أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى















المزيد.....

تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5489 - 2017 / 4 / 12 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى
طلعت رضوان
هل دورمصرشرح (كيفية الوضوء) وتوزيعه على الدول الإسلامية؟
لماذا وصف أحد الشيوخ رجال الأزهربالقرود؟
نظرة مُـتأملة على تاريخ أنظمة الاستبداد- منذ العصورالوسطى حتى العصرالحديث- تــُـشيرإلى وجود علاقة وثيقة بين نظام الحكم ومؤسسة الكهنوت الدينى، حدث هذا فى أوروبا عندما كانت الكنائس شبه شريك فى الحكم، بمراعاة موافقة بل و(مباركة) البابا لتنصيب الملك. أما فى الدول الإسلامية فإنّ الأمرلم يكن يتطلب هذا الإجراء، بحكم (منظومة الخلافة الإسلامية)
وفى عام970م كان إنشاء جامع الأزهرفى الخلافة الفاطمية، والاسم مستمد من ابنة الرسول (فاطمة الزهراء) وزوجة على بن أبى طالب، فكان المذهب الشيعى. ولأنّ المسئولين عن إدارة الأزهرتابعون لسلطة الحكم، لذلك عندما حكم صلاح الدين الأيوبى وفرض المذهب السنى، لم يعترض أحد من الشيوخ. ومع بداية حكم السادات غيـّـرالأزهرجلده للمرة الثالثة بتبنيه الوهابية.
لذلك لم أفاجأ عندما قرأتُ قصيدة كتبها الشيخ حسن الحجازى (فى القرن12م) وصف فيها شيوخ الأزهرفقال ((الجامع الأزهرابتلاء/ رب له العزوالوجود/ بكل فظ قحف وطرف/ عليك بالبـِـشرلايجود/ قطعة صخرفيه/ الثقل واليبس والجمود/ تزويرهم شاع فى البرايا/ سيـّـان الأحراروالعبيد/ يا لذئاب ذوى ثياب/ بين دواب لها تبيد/ أبدلهم دهرنا قرودًا/ يا بئس دهرًا له قرود))
ولم أفاجأ عندما قرأتُ ماذكره الجبرتى من أنّ الأزهرأصدرستة بيانات بالترحيب بنابليون لأنه ((سيحمى الإسلام)) ولذلك فإنه أثناء ثورة القاهرة: نصح شيوخ الأزهرالثواربالتزام الهدوء والسكينة، ولكن الثوارلم يصغوا إليهم ومنعوهم من دخول الجامع (لجنة البيان العربى- عام1966- ج3- من ص26- 28)
وبعد قرارأتاتورك بإلغاء الخلافة العثمانية سعى رجال الأزهرلتنصيب الملك فؤاد (خليفة للمسلمين) وهوما كان يتمناه الملك، أى تقابلتْ رغبة الملك مع تملق ونفاق الأزهريين. كما أنّ الملك أصرّعلى الهيمنة على الأزهربالنص على ذلك فى دستور1923وأيـّـده الشيوخ فى ذلك. ولأنّ التيارالليبرالى اشتد عوده بعد ثورة شعبنا فى1919، فإنّ النائب أحمد عبدالغفارتقدم باقتراح بسن قانون يجعل منصب شيخ الأزهروالمفتى وكبارالشيوخ بالانتخاب. وقال ((إننا نتألم جميعـًـا ياحضرات النواب مما أصاب الأزهرمن مصائب بسبب كبارشيوخه. ومن تأثيرمرتباتهم التى تكاد تكون أشبه بالرشوة لهم. لذلك لانريد أنْ يكون الأزهرتحت إرادة أى إنسان أيا كان)) وأضاف ((لانريد أنْ يتدخل الأزهرفى السياسة فيفسدها. ولاتتدخل السياسة فى الأزهرفتفسده)) (مضبطة مجلس النواب- جلسة11/8/1926)
عندما قرأتُ هذا الكلام لواحد من (نخبة العشرينيات المحترمين) عن أنّ ((مرتبات شيوخ الأزهرأشبه بالرشوة) عقد ذهنى مقارنة بين ميزانية الأزهرفى ذاك الزمن، وميزانيته حاليًـا. فشيخ الأزهر((يتقاضى المرتب والبدلات المقررة لرئيس الوزراء. ويعامل معاملته من حيث المعاش)) (الجريدة الرسمية- عدد4فى25يناير79) لذلك كان من الطبيعى أنْ يكون شيخ الأزهرخاضعـًا للسلطة التنفيذية التى تمنحه راتبه وبدلاته وتنقلاته، وهوالمُـنفــّـذ لتوجهات رئاسة الجمهورية فى عقد المؤتمرات العديدة التى لاتعود بأية فائدة على أغلبية شعبنا، ولايقال فيها أى جديد عما كان يقال منذ قرون فى تمجيد الإسلام ((السمح الذى لايعرف العنف ولا التعصب..إلخ)) كما حدث فى آخرمؤتمربعنوان (الحرية والمواطنة) وعندما تأملتُ دعوات الحضور- سواء من مصرأومن خارجها- تساءلتُ كم تكلف هذا المؤتمر؟ الذى يـُـصرف عليه من ميزانية الأزهر. وهى الميزانية التى تخصصها وزارة المالية بعد تحصيل الضرائب من جموع أبناء شعبنا، وفى المقدمة منهم الذين يُـرغمون عليها بحكم أنها تـُـخصم من المنبع (فى حالة الموظفين) وحتى مع المثقفين الذين يتعاملون مع هيئات النشرالحكومية.
