أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم إبراهيم - الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *















المزيد.....



الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *


أكرم إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1440 - 2006 / 1 / 24 - 10:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


على مقربة من جرافة يقوم مستوطن بفرم أغصان زيتونة وهو يدور حولها في حالة من الوجد ، في حين كان صاحبها محجوزاً من الجنود يضرب على رأسه ويصرخ ملتاعاً : الزيتون ... الزيتون .
لو كان قطع الزيتونة من متطلبات الكيان فقط لقامت بقطعها جهة رسمية ، لكن دور الجهة الرسمية كان حماية صلاة المستوطن ، فلقد أُمر بقطع كل شجرة طيبة يملكها الفلسطينيون . ولقد راح ضحية هذه الصلاة ، من أشجار الزيتون وحدها مليون شجرة ، وذلك على مرأى من وسائل الإعلام.
بالطبع لا يمكن أن يدخل كل هذا التخريب للمزارع والمداجن والآبار ، وكل هذا التجريف للأرض وتدمير المنشآت الحرفية والصناعية ، وكل هذا القتل للأطفال والتدمير للبيوت ، لا يمكن أن يدخل ضمن مقتضيات الأمن ، كما أن الأمن ليس مبرراً لارتكاب هذه الجرائم . لذا لا بد من النظر في دور العقيدة ، وفي هدف تقويض أسس حياة الفلسطينيين من أجل دفعهم للهجرة ، وبعبارة قادة الكيان : استكمال حرب 1948 .
إذاً إسرائيل لا تولي اهتماماً لوسائل الإعلام ، بل كثيراً ما تعرض الصحفيون للإهانة والقتل . فهي منصرفة إلى تكريس الحقائق لأنها وحدها ما يمكث في الأرض .
نحن على النقيض من ذلك ، فأثناء نقل المقاومين الذين اعتصموا في كنيسة القيامة تمهيداً لترحيلهم ، أطلق أحدهم الرصاص من نافذة الحافلة ، فاستنكر أحد المواطنين هذا العمل على أساس أنه قد يرضينا لكنه لا يرضي الرأي العام ( الغربي ).
لقد أصبحنا نضبط تفكيرنا على إيقاع الرأي العام في الغرب الاستعماري . يحدث هذا لكثرة ما ردد هذا المطلب أناس غالباً ما يكونون سيّئي النوايا ، طامعين بامتلاك العالم وخسارة أنفسهم. وهم بذلك يدفعوننا إلى السلبية والخمول والإحساس بالدونية والعجز . وهذه صفات لا تجلب الاحترام والتأييد ، وبالتالي البحث عنهما بهذه الطريقة مخادع وضار.
من الحقائق أن :
1ـ السفن التي نقلت بيانات الثورة الفرنسية عن الحرية والمساواة والإخاء ، هي نفسها التي نقلت ، وبنفس الرحلات ، الزنوج العبيد إلى أمريكا .
2ـ عندما أهدى أحد الفنانين الفرنسيين تمثال الحرية المعروف إلى أمريكا ، كان استغلال العبيد ما يزال على أشده فيها.
3ـ يقال من داخل المجتمعات الغربية أن فيها من يتمنى هجرة اليهود. ومنهم من يعتبر " منح " فلسطين لليهود غسلاً لعقدة الذنب الناتجة عن اضطهادهم لهم ، فهم يعتقدون أننا من ممتلكاتهم .
4 ـ الأوروبي ليس من جنس الملائكة ، فهو ذو مصالح أنانية وإرث استعماري لم يتخلص منه ، يقبل برضا الرشوة التي تقدمها حكومته من لحم أكتافنا . لذا لا يجب أن نتوقع منه معاداة إسرائيل الحارس الأمين لمصالحه .
5ـ الاستطلاع الذي أظهر أن 59% من الأوروبيين يعتبرون إسرائيل أكبر تهديد للسلم العالمي كان سرياً. ويقال أنه لو كان علنياً لما كانت هذه النتيجة ، فالأوروبي لديه مخاوفه وأساطيره ومحرماته ، وأحياناً تكون هذه المحرمات بالقانون كحال روجيه غارودي .
6ـ الأهم أن الرأي العام صناعة أصحاب الاحتكارات . لذا يشيع عندنا وهم أن الحركة الصهيونية تسيطر على وسائل الإعلام .
