أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل لدينا عملية سياسية وهل لدينا سياسيون؟














المزيد.....

هل لدينا عملية سياسية وهل لدينا سياسيون؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أصعب المفارقات اليوم في الواقع السياسي العربي عامة والواقع السياسي العراقي خاصة أن من يخوض غمار السياسة ليس مؤهلا أن يكون حتى مساعد لسياسي محترف، فاللعبة السياسية برمتها تقوم على عنصري الأحتراف الطويل وتراكم الخبرة والتجربة، وكلاهما مما يفقدهما الكثير من الرموز والفاعليات التي تبوأت مقاعد السياسين إفرازا لظاهرة متأصلة في المجتمعات التي لا تحكمها فلسفة عامة كلية في إدارة شؤونها، وهم أصلا أما نتاج تحولات عسكرية قادت البعض لتلك المقاعد، أو تحولات أيديولوجية تفرض شروطها الخاصة على واقع المجتمع سياسيا فتنحاز للولاءات الحزبية أكبر من جنوحها للحاجات الضرورية ومستلزمات العمل السياسي المهني.
العمل السياسي ليس تجريبيا يمارس من خلال أفتراضات مبنية على أحتماليات مطاطة قد تنجح أو تفشل في تحقيق مصلحة وطنية وأجتماعية ما، بقدر ما هو سعي لفرض نتائج من خلال أدوات معلومة ومنهج عملي ورؤية مرسومة بدقة وفقا لأدق التفاصيل، تربط بين الواقع كما هو وأحتمالات اللحظة والممكن المعقول والقدرة على التسخير، ودون هذه العوامل الأساسية يتحول العمل أي عمل كان إلى ممارسة هواية الغرض منها أشباع حاجة للتسلية وليس مرتبطا بواقع ومصالح ومصير ووجود مجتمع، عالم السياسة اليوم محكوم بمعادلات وقوانين وأفتراضات تخضع أما لمنهجية سياسة القوة بشكلها الحاد عندما تمتلك فعليا مصادر القوة، أو تعمل ضمن نظرية قوة السياسة حينما تكون قادرا على ممارسة اللعبة السياسية بذكاء وأحترافية في مواجهة أقسى الخصوم، حتى وإن لم تنجح النظرية الأخيرة في حصاد مكاسب كبيرة، فإنها لا تفشل أبدا في نيل مكاسب معقولة مع أحترام حقيقي للسياسي القوي الذي لا يفرط ولا يهادن نتيجة شعوره بالفشل في تحقيق كامل الهدف ومعظم النتيجة.
التجربة الميدانية التي نتلمسها من خلال التتبع التأريخي لواقع السياسة العربية والعراقية خلال القرن الماضي والمايقارب من العقدين في هذا القرن، نجد أن قليلا من الشخصيات التي حظيت بالأحترام والتقدير لبراعتها السياسية وثقافتها العامة، ومرد هذا الأمر أن النظم السياسية في الغالب الأعم، تتمركز حول شخصنة القيادة أما ملكا أو رئيس جمهورية، وبالتالي فهو العامل الحاسم في رسم السياسة ومهندسها أو أنه يتبع إملاءات خارجية توجه وترسم السياسة، أما بقية المنظومة التي تدير البلد فهي مجرد صدى أو ترديدات لمقولات القائد والزعيم، ولا تساهم إلا بقدر جزئي في التأثير أو المشاركة في صنع وتشكيل القرار أو الرؤية السياسية، هذا حول النمط العملي للتعامل مع السياسة من أختيار الكفاءات والتجارب والخبرة، إلى مفهوم أخر يتمثل بالمهارة الشخصية لرجال الدولة في مغازلة القائد والزعيم لكسب الود والرضا، بدل مهمة صنع ثقافة تعاطي ناجح مع الواقع والتغلب على الإشكاليات والمشاكل السياسية.
هذا الناتج الترتيبي فرض على ما يسمى بالعمل السياسي العربي صورة من البعثرة واللا إبالية والخسائر المتتالية، في الوقت الذي يجتهد الأخرون من حولنا على تأصيل لمفهوم العمل السياسي المنظم والمحترف والأقدر على فهم حاجات البلد والمجتمع والتعامل معها على أنها قضايا كلية وليست مجرد فعل ورد فعل يسوق ونتعامل معه بشكله العام من خلال مصلحة الحاكم ورؤيته الذاتية، هذا الواقع المر لم يمنح السياسة كمفهوم مدني أجتماعي علمي دورا مهما في صنع بيئة حقيقية تنتج ساسة مقتدرون قادرون على حماية المصالح الحيوية للمجتمع بمهارة وتقنية أحترافية، مما يهدد ليس فقط بضعف في العمل الجمعي المعبر عن ثقافة وتطلعات ومصالح المجتمع، بل يتعداه إلى تأثير أبعد على النواحي الأجتماعية والمعرفية والقانونية أيضا.
إن ما يحير أيضا أن التبدلات الكونية والتغيرات في العمل المفاهيمي وتطور الوعي الأجتماعي بأهمية العمل الممنهج لم ينجح في دفع المنظومة السياسية العربية عامة والعراقية خاصة إلى تحديث بنيتها، وإلى مزيد من المهنية في الحد الذي يمكننا أن نسمي الواقع السياسي بمسماه الصحيح، كما أن تركيز كل السلطات في يد جهة متحكمة يسلب المنظومة السياسية فاعليتها ويحيد الأختصاص والخبرة في محاولة لمحكات الهيمنة السلطوية والأستجابة لرغباتها، وتقزيم للمؤسسة الفاعلة وتغريب واقعي وعملي لها، في الوقت الذي تعيش فيه المجتمعات العربية إشكاليات عدة، من تثبيت لوجودها المجتمعي وأنتهاء بعلاقاتها مع الأمم والمجتمعات الأخرى، لقد ضحى نظام الحكم العربي بأهم وأول الأدوات المفصلية التي تساهم في بناء مجتمع حقيقي ببديل تافه وذيلي عندما جعل الأنتماء لعقل السلطة أنتماء لكل الوطن والمجتمع وبديلا عنه.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكلاء الله أم متوكلين عنه؟
- الهوية ومفهوم التشكيل والتحديث
- في الذكرى الرابعة عشر ليوم التاسع من نيسان. رسالة إلى من لا ...
- في نقد التجربة الديمقراطية في العراق
- أفكار هادئة 2
- أفكار هادئة
- المهدوية بين الأنتظار والخلق الذاتي لها
- حكاية الغنج البغدادي
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 2
- أحلام التقسيم وواقع العراق ما بعد داعش ح 1
- لحظة حلم مجنون
- ماهرون جدا نحن الهاربون من جحيم الوعي
- سؤال المعرفة
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح1
- المسلمون والنظام العالمي الجديد ح2
- أمي فلاحة من طبقة النبلاء
- إشكاليات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان في الإرث الفكري ا ...
- المسلمون وتحديات العصر _ مقدمة وتمهيد
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح1
- أليات التوافق بين المشروع التنويري وحقائق العالم المعاصر ح2


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - هل لدينا عملية سياسية وهل لدينا سياسيون؟