أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - حكومة العثماني: هل هي حكومة آيلة للسقوط؟














المزيد.....

حكومة العثماني: هل هي حكومة آيلة للسقوط؟


رضا الهمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خرجت التركيبة الحكومية للوجود، و كنت قد آليت على نفسي أن لا أتحدث عنها غيبا حتى ياتني اليقين، و الآن و قد ولدت هذه الحكومة شبيهة بمخلوق فرانكشتياين القبيح، هناك مجموعة من النقاط التي يجب عدم إغفالها لفهم الذي وقع:

أولا: يظهر جليا أن إعفاء بنكيران من مهامه، كان لتأكد صانعي القرار أنه مركز المقاومة الوحيد داخل البيجيدي ضد دخول الاتحادين الدستوري و الاشتراكي الحكومة، وذلك لرفضه لعب دور رئيس حكومة صوري. و الحقيقة أن هذا الموقف يحسب لهذا الرجل، فرغم اختلافاتنا و انتقاداتنا الكثيرة و رغم الأخطاء الكبيرة التي قام بها، إلا أنه خرج من الحكومة كبيرا رافضا المساومة و المساهمة في هذه الردة و التراجع عن توافقات 2011.

ثانيا: إدخال لشكر عنوة للحكومة هو شهادة وفاة رسمية لكل القيم و المبادئ التي ناضل من أجلها حزب الاتحاد الاشتراكي لعقود و التي قدم من أجلها شهداء و سجناء ناضلوا من أجل تحقيق انتقال ديموقراطي حقيقي، فإذا بورثة الحزب من بعدهم يتحولون إلى أبرز أداة للنكوص الديمقراطي ببلادنا.

ثالثا: قبول سعد الدين العثماني الشروط الكاملة لصانعي القرار و قبوله بلعب دور رئيس حكومة ضعيف يعد مفاجأة كبيرة ستأثر كثيرا في صورة الرجل، و سيكون لها ما بعدها داخل حزب العدالة و التنمية، خصوصا فيما يخص قدرة العثماني على تولي منصب الامين العام في المؤتمر المقبل. صحيح انه تعرض لضغوط كبيرة و هائلة، و أنه كان ينتظر هذا الرفض و الاستهجان الشعبي داخل و خارج الحزب، إلا أن ما وقع فعلا و ما دفع العثماني و الامانة العامة للحزب لقبول هذه الضغوط سينكشف خلال الاسابيع و الشهور القادمة، و في غياب هذه المعطيات الدقيقة يستحيل تقييم موقف العثماني بدقة.

رابعا: يعد حزب الاصالة و المعاصرة أكبر مستفيد من خروج الحكومة بهذا الشكل، فمع كل هذا الرفض الشعبي لها، سيتزعم جبهة الرافضين لسياساتها، مما سيقوي حظوظه بشكل كبير لتصدر المشهد السياسي و تولي رئاسة الحكومة في انتخابات 2021 (مع افتراض صمود الحكومة حتى نهاية ولايتها). و هو ما يعتبر ضربة معلم لصانعي و مهندسي القرار السياسي ببلادنا الذين نجحوا بشكل كبير في إدخال العدالة و التنمية في حكومة ستضعفه بشكل كبير و ستعرضه لموجة كبيرة من السخط و الاستهجان، خصوصا مع تواري عبد الاله بنكيران إلى الخلف و الذي يعتبر سببا مباشرا في الاكتساح الانتخابي الكبير لهذا الحزب في 2011، 2015 و 2016. و طبعا لن يكون البديل الجاهز لتصدر المشهد إلا حزب الاصالة و المعاصرة الذي بقي ثابثا على موقفه المعارض للحكومة، و الذي يجب عليه استغلال 4 سنوات القادمة للقيام بمعارضة بناءة و بناء هياكل قوية إن هو أراد تقوية فرصه في تولي رئاسة الحكومة.

خامسا: بعد مطالعة ردود الافعال الاولية للفاعلين و الملاحظين السياسيين و المواطنين على صفحات التواصل الاجتماعي، يتضح أن شريحة كبيرة صدمت من تحقق المستحيل و تحكم حزب 37 في مفاصل حكومة يقودها صوريا حزب 125. و هو ما اعتبره الكثير ردة و غلقا لقوس الانتقال الديمقراطي و ظهور لسلطوية ناعمة. و هو ما ينذر بمزيد من العزوف السياسي في المستقبل، و مزيد من الكفر بالسياسة إذ شبه الكثير من الشباب ما حصل اليوم بنكسة 2002 و التراجع عن التناوب التوافقي حينها. بينما اختارت شريحة ثانية الشماتة في بنكيران الذي حلف بأغلظ الايمان بعدم دخول لشكر للحكومة.