كل هذا يجعل المنافسة هنا شبه مستحيلة. هي ليست دعوة إلى الانسحاب من هذه الساحة ، لكن للتنبيه إلى أن الذين يتذرعون بالرأي العام هم غالباً سيّئو النوايا . وهي دعوة للاهتمام بما يمكث في الأرض ويجعل المستوطن في فلسطين يراجع حساباته باستمرار ، وإلى جعل خسارة الغربي من إسرائيل أكبر من ربحه ، ولعل مقاطعة المنتجات الأمريكية والبريطانية خطوة في الاتجاه الصحيح . وهي دعوة إلى سؤال أنفسنا : ماذا يفيدنا امتلاك الرأي العام مع خسارتنا أنفسنا ؟
* * *
إن كان لنا دور في هذا المجال فهو التزام خطاب يستنهض تياراً ديمقراطياً في إسرائيل وخارجها . وقبل هذا يستنهضنا نحن ، فشعار الدولة مضلل ويدعو للتراخي لأن الدولة لم تعد ذات بريق .
لكن الأمثلة كثيرة عن دور نخبنا في تدمير وعينا وفطرتنا ؛ فنحن عندما نسمع كلمة "مستوطنون" يتبادر إلى ذهننا مستوطنو الضفة والقطاع ، وكأن الآخرين من صلب نسيج المنطقة. وعندما نسمع تعبير الأراضي الفلسطينية المحتلة تتبادر الضفة والقطاع ، وكأن أراضي 48 كانت أرضاً بلا شعب . ونشكو من سياسة إسرائيل العدوانية ، وليس من نشوء إسرائيل على أنقاض الحقوق الطبيعية السابقة لكل شرع .
لقد وصل الأمر إلى حد الحديث عن جدار الفصل والضم العنصري باعتباره " يكرس الاحتلال ويدمر فلسطين " ، وعن " انسحاب إسرائيل من كل وجميع وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وحتى خطوط الرابع من حزيران " . وهو تزوير منا نحن أصحاب القضية ، ففلسطين ليست أراضي 67 فقط . وهي مفارقة أنتجتها ثقافة الدولة والتسوية والهزيمة والضعف . والإنسان عندما يهزم من الداخل ينتج ضعفه ومآسيه أبعد من صعيدي الوعي والإعلام ؛ فشعار الدولة بديلاً عن العودة ينشئ التعارض بين مصالح مكونات الشعب الفلسطيني ( الداخل وعام 67 والشتات ) ، كما أنه يعرض هذه المكونات إلى مخاطر جدية ، كل منها مع محيطها أو مع ذاتها. أما قيام الدولة فسيكون كارثة على هذا الشعب كله ويزيد منعة إسرائيل .
نخبنا تزيف وعينا دون مقابل ودون إكراه ودون أن يندرج هذا في إطار حل سياسي . والتسوية أصلاً ، مهما كانت ، لا تتطلب تغييب الحقائق أو تزييفها. والنخبة بهذا تضلل الآخرين ، بل تكبح عمل نواة الاتجاه الديمقراطي في الغرب أو بين المستوطنين. وكان حري بالنخب العربية بدلاً من دورها هذا أن تختبر مصداقية منظمات حقوق الإنسان في الغرب أو المنظمات الدولية عبر محاكمة نخب المستوطنين التي تتبجح بجرائمها ، وتعلن نواياها في استكمال حرب 1948، أي ممارسة التطهير العرقي قتلاً وتهجيراً . فهي تعقد لهذا المؤتمرات ، وتعلن نتائج ومداولات هذه المؤتمرات دون حذر مع أن مجرد الإعلان جريمة .
تحول الصراع إلى نزاع على الضفة والقطاع يعني أننا نعتبر فلسطين هي الضفة والقطاع فقط ، وأن الصهاينة يعتبرونها جزءاً من أرض أجدادهم . وهي مفارقة عجيبة نتيجتها كنتيجة النزاع بين امرأتين على أمومة ولد اقترح القاضي قسمته .
