أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بهروز الجاف - الحرب الكيمياوية والصاروخية في سوريا: خيارات الخديعة الأمريكية















المزيد.....

الحرب الكيمياوية والصاروخية في سوريا: خيارات الخديعة الأمريكية


بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)


الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 20:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم تكن فرصة أمريكا في عودتها، القوية، الى الشرق الأوسط، وتفتيتها لما كان يسمى بخط المواجهة مع اسرائيل، يسيرة، بعد استغلال فرصة تفتت الاتحاد السوفيتي التلقائي، واحتلال العراق المشرّع دوليا، والربيع العربي المأمول شعبيا، ومحاولات نشر الديمقراطية، اذ سرعان مااصدمت طموحاتها بالخطوط الدولية الحمر في سوريا؛ خطوط التوازنات الدولية الكامنة.
لاشك في أن حربا باردة بين أمريكا وروسيا قد نشبت من جديد من خلال حرب ساخنة محدودة في سوريا، بطريق الانابة، ولكن: هل كان الخيار الأمريكي في التدخل العسكري المباشر، من خلال الضربة الصاروخية لمطار الشعيرات العسكري في سوريا ، خطوة تكتيكية صائبة من أجل فتح الأبواب الموصدة في وجه الحل في سوريا سواء كانت الضربة بتنسيق مبطن مع روسيا أو بدونه؟
مما لاشك فيه، ان أهم اسباب تفاقم الأزمة في سوريا، وتطورها الى قتال دام، كانت، في الأساس، آمالا كامنة اسرائيلية في اضعاف سوريا لغرض دفن فكرة الصراع العربي الاسرائيلي الى الأبد، على أساس التفوق، وآمالا تركية كذلك، واوردوغانية بالذات على خلفية فكرة اسلامية سلطانية، في الهيمنة على النفط السوري وايجاد سوق مضمونة لصادراتها، في سوريا، ومحاربة طموحات الكرد في الأناضول، وامتداداتهم في سوريا، وهي عين الأهداف التي حققتها تركيا، الى حد بعيد، في اقليم كردستان العراق.
على الجهة الأخرى، اندفعت روسيا الى الدفاع عن مصالحها الستراتيجية في شرق البحر المتوسط، والمتمثلة بوجود قواعدها العسكرية في سوريا، الى الدفاع عن سوريا, وهو الدفاع الذي لقي صمتا أمريكيا باردا في بدايته بسبب تحديد روسيا لضرباتها الى القوات الارهابية المتطرفة، والمتمثلة بجبهة النصرة وتنظيم داعش. أما ايران فلا يروقها سقوط النظام، في سوريا، لكونه الممر لها الى لبنان لمساعدة المقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، والمتمثلة بقوات حزب الله اللبناني، وبالتالي ايجاد موطئ قدم ايراني يمثل خطا أول للمواجهة مع اسرائيل، ومن خلفها أمريكا، لاترغب ايران في خسرانه ولهذا فهي مرغمة على انقاذ النظام.
ولكي نتمحص شرعية التدخلين الروسي والأمريكي، في سوريا، لابد من الاستدلال بمفتاح التدخل؛ فمن خلال الاستدلال بالعرف الدبلوماسي يتبين بأن روسيا أعانت الدولة السورية، عسكريا، من خلال اتفاقيات ثنائية، أباحتها القوانين الدولية، وفعلت ايران على نحو مماثل، وبهذا فان روسيا لم تعتد على دولة ذات سيادة، بل أعانتها، أما أمريكا، ومن خلال فرصة سقوط الاتحاد السوفيتي، كقوة منافسة، تدخلت عسكريا في عدد من الدول، واسقطت أنظمتها، سواء وجدت لنفسها غطاءً قانونيا، دوليا، يسمح لها بذلك، أم لم تجد، وتجسد ذلك، جليا، في افغانستان والصومال والعراق، فيما انابت عن نفسها فرنسا وبريطانيا في ليبيا، والسعودية ودول الخليج في اليمن.
وفيما لم تستطع الولايات المتحدة الاعتماد على معارض سوري ملائم لكي تتحجج به وتتدخل في سوريا، بقوة، ارتأت تشكيل قوات سوريا الديمقراطية من خلال توسيع دائرة عمل قوات الحماية الكردية التي تتخذ من العقيدة الاوجلانية فكرة لها وتناضل دونها، فنجحت في انشاء قوة علمانية مقبولة، دوليا، تضم أديانا واثنيات سورية مختلفة تستهدف داعش، بشكل أساس، بحيث لم تعط الفرصة لروسيا لأنكارها، بل لمباركتها، وذلك بعد أن فقدت امريكا القدرة على فك الارتباط بين جماعات مسلحة تعرف بالمعتدلة وجماعات ارهابية تتزعمها النصرة وهو ماحدا بروسيا الى ترجيح محادثات الاستانة على محادثات جنيف على أمل تحييد تركيا وتمييز المعارضة من الارهاب.
وبين جنيف والاستانة، تدخلت تركيا، عسكريا، لنصرة مرتزقتها تحت مسمى المعارضة دون أن تصل غاياتها أمام مد قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا، والمباركة روسيا، والتي باتت تقف على أعتاب الرقة. كل ذلك كان موازيا لتقدم القوات الحكومية السورية في أكثر من محور وانتصارها الكبير في حلب.
بدا جليا، بعد حلب، بأن سوريا باتت قوية، وكفتها راجحة، فتهاوت الدعاوى الامريكية، والتركية أيضا، بجوب اسقاط النظام، كأولوية أولى، وبدا الموقف الروسي أقوى، وايران مرتاحة، والعراق قويا بعد استقوائه على الارهاب المتمثل بداعش، وتحرير معظم أراضيه، ودنو السعودية منه. هذه التطورات خذلت أمريكا التي يبدو أنها بدأت بتجريب خياراتها للعودة مرة أخرى؛ انها، بلا شك، خيارات ترامب.
