أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد السيد علي - حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد














المزيد.....

حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 23:04
المحور: الادب والفن
    


حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد


ترجل حميد عن صهوة جواده فجرا...
تاركا الدهشة والصعقة والصدمة لمحبيه .

أيحق لي أنا أرثي صاحبي
وكأنما أرثي نفسي ، فأنا قادم لا محال ، لملاقاتك فوق شجرة، او طير هائم في السماوات، أو نبتة في الصحراء ، أو قبرة تعشعش في الجبٍب الأرضية دون فيل يحطمها.
أو سدرة مشتركة بين الكوت وبعقوبة يعشش فيها الهدهد، نعشقها سويةِ. ربّما رمادي سيتطاير فوق مثواك الاخيرفي فايلة ا لدنمارك ،ملوح لك في غابر الايام كان لك اصحاب أوطان.

هذا الفتى النحيف حدّ اللعنة الاتي من الكوت ،
والذي يعرفه يتكهن انه سيعّمر في بلاد الشمال الأوربي حتى العقد التاسع لشدة رشاقته، هكذا متوسط الاعمار هناك. كان لحميد وصاحبه الاثيرالشاعر الناقد جمال مصطفى دارا فضفاضا لكنه خالي الوفاض لان جلّ معونتهم تذهب لشراء الكتب والمراسلات والمطبوعات، وغالبا ما يكون معهم مترجم اللغة الانكليزية عاشور،كان ذلك في النصف الثاني من العقد الثمانيني في الألفية الثانية. كنت قد زرته مع صاحبي د سعيد الجعفر ولاغير الشعر والوطن كان حاضرا معنا في منفانا ومزارنا الاخير.
كان باكورة أعماله ديوان أشبه بالاطلس الجغرافي من حيث الحجم لقلة ذات الحيلة انذاك.
ديوانه _ اقول احترس ايها الليلك _ إحتفظت به مع المعاجم الكبيرة، وكان له هذا الوسام لسلاسة شعره وإنسيابيته دون تكلّف ، حميد تأتي الكلمات إليه أو يذهب لها دون إستإذان، فهي قصائد تنام معك فوق الوسادة ، لا تحتها كما كانت دواوين نزار قباني الذي تلامس ثورة المراهقين العرب بكلا الجنسين.
أنا لا أقارن بين شاعرية الكبير نزار قباني وترفه ، وبين فاقة حميد وكبرياءه.
وكنت أتابع نتاجته في الاغتراب الادبي للدكتور صلاح نيازي، وصفحة كتّاب العراق لسهيل سامي نادر إضافة لدووينه ورواياته.
معرفتي به ، جاءت إقتحاما منه ، كنا في قاعة واحدة في مخيم اللاجئيين العراقين في ايران سنه 1984، وكان حميد معي في نفس القاعة، وكانت تطفأ الانوار في الساعة الثامنة أو التاسعة مساء على ما أذكر، فالاغلبية تنام وكنا بحدود 60 لاجيء في القاعة، وأبقى أنا وحميد نقرأ على ضوء الشمعة في قاعة سيرفراز، ولا أحد غيرنا يقرأ في هذه القاعة لمنتصف الليل ،وهي للمدنيين ولا أعرف لماذا حميد فيها فقد هرب من العراق وهو عسكري، المهم كان يراقبني، وهو أقدم مني في إيران ، وكنت أدخن كما هو يدخن بشراهة ... التبغ الذي ضيع قلب حميد الناصع بياضا .
أراد حميد أن ينتحر بألذّ الاشياء التي يحبها ، السكائر والقهوة ونهم القراءة والكتابة ، هي التي أطفأت هذا القلب الشريد التائه.

جائني فجأة وقدم لي سكارة وسألني ماذا تقرأ، فقلت له الموجود في مكتبة المخيم ، وكان كتاب نهج البلاغة لإبن ابي الحديد المعتزلي، ولانه لاتوجد كتب غير الدينية،وقلت له أنا أتأمل الرسائل وليس الخطب الشفاهية ،إضافة للغة الموجودة في الرسائل فهي مذهلة.
إبتسم وقال هناك كتب من خارج المخيم تهتم باللغة وليست دينية، حدث هذا قبل ثلاثين عام ونيف.
بعدها كان مشتركنا الشهيد الشاعر خليل المعاضيدي فكان يعرفه معرفة جيدة، وذكر لي انه عمل مساحا لمدة وجيزة وتعرف على الشهيد خليل.
لا أعرف شخصا تهكميا مثل حميد أبا دجلة ، فقد ذكر لي إن رجل خطب إخته ، وقدم نفسه لحميد ، باسم حميد جريو# على ما اذكر ، فققهة حميد كثير ، وانحرج الضيف وقال لحميد هذه الاسماء آباءنا سمونا بها وليس عيبا،
فأجابه حميد بكل ودّ انا لا اضحك على اسم أبيك ، فأسم أبيك عدو أبدي لإسم أبي ، فأبي اسمه بزون.
كانت أيام كلها نهم معرفي معه وجمال مصطفى وسعيد الجعفر والفنان الجميل هاني نصرالله.
باكورة اعماله الروائية كانت إصغي الى رمادي بعثها لي مع اهداء وردي،
وكأنه يقول سأبدأ بعائلتي لكي أتخلص من عبء العائلة والعشيرة والقبيلة ، كأنه غسل نفسه من الماضي، كان عمل أكثر من جريء كما فعل الروائي المغربي محمد شكري.
حميد تجاوز عصر الكوت وبغداد لم يحتمل كل ذاك الرياء.
كنت قد تحدثت مع الناقد الواعد هاشم مطر , إن حميد يسلك الطريق الذي لا عودة بعده، فعلها حميد،لانه لم يرجع الى العراق بعد غياب ثلاث عقود ونصف.
فأنا بعد سفره الابدي أرفع قبعتي ، علّني أن أكون مع محبيه لدخول جنات حميد.

# جريو هي مصغر جرو وهو الكلب الصغير



#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الغني الخليلي ذاكرة لا نتنهي
- لتسامح فكرة عنصرية بغيضة ... الحل في المساواة
- ماهية الجنة ... هل هي للعاطلين والكسالى
- أعشاشنا القديمة
- هادي الربيعي وإرتحالات نورنندا
- غادرنا المناضل البطل فاخر ... على حين غرّة
- المبدع المسرحي كاظم السعيدي ...وداعا
- ينابيع الأقصى
- هواة الحمام
- نادي 14 تموزالديمقراطي العراقي في عاصمة السويد (ستوكهولم) .. ...
- الهروب الاول الى الكويت
- قصة قصيرة...فرج البقال
- كاظم السماوي أخر الشعراء الكبار المخضرمين ...وداعا
- مهمة التوثيق وليس إعطاء الفتاوى
- محاولة لفهم كتابة التاريخ
- لماذا لم تنفذ وصية المفكر الراحل هادي العلوي...بالحرق بعد ال ...
- ضوء على دراسة د. علي الوردي... في طبيعة المجتمع العراقي
- خياط الفرفوري...أحد المهن الشعبية التي إندثرت
- مديرية أمن بعقوبة...والهروب الى كردستان تالعراق 2
- إجابات حول إستفهامات...العزيز إبراهيم البهرزي


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد السيد علي - حميد العقابي... الشاعر والروائي الطائر المتشرد