...
أمّا عن حالنا , فالغرب الذي روّج هذه الشعارات الخيالية كالسلم الدولي والأخوة الانسانية , هو نفسه يقتّلنا تقتيلا , ويذبحنا ذبحا , وينتهك أعراضنا انتهاك , ويرمّل نساءنا ترميلا , وهو نفسه يحرق أرضنا ويلوّث ماءنا وهواءنا ويغتصب أطفالنا وبناتنا , والغرب نفسه أيضا مازال يفتح محاكم التفتيش وقلع الأظافر ومشط ما بين اللحم والعظام في قوانتانامو وأبو غريب وبوكا وقروزني وغيرها , والغرب مازال يقصفنا بأكبر القنابل وشتّى أنواع الأسلحة , وهو اذ يفعل فينا ما يفعل يدمغجنا بشعارات السلم الدولي والأخوة الانسانية .
اليوم هاهي الولايات المتحدة الأمريكية وقد اجتمعت اليها روسيا وأوروبا وجحافل جيوش العالم تعلّمنا بدبّاباتها وطائراتها وقنابلها أنّ السلم العالمي خرافة , وأن الأخوة الانسانية زيف صدّروه الى عقولنا ليصنعوا جيلا من الجبناء والضعفاء واليائسين وباسم الحرب على الارهاب نرى جيوش فرنسا تدك الأبرياء في افريقيا الوسطى , وتقتل المسلمين في سوريا والعراق ,وقد قتلتهم في مالي قبل مدة ليست بالطويلة...
جيوش أميركا قتلت ميآت الآلاف بل الملايين في العراق وفي الصومال وفي أفغانستان ,ولم تفرق في تقتيلها بين رجل وامرأة ...شيخا وصبيا وفتاة.
جيوش بريطانيا فتكت بالمسلمين بالعراق وبأفغانستان ومازالت تسفك دماءنا في كل من العراق وسوريا .
جيوش الغرب المستعمر كلها المانيا والسويد والدنمارك وغيرها يفتكون بنا ,ويوغلون فينا ذبحا وتقتيلا وحرقا وتهجيرا ...
روسيا بعد أن أبادت المسلمين في الشيشان وفي القوقاز هاهي تخوض حرب ابادة ضدنا في سوريا والعراق ... وطبعا كل هذا القتل فينا ,وجميع هذا الذبح وهذا التهجير والتشريد يتم باسم "الحرب على الارهاب".
وحكام العرب ماذا يفعلون ؟؟ وحكام المسلمين ماذا يفعلون ؟؟
هل بعثت السعودية جيشها مثلا لفرنسا تساعدها في محاربة الارهاب ؟ أو بعثت ايران أو الجزائر أو تونس جيوشهم الى بريطانيا أو فرنسا أو روسيا ؟
هؤلاء الحكام كانوا عونا لهذا الغرب المستعمر دائما وباستمرار , وما تلك الجيوش الهائلة التي يحتفظون بها ,وتلك الأسلحة التي يجمعونها الا أدوات يسخرونها لتقتيل شعوبهم وذبحهم وتشريدهم ارضاء لأميركا وحلفاءها وحفاظا على عروشهم وقصورهم حتى ولو كانت على سلالم من الجماجم وبحار من الدماء..
لقد ثبت بالدليل أن من يحكموننا ليسوا أكثر من قطاع طرق بل أكثر بشاعة وحقارة من قطاع الطرق , وأن الحرب على الارهاب ليس أكثر من عنوان به يقتلوننا ويذبحوننا ويهجروننا ويشردوننا وقد ذهبت الرجال في زمن قلت فيه الرجال .
فقليل من الاستحياء رجاء , وتعلموا حفظ الشرف ونخوة الأمة , واحفظوا كرامة ضيّعتموها بشعارات خرافة .




#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتّحدة الأمريكية لا تنجح في استعمارنا بقوّتها , و ...
- الاتحاد العام التّونسي للشغل ودوره في صياغة الرأي العام لقبو ...
- ليبيا : أحداث طرابلس وحكومة السراج خطوة نحو التقسيم تنفيذ لو ...
- المناطق الآمنة وخطّة تقسيم سوريا التي حذّرنا منها منذ 2011
- الجسد السّوري تُمزّقه عمالات سائبة : هل تتدخّل الأردن في جنو ...
- أوهام محاربة الفساد في تونس
- فشل الدّيمقراطية , أكثرمن ثلاثة قرون من الفشل المتواصل ...
- - فصل الدّين عن الحياة - دعوة استئصالية بامتياز
- مجزرة أمريكيّة جديدة بحجة الانتصار لخان شيخون في سوريا
- - الهولوكوست - ... بين التضليل والأوهام
- - الديمقراطية - من رجل الدّين الى رجل المال , ومن الكنيسة ال ...
- سوريا ... الى متى يظلّ القتل والتّدمير وسفك الدّماء مستمرّا
- - الدّولة المدنيّة - دولة مستوردة ومنبتّة في المعنى وفي الوا ...
- السّلطة والاتحاد في تونس شريكان في تأجيج الأوضاع من أجل تمري ...
- ظروف وملابسات القرار التركي بوقف العمليّات العسكريّة في شمال ...
- - المساواة بين المرأة والرجل - شعار مضلّل لا واقع له
- وهم الثورة والدّور المشبوه لمنظمات المجتمع المدني
- الجزء الأخير - الارهاب ملفّ يجب أن يفتح-
- الدّيمقراطية تهديد للفرد والجماعة والمجتمع
- الجزء الرابع قبل الأخير : - الارهاب - ملفّ يجب أن يفتح


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الأسعد بنرحومة - يحدث في بلاد المسلمين في زمن حكم أشباه الرّجال