أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر















المزيد.....

حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 19:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلاح الفأس (الشاقور الأمريكي طوماهوك) يقصف قاعدة جوية سورية: انطباعات المشارقة حول الأمر تراوحت بين انفعالات عاطفية مدينة للقصف الأمريكي أو مرحب بها
البعض ينتظر أن يجفل الدب الروسي أمام تهور أمريكي وينتظر من الروس أن ينفعلوا كما ينفعلون هم، أو على الأقل كما كان بعض قادتهم ينفعلون وأن يرد الروس الصاع صاعين.
البعض اعتبر برود رد الروس انبطاحا تاما، في الوقت الذي يرى بأم عينه أن القوات الروسية لم تمس بشيء، ينتظرون ردة فعل الروس كما لو كان الأخ الأكبر لسوريا في لعبة مراهقين
لا أحد رأى أن الولايات المتحدة اكتفت بضربة فقط وأن تزامنها يعبر عن خلفيات أمنية قاسية منها اختلال التوازن العسكري بالمنطقة لصالح روسيا، وأن دورها (الضربة) ليس أكثر من انتعاش بجرعة سكر للتخفيف من الضغط السكري . ما يعبر عنه بجلاء الردود الأخرى من طرف عشماء برلين ورئيس فرنسا ورئيس الوزراء البريطاني، ردود صبيانية تفتقد للحكمة وتعبر على أن الضربة مخطط لها عن سبق اسرار خصوصا أن اغلب تصريحاتهم أمس في مجلس الأمن كانت تذهب في اتجاه عمل نوعي خارج إطار قرارات مجلس الأمن، إضافة إلى أنهم سارعوا في تحميل المسؤولية للنظام السوري دون إجراء أي تحقيق (حتى شهود عيان تثبت أن السحابة الكيماوية ظهرت بثواني بعد الإنفجار مما يعطي انطباعا عن صدق رواية وزير الدفاع الروسي).حيث يعرفون تماما أنهم امام حق النقض لدولتين ترى الأمور بمنطق آخر (من منظور مصالحها طبعا).
ردود الفعل الغربية تفتقد للحكمة لأنهم لو كانوا يملكون دليلا على ضرب النظام السوري بالكيماوي لجلسوا بتأني وتخطيط لضرب قاصم قصد إنهاء حكم النظام وليس فقط ضربة تنعش برصاتهم وتعيد للإعلام دورا رياديا في تنشيط حملاتهم الإنتخابية.
الغرب تصرف كعصابة مراهقين، تصرف يستهجن الآخر بالقوة بغض النظر عما إذا كان كبيرهم يملك حقا هذه القوة أم لا لسبب هو أن استعراض العضلات شيء وبناء موقف عقلاني مقنع شيء آخر.
الآن سننتظر ردود الفعل الوازنة، روسيا علقت التعاون الاستخباراتي العسكري مع الولايات المتحدة وعبرها الغرب، لمحت إلى بناء القوة الجوية السورية بما يتناسب مع تهديدات الغرب، أي أنها تذهب مع سياق التوبيخ الذي تعرض له نتانياهو أمس أمام بوتين خصوصا إذا استحضرنا الاستفزاز الإسرائيلي السالف والرد السوري عليه انطلاق من نفس القاعدة التي ضربتها صواريخ "الشاقور الأمريكي".
بوتين أيضا دعا لانعقاد مجلس الأمن القومي الروسي، رسالة تؤكد أهمية سوريا بالنسبة لهم وتوضح للغرب أن الأمر بالفعل سيخرج عن نطاق مجلس الأمن في نيويورك وأنه بصدد الدخول في الجد خصوصا أن اللعبة الدولية مفضوحة في ما بينهم، الغرب يعرف من يملك الكيماوي وروسيا ومعها الصين تعرفه أيضا. وربما الأيام القادمة ستوضح بشكل أكثر المواقف الدولية حول سوريا بانتقالها من الحرب بالوكالة إلى الحرب العلنية بين الأطراف الحقيقية فيها مع تأكيد القاسم المشترك بينهما هو أن ضحاياها سيكونون حتما المشارقة انفسهم المتعطشون للدم والذين يلعبون على حافة اشتعال حرب نووية قد تأتي من متهور كترامب نفسه.
على أن أمر الهجوم الأمريكي على المطار، ضربة "زعطوط" ترامب بالشاقور، فيها من الأمور ما يتفه كل هذا الإتجاه اليساري الذي زاد من حدة المواقف المتنافرة تجاه سوريا، بالقفز طبعا على المعطيات الميدانية والتركيز على الإسناد الأولي للثورة السورية، لا أحد يشك أن بدايات الثورة كانت شعبية وجماهيرية وكان رد فعل النظام السوري عنيفا، لا زلنا نتذكر اعتقال أطفال لمجرد رسم على الحائط وتعذيبهم وإبلاغ أوليائهم بنسيانهم واعتبارهم ليسوا بشرا، لكن لا أحد أيضا ينسى كيف خطفت "هرولات الجمعة" وثورة أئمة المساجد المساندين بالإعلام القطري السعودي أو ما يشكل كيان شبه جزيرة الرهج مدعمين من طرف القوى الإمبريالية، كيف خطفت تلك الثورة، نعرف أيضا كيف خطفت ثورة الليبيين وثورة اليمنيين من نفس الآليات الدولية، ونعرف لماذا استعصى الأمر في سوريا، إن الموقف من نظام الأسد عند انطلاق الثورة بشكل عفوي كما بدت من خلال أطفال الرسم، ليس هو الموقف (من وجهة نظري الشخصية طبعا) منه اليوم، ليس دعما له ولكن ليس أيضا دعما للتدخل الغربي في سوريا. فتراكم الغليان السوري ودخول قوى وأجندة دولية يغير حتما الرأي إلا إذا كان المرأ عدميا لا يأخذ تلك التراكمات بعين الإعتبار.