* * *
نشرت الحرية في عددها ذي الرقم 958مقالاً لأبراهام بورغ تحت عنوان : بيان نعي " الثورة الصهيونية "!. ومما قدمت به المقالة ما يلي : كثرت في الآونة الأخيرة أصوات المفكرين التي تنعى الصهيونية لينضم إليهم النائب العمالي أبراهام بورغ ، الرئيس السابق للكنيست وللوكالة اليهودية . إلا أن بورغ في نعيه يحمل المسؤولية للقيادة السياسية في الدولة العبرية ، ولفقدان الإحساس وروح التضامن داخل المجتمع الإسرائيلي ، ولتفشي الفساد داخل السلطة ؛ مبرئاً الصهيونية من نزعتها العنصرية الفاشية ، ومن كل السلوكيات القائمة على الأرض ..
طبيعة مقالي ، كما تعريف القارئ بأحد اتجاهات الفكر الصهيوني ، تملي علي عرض أهم ما قال ابراهام بورغ : كيف لنا أن نفاجأ عندما يقدمون على تفجير أنفسهم داخل أماكن التسلية والترويح الخاصة بنا نتيجة أن حياتهم هي مجرد ألم وعذاب ..؟.. وطالما بقيت فلسطين محبطة وبائسة لن نتمكن من التقدم خطوة واحدة إلى الأمام ..
وقت الوهم قد انتهى .. نعم ، إننا نعشق بلد أجدادنا برمته ، أجل ، بودنا لو تمكنا من العيش لوحدنا . ولكن هذا لا يفيد فللعرب كذلك أحلامهم . فلم يعد اليهود أكثرية ما بين النهر والبحر ، فالاحتفاظ بكل شيء دون دفع الثمن سيكون ضرباً من المستحيل.. كما أن من المستحيل إخضاع الأكثرية .. لا وجود للديمقراطية من دون تحقيق المساوات الكاملة مع العرب . ولا وجود للديمقراطية في ظل الاحتفاظ بالأراضي مع وجود أغلبية يهودية فقط داخل حدود الدولة العبرية .. هل أنتم راغبون في المجموع الكلي لأرض إسرائيل الكبرى ؟ حسناً ، تكونون بذلك قد تخليتم عن الديمقراطية . فلنعمل حينئذ على نظام فاعل للفصل العنصري ، ولمعسكرات اعتقال ولمدن ـ سجون : غيتو في قلقيلية وآخر في جنين .
هل تتطلعون لأغلبية يهودية ؟ فإما أن نعمل على تجميع العرب داخل عربات قطار ، أو على ظهور الجمال والحمير لهدف طردهم وإبعادهم . أو أن علينا الانفصال عنهم بشكل جذري فلا وجود لحلول وسط . وهذا يوجب العمل على تفكيك جميع المستوطنات وتعيين حدود دولية معترف بها ما بين الدولة العبرية والدولة القومية الفلسطينية . أما قانون العودة اليهودية فسيطبق فقط داخل حدود دولتنا ، وأما حقهم في العودة فيطبق فقط داخل حدود الدولة الفلسطينية . وفيما إذا كنتم تسعون لتحقيق الديمقراطية ، فإن أمامكم خيارين : إما التخلي عن حلم إسرائيل الكبرى بمجمله ، وعن المستوطنات وساكنيها ، أو أنكم تسمحون للجميع ، بما في ذلك العرب ، بالحصول على الجنسية ، بكل ما يترتب على ذلك من حقوق ، وفي مقدمتها حق التصويت في الانتخابات السياسية . وفي مثل هذا الوضع الأخير ، فإن أولئك الذين لا يرغبون بوجود العرب داخل الدولة الفلسطينية الجارة ، سيلتقونهم عند صناديق الاقتراع في عقر دارهم . وسيشكلون الأغلبية ونحن الأقلية ..
ما الذي يقوله بورغ ؟ ببساطة إنه يقول : أمران يدمران إسرائيل ؛ استمرار احتلال الضفة والقطاع مع استعباد سكانهما، أو ضمهما مع السكان . واستمرار الاحتلال سيقود حتماً إلى الأمر الثاني ؛ فلا بد من حل الدولتين على أن يحظى العرب في إسرائيل بالمساواة التامة . واضح أنه يتنازل بقلب مكسور من أجل الحفاظ على معزل خاص باليهود قابل للبقاء الآمن المستقر ، ما يؤمن المزيد من الهجرة اليهودية والازدهار الاقتصادي .
