أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات














المزيد.....

بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5485 - 2017 / 4 / 8 - 13:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات
يتأكّد يوما بعد يوم أنّنا كورثة لثقافة "الصّحراء الوحشيّة" لا نتعلّم من التّاريخ، ولا نتّعظ من تجاربنا ولا من تجارب غيرنا، وبالتّالي فإنّ هزائمنا تتوالى وتتسارع بطريقة محزنة، حتّى خرجنا من التّاريخ كأمّة تعشق الهزائم وتتغنّى بها، فارتضينا بالهزيمة ذاتيّا، وهذه أبشع أنواع الهزائم، وإلا كيف يمكن تفسير اصطفاف دول عربيّة مع اسرائيل وتركيّا في تأييد الضّربات الأمريكيّة للقاعدة الجوّية السوريّة في ريف حمص؟ وكيف ارتضينا بكعب نيكي هيلي مندوبة أمريكا في الأمم المتّحدة، والذي تخطى كلّ الأعراف والقيم الدّبلوماسيّة، عندما هدّدت بضرب كلّ من ينتقد اسرائيل بكعب حذائها العالي؟
وإذا ما وصلت غطرسة القوّة الأمريكيّة إلى التفكير بنعال الأحذية بدل استعمال العقل والحنكة السّياسيّة، فإنّ التّاريخ العربيّ الحديث يعيد إلى الأذهان مقولة:"التّاريخ يعيد نفسه مرّتين" لكنّ التّاريخ العربيّ الرّسميّ الحديث يعيد الهزائم مرّات ومرّات، فالأنظمة العربيّة التي أيّدت وموّلت وشاركت أمريكا وحلفاءها في احتلال العراق العظيم وتدميره وقتل وتشريد شعبه، واعتبرت ذلك"تحريرا للعراق من الدّكتاتوريّة" هي نفسها التي تدرّب وتموّل وتسلّح القوى الظّلاميّة التي تدمّر سوريّا وتقتل وتشرّد شعبها، وتستنزف جيشها العربيّ، خدمة لأجندات السّيّد الأمريكيّ، وحليفتيه تركيّا واسرائيل، لذا لا عجب في أن تكون دول الخليج العربيّ واسرائيل وتركيّا أوّل من أيّدوا العدوان الأمريكيّ على القاعدة الجوّية السّوريّة، وكأنّ الرّقص على دمار سوريّا وقتل وتشريد شعبها، واستنزاف جيشها بكعب حذاء إدارة الرّئيس الأمريكيّ ترامب، في وقت يجري فيه انتقادات لاذعة للعدوان الأمريكيّ على سوريا، يعيد إلى الأذهان الرّقص طربا بالسّيوف العربيّة مع الرّئيس الأمريكيّ الأسبق جورج دبليو بوش على دماء العراقيّين وأشلاء العراق العظيم.
وما تأييد العربان للقصف الصّاروخيّ على القاعدة الجوّيّة السّوريّة إلا تأكيد جديد على استمراريّة العمل على تنفيذ "مشروع الشّرق الأوسط الجديد" لإعادة تقسيم المنطقة العربيّة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، بعد أن استنفذت اتفاقات "سايكس بيكو" مهمّتها بعد قرن من توقيعها، لكن هذه المرّة بأيد ومال ودماء عربيّة، وتحت شعارات "اسلاميّة" رنّانة، ونستذكر هنا ما جاء في كتاب "أعمدة الحكمة السّبعة" للجنرال البريطاني لورنس بأنّ "القوّات البريطانيّة عبرت قناة السويس بقيادة الجنرال اللنبي في الحرب العاميّة الأولى، ووصلت نهر الأردن ملحقة الهزيمة بالعثمانيّين، دون أن تراق نقطة دم انجليزيّة واحدة، فقد كان قتلى الجيش البريطانيّ من سكان المستعمرات"!
ويبدو أنّ سياسة "كعب الحذاء الأمريكيّة" تلقى رضوخا عربيّا منقطع النّظير، وإذا كانت بعض الأنظمة العربيّة تحتمي بأمريكا للحفاظ على عروشها، فإنّ من يحمي هذه العروش حقيقة هي شعوبها، على قاعدة:"اخدم شعبك يحميك" وليس أمريكا، التي تحمي مصالحها وتتخلّى عن سدنتها عندما تنتهي صلاحيّاتهم، كما حصل مع نظام حسني مبارك في مصر، ونظام زين الدين بن علي في تونس وغيرهما.
وللتّذكير فإنّ من دمّروا واحتلوا العراق وقتلوا وشرّدوا شعبه بناء على أكاذيب اختلقوها، هم من يفعلون الشّيء ذاته في سوريّا وليبيا وغيرهما، وهم أنفسهم من يغذّون الطّائفيّة البغيضة في المنطقة. وهم من يدعمون ويموّلون الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربيّة. وهم أنفسهم من يشكّلون ما يسمّى "بالتّحالف السّنّي" من بعض الدّول العربيّة وتركيّا واسرائيل؛ لمحاربة ايران، وترسيخ الأطماع التّوسّعيّة الاسرائيليّة.
وللتّذكير فإنّ السّكوت العربيّ على احتلال العاصمة الفلسطينيّة القدس، كان البداية لرفع العصمة عن أيّ عاصمة عربيّة، لذا فإن اسرائيل احتلّت واستباحت العاصمة اللبنانيّة بيروت عام 1982، واحتلّت أمريكا العاصمة العراقيّة بغداد عام 2003، وهي التي قادت وموّلت ودعمت ولا تزال تدمير ليبيا منذ العام 2011، والشّيء نفسه منذ العام 2012 في سوريّا، وما الحرب على اليمن منذ 2015 بمنأى عن ذلك. ولن تتوقّف "الفوضى الخلاقة"! عند ذلك بل ستتعدّاها إلى عواصم عربيّة أخرى.
8-4-2017





#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-إعادة تقسيم المنطقة العربيّة قيد التنفيذ
- لندوة اليوم السّابع طموحات كبيرة
- ندوة اليوم السّابع مرّة ثالثة
- ندوة اليوم السّابع مرّة أخرى
- ندوة اليوم السابع لا تعتب على أحد
- قلب مهند الصباح حيث ولد الآباء والأجداد
- ديوان -على أشرعة السّحاب-في اليوم السابع
- في مئويّة الشّاعرة فدوى طوقان
- حروف نعيم عليان على أشرعة السّحاب
- بدون مؤاخذة-دعوة ترامب للرئيس عباس
- على شفا قيامة رفعت زيتون
- القدس في -حرام نسبي- بين الواقع والمتوقّع
- ليلى الأطرش ونساء على المفارق
- ثقافة الهبل- الطائفية الدّينيّة -مسلم مسيحي-
- ثقافة الهبل الاعلامي
- مبارك ليعقوب شاهين وأمير وعمّار
- سقوف الرّغبة وعودة الشيخ إلى صباه
- بدون مؤاخذة- أطماع اسرائيل التوسعية
- ترامب يطلق يد نتنياهو في الشرق الأوسط
- فراس حجّ محمّد والابداع


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- التاريخ العربي يعيد نفسه مرّات