أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - إيران واللعبة الخطرة















المزيد.....

إيران واللعبة الخطرة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن حكام طهران لم يتعلموا الدرس مما آل إليه نظام الطاغية صدام حسين عندما ركب رأسه ، وهاجم الكويت واحتلها ، وأعلن ضمها للعراق ، ورغم كل النصائح التي قدمت له من دول وأطراف عديدة للإنسحاب من الكويت فقد بقي مصراً على التشبث في البقاء فيها متباهياً بقوة جيشه ، وقدرته على التصدي على الرغم من تواصل نزول القوات الأمريكية وحلفائها في السعودية استعداداً لتحرير الكويت .
وحكام إيران اليوم يعلنون عن تحديهم للمجتمع الدولي واللجنة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن ، ويتجاهلون توقيعهم على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية ، ويواصلون نشاطهم سراً وعلناً للوصول إلى تخصيب اليورانيوم المستخدم في صناعة القنبلة النووية على الرغم من محاولاتهم البائسة لإخفاء هذا الهدف متذرعين بالاستخدام السلمي للطاقة النووية .
وفي محاولة من حكام طهران لخلط الأوراق ، ومحاولة إشغال العالم عن المخططات الإيرانية يمارس الرئيس أحمدي نجاد السير على حافة الهاوية في صراعه مع الولايات المتحدة والدول الغربية التي باتت مقتنعة بطموحات حكام طهران في الحصول على السلاح النووي .
وفي محاولة لمقاومة الضغوط الدولية اعتقد حكام طهران أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم من خلال تدخلها السافر في الشأن العراقي في محاولة للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإجبارها في نهاية الأمر على سحب قواتها من العراق ، وإبعادها عن حدودها الغربية ، ومن خلال التهديدات الفارغة بإزالة إسرائيل من الخارطة وهي التي تمثل خط أمريكا الهجومي الأول لحماية مصالحها النفطية في المنطقة ، وان صدام حسين قد سبقه إلى توجيه التهديدات بضرب إسرائيل بالسلاح [الكيماوي المزدوج] عام 1990 فكانت النتيجة حرب الخليج الثانية التي انتهت باندحار قوات النظام الصدامي وفرض الحصار الاقتصادي على الشعب العراق ، والذي دام 13 عاماً وأوصل الشعب العرقي إلى أدنى درجات الفقر والذل .
وسارع الرئيس أحمدي نجاد إلى الالتقاء في دمشق بالرئيس السوري بشار الأسد للتأكيد على وحدة المصير بين إيران وسوريا!! ، وتفعيل الحلف غير المعلن بين البلدين في وقت تواجه فيه سوريا المجتمع الدولي فيما يخص جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ، الذي تشير التحقيقات التي أجراها المحقق الدولي ميلتس إلى أيدي المخابرات السورية في تدبيرها ، مما أوقع حكام سوريا في مأزق لا يمكن الخروج منه ، فحق على النظامين الإيراني والسوري المثل العراقي المشهور [ عصفور كفل زرزور واثنينهم طيارة ].
ولم يكتفِ الرئيس الإيراني بلقاء بشار الأسد وحده ، بل عمد إلى الالتقاء بقيادات عشرة فصائل فلسطينية تتخذ من دمشق مقراً لها في تظاهرة بلهاء لن تجلب له ولحكومته ولمستقبل القضية الفلسطينية غير المزيد من الأخطار حيث يجري قادة الدول الغربية تقييماً دقيقاً لكل التحركات الإيرانية في المنطقة .
وتدرك الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن امتلاك دولة كإيران يقودها نظام ديني متزمت للسلاح النووي يشكل أكبر الأخطار على مصالحها في منطقة الخليج بشكل خاص ، وعلى العالم بوجه عام ، حيث تعتبر الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أن منطقة الخليج تشكل شريان الحياة بالنسبة لها حيث مكامن البترول الذي لا يمكن الاستغناء عنه لتدوير عجلة الاقتصاد لهذه الدول بوجه خاص وللعالم بوجه عام .
ولقد سبق للولايات المتحدة أن أكدت على لسان رئيسها السابق جيمي كارتر والذي أصدر ما دعي آنذاك ب [ مبدأ كارتر ] في 23 كانون الثاني 1980 والذي حذر فيه من أية محاولة للهيمنة على المنطقة وجاء فيه :