الديمغرافيا هي هاجس جميع الطيف السياسي في إسرائيل ، إنما الفرق في حدود التنازل الضروري للخلاص منه . هذا الهاجس كان خلف أعمال الطرد والإبادة التي تمت ، وخلف تشكيل مجلس الديمغرافيا بقرار من الحكومة الإسرائيلية عام 1967، وهو ذو أساس توراتي قديم وعنصري حديث.
إن المجتمع الصهيوني ينضج لحل من وحي هذا الهاجس ؛ فنحن نلحظ انزياح مواقف اليمين المتطرف باتجاه اليسار الصهيوني ، حتى عند ليكوديين متطرفين أمثال شارون وأولمرت ونتنياهو . فحتى وقت قريب كان شارون يقول بترحيل الفلسطينيين إلى الأردن ، ويحرض على الاستيطان في كل مكان من فلسطين من أجل فرض الأمر الواقع ، كما ودعا المستوطنين إلى عصيان أوامر الإخلاء ، وهاهو يكتشف استحالة الترحيل فيعمل جاهداً لاقتلاع المستوطنات من غزة ، وينشئ الجدار العازل حول المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في الضفة من أجل أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من الفلسطينيين. ويتجاوزه أولمرت** إلى حد التنازل عن معظم أراضي عام 67 بما في ذلك أحياء في أطراف القدس ، لأنه ـ حسب يوسي ساريد ـ أدرك بعد طول عناد أنه لا يمكن لشعب أن يستعبد شعباً آخر دون أن يتعرض للخطر. أما نتنياهو فيقول : لقد تحررنا من السيطرة على كل السكان الفلسطينيين أو على الأقل معظمهم . ولا أرى أي مخطط تسوية مستقبلي ، يشير إلى أن هناك عاقلاً في إسرائيل سيطمح للاحتفاظ بالفلسطينيين كمواطنين إسرائيليين أو كرعايا مستعبدين .
واضح أنه حتى عتاة اليمين يخشون استمرار السيطرة على سكان الضفة والقطاع . ومن هذا المنطلق عارض بعض الصهاينة الجدار العازل " لأنه لن يؤدي إلى الفصل بين الشعبين ، بل سيخلد الصلة المرضية بينهما ، صلة المحتل بشعب آخر يحتل أرضه من خلال إعاقة كل إمكانية لإقامة دولة فلسطينية حقيقية ، وستختفي تدريجياً فرصة إنهاء الاحتلال " . وبرأي الكاتب إن الجدار سيفعل ما فعلته المستوطنات ، أي عرقلة حل الدولتين وبالتالي الاتجاه الإجباري نحو حل الدولة ثنائية القومية ، ما يعني نهاية المشروع الصهيوني نهاية طبيعية .
لنعد إلى مقالة أبراهام بورغ : بعد ثلاثة أعداد ، أي في العدد 961 ، نشر كاتب سياسي سوري مقالاً بعنوان احتفالي هو :" تحية حب واحترام لأبطال إسرائيليين حقيقيين" مكرراً مشتقات كلمة بطل ست مرات في أقل من تسعة سطور. مما جاء في المقال ما يلي :
1ـ اجترح عدد من الإسرائيليين بطولات لم يسبقهم إليها أحد حتى الآن .
2 ـ يقف في طليعة هؤلاء الأبطال سبعة وعشرون طياراً إسرائيلياً اتفقوا على توقيع عريضة عبروا فيها عن رفضهم تنفيذ الأوامر العسكرية التي تنص على ضرب المواقع المدنية في الضفة والقطاع لأن " هذه العمليات غير قانونية وغير أخلاقية ".
3 ـ بطل سلاح الجو الإسرائيلي أعلن انضمامه إليهم .. فكتب رسالة قال فيها محافظاً على بطولته الحقيقية :أن سنوات الاحتلال الطويلة أفسدت أقساماً منا كشعب، وبددت الحدود بين الجيد والسيئ ، وبين المسموح به والمحظور .
4 ـ وقف قريبا من هؤلاء الأبطال حاييم هنغبي الذي كان نشيطاً في منظمة "ماتسبين" (اليسارية غير الصهيونية ) الذي استطاع الفكاك من شباك الصهيونية وطالب علناً وعلى رؤوس الأشهاد بدولة ثنائية القومية ..