ــ هل نؤيد النظام السوري؟
ــ طبعا لا، لكن ندعمه تجاه القوى الإمبريالية،
هذا هو رأي تيار يساري معين وهو ما عبرت عنه الكثير من الأحزاب الشيوعية عالميا ومن داخل البلدان الإمبريالية نفسها وليس فقط عربيا، وهو منطق يستند إلى قانون تفاوتي في تطور الموقف استنادا على ما راكمه الحراك السوري طبعا.
ــ هل نؤيد النظام السوري؟
ــ طبعا لا، لكن نؤيد أي تدخل غربي لتغييره
هذا موقف اليسار الآخر، يبقى السؤال الآخر ، لصالح من تؤيد موقف التدخل الغربي ؟
ــ طبعا السؤال جاهز وملغم، لصالح "الشعب السوري" ..!، جميلة هذه "الشعب السوري" في التسويق!( تغوط على حبل ثم عد للشعب السوري)، أصبح يباع ويشترى بالشعب السوري كما كان يعمل بالقضية الفلسطينية، والحقيقي يراد بالقول هذا، تسليم السلطة لمعارضة المتاحف كنظيرتها العراقية (وهذا ماراهنت عليه في كل جولاتها في العواصم الغربية وكذا عواصم "شبه جزيرة الرهج" ومعارضة الإسلام الوهابي أو في أحسن الحالات خلق كيانات طائفية تصلح لبيع السلاح لأمد بعيد.
الآن نصل إلى الأمر المثير في ضربة "زعطوط" الأشقر.
الإدارة العسكرية الأمريكية تخبر الروسية بالضربة المعلومة قصد تحديد إحداثيات القواة الروسية حتى لا يقع صداف فيما بينهم
الروس يخبرون السوريين بالأمر ويتم إخلاء المطار الذي يراد قصفه
الأمريكيون يقصفون مطارا فارغا ثم تبدأ الزغاريد
يأتي بعد ذلك الروس ليدينوا العملية وبدون تحفظ.
يأتي السوريون بعدها لمباشرة عمل طائراتهم من الموقع نفسه. يا للعبثية!
يمكن استخلاص الكثير من الأمور هنا منها حاجة الغرب لإنعاش انتخاباتهم، حاجة ترامب ليبرهن أنه رجل مهيب، كما يمكن استخلاص أمور أخرى حول خلفية الحدث، لكن ما يهم هنا هو مكر الدب الروسي الرابح وحده سياسيا من العملية ، هو من ترك ترامب يفعل فعلته ليظهر سذاجة غرة لسياسيين غربيين كانوا في حاجة لاستنشاق الهواء، بوتين سيتمسك بالموقف العام للقانون الدولي الذي عبر عنه سفير فوليفيا وهذا بالتحديد يذكرنا بحادثة مكر ريغن مع صدام في حرب الخليج الأولى . الآن سنرى المعقول في مضاعفة الحملة المناهضة لترامب في تبدير ما يساوي مليار دولار في قصف قاعدة فارغة، لعل الأرقام تظهر حجم الفراغ، 59 صاروخ مقابل 6 ضحايا عسكريين، الروس يعترفون ميدانيا ب 29 صاروخ فقط كزيادة منهم في المكر ، هل هذا ما يغرد له اليسار الذي أخذته غرة الفرح لقصف أمريكي ؟ يغرد فرحا لضربة دون كيخوتي لإسقاط طواحين هواء، أم أنه نسي تخبطات ترامب في سياسته الداخلية ونسي أيضا تراجع تأشيرات الأحزاب الحاكمة الأوربية في استطلاعات الرأي العام حولها ؟
(1) زعطوط ، اسم قرد بالأمازيغية قرد الأطلس بالتحديد



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جينيالوجيا الشيوعية
- آدم عربي : العمل المنتج والعمل غير المنتج
- ماماس: الشاعرة الأرضنية المغربية
- ترامب وسياسة الهجرة
- أزمتنا الحقيقية
- النزعة الفاشية في خطاب الحكومة المغربية
- الفتنة: ثورة المحايدين
- الكتابة وجع
- المكر السياسي للإيديولوجية القومية العربية
- دائرة المشردين (2)
- ديكتاتورية الطبقة العامل في جبل عوام
- حور عين في الحياة الدنيوية
- حين يصبح الإعجاز كارثة على أصحابه
- الحقيقة ليست أكثر من مجرد عملية حفر
- أفغنة القضاء المغربي
- دائرة المشردين
- الإسلام بين الهمجية والتهذيب
- -بويفيذاحن-
- وصية شاشا ورمزيتها السياسية
- المثلية الدينية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - حول ضربة -زعطوط-(1) الأشقر