سادسا: و هي النقطة الأهم، كان مقدرا لأي حكومة تتولى السلطة التنفيذية ببلادنا تنزيل مجموعة من القرارات المؤلمة و القاسية و الصعبة التنفيذ و التي نجح صندوق النقد الدولي في فرضها على المغرب، كتعويم الدرهم المغربي و الخفض التدريجي لميزانيتي التعليم و الصحة و الاستمرار في الخفض من ميزانيتي المقاصة (هناك احتمال كبير لحذف الدعم عن البوتان المنزلي) و الاستثمار (هناك توصيات متكررة لصندوق النقد لحكامة في ميزانية الاستثمار). ثم احتمال كبير للتخفيض من الدعم المباشر الموجه للطبقات الهشة و الذي كان احد شروط أخنوش لدخول الحكومة. بالإضافة إلى هذا استمرار لوبي المحروقات بالتلاعب بأسعار المحروقات و استغلال قانون تحرير الأسعار و الذي لم يتضمن ميكانيزمات للتحكم فيها درء ا لتوافق كارتيل المحروقات على أسعار مرتفعة. كل هذه القرارات مجتمعة تنذر بقنبلة موقوتة قد تفجر الغضب الشعبي ضد الحكومة في أي لحظة.
أظن أن عبد الإله بنكيران كان الرجل الوحيد القادر على تمرير هذه الحزمة من القرارات مع احتواء الغضب الشعبي و التفاعل معه كما فعل في ولايته الأولى. و بذهاب الرجل بهذه الطريقة، و مع كمية الاستهجان الشعبي الهائلة التي واجهت الحكومة مع لحظة ولادتها، و مع توقع استمرار نمو هذا الغضب الشعبي ضد الحكومة ككرة الثلج و تنزيل مزيد من القرارات المغرقة في الليبرالية، نتوقع أن يسقط الشارع هذه الحكومة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات على الأكثر، و هو ما يعني أن احتمال تنظيم انتخابات سابقة لأوانها يبقى مرتفعا بالنظر إلى كل العوامل السابقة الذكر.

سابعا و أخيرا: أذكر بمدى بعد هذه الحكومة عن ما تضمنه خطاب دكار و دعوته لخلق حكومة منسجمة قوية و مبنية على تعاقد برنامجي بعيد عن الاصطفافات السياسوية.

رضا الهمادي
رئيس المرصد المغربي للسياسات العمومية



#رضا_الهمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انضمام المغرب للإيكواس: هل هو بوليصة تأمين لمشروع أنبوب الغا ...
- تحليل: عودة المغرب للاتحاد الافريقي في سبع نقاط
- بعد حكم الصناديق .. 8 نصائح سياسية غالية
- أبرز خلاصات انتخابات 7 أكتوبر
- ملاحظات على هامش بعض البرامج الانتخابية للأحزاب
- مرحبا بعودة المغرب للإتحاد الإفريقي: لكن وفق أية ضوابط و ضما ...
- المحاولة الانقلابية بتركيا: الخلاصات السبع
- المخطط الجديد لإصلاح الاستثمار بالمغرب: مخطط للإنقاذ الاقتصا ...
- ما يجب الوقوف عليه في مشروع قانون مالية 2016 بالمغرب
- تحليل: من يقف وراء التصعيد الأخير بملف الصحراء المغربية؟ و ل ...
- هل تغيرت الأحزاب الإسلامية بعد صعودها إلى الحكم؟ ولماذا؟
- السياسات العمومية بالمغرب، مميزاتها، و طرق صياغتها
- الأسئلة المقلقة للتاريخ السياسي المغربي المعاصر
- رسالة إلى السيد بنكيران
- شبيبةحزب الأصالة والمعاصرة ...و مخاض الولادة
- حركة 20 فبراير و اغتصاب الربيع الشبابي من طرف القوى السياسية ...
- في البرامج السياسية...و التقهقر المعرفي للأحزاب المغربية
- في التزكيات الانتخابية...مهازل الترشيح السياسي بالمغرب
- في أشباه النخب…
- في القضية الشبابية...تأملات في الحراك السياسي الشبابي بالمغر ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الهمادي - حكومة العثماني: هل هي حكومة آيلة للسقوط؟