أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شكيب كاظم - هاني فحص نخلة عراقية سامقة.. رجل الوسطية والحوار وإطلاق الأسئلة















المزيد.....

هاني فحص نخلة عراقية سامقة.. رجل الوسطية والحوار وإطلاق الأسئلة


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5482 - 2017 / 4 / 5 - 18:27
المحور: سيرة ذاتية
    


يوم الخميس الثامن عشر من أيلول /2014رزئت الأوساط الثقافية والسياسية والدينية ، في لبنان والوطن العربي برحيل السيد هاني (مصطفى حسن) فحص ، رجل الوسطية والتعايش والحوار ، مع الآخر ، والسؤال ، الذي ظل يطلقه طوال حياته المعرفية التي تجاوزت النصف قرن ، السؤال الذي يرفض وجهة النظر الأحادية والمسطحة لأمور الكون والحياة.

هذا الفتى الذي بدأ يتلمس الدرب نحو قضايا الأمة ، فكانت دولة الوحدة بين مصر وسورية في شباط ، ، 1958 أول جذوة ، أو أول نبراس في متراس حياته ، حتى أنه عزم وعددٌ من أصدقائه ، من قريته (جبشيت) في الجنوب اللبناني ، التي شهدت مولده عام 1946 ، عزموا على السفر إلى دمشق لكي يحظوا برؤية الزعيم جمال عبد الناصر وعادوا فرحين ومزهوين بإطلالته وهو يحيي الجموع المحتشدة التي جاءت لتحيته ، ثم كانت الحرب ، حرب مايس 1958 في لبنان والتي أدت إلى إبعاد رئيس الجمهورية كميل شمعون ، فضلاً عن رئيس الوزراء صائب سلام هذه المعارك ، فضلاً عن الوحدة ، وما سبقها من نزوح فلسطيني بعد إعلان الدولة الصهيونية في 15/من مايس سنة 1948 ولجوئهم إلى الجنوب اللبناني ، هرباً من بطش المسلحين الصهيونيين ، بلورت توجهاته السياسية ، وأفكاره التي ما عتمت رحلته إلى النجف عام 1963 للدراسة في حوزتها إلى جانب عدد من أبناء الجنوب منهم: محمد جواد الأمين ، وحسين قازان ، ومحمد حسين المهاجر ، وعبد اللطيف بري ، وعلي بدر الدين ، والذي يصفه السيد هاني فحص بأنه: (( كان إشكالاً يومياً متنقلاً وفي كل شيء من الشعر إلى الفكر إلى الحياة إلى الذاكرة إلى الحوار الذي يتحول إلى سجال أو نزاع ، وفي الليلة التالية يأتيك السيد علي إلى منزلك ليقبلك ويبكي وتبكي… أو يضحك فتضحك ، كان يتقن الحب والشغب وحسن النية التي دهورته)). نعم ، فلقد انتمى علي بدر الدين ، إلى تيار السياسة العراقية في عقد السبعينات من القرن العشرين ، وقرأت له ديوان شعر منتصف ذلك العقد ، عنوانه (سيدي أيها الوطن العربي) زاخراً بالسياسة ، ثم ما عتم ان اختفى من الحياة السياسية و الثقافية ، وقد علمت بأنه قتل في الجنوب اللبناني بعد خطفه في آب1980.

ما عتمت رحلته الدراسية إلى النجف ، التي كان يعدها مجتمع ملائكة لكنه لم يجده ، وما كان هو ملاكاً ، بل ظل يحاسب الشيطان ويعترف بأنه غلبه مرات عدة لكنه انتصر على الشيطان بالنقاط لا بالضربة القاضية! ، لأن المبدئيين ، والباحثين عن النقاء المطلق ، أو القريب من المطلق تفجعهم الحياة بألاعيبها وأساليبها الملتوية ، ما عتمت رحلته ان بلورت توجهاته السياسية ، فكان دفاعه عن الجنوب ولبنان وفلسطين ، التي رأى أن الحفاظ عليها لن يمر إلا عبر الحفاظ على لبنان موحداً ، وصولاً إلى انشغاله بقضايا الوطن العربي والعالم.