عرف عن ترامب أنه على غير عداء مع روسيا، وعرف عن ادارته انها اقتصادية لاتخفي هدفها في الاستيلاء على نفط الشرق الاوسط، وهو الهدف الكامن للأدارات الأمريكية السابقة ولكن من دون جرأة. خيارات ترامب، في اعادة التوازن، كانت من خلال العودة الى الأولوية الأولى، وهي ضرورة اسقاط النظام، وهذه الأولوية تستوجب التلويح بالقوة أكثر مما يتطلبه العمل الدبلوماسي، فكيف سيكون استرضاء روسيا؟ وكيف سيكون العمل على الأرض؟ انها خيارات ترامب المتوقعة؛
تمثلت مظاهر الخيارات في الانزال العسكري الامريكي في سد الطبقة، والاحاطة بمدينة الرقة، والأغارة على حي جوبر في دمشق، والقصف الجوي الاسرائيلي على الأراضي السورية، والتسمم بالعوامل الكيمياوية في خان شيخون في أدلب، ومن ثم أخيرا، وليس آخرا، القصف الصاروخي الامريكي على مطار الشعيرات في حمص. فقوات سوريا الديمقراطية المدعومة امريكيا باتت على اعتاب الرقة وذلك لأغلاق الأبواب على القوات السورية، ومعها حليفتها روسيا، لاحراز نصر حاسم في الرقة. أما الادعاء بقصف قوات النظام لخان شيخون بالأسلحة الكيمياوية، فهو لم يخرج، عمليا، ويبدو أنه سوف لن يخرج، عن دائرة الاتهام. فلو تمعنا في جلسة مجلس الأمن الدولي، الطارئة، حول الموضوع، والتي عقدت في يوم الأربعاء الماضي، الخامس من نيسان أبريل الحالي، لتبين، بشكل لالبس فيه، قانونيا، بأن ماطرحه ممثل سوريا، بما تضمنه من براهين وأدلة، كان الأرجح كفة من الأتهامات الأمريكية والفرنسية. فكل من لديه المام، بسيط، بالعلوم العسكرية، وكذلك الخطط الحربية، يعلم بأن "الضربة" الكيمياوية في ظل الموقف العسكري، والعملياتي، في سوريا، لم يكن لها مايبررها، عسكريا، اذ لم تكن هنالك حاجة لضربة اجهاضية، أو رادعة، تستوجب استخدام السلاح الكيمياوي المحرم دوليا، بل ان مردودها السياسي السلبي، المتوقع، أكثر بكثير من نفعها العملياتي، وتشكل ضررا أكبر للموقف الروسي الذي أخذ على عاتقه كفالة نزع الخزين الكيمياوي السوري عن طريق الأمم المتحدة، فلماذا تقدم الحكومة السورية على عمل كهذا وهي الحكومة المتمرسة في السياسة والحرب؟
لو جرت مقارنة، بسيطة، بين الموقف الأمريكي من القصف الكيمياوي العراقي واسع النطاق، الذي لم يكن ليحتاج الى دليل، لمدينة حلبجة الكردية في العراق، في عام 1988، وهو موقف كان مداهنا لنظام صدام في حينه، بلا شك، والموقف من حالة التسمم بعوامل كيمياوية، المحدودة، في خان شيخون في سوريا، يبدو جليا النفاق السياسي الأمريكي في محاولة كسب الجولة. ان ذلك لايستبعد الشكوك حول حركة تكتيكية تكفلت بتنفيذها المعارضة السورية على الأرض، في ادلب، على أمل أن تؤدي الى اضعاف الموقف السوري واحراج روسيا بهدف استعادة الكفة الأمريكية، وما هيجان حلفاء أمريكا، من اسرائيل الى دول الخليج وبريطانيا وفرنسا وليس انتهاءً بتركيا، الا دليلا على محاولة ترجيح كفة على أخرى، فهل فعلت اللعبة فعلتها ياترى؟
يبدو أن قضية الكيمياوي لم تأت بأكلها بعد النقاشات الواضحة في مجلس الأمن، والتي لم تتمكن من ادانة سوريا بشكل واضح، فجاء الخيار التالي؛ خيار القصف الصاروخي الأمريكي المباشر للقوات السورية.
لايستبعد المراقب اللبيب تنسيقا أمريكيا مع روسيا في تحقيق الضربة، وهو ماأدعته الأدارة الأمريكية فعلا على لسان وزير خارجيتها، وذلك فيما لو جرى النظر الى المسألة من زاوية محاولة الخروج من المأزق، ومحاولة فتح الأبواب العسكرية والدبلوماسية الموصدة أمام الحل، وخصوصا بعد تقهقر داعش وقرب انتهاء احتلالها للأراضي في سوريا والعراق، وكذلك فيما لو عرفنا بأن الضربة استهدفت موقعا غير مؤثر لم تنجم عنها خسائر كبيرة تؤثر سلبا في الموقف العسكري السوري.
يبدو جليا بأن تطورا قد حصل يستوجب الاسراع في حل القضية السورية حلا سلميا، ولكن الحل السلمي تترتب علية استحقاقات؛ استحقاقات امريكية وروسية ومابينهما تركية واسرائيلية وايرانية، وكذلك كردية في ضوء الزواج الكاثوليكي بين امريكا وقوات الحماية الكردية، فهل بالأمكان ادراك تلك الاستحقاقات مع الوضع الراهن الشائك؟ وهل يمكن ادراكها مع بقاء الأمم المتحدة على وظيفتها الرمزية والتي انتقدها ترامب، وانتقد دورها، في أكثر من مرة؟ وهل تُدرَك مع بقاء التحالفات الدولية، والاقليمية، على حالها وخصوصا بعد أن ادعى ترامب، وادعت تركيا أيضا، بأن حلف شمال الأطلسي قد أمسى في خبر كان؟
سوف نرى الردود، والتعليقات، على ماجرى تنفيذه من خيارات، وننتظر لنرى التالي. وفي ضوء الهدف الأسمى للمشاركين في اللعبة السورية، ألا وهو الهيمنة، تُرى ماذا سيكون التالي؟



