أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - الوطن بين السلطة السورية ونخبة الخارج















المزيد.....

الوطن بين السلطة السورية ونخبة الخارج


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 09:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يأخذ كل مفهوم دلالات عدة ، وتتعدد الدلالات بتعدد القائلين به وقد يكون له معنى نظري أو تاريخي أو عملي حركي ، ويتغير هذا المعنى بتغير شروط الصراع الاجتماعي ، وأكثر المفاهيم اختلافاً في الأزمة الراهنة هو مفهوم الوطن .
للوطن أصل جغرافي تاريخي يربط بين الناطقين بالعربية وما أنتجوه من حضارات ودول وثقافات والأرض التي استقروا عليها ، وكذلك يرتبط بجلاء الاستعمار العثماني عن الأمة العربية ، حيث ظهر أن العرب متمسكين بضرورة إنشاء الدولة العربية الكبرى . والتخلص من الاستعمار الغربي لاحقاً ، فتوقعن هذا المفهوم وفقاً للطبقة السائدة آنذاك ، فلم تتحقق السيادة الوطنية الكاملة وتعززت القطرية على قاعدة اتفاقية سايكس بيكو ، ولم تتحقق السيادة الوطنية الكاملة عبر تحقيق المواطنة لكل الأفراد وتعزز النظام الإقطاعي البرجوازي ..
لم تشذ دولة ما بعد الاحتلال عن ذلك ، فلم تحقق المفهومين معاً مع محاولاتها الخجولة والضعيفة لجهة الاستقلال الوطني أو محاربة إسرائيل في عام 1948 وسقطت سريعاً بفعل استحالة استمراريتها التاريخية وإفلاسها الكلي على الصعيد الوطني الخارجي أو الديمقراطي الداخلي ..
الدولة الساعية لتحقيق الدولة القومية سعت جاهدةً في البداية لتشكيل وطنها العربي ، وقدمت نفسها عندما كانت حركات سياسية كحركات بديلة عن البرجوازية المحلية التقليدية والحركة الشيوعية بآن واحد عبر الاهتمام بالمسألة القومية والوطنية ومحاربة الاستعمار ،ولكنها استقرت سريعاً بقوة الطبقة الوسطى والبنية المجتمعية المخلفة والملجومة الأفق في إطار القطر الواحد ، فكان مشروعها القومي مشروعاً قطرياً بإمتياز ..
يمكن إطلاق مصطلح الوطنية عليها بتحفظ شديد نظراً لانجازها عدة قضايا أهمها: الإصلاح الزراعي والتأميمات الواسعة ، القضاء على طبقة الملاكين الكبار، ، المساواة بين الأفراد ، استبدال المفهوم العشائري كرابطة بين الناطقين بالعربية بالمفهوم القومي ، خوض حرب ال67 ، الاهتمام الجاد بالقضية الفلسطينية ..
بعد الاستقرار وتحديداً مع الثمانينيات انتهى مفهوم الدولة القومية من أولويات السلطة وكذلك مفهوم الدولة الوطنية لتصير الدولة دولة السلطة ، والسلطة تقودها كمزرعة خاصة بها ، عبر استبداد مطلق شمل كل مجالات الحياة وصُدر إلى لبنان كذلك ، ساهمت بتعميمه ولاشك الحرب الأهلية الطائفية في سوريا التي هددت السلطة ذاتها بالسقوط ، فتحولت السلطة المستبسلة في حماية ذاتها إلى النهب المنظم ،وتجيير كل التضحيات السابقة والانجازات الاقتصادية لصالح الفئات التي تطورت من الطبقة السائدة أو التي دخلت معها في شراكة تجارية ، فكانت منذ ئذ مهددة للأمن الوطني وغير عابئة بالأرض المحتلة ، بل وبدأت عملية تطبيع طويلة وكاملة تصاعدت في التسعينيات مع كل من إسرائيل وتركيا ،انتهت مع الأخيرة ولم تصل إلى مآلها السعيد مع الأولى..
منذ التسعينيات يمكن القول أن مفاهيم الانحطاط العربي والركام والدمار العربي والإخفاق الشامل قد صارت حقائق واقعية وهي المرادفة لمفهوم الوطن ولمفهوم القطر ، فلم يعد من الممكن التمييز بين المملكة والجمهورية ..
ترافق ذلك مع أوسع حملة عسكرية على العالم وعلى العالم العربي ، ولم تتأخر سوريا عن المشاركة بها ضد العراق كما لم تتوانى سابقاً في الدخول إلى لبنان خدمةً للمشاريع الأمريكية ولذاتها كسلطة وضد كل من الأمن الوطني والمصلحة الوطنية بآن واحد ..
ورغم كل ذلك تمادت السلطة في استبداديتها وفشلها داخلياً وخارجياً ، فلم تستطع إصلاح ذاتها وفقدت حسها التاريخي بمعنى الاستمرار والدوام، لتستأثر عليها رغبة الموت بالمعنى التاريخي ، فصار استمرارها ضد المصلحة الوطنية وتفتيتاً للوحدة الوطنية .
المشكلة الأعمق والأخطر هي ظهور نخبة الخارج ، حيث ربطت لأسباب مختلفة إحداث التغيير في الداخل بالاستعمار الأمريكي " كمحرر" مستعينة ً بتحليل يؤكد على فقدان إمكانيات التغيير من الداخل وهذا صحيح نسبياً ولكنه ينطبق على العقود السابقة ،وخاطئ كلية بخصوص الأزمة الراهنة ، التي تخلق فئات وحركات وتجمعات ومثقفين ضدها مباشرة ودون تورية عدا عن ملايين المتضررين فعلياً من استمرار هذه السلطة بنفس السياسات ،مما يسمح بتغيير داخلي ممكن وقابل الحدوث.
إذن هذه النخبة ساوت بين الخارج والديمقراطية من جهة وبين الوطن والاستبداد من جهة أخرى متخلية عن كل إحساس واقعي بالأزمة المتعددة المستويات ليصير لديها كل الحل هو في التخلص من الاستبداد وبدون السؤال عن طبيعة القوى المشاركة وهل تمتلك برنامج عام لنظام أفضل .
وبالتالي نشأت حالة من الخفة التي لا تحتمل لمسائل الوطن والأمن الوطني والمصلحة الوطنية ، ولا شك أن الاستبداد يلعب دوراً رئيسياً في تخريب الوطن وكل المفاهيم والواقع ذاته ولكنه وبذات الإطار ليس هو السبب الوحيد في الأزمة وهناك مستويات عدة لها وهو ما يعني أن عمق الأزمة الراهنة يستدعي برنامجاً وطنياً ديموقراطياً علمانياً تحلل فيه كل أبعادها ولا تختصر في الاستبداد وحده.
تُطرح الوطنية السورية عند قطاع من المثقفين والسياسيين كبديل لكل المشاريع التي طرحت من اجل استنهاض الأمة العربية " القومية، والماركسية ، والإسلامية" باعتباره مفهوم يعيد الإنسان إلى واقعه ، بعيداً عن الخيال أو استقدام الأفكار من الخارج ،ويستند هذا المفهوم إلى الطبقة البرجوازية التقليدية كحامل اجتماعي لها ، لتكتمل الصورة الليبرالية لهذا القطاع، حيث هي هي الحامل الاجتماعي للقائلين بهذا المفهوم ، وكل ما أتى بعد البرجوازية التقليدية وعلى أنقاضها غير وطني وخاطئ وقاطع للسيرورة " الدستورية" و " الديمقراطية " و "الوطنية " وبالتالي لكي تكون وطنياً عليك أن تلعن السنوات الخمسين السابقة ثلاث مرات وأن تسلم لتلك البرجوازية القيادة الطبقية ، فهي القادرة على صنع التاريخ والديمقراطية وتحقيق العدالة ؟؟!!
تنقص هذه الوطنية، عدا عن الرؤية الإيديولوجية لديها لإمكانيات البرجوازية التقليدية وفاعليتها، الحس بالتاريخ وتجاهل الواقع وتعقيداته وكأنها صارت سمة لفكر هذا القطاع المعارض،مما يحولها إلى أوهام محضة ،في واقع معقد للغاية ، يساهم في انحطاطه الراهن الأنظمة العربية ، والمشروع الأمريكي والصهيوني ، والطائفية السياسية ، المد الإسلامي الأصولي الخ..
هذا الواقع المعقد يرمي بثقله على الوطنية السورية التي لا يمكن أن تكون سورية فقط ، ولا يمكن أن تكون غير سورية بذات الوقت وعلى حساب الآخرين في الدول العربية أو في الداخل السوري ،أي أن الوطنية السورية ( كما العراقية كما المصرية الخ) هي فكرة في مشروع قومي ديمقراطي يستهدف تحقيق السيادة الوطنية على الأرض بشكل كامل دون نقصان ، والتلازم مع مفهوم المواطنة والمساواة أمام القانون وفي الدستور ، والنضال على المستوى العربي من أجل ذات الهدف ولتحقيق مفهوم الوحدة العربية ، متجاوزين أخطاء وأزمات وحدة ال 1958 والدخول إلى لبنان وغيرها ونظراً لخطورة المشاريع الاستعمارية والظلامية وعدم إمكانية العيش خارج التكتلات الكبرى ..
يمكن القول أن الوطنية عبر الاستبداد والشمولية مآلها الدمار الشامل، والديمقراطية عبر الخارج أو القوى الأصولية هي ديمقراطية طوائف وفوضى وانتكاس نحو احتمالات الحروب الأهلية والطائفية والعشائرية، وبالتالي إما الآن ونحو مشروع وطني قومي وإما ليس غداً..