دراسة فقهية

وإذ يعود إلى بلده عام 1972 ، بعد ان أكمل دراسته الفقهية ، تفجؤه قضية مزارعي التبغ ، وكان أهله من زُرّاعه ، ويصف لنا في الجزء الثاني من كتابه الرائع والجميل الموسوم بـ ( ماضٍ لا يمضي. ذكريات بين التبغ والزيتون والزعفران) الصادرة طبعته الأولى عام 2010 عن (دار المدى) ، زراعة هذه النبتة ، حتى إذا استوت على سوقها نُقلت إلى مكان آخر ، ويكون النقل فجراً ، حين تكون في الجو رطوبة الليل ، حتى إذا ارتفعت الشمس أنهوا عملهم ، لأن جفاف الجو يميتها ويكون جنيها أصعب ، ففضلاً عن مرارة النبتة واسودادها فان ورقة التبغ تصف ورقة ورقة قبل ان توضع في الطرود ثم تفرز ورقة ورقة إلى جانب نظيراتها ومثيلاتها ورقةً ورقة ، فلكل حجم سعره ، ولك ان تتصور أيها المدخن البطر ، قساوة الحياة ومرارتها ، مرارة اللقمة البسيطة المغموسة بآثار النبتة وظلالها على أيدي المزارعين والفلاحين ، وهم يأكلون لقمتهم الشريفة بعد ساعات طويلة من العمل المضني ، واضعين في الحسبان ، قلة الماء وشحه الذي لايكفي لبل الرمق وإنزال اللقمة ، فكيف يهدر على غسل اليد؟! كانوا يحرمون انفسهم الماء ويسقون الشتلة ، يؤثرونها على انفسهم ، فيختلط الأكل بالمرارة ، مرارة ورقة التبغ ، يصبح السكر مشوباً بالمرارة ، وتدخل مرارة التبغ على مرارة الشاي.

دفاعاً عن قضايا الناس

رجل الدين ، المثقف السياسي النزيه ، الوسطي يضع كل ثقله مع هؤلاء الفلاحين البسطاء ، الذين تحاول شركة الريجي المحتكرة لزرعه وتسويقه ، تحاول بخسهم أشياءهم وحقوقهم ، فيقود هاني فحص التظاهرات في النبطية ، ويسقط أكثر من شهيد برصاص الدرك والجيش ، فينقل الاحتجاجات إلى العاصمة بيروت.

وإذا كان الجزء الأول من كتابه (ماضٍ لا يمضي. ذكريات ومكونات عراقية) الصادرة طبعته الأولى عن (دار المدى) عام 2008 ، وكما يقرر العنوان ، يكاد يكون خاصاً بدراسته في العراق ، بحوزة النجف وحياته فيه – كذلك- والتي على الرغم من الدراسة الحوزية المتشددة في طقوسها على مستوى الدرس والملبس والتصرف ، ما استطاع الطلبة اللبنانيون ، تأجيل ترفهم وأناقتهم فكنت ترى الساعة في المعصم ، فضلاً عن البنطلون تحت الجبة ، ولبس القميص الملون ، وقفزة أخرى نحو قراءة الأدب ومجلات (الآداب) وحتى (الطريق) اليسارية اللبنانية والكتابة بالأسلوب الأدبي ، الذي تعاب الكتابة فيه في طقوس الحوزة ، الأمر الذي يذكرني ، بالدكتور عبد الرحمن بدوي القامة الثقافية الشاهقة ، الذي كان يعيب على الباحثين المصريين إسلوبهم الأدبي وهم يكتبون ، وكأن إسلوب الأدب مَعَرَّةً وعيباً وهو ما سطره في مذكراته الموسومة: (قصة حياتي) صدرت عام (2000) وبجزءين والتي أدرت عنها حديثاً نقدياً عنوانه (عبد الرحمن بدوي في سيرته الذاتية) نشرته جريدة (العرب) الصادرة في لندن يوم الثلاثاء15/من آب/2000 وأعدت نشره في كتابي (مطارحات في الثقافة. حين تجسد الكتابة علاقة) وأصدرته دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد عام 2007.