5 ـ وليس بعيداً عن هؤلاء وأولئك وقف الذين رفضوا الخدمة العسكرية في الأراضي المحتلة ، ومن استقال من الجيش الإسرائيلي في هذه الفترة أو تلك ..
6 ـ ويقف في هذا الاتجاه أبراهام بورغ الرئيس السابق للكنيست وللوكالة اليهودية الذي دعا علناً ، قبل فترة وجيزة ، إلى إقامة المساواة التامة ما بين العرب والإسرائيليين في دولة ديمقراطية واحدة .
في هذه الأقوال ما يستنهض إلى التعليق.
1ـ حقاً إن المرء يجد نفسه مدفوعاً إلى المبالغة في حب وتقدير الأبطال الأخلاقيين في صفوف عدوه ، خاصة إذا ما شاع نقيضها في طرفه ، لكن أين هي البطولة في تلك المواقف التي استعرضها الكاتب إذا ما استثنينا حاييم هنغبي وميرون بنفنستي ؟!.
2ـ بأي معنى لم يسبق أحد إلى اجتراح مثل هذه البطولات ؟ لا شك أن في ذهن الكاتب أمراً لم نفهمه ، فلقد سبق إلى مثلها إسرائيليون وغير إسرائيليين، بل إن تكاليف هذه المواقف في إسرائيل هي الأقل ، لأنها لا تستطيع أن تتشدد مع المستوطنين كي لا يغادروا، ولأن التوراة لا تسمح بتجنيد غير الراغبين .
3 ـ ما هي البطولة الحقيقية التي حافظ عليها بطل سلاح الجو الإسرائيلي بواسطة أقواله ؟! وما هي البطولة الأخلاقية في أن يرفض عدواناً بدافع من مصلحة مجتمعه هو ؟!. هذا الذي حاز على شرف البطولة بما سفكه من دمنا ودمره من بيوتنا ومنشآتنا ظلماً وعدواناً من أجل معزله العنصري الذي أقيم على أنقاض وطن لشعب ، هذا " البطل " ، يتحدث عن الاحتلال ، فماذا يكون وجوده في أراضي 48 ما دام لم يفعل إلا أن كرر ما قاله أبراهام بورغ في مقالته ، بالمعنى مرة ، وبالحرف مرة أخرى ؟!.
4 ـ أما أبراهام بورغ ، الرئيس السابق للكنيست والوكالة اليهودية ، فلم يدع إلى إقامة المساواة التامة ما بين العرب والإسرائيليين في دولة ديمقراطية واحدة! إن ما قاله هو : احذروا هذا الاحتمال. وهو بسبب رعبه من هذا الاحتمال يدعو إلى التنازل عن أرض عام 67 للتخلص من العرب فيها ، بينما لا نجد هذا المستوى من الرهاب عند اليمين المتطرف ؛ إما لأنه يحلم بفرصة مناسبة للتهجير ، أو لأن الأرض تحظى عنده بمكانة أكبر من النقاء العرقي للكيان . ثم لنفرض أن الكاتب لم يفهم أولم يقرأ مقال بورغ ، بل سمع به ونقل عن القائل دون تدقيق ـ وهذا من شر البلية خاصة أن كون بورغ رئيساً سابقاً للكنيست وللوكالة اليهودية يدعو لعدم الاستعجال ـ فماذا نقول في اجتزائه أقوال " بطل " سلاح الجو الإسرائيلي ورفاقه ؟!
