أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - الدين أفيون الشعوب في -Sausage party-














المزيد.....

الدين أفيون الشعوب في -Sausage party-


حامد المسلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5483 - 2017 / 4 / 6 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


إن مناقشة الأفكار الفلسفية والوجودية ليس بجديد علي السينما العالمية، ودائماً ما يُقابل صُناع هذه النوعية من الأفلام تحدٍ صعبٍ، ويتمثل هذا التحدي في كيفية جذب انتباه المشاهد طوال مدة العرض بلا ملل أثناء عرض ومناقشة مثل هذه الأفكار، وكذلك في قدرتهم علي إيصال وجهة النظر بوضوح، وأكاد أجزم إن هذا هو النجاح الحقيقي لفيلم Sausage party وصُنْاعه، بتقديمهم الأفكار الفلسفية والوجودية في فيلم جذاب وكوميدي ومثير لا يجعل المشاهد يمل منه، بذات القدر الذي يُثير التساؤلات حول الأفكار المطروحة بداخله، ليعيش الفيلم طويلاً بهذه التساؤلات في عقول ووجدان المشاهدين.
تدور أحداث الفيلم حول المنتجات الغذائية المصنعة والمعروضة في متجر Shopwell s (بقالة/سوبر ماركت) والتي تؤمن بأن الصُناع (الإنسان) إنما صنعها للنعيم، وأنهم عندما يخرجوا من المتجر فإنما ينتقلون إلي الدار الآخرة والجنة بنعيمها، وتسير الأوضاع حتي يخرج أحد المنتجات (برطمان عسل بالخردل) مع أحد البشر، قبل أن يكتشف البشري بأنه لا حاجة له في هذا المنتج ليعيده إلي المتجر، فيخبر المنتجات بأنه لا توجد دار أخرة ولا نعيم ولا جنة، ولا يوجد سوي هذا الإنسان الشره والشرير الذي ما صنعهم إلا لمتعته، ليبدأ فرانك (سوسيس) رحلة البحث عن الإسئلة التي آثارها (برطمان العسل بالخردل قبيل انتحاره)، وتتوالي الأحداث...
• الدين أفيون الشعوب
يعتبر -المفهوم الشائع- لمقولة كارل ماركس "الدين أفيون الشعوب" هي التيمة الرئيسية في العمل، حول دور الدين في إزكاء حالة الرضا عند المنتجات (شخصيات الفيلم) ليتقبلوا الحياة والمصير وخدمة الإلة المتحكم في الدنيا بهذا الرضا والإقبال عليها، (ويُعد هذا التفسير الشائع الغربي والإسلامي مغالطاً للمقولة ومخرجاً لها من ظروفها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية التي قيلت فيها، وجزء من الحرب الرأسمالية علي أفكار ماركس الاشتراكية، ومهملاً ظروف حروب الأفيون في القرن التاسع عشر، وسعي القوي الغربية بريطانيا وفرنسا وأمريكا لفرض هيمنتها الاقتصادية والدينية علي الصين).
وقد بدأ الفيلم بالأغنية الدينية (في إشارة إلي الأوردة والترانيم والقراءات المقدسة من الأديان التي يبدأ بها المتدين يومه بها)، وهي تُشير بوضوح لحالة الرضا والإقبال علي النعيم الذي ينتظرهم في جنة الصُناع (الإنسان الإلة).
كما ناقش العمل عدة مفاهيم دينية علي لسان شخصيات العمل، فما ورد علي لسان بريندا "هل يمكن أن يكون ما تفعله بنا الألهة هذا، كعقاب لمجرد لمسنا لأطراف بعض"، يستعرض في هذا المشهد فكرة بعض المتدينين عن الإلة المترصد لخطأ العبد والعقاب الفوري والآني له، رغم أن منطقهم هذا يتعارض مع ديناميكية الحياة نفسها، فكل يوم ترتكب العديد والعديد من الجرائم في حق الأبرياء، ولا يتدخل الإلة، فهل يتدخل لأن أنثي وذكر تلامست أيديهم!