#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خدام سوريا واللحظة الراهنة
- شيخ العقل والسياسة السورية
- علاقة المشروع الاستعماري ببعض أوجه العلاقة السورية اللبنانية
- سوريا بين أنصار السلطة وأنصار المعارضة
- علاقة الحوار المتمدن بالمشروع اليساري
- علاقة المسألة القطرية بالمسألة القومية
- علاقة الديموقراطية بالوطنية في سوريا
- أزمات النظام السوري وأخطاء المعارضة الديموقراطية
- قراءة في كتاب خدعة اليون
- مأزق النظام السوري أم مأزق الدولة السورية
- من المستفيد من إعلان دمشق
- نقد نص رزاق عبود ورثة تقاليد أم نتاج سياسات امبريالية
- الإسلام وأصول الحكم كتاب لكل مكتبة
- ما هو دور ميلس في التغيير الديموقراطي السوري
- جريمة هدى أبو عسلي بين العلمانية والطائفية
- الزرقاوي مذيعاً للأخبار
- مخاطر تبني الضغوط الخارجية
- عماد شيحة في موت مشتهى
- العلمانية والديموقراطية والمساواة الفعلية
- مقاربة أولية لافكار برهان غليون بخصوص الليبرالية والديموقراط ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - الوطن بين السلطة السورية ونخبة الخارج