أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عباس علي العلي - حوار مسروق ح2














المزيد.....

حوار مسروق ح2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5492 - 2017 / 4 / 15 - 23:08
المحور: مقابلات و حوارات
    


هو_ في علم نفس الإنسان هناك مفاهيم تتعلق بقدرة الإنسان على التكيف والتكييف تعتمد على دور الغريزة في بناء هذه المنظومة، السؤال هل العقل له قدرة على ضبط حركة الغرائز أم أنه يتعامل معها على أنها تكوينات طبيعية يجب أن تعمل بحدودها المجردة؟
أنا_ الغرائز كمنظومة حسية ذاتية لها دور في بناء قوة النفس (الأنا) بأعتباره جزء من الموضوع الأساسي الذي يظهرها، فبالتالي هي تخضع لقوة وسلطان العقل بالقدر الذي يظهر فيه فاعلا ومؤثرا، ولو ترك العقل هذه القوى الغرائزية تعمل بطبيعتها يعني تخلى عن دوره الضابط في بناء منظومة الذات، لذا فكل تصرف عفوي تلقائي أو منتخب عقليا يحمل بصمة ما من قوة العقل.
هو_ أرى أن تحميل العقل مسئولية تقويم الذات وهو كما تقول جزء منها يتنافى مع الكثير من المظاهر التي درسها علماء النفس وخاصة المدرسة الفرويدية عن دورها في حياة الإنسان.
أنا_ في نظري الشخصي أن مشكلة المدرسة الفرويدية بنيت نظامها النظري على جانب أحادي من جوانب الذات وخلطت بشكل غير متقصد بينها النفس الحسية، وهذا ما أستدعى الجيل اللاحق من منظريها على محاولة ردم هذه الهوة وتعديل بعض أشاراتها، الإنسان بالطبع ليس مجموعة قوى مستقلة الواحدة عن الأخرى ولا رابط بينهما، بل هو شبكة علاقات متكاملة ومتشاركة أثرة ومؤثرة في بناء الشخصية الفردية، هنا علينا أن نفهم الإنسان من خلال هذه الشبكة وأن لا نركز في الدراسة على ظواهر جزئية ونعط نتائج كلية.
هو_ هل هذا نقد للفرويدية بأعتبارها مدرسة غير كاملة؟
أنا_ نعم قد تكون ملاحظة نقدية جزئية ولا أحد ينكر أن للمدرسة دور مهم في محاولة فهم الإنسان والدليل أنها تطورت وتشعبت وتقريبا اليوم مفاهيمها أكثر قربا للرؤية العلمية من مفاهيم فرويد نفسه.
هو_ بالتأكيد عندما تمتلك نظرية ما أساس علمي يمكنها أن تتطور، سؤالي الآن يدور حول ما يعرف بمناهج ومدارس تطوير الذات، هل هي مدارس توجه للعقل تحديدا أما للذات كما صورتها بقواها الثلاث؟
أنا_ بالتأكيد عندما نريد تطوير الذات وتنشيط قدراتها على الإيجابية لا بد أن توجه المدارس المهتمة بهذا الجانب إلى كل القوى الفاعلة في صنع ذات الإنسان، العقل أولا من خلال إعادة بناء مفاهيمه وتنشيط نظام العمل فيه، وللنفس من خلال تطويعها للإنصياع للمنهج العقلي الذي سينمو ويكبر في تعامله مع الواقع، وللروح التي قلنا هي القوة الطاقوية التي تمنح العقل والنفس والبدن الجسدي على الديمومة والنماء، هنا لا بد أن يركز المنهج التطوري أيضا على مناهج رياضية روحية تزيد من الطاقة الإيجابية للروح وهذاما أجده ينقص الكثير من هذه المناهج.
هو_ إذا نستطيع القول أنك مع مدارس ومناهج تطوير الذات وتراها ضرورية؟
