أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ذياب مهدي محسن - ليلة من ضفاف الفرات في الكوفة الحمراء ...















المزيد.....

ليلة من ضفاف الفرات في الكوفة الحمراء ...


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 23:31
المحور: سيرة ذاتية
    


من ذاكرة لأربعة رفاق ، في وقت عصيب " عيسى شنين ، أسعد شريف طاهر ، فلاح حسن عوده ، ذياب مهدي آل غلآم "
وجعلنا من الماء كل شيء حيا ، كل شئ خُلق من ماء ويحيا بالماء ، فهل يستطيع الماء أن يحيي قلبا تبادلته سهام الأحبة تارة والمجتمع الفاسد تارة ، تناوبوا عليه رميا بالطغيان فأدموه ؟ أنه حزبنا الشيوعي ، وفي تلك الليلة التي كنا للتو أتينا من ( الكفل ) بنشنة والهواء بنسائمه العذبه ، يلفح وجوهنا المتورده ، قلنا لنتمم نخبنا على ضفة شط الكوفة ، واخترنا مكان قصيا ، بعد قصر الملك ، وقريبا عن مكائن أبن الأعسم ، يسمى جادة ،" علوة الفحل "، ثمة شجرة توت " تكي" كبيرة وبقربها ناعور يسقي بساتين الجرف ، ساكن الآن ، الساعة تقاربة لمنتصف الليل ، ونحن فرشنا العدة على المسنايه . أم كلثوم تصدح ( أنا وأنت ظلمنا الحب ) ونحن بنشوتنا نمرح بحلمنا ، هل رأى الحب سكارى مثلنا !؟ ، فلاح : عاشق جديد لفتاة بغدادية جميلة ،والدها خياط نسائي "اسطة"شيوعي هاجر من بغداد ،وسكن في حي الجامعة في النجف ،وفتح محل له في الكوفة ، عند ساحة حبيب الرعاش .. أسعد : نحتفي به في هذه الليلة لتوديعه غدا ، حيث سفره الى المغرب او الى المجهول هربا من بوادر الغدر البعثي للجبهة وللشيوعيين ، وهو من المتمييزين من حفاري أبار النفط العراقيين "رئيس حفارين في نفط الجنوب ... عيسى الحداد احد قادة العمال : مابين الحذر والمراقبة والترقب .. وذياب عاشق حالم محلقا بفنه وحبه ... قلبى ينبض بالماء ولكنه نبض ما أردته بين هؤلاء الغادرين البعثيين من الناس وإنما أردته بين أحياء من ماء ، وفى الماء معا ، أريد ان أبحث عن حياة ، أي حياة ، ولتكن ماتكون ! ، غير هذه الحياة التى أعيشها لعل نبضى ينبض بروح الأمل فى مداوة قلبى الجريح فيحيا من جديد بغمره فى الماء فى لذّة ونعيم . إنه أمل البائس الذى آيس من حياة على الأرض فأراد ان يغوص فى الماء . يغوص هربا من وحوش الغاب ( ضباع الزيتوني المسعورة بفاشيتها البعثية ) كما يغوص أملا فى إحياء قلب ينبض بالدم المسفوك . يغوص شكاية آملا أن يسمعه حيّا تحت النهر فيسعفه ممن فوق النهر. لكن ...ما السبيل ؟
جلسنا على حافة شاطئ النهر ... نادتنى رغبتى فأذهبَت روحى فى غفوة أعقبتها غفوات سراعا ... ماذا حدث ؟ شرطة النجدة ؟ وكأننا صحونا من نشوتنا ، رمينا كل شيء الى النهر ما بقي إلا علبتين من البيرة ونصف بطل فريدة ، وبعض المكسرات ، اخذونا الى مركز الشرطة مقابل مسجد الكوفة ودائرة الري . طار طائر الشوق وخمرته من رأسنا ، الموقف مكتض بالموقوفين ، ومن حسن الصدف ان جارنا في حي السعد في النجف ، "النقيب محمود جاسم عثمان" في حينها وكان خفير لتلك الليلة ، نظر لنا بعدما قدمنا المفوض له ، تجاهلنا ؟ قال : محضر ، وكشف ، واذهب بهم الى المستشفى لفحص درجة السكر ،تم المطلوب ، ذهبنا للمستشفى وايضا من حسن الصدف الطبيب الخافر الدكتور محمد نصر الله الخلخالي ، يعرفني لكون كنا جيران في الولايه . ذيبان ماذا فعلتم ، ضحكت : دكتور ابو عادل سكارى وبهذا الليل ، المهم الرجل الطيب اجرى لنا الفحص الروتيني وكتب تقريره بما ينفعنا .. ارجعونا الى المخفر ، قال النقيب محمود ضعوهم مع السجناء القداما ، فتحت بوابة التوقيف ، أمر لنا ببعض البطانيات لننام عليها ، كانت له توصيه بنا ونحن لا نعرف ماذا يجري ، المركز بحراك وضجيج ووجبات من المخفوريين يأتون بهم جماعات جماعات !؟ تكلمنا مع شرطي ان نتصل ببيت أسعد ، نجحنا ، جاء عصام شقيق أسعد ، قلنا له خذ السيارة ، الشيء الذي خدمنا ايضا ان الشرطة لم تفتش السيارة والا كانت بلوه ( صندوقين من البيرة مع 3 قناني ويسكي دنبل ) ولم تحتجزها ؟ حرك السيارة عصام وذهب ، مابين الغفوة والغفوة ، والموقوفين يستفسرون منا ؟ لماذا ، وليش ، وشنو ؟؟ .. انا الحالم رغم مجهولية المعنى ، لقد توثبت العزيمة من جوارحى فجرت مجرى الدم فى العِرق ، واختلقَ القلب لنفسه مجالا من قيعان الأنهار حتى أنه تبدّل إلى قلب حى نهري غائص فى الأعماق . وتطاول مجال البصر حتى أنه اصبح يري أعماق الفرات وسط الظلمات ، عيسى والنكات والضحكات ، اسعد راحت عليك السفرة وتكت الطائرة ، فلاح بضحكته وبعض استفسارته عن لماذا نحن هنا ؟؟ حسبات واوهام وبعض الريب والشك . وأخيرا تحول الوهم إلى حقيقة ، وأيقنت ان الحقيقة هى ما صدّقه القلب وآمنت به الجوارح ، وقُرّت به العين . عرفنا الحكايه " ان خيط الحرير أمين مكتب الفرات الاوسط لحزب البعث "عبد الحسن راهي الفرعون" ، كان في جولة مسائيه على كونيش الكوفه ، وحينما تجاوز قصر الملك والذي كان قد اتخذ كفندق سياحي ومن بعد ذلك راسة جامعة الكوفة .. حينما مرت سيارته قذف عليه ببطل بيره فارغ ، فذهب خيط الحرير كما سماه قائده الطاغية صدام واصدر أمراً بتوقيف كل من كان جالسا على ضفة النهر في تلك الساعة ، وحظنا ان نحن للتو جلسنا .. لقد غلبت رغبتى الخيال فصيّرته الى واقع وسط غفوات متتاليات . ما هذا ... نوم ام يقظة ؟ اتُحييا الرغبة والأمل شئ على مشارف الموت ؟ ممكن .. اربعة شيوعيين ، سكارى في المكان الذي قذف بطل البيرة على سيارة القائد البعثي خيط الحرير عبد الحسن الفتلاوي !؟ ممن كانوا معنا اخذتهم سيارة الى مديرية أمن النجف ، النقيب محمود هو الذي جعلنا في حمايته ، بعد ثلاثة ايام قدمونا ، الى القاضي ، تدوين افادة ، مع مصادرة قوطيتين وبطل من البيرة ، والحكم اما غرامه مقدارها مئة دينار او السجن ثلاثة ايام . وبما اننا فضينا الثلاثة ايام في النظارة ، تم الافراج عنا ...
فجاة ..... وجدتُ نفسي فى قيعان أمواج تغشاها أمواج من فوقها .
ظلمات فوق ظلمات وأمواج فوق أمواج وأسماك فوق أسماك وملك فوق ملك . رجرجات واصطفاق . تلاطم واصطخاب . تناسل وموت . آكل وماكول .
سقطت الجبهة واطلق عليها الشهيد الراحل ( ابو كَاطع ) : " الجبحة " ....
الغدر البعفاشستي .. وخيانة بعضهم ؟؟ واللهم يلعن الفولكا سيارة الحزب الرصاصية ... تم افراز روائح كريهة تارة ، وكل هذا من أجل البقاء لوجود مطارد اقوى يعلن ويبحث انهم افاعي تفح . فأخذت ادندن حياة الصبا . لقد كان اصطخاب الأمواج لحنٌ لدندنتى , فهل يكون ماؤها لحن ثورتى على اليأس ؟؟؟
لا أجد فى الحياة أشر من ان أكون عبدا مملوكا وليس كل مملوك من بيع بالدراهم ولكن الضعف دائما يكون ثمن عبوديتك .. ها يا " ابن غلآم " المكابر بعشقك للعراق وانت من بيت لا والف لا يظام ...
الضعف يُذهب بالمبادئ الصحيحة ويلبسها قناع الباطل ، والقوة تذهب بالمبادئ الباطلة وتلبسها لباس الحق ، فيقذف بالباطل على الحق فيدمغه فى زمن كثر فيه الخبث !؟.
هكذا الحياة ... للإنسان والحيوان الضعيف ليس له حياة ، حياته تبذل فداءا للقوي دائما
وما زلت ادندن ارجوزتى البائسة تلك حتى انعطفت بروحى جهة الحزب الشيوعي العراقي ، وما ان استطال بصرى حول هذه المشاهد الرائعة حتى توقف تغريدى الحزين المصفّد المنكّس واُحضرتْ النشوات تترا على جسدي العاشق للذكريات ... فأخذتُ عازما على التغريد ، تغريد يبعث فى نفسى حِمل نفسى ، وإن الأمل والبسمة والقوة لابد أن أبنيهم بيدي وبنفسى ، لابد أن أعمل على وحدانية ذاتى دون التوحد مع غيري ، فالتوحد فقر وذلّة " كلام نسبي " ... قرنفلاتي الشيوعية