أردتُ أنْ أعرف حجم ميزانية الأزهر. دخلتُ على (النت) فلم يسعفنى. ذهبتُ إلى وزارة المالية (بمعونة صديق) عرّفنى على من لديه مجلد الموازنة، فرفض بأدب وقال كلمة واحدة (ممنوع) ولما سألت: لماذا ممنوع؟ كانت الإجابة بكلمة واحدة (تعليمات) فتأكــّـدتُ من تقريرمنظمة الشفافية الدولية (الفرع المصرى) بأنّ مصرفى مقدمة الدول فى القائمة السوداء حيث ((تداول المعلومات والاحصاءات الرسمية الصادرة عن مؤسسات الدولة))
فلماذا يعارض النظام المصرى حرية تداول المعلومات والاحصاءات الرسمية؟ وأليس هذا الموقف فيه الدليل القاطع الساطع على (تبديد أموال شعبنا) فى مؤتمرات ومهرجانات؟ بل إنّ هذا التبديد لأموال شعبنا يشمل الانفاق على غيرالمصريين لمجرد أنهم يعتنقون الإسلام، وذلك من خلال الكارثة التى ابتدعها عبدالناصرعندما أنشأ (مدينة ناصرللبعوث الإسلامية) التى استوعبتْ منذ بدايتها ((ثلاثة آلاف طالب (مسلم) أصبحوا فيما بعد ستة آلاف من الوافدين من أكثرمن 65دولة ((إسلامية يـُـقيمون على حساب مصرليعودوا إلى بلادهم دعاة للإسلام))
أليس ماحدث يجعل العقل الحريتساءل: هل هذا دور(دولة مدنية) أم (دولة دينية)؟ وإذا كانت مصرتفعل ذلك، فما الفرق بينها وبين السعودية؟ بل إنّ الأمروصل لدرجة إصدار(مجلة منبرالإسلام) باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية. وسلسلة كتب بعنوان (كتب إسلامية) بدأ صدورها فى فبراير1961وسلسلة أخرى تـُـرجمت إلى لغات شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتم تسجيل الأذان وكيفية الوضوء وتعليم الصلوات الخمس وترجمتها إلى (تسع لغات أجنبية) وبلغ مجموع ما تم توزيعه من مطبوعات باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية حتى عام1966مليون و400ألف مطبوع (المصدر: بيان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية- يوليو1965) ومع ملاحظة أننى لم أنقل كل ماجاء فى هذا البيان الكارثى الذى ورد تحت عنوان (إنجازات الثورة فى مجال الدين)
وذكرأ. محمد عبدالله عنان أنّ المعاهد الأزهرية تضم نحو44ألف طالب ((منهم نحوثلاثة آلاف من الطلبة الغرباء من مختلف الدول. وأنّ ميزانية الأزهربلغت سنة1958أكثرمن مليونيْن من الجنيهات)) وأنّ الأزهر- أنفق على البعثات الأزهرية خارج مصر(لنشرالإسلام) زهاء مائة ألف من الجنيهات (بسعرسنة58) وأضاف مندهشـًـا ((ومازالتْ أروقة الأزهرتأوى مئات من الطلاب الغرباء من مختلف الدول، ويقوم الأزهربإعانتهم)) (تاريخ الجامع الأزهر- مكتبة الأسرة- عام2012- ص68، 69، 309) برجاء ملاحظة أنّ رقم عدد طلبة المعاهد الأزهرية للعام الدراسى94/ 95وصل إلى مليون وستين ألف تلميذ وفق إحصاء الجهازالمركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
000
هامش: محمد عبدالله عنان (1896- 1986) مؤرخ مصرى. سافرإلى إسبانيا ليطلع على المراجع الأصلية والمخطوطات العربية فى مكتبات مدريد وغرناطة. لذلك تعتبرموسوعته الضخمة (سبعة أجزاء) من المراجع المهمة عن (تاريخ دولة الإسلام فى الأندلس- إسبانيا حاليا- وحتى نهاية حكم المسلمين.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث والحداثة : علاقة تضاد أم علاقة توافق ؟
- خطورة خلط الدين بالثقافة القومية للشعوب
- هل كان نبى الإسلام أميًا ؟
- تفضيل الدنيا على الآخرة والميتافيزيقا
- مغزى هجوم شيخ الأزهر على الفن
- أين كتاب منصور فهمى عن المرأة فى الإسلام؟
- ما هدف تشويه إبراهيم فى التوراة ؟
- النظام المصرى يرفع راية الاستسلام للإسلاميين
- الميتافيزيقا وسيطرتها على العقلية العربية
- السيد ياسين : علم الاجتماع وجذورالشخصية القومية
- لماذا يستمرىء الأصولى المصرى مغازلة االحمساويين؟
- بيان الأزهرالذى كرّس لثوابت الماضى
- من أين أتتْ ظاهرة الدعاة و(الداعيات)؟
- هل أقر الإسلام حرية العقيدة ؟
- أليس حق الاختلاف هوالذى حقق النهصة الأوروبية؟
- الأصوليون بين حياتهم اليومية ومعتقداتهم
- حجاب المرأة بين انتشاره وإلغائه
- مغزى أنْ ينضم السيف والعمامة ضد الفن
- لماذا التضليل فى تفسير القرآن ؟
- لماذا وافق الوحى عمربن الخطاب كثيرًا ؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - تبديد أموال الشعب على مؤسسة الكهنوت الدينى