أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عمار حميد مهدي - هوية المثقف العراقي وارتباطها بالمجتمع














المزيد.....

هوية المثقف العراقي وارتباطها بالمجتمع


عمار حميد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5484 - 2017 / 4 / 7 - 03:52
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


المثقف،هو فرد يتميز عن باقي افراد مجتمعه بتناول الافكار والقضايا المختلفة ان كانت علمية او ادبية او تاريخية واخضاعها وفق مدى معرفته الى النقد والتحليل والاستنتاج ، وعادةً مايؤثر المثقف على المجتمع الذي يعيش فيه ويعمل على توعية افراده بتوجيه الرأي العام الى قضية تهمه وتدعوا الى تطويره ، وعندما نتناول موضوع المثقف العراقي المعاصر سنرى انه مر بمراحل معقدة تعكس ما مر به العراق خلال فترة ظهور وتطور الحركة الثقافية.
شهدت هوية المثقف العراقي الحديث عدة تغيرات في بٌنيتها منذ البداية فمع وصول المطبعة والتي تعتبر من اعظم الاختراعات البشرية الى العراق ثم ظهور اول جريدة في بغداد (الزوراء) سنة 1869 أدّت الى بروز فئة تختلف عن باقي فئات المجتمع آنذاك تُعرف بأسم (الافندية) ، لم تكن هذه الطبقة بداية نشوئها تلعب دورا ايجابيا للتفاعل مع المجتمع المحيط بها والغارق في الجهل فتميزت شخصيتها بالنرجسية والاستعلاء على الناس ، يذكر علي الوردي "ان الافندية في العهد العثماني يشكلون طبقة تتميز عن سائر الناس بصفات خاصة بها لايشاركها فيها غيرها الا قليلا وكان افراد هذه الطبقة يتعالون على الناس فلا يخالطونهم الا بنطاق محدود ولهم نواديهم الخاصة بهم واسلوبهم في الحياة" وعلى هذا الاساس فأن الافندية كطبقة مثقفة عاشت زمانها لم تكن فيه على استعداد لتأخذ دورها الحقيقي كمؤثر توعوي بل اتجهت بما تمتلكه من مميزات عصرها الى التزلف للطبقات الحاكمة والولاة في سبيل المنفعة والتسلط ، ان النزعة السياسة المسيطرة في ذلك الزمان وما انتجته من طبقة مثقفة "تابعة" لها لم تكن لتشغل نفسها بأمور مثل توعية الشعوب او المطالبة بحقوقهم.
تأخذ موجة الوعي الثقافي خطاً تصاعديا مع دخول القوات البريطانية لتفتح الطريق امام سيلٍ من الافكار والأعمال الادبية والثقافية التي تُعرف بالأدب الحديث الداعية الى التحرر والحقوق المدنية وفي تلك الفترة ظهرت اولى بوادر المثقف الطامح الى تحريك المجتمع والتعامل مع معطيات مثل مبادئ الثورة الفرنسية وتحرير المرأة والخروج على العُرف والتقليد وكان اهم اقطاب تلك التيارات في ذلك الزمن عراقياً هم كل من (معروف الرصافي) و(جميل صدقي الزهاوي) لكنها ايضا لم تترك ذلك الاثر الواضح في المجتمع حيث مثَّلت تلك الفترة بداية الصراع بين الاحزاب المُشكَّلة حديثا ومصاعب تشكيل الوزارات واللغط الذي كان يدور حولها،يأتي بعد تلك المرحلة تعاظم دور الحركات الثقافية المؤدلجة بالتوجه السياسي خصوصا اليساري التي شاع تأثيرها بعد سقوط النظام الملكي وتطبيق مبدأ ما يسمى (المثقف العضوي) الذي أسس له الفيلسوف اليساري الايطالي أنطونيو غرامشي الذي يبين فيه انه على المثقف (والذي يصفه بالمثقف العضوي) ان يحمل هموم كل الناس وهموم الطبقات الفقيرة ويرتبط بقضايا امته وقد ذهبت الطبقة الثقافية في العراق الى ذلك حين استقطبت الحركة اليسارية أغلب الطبقة الثقافية في العراق ونجحت نجاحا لافتاً في تحقيق ما دعى اليه (غرامشي) ويمكن اعتبار هذه الفترة هي الفترة الذهبية او قمة الهرم في مجال ارتباط المثقف بمجتمعه وهمومه وقضاياه ومايميز هذه الفترة ايضا انها شهدت صراعا آيديولوجيا بين الفكر الثقافي ذي الصبغة اليسارية وحزب البعث المناوئ الذي تبنى الفكر القومي المتعصب عنوانا له وصعوده نحو السلطة بشكل سريع ومشبوه تلا مرحلة عبدالكريم قاسم ومع صعود المد القومي الذي ركز على التوجيه بأجبار المجتمع على أتباع نهج يُلغي الاتجاهات الثقافية المتعددة ما ادى الى تراجع تدريجي في ارتباط المثقف العراقي بقضايا مجتمعه الى ان دخل العراق في مرحلة التعبئة العسكرية في الثمانيات وسنوات الحصار حيث ضعف هذا الترابط مابين المثقف والشعب ووصل الى ادنى درجاته.
بعد التغيير وسقوط النظام الشمولي الذي ثَقَّفَ (للقائد والحزب) طوال عقود مضت ، شهدت الحركة الثقافية انتعاشاً كبيراً وشهدت تلك الفترة رجوع او سهولة اتصال المثقفين والادباء الذين عاشوا في المنافي بوطنهم وساهمت تكنلوجيا البث الفضائي ومواقع التواصل الاجتماعي في تقريب المسافة بين المثقف ومجتمعه ويبدو ان الامر في تصاعد ايجابي مستمر ولكن وبسبب الفساد الحكومي الحالي والنفوذ الحزبي تواجه العلاقة بين المثقف ومجتمعه نوعا من التصادم المستمر مع الدولة بشكلها الحالي والطبقة المثقفة التي يمكن القول انها تقف الان على اقرب مسافة لهموم المجتمع وحاجاته اصبحت مركزا تجتذب حولها المجتمع خصوصا من الشباب من اجل معالجة قضاياه وبسبب ذلك اصبح المثقف عامل قلق لما يشكله حاليا من تهديد لمصالح واطماع الاحزاب المنضوية في نظام الدولة الحالي في العراق.
في الواقع نحن نشهد الان نوعا من المثقف العراقي متمردا على الحالة التي يعيش عليها ابناء بلده داعيا اياهم الى الانتفاض على واقعهم والتنبيه الى افكار الطائفية والفئوية واخطارها فيما تحاول التركيبة الحاكمة الان وبسبب ما حققه المثقف العراقي حالي من حضور أما مهادنته او ركوب الموجة لجذب اكبر عدد من الناس وضمان تواجدها وسط المجتمع وعلى ذلك للمثقف ان يكون واعيا لجهود تقويض ارتباطه بقضايا مجتمعه والحرص على الاستمرار بهذا الارتباط.



#عمار_حميد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عمار حميد مهدي - هوية المثقف العراقي وارتباطها بالمجتمع