#بهروز_الجاف (هاشتاغ)       Bahrouz_Al-jaff#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق: من ساحة التحرير الى مابعد تحرير نينوى، ماهو الحل؟
- تحية لشهيد العراق الأول وواأسفا على العراق
- هدهد، هاون، هواء، هر
- هل يشي اسقاط الطائرة الروسية عن الجهة التي صنعت الارهاب ؟
- البارزاني يختزل طموحات الأقليم في كرسي الرئاسة
- عرس الشمس في كوباني
- هل يمكن العثور على مجندي داعش قبل التحاقهم بها؟
- ثقافة الصدام: عندما يتوجب على العلماء التعامل بروية
- قراءة في كتابين علميين: الايثار، كيف نسلكه؟
- الزمان حضارة
- عدم العدم
- ما تعلمته من سعيد عقل
- خميس داعش وكردستان واسكتلندا وأوكرانيا
- دعاء القلق
- كلمة في الثورة.. والزعيم
- تصريح رئاسة اقليم كردستان جعل من المالكي وليا لدم الأكراد
- هلاوس كاذبة
- لعنة الله على البرميل
- يا فاسداً
- أين المروءة يا أسنانَ المشطِ؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بهروز الجاف - الحرب الكيمياوية والصاروخية في سوريا: خيارات الخديعة الأمريكية