إن بصمة حزب العمل واضحة في كل هذه التحركات . لدي بيان موقع من خمسين ضابطاً وجندياً احتياطياً ، تحدثوا فيه عن القانون والأخلاق ، لكنهم ألحوا على التذكير بصهيونيتهم ، وتضحياتهم ، والتزامهم بالدفاع عن معزلهم العنصري ، وبخطر استمرار الاحتلال على هذا المعزل (الحرية 881 ) فأي قيمة تبقى بعد هذا للحديث عن الأخلاق ؟! بدلاً من هذا الترحيب غير المسبوق بمثل هذه المواقف ، كان على الكاتب أن يحذرنا من الانخداع بالحديث عن القمع والأخلاق ، من رجال يفخرون علناً وعلى رؤوس الأشهاد بصهيونيتهم وأدائهم الممتاز لمهام عدوانية ، في خدمة كيان تمنعه طبيعته العنصرية من الإقرار بحقوق الآخرين الطبيعية في العودة إلى ديارهم
5 ـ إن الكاتب يدرك متى يكون الموقف على أساس الفكر الصهيوني أو على أساس الأخلاق والعدالة والانفتاح ، فهو يقول عن حاييم هنغبي أنه ينتمي إلى اليسار غير الصهيوني ، لذا يقول علناً وعلى رؤوس الأشهاد ـ في الدولة الوحيدة في العالم التي لا يقال فيها شيء على الإطلاق إلا علناً وعلى رؤوس الأشهاد ـ بدولة ثنائية القومية على غرار ما حدث في جنوب أفريقيا ، وأن إسرائيل كيان ينافي روح العصر ولا يستطيع التخلص من طبيعته التوسعية . كما ينقل عن ميرون بنفنستي أنه اكتشف أن الفكرة الصهيونية مشوهة ، وأن العرب هم أصحاب البلاد ، وهي من دونهم أرض مخصية ، لذلك لا يستطيع أن يتصور نفسه يعيش فيها من دونهم ، فما الذي يجمع هذين البطلين الحقيقيين مع " بطل " سلاح الجو ورفاقه ، أو مع رئيس الكنيست والوكالة اليهودية ؟! فلماذا هذا العنوان الاحتفالي المليء بالحب والاحترام ؟! ولماذا استهل المقالة هذا الاستهلال الذي جعلنا نتوقع عجيبة من عجائب الدهر؟! ولماذا هذا الإلحاح المبتذل على كلمة بطل ومشتقاتها؟! ألأنهم يتحدثون مثله عن الأرض الفلسطينية المحتلة ؟! هم تحدوهم الغيرة على مستقبل معزلهم ، فما الذي يحدوه هو ، وأية رفقة هذه ؟! ولماذا لا يحذو ـ علناً وعلى رؤوس الأشهاد ـ حذو البطلين حاييم وميرون ؟!
الرجل كاتب في الموضوع الفلسطيني ، فلا يعقل أنه لم يفهم ما قرأ . ومع هذا يطلب أن ندبك ، أن ننزل على الركب ونشيل ، بسبب هذا الكنز الذي هبط علينا من السماء على شكل بطولات إسرائيلية جديرة بالحب والتقدير .
هذا المثقف السياسي ينبعث ويتجلى في قواعد مختلف الأحزاب رجلاً يرى أن قتل جنود إسرائيليين في أراضي 48 خطأ ، وهجرة اليهود إلى فلسطين هي من باب الحق في الانتقال والسفر ، والعمليات الاستشهادية إجرامية لأنها تودي بحياة أبرياء بينهم أطفال ، وأن وجود اليهود قديم في المنطقة ، أو أننا يجب أن نلتفت إلى قضايانا الداخلية ، أو أننا في أزمنة قديمة لسنا أقل إجراماً في حق الآخرين منهم في حقنا... ولا تنفع مطالبته بأن يضع نفسه مكان الفلسطيني قبل الحكم كما فعلت نائبة بريطانية ، أو كما فعل الفنان إسرائيلي المولد الذي رسم لوحة للاستشهادية هنادي جرادات واعتبرها مناضلة من أجل الحرية ، أو كمجلس الأمن الذي رفض ـ بما عليه ـ إدانة العمليات الاستشهادية ، وعلى الأقل كأبراهام بورغ . ولا ينفع تذكيره بأن كل إسرائيلي ما لم يقبل بحق العودة هو عنصري قاتل أو مشروع قاتل ، لا ينفع كل هذا لأن وجود إسرائيل أكثر من طبيعي في ذهنه .
شعار الدولة هو الثغرة التي يتسلل منها محبو البطولات شجعان السلام . هؤلاء الذين حولوا وجود إسرائيل إلى وجود طبيعي يمكن أن تحسدها عليه الدول العربية ، وليس مجرد أمر واقع وقاهر. ولقد سيطر خطاب هؤلاء حتى لا يكاد يفلت من أسره أحد ، وحتى بدا الخروج عليه شاذاً.
