أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد محمد عبدو - هل للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره؟














المزيد.....

هل للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره؟


احمد محمد عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 11:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره؟

إن مفهوم حق تقرير المصير له ابعاد سياسية وقانونية مُلزِمة تطورّت مع تطور المكانة القانونية للمفهوم ضمن مواثيق ومقررات الأمم المتحدة، بناءً على تجارب الشعوب والأمم المختلفة في تقرير إنتمائها، ومركزها السياسي، وشكل نظام الحكم لها. لذلك أرتيأنا أن نعرض في هذه المقالة حق تقرير المصير للكورد من المنظور التاريخي والسياسي والقانوني.
حق تقرير المصيربالإنجليزية self-determination)) هو مصطلح في القانون الدولي يعني منح الشعب أو السكان المحليين إمكانية أن يقرروا شكل السلطة التي يريدونها وطريقة تحقيقها بشكل حر وبدون تدخل خارجي. بدأ تبلور حق تقرير المصير كرد فعل ثوري ضد مفهوم الحق الإلهي الذي ساد أنظمة الحكم الملكية في العصور الوسطى . ثم تطور مفهوم "السلطة" واصبح يكمن في الشعب، وارادته. جاء بيان الاستقلال الأمريكي في 1776، كأول تجربة وضعت الأفكار النظرية في حق تقرير المصير حيز التنفيذ سياسياً للتخلص من الأستعمار البريطاني.
كانت الحربان العالميتان الأولى والثانية بمثابة أحداث تأريخية أثرت في تطوير النظام السياسي الدولي، ووضع تجسيد جديد لحقوق الشعوب. حيث ابرمت اتفاقية سايكس بيكو عام (1916م) بتقسيم كوردستان بين اربعة دول، وهذا جعل المشكلة الكوردية اكثر تعقيدا. لذلك تحرك الكورد لإيصال صوتهم إلى مؤتمر الصلح في باريس عام (1919م) على امل ان ينالوا حقوقهم المشروعة، ولا سيما بعدما قدم الرئيس الامريكي ودرو ويلسن وثيقة مكوّنة من اربع عشرة نقطة . عبر التاريخ كانت هنالك محاولات لحل المشكلة الكوردية, حيث ابرمت معاهدة سيفر (1920)، مؤتمر لندن (1912) و ثم معاهدة لوزان (1932) ولكن هذه المحاولات كانت فقط حبر على ورق, وهذا بدوره كان قوة دافعة للحركة القومية الكوردية. برغم تلك التحديات كانت هنالك ايضا محاولات فاشلة لتاسيس كيان مستقل للكورد في العراق منها ثورة الشيخ محمود الحفيد(1919م) و ثم نصبه كملك لكوردستان(1922م). في نفس العام اندلعت ثورة الشيخ عبد السلام البارزاني. ثم شارك البارزانيون في تاسيس جمهورية مهاباد في ايران بزعامة القاضي محمد و لكن انتهت لفترة قصيرة بسبب التدخلات الاقليمية و الدولية انذاك. بعد ثورة عام 1958 البعثيون نجحوا في خلق فجوة بين الكورد( بزعامة ملا مصطفى البارزاني ) و حكومة عبد الكريم قاسم. ايضا الإدراج القانوني لحق تقرير المصير في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي عُقِد لتأسيس الأمم المتحدة. واخيراً جاءت حقبة التسعينيات من القرن الماضي، لتبلور تنفيذ الاعتراف الدولي بهذا الحق بشكل اكبر، بعد تفكك دول الاتحاد السوفيتي، مما أدى الى إعلان القوميات المختلفة إستقلالها، حيث تم اعلان استقلال استونيا ولاتفيا وليتوانيا استقلالا تاما، وانقسمت يوغسلافيا السابقة الى سبع دول: صربيا، وكرواتيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا وسلوفانيا والجبل الاسود، وكوسوفو.
هنالك اتجاهات تفسر هذا الحق بشكل ضيق متذرعين بأن حق تقرير المصير يؤدي الى الحروب والنزاعات والفوضى على الصعيد الداخلي والدولي , ولكن قد رأينا كيف أن حرمان الشعب الكوردي من حق تقرير مصيره أدى الى تعرضه الى سياسات قمعية و مشاكل تمثلت في حملات الإنفال و والتعريب من قبل النظام البعثي، و المشكلة الامنية المتمثلة بالتهجير و الابادة للاقليات من قبل داعش، ايضا المشكلة الاقتصادية والسياسية بين بغداد و الاقليم بعد 2003، و كل هذه المشاكل هي نتيجة لسوء ادارة الحكم في العراق، وبالمقابل هنالك تقارب اقليمي و دولي مع اقليم كوردستان على الصعيد الاقتصادي و الامني و السياسي. هنا يمكن القول بان التضحية بحق الشعب الكوردي هو سبباً لكل المشاكل التاريخية و الحاضرة و المستقبلية، فإذا نال الشعب الكوردي حقه في تقرير مصيره، فلن يكون هناك مبرر للافتراض بأن العنف والفوضى سيعقب ذلك.
يجمع غالبية الأعضاء في الأمم المتحدة، على ممارسة حق تقرير المصير بالوسائل السلمية والديمقراطية المعترف بها مثل الاقتراع العام والاستفتاء كحق دستوري من جهة، ومتفق عليها في القانون الدولي من جهة أخرى، وهذا ما أكدت عليه الجمعية العامة و لجنة حقوق الإنسان. حيث تم إستخدام الأستفتاء والإقتراع العام في حالة السودان، وموريتانيا، وغينيا، والهند و نيجيريا. الدستور العراقي ينص ايضا في المادة (5) بان "السيادة للقانون، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها، يمارسها بالاقتراع السري العام المباشر وعبر مؤسساته الدستورية". هنا يقر الدستور بان حق تقرير المصير مؤسس على أن الشعب هو مصدر السلطات وشرعيتها، أي أن نتائج اي إستفتاء، ستكون مبنية على شرعية سلطة الشعب في الاختيار وتقرير مصيره.
بعد فشل تجربة النظام الفدرالي في العراق، لابد من فسح المجال أمام شعب إقليم كوردستان لتقرير مصيره، من خلال الوسائل السلمية و الديمقراطية. ان العرف الدولي و القانون الدولي و الدستور العراقي لايقفون بالضد من ممارسة الكورد هذا الحق، كما ولإقليم كوردستان الحق في إجراء إستفتاء شعبي عام للانفصال عن العراق اقتصاديا و سياسيا لكي يحمي نفسه من التعرض الى الظلم، والتهجير، الجينوسايد مجدداً.



#احمد_محمد_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد محمد عبدو - هل للشعب الكوردي الحق في تقرير مصيره؟