قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 22:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تداعيات على أفنانيات ..
ينشر الاستاذ أفنان القاسم سلسلة من المقالات، التي تُعنى بالشأن العام العربي، الاسلامي والفلسطيني.. يطرح من خلالها رؤاه للحلول المأمولة للأوضاع المُعقدة في المنطقة الشرق-أوسطية والعالم .. وأحببتُ أن أُطلق عليها "أفنانيات" (نسبة للأستاذ افنان القاسم ).
للوهلة الأولى تبدو طروحات الاستاذ افنان، وكأنها بعيدة عن التعقيدات والاشكاليات للصراعات الدائرة والمحتدمة، وعن رغبات أطراف هذه الصراعات .
فالحلول المطروحة هي الحلول المُثلى والتي تكفل وتضمن عدم تجدد الصراع في هذا أو ذلك المكان، لكن يبقى السؤال الهام وهو : ما هي حظوظ هذه الحلول في أن تتبناها القوى المتصارعة والمُتناقضة على سوح القتال؟
وللإجابة على هذا السؤال، لا نملك تحت تصرفنا سوى التجارب البشرية السابقة في حل الصراعات وما هي طبيعة الآليات التي استعملتها لفض هذه الصراعات.. والتجربة التاريخية لا تصّبُ في صالح الحلول التي يطرحها الاستاذ افنان .. وهي حلولٌ واقعية تُعطي أُفقا لتجاوز لعبة "النتيجة صفر " ، وتستبدلُ بدلاً منها آلية "رابح ورابح" لطرفي المعادلة الصراعية .
ولعبة النتيجة صفر، Zero-sum game ، هي جزء من نظرية الالعاب في الرياضيات تقول، بأنها لعبة يكون الربح الإجمالي لكل اللاعبين هو صفر، بحيث يتأتى ربح أحد اللاعبين على حساب خسارة اللاعب الآخر ...
فالصراعات الدائرة وآليات إدارتها تعتمد على أنهُ يجب القضاء الكلي على الخصم، بحيث لا يعود له وجود. لكن وفي ظل توازن القُوى ، على الساحة السورية مثلا، فلا رابح في هذه "اللُعبة" ، بل هناك خاسرون كُثر وهم ابناء الشعب السوري والدولة السورية ككيان معنوي وككيان حقيقي، إذ يتم تدمير الوطن على بنيته التحتية .
ولنفترض جدلا بأن أحد طرفي الصراع قد تمكن من القضاء المبرم على خصمه، هل يكون رابحاً؟ وأيةُ دولة وأي شعب سيحكم ؟ سيحكم ويدير "بنزاهة" حطام بشر، شجر وحجر..!!
أما الآلية الأفضل لإدارة الصراعات، وهي التي يقترحها الاستاذ أفنان، كما فهمته وأرجو ألّا أكون مخطئاً، فهي آلية (رابح- رابح) أو كما يُطلق عليها آلية Win-Win، بحيث يخرج طرفا الصراع رابحيْن نتيجة هذه الآلية . وهذا الربح لا يكون في العادة رِبحا في حده الأقصى ، بل هو ربح أقل من ذلك، لكنه يُبقي على شكل من أشكال الحياة للمتضررين .
نعم، في رأيي يجب اتباع آلية لإدارة الصراع لا تعتمد "النصر الُمبين"، لا ولا القضاء المبرم على الخصم، العدو ، الند ، بل تضمن له "مخرجا مشرفا" من ساحة "المعركة" ..
وليعذرني الاستاذ افنان، إذا شطحتُ في فهمي لروح مقالاته ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