[ إن أي محاولة من جانب أي قوى للحصول على مركز سيطرة في منطقة الخليج سوف يعتبر في نظر الولايات المتحدة كهجوم على المصالح الحيوية بالنسبة لها ، وسوف يتم الرد بكل الوسائل بما فيها القوة العسكرية النووية] .
كان بطبيعة الحال هذا التهديد موجهاً ليس لإيران نفسها بل للاتحاد السوفيتي آنذاك ، وقيل أن هناك اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يعتبر الخليج خطاً احمر لا يمكن تجاوزه دون نشوب صراع مسلح تستخدم فيه كافة الأسلحة بما فيها السلاح النووي .
وعندما شعرت الولايات المتحدة بأن حكام إيران الذين تولوا الحكم بعد سقوط الشاه ، بدعم من الغرب نفسه ، الذي قام بنقل الإمام الخميني من باريس إلى طهران لتولي قيادة البلاد ، بمطامح النظام الإيراني في الامتداد في المنطقة من خلال استغلال الدين ، سارعت إلى حليفها صدام الذي دعمته لانتزاع السلطة من أحمد حسن البكر عام 1978 طالبة منه مهاجمة إيران قبل أن يستفحل الخطر، وقام صدام بالمهمة التي ظنها ستكون نزهة لا تتجاوز الشهرين ، لكن الولايات المتحدة كانت قد خططت لهذه الحرب أن تستمر أطول مدة ممكنة ، وهذا ما أكده وزير خارجية الولايات المتحدة ومنظرها الاستراتيجي [ هنري كيسنجر ] حيث جاء في مذكراته عن تلك الحرب قائلاً :
[ أنها الحرب التي أردناها أن تستمر أطول مدة ممكنة ، ولا يخرج منها احد منتصراً] .
وهكذا استمرت الحرب ثمان سنوات عجاف كانت الولايات المتحدة تمد خلالها الطرفين بالسلاح والمعلومات عبر الأقمار الصناعية التجسسية كي يستمر سعير الحرب التي جاءت على الأخضر واليابس ، ودمرت اقتصاد البلدين وأزهقت أرواح ما يزيد على مليون قتيل من الجانبين ، ناهيك عن مئات الألوف من المعوقين ومثلهم من الأيتام والأرامل ، ولم تقدم الولايات المتحدة على وقفها إلا بعد أن تحولت تلك الحرب إلى [ حرب الناقلات النفطية ] وأصبح وصول النفط مهدداً ، عند ذلك تقدمت الولايات المتحدة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن لوقف القتال بين الطرفين .
إن حكام طهران يلعبون لعبة خطرة لا يمكن أن يخرجوا منها بسلام إذا ما استمروا بسياسة حافة الهاوية ، واستمروا على تحديهم للمجتمع الدولي ، وسعيهم لامتلاك السلاح النووي ، وهم يدركون أن إيران مطوقة من جميع جهاتها بالجيوش الأمريكية وحلفائها ،وأنهم بلا أدنى شك لن يتركوها وشأنها .
أن حكام طهران يقامرون بحياة شعوبهم متجاهلين ما حل بالعراق بسبب رعونة نظام صدام حسين ، وخير لهم أن يعيدوا حساباتهم ويصرفوا النظر عن أحلامهم بامتلاك السلاح النووي ، والانصراف إلى توجيه ثروات البلاد إلى رفع مستوى حياة شعوبهم المتدنية نحو الحضيض بدل توجيهها للحروب والخراب والدمار .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته
- مبروك لمنبر الحوار المتمدن عيده الرابع
- الانتخابات العراقية المرتقبة وخيارات الشعب
- الإرهاب واحد سنياً كالن أم شيعياً ولا حل لأزمة العراق غير ال ...
- المشاكل والاضطرابات الشخصية التي تجابه أبناءنا
- حارث الضاري ومؤتمر الوفاق
- مقترحات من أجل قانون دولي لمكافحة الإرهاب
- الأشقاء العرب وجرائم الإرهابيين في العراق والأردن
- َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟
- هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حس ...
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية
- مستقبل الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي
- حكام سوريا والحسابات الخاطئة
- الحكومة العراقية والتدخل الإيراني المكشوف
- ماهي حقيقة أزمة الفرطوسي والجنديين البريطانيين في البصرة ؟


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد الحمداني - إيران واللعبة الخطرة