* * *
في محاورة تلفزيونية مع مدَعٍ غربي ، سأل مقدم البرنامج ـ الذي يصيب المستمع بعدوى صدقه وحماسه ـ سأل الرجل في محاولة لإفحامه : هل يسمح القانون الدولي باحتلال أرض الغير بالقوة ؟! وكان رد الرجل : نعم ، يسمح في حالات محددة ، فكان أن أفحم المذيع ولم يحر جواباً . وكان من المتوقع أن يتابع هجومه فيسأل : هل يسمح القانون الدولي بطرد شعب ومنع عودته لتقام دولة غرباء عنصرية على أرضه ؟! لكنه لم يفعل .
في محاورة أخرى بين وزيرة محترمة جاءت إلى السياسة من حقل العلم والثقافة وبين مدع آخر ، ذكّرت الوزيرة عدة مرات بممارسات إسرائيل ، من قتل الأطفال إلى تدمير البيوت وجرف المزروعات ، إلى رفض قرارات الشرعية الدولية ، وكان يقول في كل مرة تعود فيها إلى هذه النقطة : إن العرب يهدفون إلى تدمير دولة إسرائيل . وكان من المتوقع دائماً أن تذكّر أن إسرائيل قامت على أنقاض وطن لشعب ، وأن هذا الشعب يناضل من أجل حقه الطبيعي في العودة ، وأنه لا يجوز له كإنسان متحضر أن يدافع عن دولة تملي عليها طبيعتها إنكار حق طبيعي ، لكنها لم تفعل .
هذا أمر طبيعي في ظل تقدم ثقافة الدولة على ثقافة العودة ، لأن المشكلة مع شعار الدولة تبدأ بعدوان عام 67 وليس بقيام إسرائيل عام 48 . لهذا عندما نواجه " بتهمة " الرغبة في القضاء على إسرائيل يعترينا الارتباك والخجل ، ونفحم حتى لو كان المحاور مسفاً أو بلطجياً، فكل همنا أن نبرهن للآخرين أن إسرائيل تعتدي علينا . وإنه لمن المفارقة أن ينتابنا نحن الضحايا الإحساس بالإحراج والمطاردة من إسرائيل وأعوانها.
كثير من الدول تنشأ وتزول وتقسم وتدمج ، وكل هذا قد يكون مقبولاً وقد لا يكون ، فالدول ليست من الأمور الثابته أو الحقوق الطبيعية ، أما حق العودة فهو كذلك. حق الفلسطينيين بالعودة أولى من حق اليهود بدولة حتى لو امتلكوا هذا الحق ، فكيف إذا كانت هذه الدولة على حسابهم دون أساس من الحق ؟!.
إن شعار الدولة على العكس من شعار العودة يعتم على حقيقة طرد شعب بأكمله وعلى طبيعة إسرائيل وطبيعة الصراع معها.
* * *
اعتماد المقالة على وقائع من الحياة اليومية له ما يبرره ، فهو يبين نتائج الشعار على الأرض وليس كما خططت أذهان أصحابه . ومهما كان عدد الذين استشهدت بهم قليلاً ، فهو يكفي لقرع ناقوس الخطر .
من الأفضل أن نتنازل عن الدولة ، تنازلنا عن حق العودة أم لا . لأن المطالبة بحق المواطنة في الوطن ( الأسرلة ) أكثر تعرية للكيان ، وتجعل كسب ما يمكن كسبه من الرأي العام أقرب منالاً . وإنجاز هذا الهدف أفضل من قيام الدولة لمستقبل المنطقة عموما والفلسطينيين كلهم خاصة.
كان تجزيء القضية (دولة وعودة وتقرير مصير) ، عدا عن كونه تجزيئاً للشعب الفلسطيني ، طاقة لمرور التنازلات والميوعة السياسية. ومن الخير أن يتمسك فلسطينيو67 ، القوة الضاربة عربياً وفلسطينياً ، بكامل فلسطين عبر نضالهم من أجل المواطنة ، كي لا يتم تحييدهم ، أو وضعهم في مواجهة المكونات الأخرى ، مع فلسطينيي 48 مثلاً ، عبر الشعار الضار القائل بإزالة المستوطنات ، ما يعني إغراقهم ب400 ألف مستوطن وتهديدهم بالترحيل. نضالهم هذا هو ما يجعل حق العودة وإقفال المشروع نهائيا أقرب منالاً.