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عارف الماضي ... موسى فرج ... هاتف بشبوش ... ، همسات من الوجد ...
- شط أبو جفوف ، شط الشامية : نبض للذكريات
- عزف جديد من قبل هؤلاء:عن القوى المدنية وتهمة الإلحاد ...!؟
- هل سينتصر التيار الصدري وتنسيقة مع التيار المدني من اجل العر ...
- شط ابو جفوف نهر الفرات ، شط الشامية والحلوة الريفية
- قبس من منتزه جمال عبد الناصر ، حي السعد ، النجف
- نهر الشامية يحتظن عاشقه ابو البيان ....
- من سيرة سوق الكبير النجفي - ن ؛ ياعشكنا - انها مدونة عن عشق ...
- الى شبيهتها ؛ لبرايجيت باردو، في براك النجف ... مع اطيب الأم ...
- مؤتمر العشائر الآخير مهزلة ليكون بديلا عن الدستور والشرعية ا ...
- صدى الريح المذعوة
- الموسيقى ؛ الغناء والرقص ، فن صناعة الحياة للأطفال ...
- - وهواي ذهابا وآيابا للنجف ..؟؟OMوال - أنا
- قراءة للصورة وتماثلها تاريخيا نص وسنة ..!!؟؟
- بأس الأنصاب ، سيف للأرهاب
- خلاسية نجفية داغستانية في فضوة المشراك - النجف - ، تتبختر عل ...
- مناغاة الوجد والأشجان ، بين مهند الياسري وذياب آل غلآم ....
- سمراء - البراك - ذات الأنف الأكنز ....
- القصيدة الشعبية الفراتية بالنكهة البدوية ، هادي العكايشي ...
- هذا عكد سيد نور الياسري ؛ شارع موسكو النجفي ... ( 1 )


المزيد.....




- لماذا أصبح وصول المساعدات إلى شمال غزة صعباً؟
- بولندا تعلن بدء عملية تستهدف شبكة تجسس روسية
- مقتل -36 عسكريا سوريا- بغارة جوية إسرائيلية في حلب
- لليوم الثاني على التوالي... الجيش الأميركي يدمر مسيرات حوثية ...
- أميركا تمنح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر با ...
- ?? مباشر: رئيس الأركان الأمريكي يؤكد أن إسرائيل لم تحصل على ...
- فيتو روسي يوقف مراقبة عقوبات كوريا الشمالية ويغضب جارتها الج ...
- بينهم عناصر من حزب الله.. المرصد: عشرات القتلى بـ -غارة إسرا ...
- الرئيس الفرنسي يطالب مجموعة العشرين بالتوافق قبل دعوة بوتين ...
- سوريا: مقتل مدنيين وعسكريين في غارات إسرائيلية على حلب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ذياب مهدي محسن - ليلة من ضفاف الفرات في الكوفة الحمراء ...