وكذلك ناقش من خلال شخصية كريم عبد (لافاش) الأفكار التي تُسيطر علي عموم المسلمين، من خلال بعض الجمل الحوارية، فقد ذكر لافاش بأنه "تنتظره 77 زجاجة زيتون في الدار الأخرة"، في إشارة إلي الحوُريّات "الحور العين" في الحياة الأخري، وكذلك أفكار لافاش المطلقة في الحكم علي الأشياء والأشخاص، ونعت بريندا بالعاهرة، كأفكار معظم المسلمين والعرب عن الآخر!
• الدين منتج
يؤكد صناع الفيلم علي أن الدين اختراع بشري (منتج)، انتجه بعض الأذكياء القدماء، لغرضين رئيسيين، أولهما السيطرة علي الضعفاء والجهلاء واكتساب سلطة دينية عليهم، وثانيهما هو إعطاء الأمل للاتباع حتي لا يتذمروا من الواقع ويذهبوا إلي أقدارهم العبثية وهم راضون ومقبولون، وكذلك لصناعة سلم اجتماعي.
• العلاقة بين الذكر والأنثي
العلاقة بين بريندا وفرانك تُشير إلي هذه الإشكالية بين الذكر والأنثي المستمرة دوماً، إن لم يفعل الذكر ما تُريده الأنثي فإنه لا يحبها، و الترديد المستمر لمقولات "الأفعال دليل أكبر من الكلمات"، "يريدوا أن نتبعهم ولا يريدوا أن يتبعونا"، رغم أن شكوك فرانك جديرة بالحيرة والتردد واختياره طريق البحث عن ماهية الحياة وجدوتها ومآلاتها، عن اختياره لاتباع بريندا والحب والسير في اتجاه طريق الهلاك المفروش بالورود، ورغم طلب فرانك من بريندا بمرافقته في رحلة بحثه، إلا أن بريندا هذه الفتاة الإصولية لم تكترث لشكوكه!
• الجنس كمحرك للحياة
قدم العمل الجنس كمحرك للأمر وغاية في نفس الوقت، عن طريق تقديم جانب من مفاهيم الأديان التي تنتج شخص مكبوت، يخشي الاحتكاك بالآخر، ويتصور بأن الإلة يقف بالمرصاد لاختيارات وحرية الذكر والأثني، ولا يلقي بالاً بالحروب مثلاً!
• مزرعة الحيوان وثورة العبيد
في رواية مزرعة الحيوان للكاتب البريطاني جورج أوريل، والتي قدم فيها ثورة حيوانات المرزعة علي الإنسان، وقدرة الحيوانات علي حكم انفسهم بعيداً عن سيطرة الإنسان، وكذلك فقد قدم الفيلم ذات الفكرة، حول قدرة المصنعات الغذائية الموجودة في المتجر، علي الثورة علي الإنسان (الإلة الصانع) وهزيمته وقتله، وحكم نفسها بنفسها.
• وأخيراً لقد استطاع المخرجان جريج تيرنان وكونراد فيرنون، وكتُاب السيناريو أرييل شافير وكايل هنتر وإيفان جولدبرج وسيث روجان، أن يصنعوا فيلم متميز جداً في عرضهم للفكرة بشكل واضح ومثير يجذب المشاهد طوال مدة العرض التي تقترب من 90 دقيقة بلا لحظة ملل واحدة، كما أن دور العلكة "اللِبَانْة" التي تُشير إلي ستيفن هوكينغ، بشكله الخارجي وكرسيه المتحرك ونظارته وتصرفاته ونبرة الصوت إلي حد كبير، كانت من الشخصيات التي توضح خلفيات الأفكار لصناع الفيلم وكذلك العرفان بالجميل لأفكار هذا العالم، الذي اتبعها الباحثون المتمردون في الحياة والسينما.
ملاحظة أخيرة الفيلم غير محدد التصنيف العمري، وإن كنت أرجح أن تصنيفه يجب أن يكون +18 لما يعرضه من أفكار فلسفية عميقة ومشاهد وعبارات جنسية واضحة.



#حامد_المسلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية الدينية والتطرف يهزما الحب في -شوق الدراويش-
- أفراح القبة: الحلو ما يكملش
- السائق هيرمان يتحول لقاتل ووكيل عن الرب في -الحادثة-
- البيضة والحجر وصناعة الخرافة والإسطورة
- الباب المفتوح بالوعي والإرادة إلي الحرية
- فيلم جري الوحوش ومعاداة العلم
- مولد يا دنيا والفيلم الإستعراضي
- عنتر بن شداد كلاكيت تاني مرة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - الدين أفيون الشعوب في -Sausage party-