وهو متناقض مع ذاته إن لم يكن مؤشرا على ميول تنازلية. لأنه إذا كنا سنتمسك بالعودة فما أهمية الدولة عندما يراد للرأي العام وإرادة الدول أن يكونا سلاحنا الأمضى، إذ أن كلا الدولة والعودة حق لنا وفق الشرعية الدولية؟! والدولة في ظل المعطيات المتوفرة لن تكون إلا دولة مافيا، وإنجازها لن يكون إلا نتيجة توافق اتجاه في الحركة الصهيونية مع هذه المافيا؛ فمن الخطأ قيام الدولة سواء أنجزت العودة أم لا .
لقد أدى تجزيء القضية إلى اختزالها في شعار الدولة عملياً . لقد أوهمنا أنصارنا أن المشكلة هي في رفض إسرائيل "الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة" ، وأن القضية هي قضية دولة للفلسطينيين. لقد قمنا بدور إعلامي كان سيكلف الحركة الصهيونية وحلفاءها كثيراً من الجهد . فمن الواضح أن تنازلنا عن ، أو إضعاف حق العودة يؤدي إلى خسائر صافية ويمنع نشوء تيار ديمقراطي في إسرائيل وخارجها.
إن شعار الدولة يتآكل بعد أن أضعف شعار العودة ، فمن يتنازل عن جزء من حقه يتنازل عنه كله. نحن أصحاب سوابق ، تنازلنا عن القرار 181 الذي منحنا دولة على نصف فلسطين وقبلنا بـ 22% منها فقط ، ومن يفعلها مرة لا يستطيع أن يكبح نفسه ، وسننتهي إلى القبول بالفصل العنصري ، أي لاحتفاظ إسرائيل بالأرض وترك المسؤولية عن السكان .
لنكن متسامحين أمام الرأي العام ونتنازل عن كل حقوقنا عدا حق العودة . القوى الحية تراجع شعاراتها كل فترة ، فلقد جرت مياه كثيرة منذ عام 74 ، واليوم ، لا يعادل التنازل عن حق العودة خطورة سوى التمسك بالدولة .
* هذه المقالة توليفة لكتابات غير منشورة ما عدا القسم الأول نشر في قاسيون
** المصدر في هذا القسم ما لم يذكر هو مجلة الأرض ، عدد 2 شباط 2004
ملحق : عريضة ضباط وجنود إسرائيليين
نحن ضباط احتياط مقاتلون في جيش الدفاع الإسرائيلي ، ممن تربينا في حضن الصهيونية والتضحية والعطاء لشعب ودولة إسرائيل ، وخدمنا دوماً في الخط الأول ، وكنا الأوائل في تنفيذ كل مهمة ، سهلة كانت أم صعبة ، بغية الدفاع عن دولة إسرائيل وتعزيزها .
نحن ضباط وجنود مقاتلون خدمنا دولة إسرائيل على مدى أسابيع طويلة كل عام ، رغم الثمن الشخصي الباهظ، وكنا في خدمة الاحتياط في كل أرجاء المناطق وتلقينا أوامر وتعليمات لا تمت لأمن الدولة بأي صلة .
نحن الذين ندرك اليوم أن ثمن الاحتلال هو فقدان الطابع الإنساني للجيش الإسرائيلي وإفساد المجتمع الإسرائيلي برمته ، الذين نعرف أن المناطق ليست إسرائيل ، الذين رأينا بأعيننا ثمن الدم والنار الذي يجبيه الاحتلال ، نعلن بهذا أننا لن نشارك في حرب سلامة المستوطنات ، لن نواصل القتال خلف الخط الأخضر بهدف السيطرة والطرد والهدم والإغلاق والتصفية والتجويع والإهانة لشعب بكامله .
إننا نعلن بهذا أننا سنواصل الخدمة في الجيش الإسرائيلي ، في كل مهمة تخدم الدفاع عن دولة إسرائيل . أما مهمة الاحتلال والقمع فلا تخدم هذا الهدف ونحن لن نشارك فيها
الموقعون : 50 ضابطاً وجندياً قتالياً من الاحتياط . الحرية 881



#أكرم_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر آخر لحزب الشعب وشركائه
- قمة هرم أم مركز مثلث ؟!!
- قراءة في إعلان دمشق
- ليس خوفاً على السلطة بل خوفاً من حزب الشعب


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أكرم إبراهيم - الدولة والعودة : الجدل بين الشعار والممارسة والخطاب *