أنا_ نعم من الضروري جدا أن نعمد لبناء الشخصية الفردية عبر مناهج علمية وعملية لأن كل أضافة تطويرية سواء في مفردات التعامل أو في أليات التطوير تصب في تنمية الجانب الإيجابي الفردي، وهذا يعزز من دور الإنسان داخل المجتمع، ولكن أرى الآن الكثير من هذه المحاولات إلا ما ندر منها تتحول إلى عمل تجاري أو أعلامي قد يضر ولا ينفع لأنها محاولات مبسترة غير متقيدة بالعلمية المنهجية لا في المقدمات التي تطرحها ولا في النتائج الملموسة وخاصة في مجتمعاتنا، وهذا لا يعني رفضا تاما لها بل دعوة حقيقية لتطويرها وتنميتها لتأخذ بعدها المعرفي الحقيقي.
هو_ ما رأيك في الشعار الذي يقول التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، وهل تراه بمدى أخر أنه التعليم في الكبر لا ينتج تعليم حقيقي؟
أنا_ إن من أخطر وأهم مراحل بناء الإنسان هي فترة الطفولة لتعلقها أولا ببناء الشخصية المستقبلية أولا ولأنها تزرع أنساقا مضمرة غير التي نشاهدها كظواهر في حياة الفرد، التعليم في الصغر هو إعادة تشكيل للبنية العقلية الطبيعية التي هي مهيأة بالقوة للتطور والتحديث، وهذا يتوقف على طريقة التنشئة والتربية الأولى، كلما أجدنا بناء النظام التربوي وأحطناه بالدوافع البعيدة والعميقة والبواعث الأخلاقية التي تجعل من تحصيل العلم غاية وليس وسيلة، نكون قد نجحنا أصلا في بناء مجتمع متعلم، إذا التعليم في الصغر هو الأساس الذي يعط شكل المجتمع لاحقا ويثمر قيم وأخلاقيات جيل قادم سيستمر في التطور ولا ينقطع لمجرد أننا خرجنا من مرحلة (الصغر) بل العلم لا يعرف عمرا ولا يتحدد بأطار زمني، ولكن المشكلة أننا كلما كبرنا قلت المساحة المتاحة للتعلم وإنشغلت مدركات الإنسات المسئولة عن التعلم والتعليم بقضايا أخرى تشوش على العقل وتشغله، لذا فالإنطباع السائد بعدم فائدة التعلم بالكبر خاطئ مع أفتراض أن العقل لا يمكنه أن يتعلم في حدود مرحلة الكبر.
هو_ سؤال أخير قد يعطينا فكرة أكثر عن الذات والنفس والأنا، التغيرات الطبيعية في شخصية الإنسان تجري وفق قانون وقواعد أم أنها تغيرات تخضع لقوة المؤثرات الخارجية؟
أنا_ عندما نؤمن مثلا بأن المؤثرات الخارجية معزولة عن قواعد التأثير والتأثر الذاتية نكون قد خالفنا الحقيقية، الإنسان ككائن متغير ومتطور وقابل لأن يتكييف مع الخارج والداخل إنما يخضع لذلك وفق معادلات وأليات وطرائق محددة، لا يمكن أن أي تغير في الشخصية الفردية عشوائي، ولا يمكن أن يخضع أيضا لضوابط صارمة لا تقبل الأستثناءات ولا تتأثر بالظروف الحولية، الإنسان كائن حساس ومرهف ولكنه أيضا عاقل وأخلاقي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مسروق ح1
- قراءة في ملامح القادم العراقي سياسيا
- النخبة الفكرية والأجتماعية وإشكالية الحركة في مجتمعات ما بعد ...
- سؤال ال (أي)
- عندما نتكلم عن علي في ذكرى ميلاده
- هل ينبغي أن نحاكم تأريخنا أم نحاكم العقل الديني؟.
- أسلمة الإرهاب أم ترهيب الإسلام.
- ألووووووووووو أيها العربي ... كيف تسمعني .... أجب
- العدوان الأمريكي على القواعد الجوية السورية وحقائق السياسة ا ...
- عالم علماني .... عالم أخلاقي
- هل لدينا عملية سياسية وهل لدينا سياسيون؟
- وكلاء الله أم متوكلين عنه؟
- الهوية ومفهوم التشكيل والتحديث
- في الذكرى الرابعة عشر ليوم التاسع من نيسان. رسالة إلى من لا ...
- في نقد التجربة الديمقراطية في العراق
- أفكار هادئة 2
- أفكار هادئة
- المهدوية بين الأنتظار والخلق الذاتي لها
- حكاية الغنج البغدادي
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عباس علي العلي - حوار مسروق ح2