ويعود هاني فحص إلى الحديث عن أيام دراسته في حوزة النجف في الفصول الأخيرة من الجزء الثاني من كتابه آنف الذكر ، ليذكر العديد من زملائه وأساتذته ، واقفاً عند أستاذه الفاضل الدكتور محمد تقي الحكيم – رحمه الله – الذي كنت أقرأ بحوثه في مجلة (المجمع العلمي العراقي) وما زالت دراسته الضافية عن (الضعف) هل هو إثنان أم ماذا؟ مازالت في الذاكرة على الرغم من السنين. والوفاء يقتضيه ان لا ينسى – كذلك- أستاذه مصطفى جمال الدين – رحمه الله- فضلاً عن السيد محمد حسين فضل الله.

ما ان يصل هاني فحص إلى النجف حتى يقرر ان يعتمر العمامة ولأنه لا يعرف كيف يعتم بها ، فان صديقه الظريف جعفر الصائغ يتولى الأمر ، وقد أثار ذلك تعجب الكثيرين ، وقال بعضهم: بكير على السجن ، وكانوا على حق ، لأنه في اليوم الثاني – كما يقول السيد هاني – تعثرت بذيل جبتي وسقطت على ارض الشارع على وجهي وأنحلت عمامتي ، ولم استطع لفها وعدت إلى المدرسة بشكل كاريكاتوري… لم افرح ولم أحزن ، ولكن شعرت بشيء من الحموضة في ريقي…تراجع ص433من الكتاب ، وسيظل السيد هاني يذكر الكثير من المفارقات التي جلبتها له العمامة ، يوم يزور المستشفى لعيادة قريب ، ويسلم على الغادي والرائح فهذا مما يليق برجل الدين ، لكن يفجؤه ويفجعه ، قلة إكتراث بعضهم أو رد السلام ببرود ، حتى إذا قرر عدم السلام ، رأيت من يقفز من مكانه ، محيياً السيد ومرحباً به!! والأفجع ما حصل أثناء حرب لبنان في شهري تموز وآب / 2006.

صادق مع الناس وذاته

ولأن السيد هاني فحص ، صادق مع نفسه ، يدون حتى ساعات الضعف الإنساني ، والإنسان مخلوق ضعيف (وخلق الإنسانُ ضعيفاً) فأنه يحدثنا عن حالات هذا الضعف ، فهو من الذين يحاولون إعطاء المرأة حقوقها ، وينادون ، لكنه إذ يدعى إلى ندوة بشأن المرأة ، تدعوه اليها جمعية نسائية في النبطية يذهب وحده ، من غير ان يصطحب معه زوجته السيدة نادية علي علو (ام حسن) ابنة العائلة الدينية المعروفة آل الزين ، التي تولت الوعظ الديني والإرشاد في تلك المنطقة سنوات طويلة ، يقول الأستاذ فحص: ((وعندما لاحظت إحدى السيدات غياب زوجتي ، سألتني عن السبب فلم أقل شيئاً حتى لا أكذب ، ولكن السيدة السائلة ابتسمت ابتسامة ذات معنى ولاذت بالصمت فلذت بالصمت مثلها)).ص17.

ويتكرر الحال ، هو يعترف بضعفه الإنساني ، على الرغم من المكابرين الذي يدعون إلى حرية المرأة – كما دعا الزهاوي ابنة فهر إلى ترك الحجاب! ، في حين إذا اصطحب ضيفاً أو جاءه ضيف ، نادى على زوجته ان تخلي حوش الدار نحو غرفتها!. وما أظن قاسم أمين إلا مثل الزهاوي ، هو الذي صَدَّع رؤوسنا بدعواته لـ (حرية المرأة).لكن هاني فحص يعترف بضعفه ، فاذ تدعوه جمعية نسائية في النبطية – كذلك – أكثر عضواتها يعرفن زوجته (أم حسن) تدعوه إلى ندوة بشأن عاشوراء ، حصار الحزن. فيذهب وحده – كذلك- (وعندما سألتني السيدة سلمى علي أحمد رئيسة الجمعية عن أم حسن ، أدركني الحرج ، وتلعثمت فسكتت رحمة بي ، وحاولت العلاج فكلفت الحاج عبد الحليم عطوي بالعودة إلى قريتي لدعوة أم حسن إلى الندوة ، ولكنها تمسكت برفضها ان يكون حضورها منة مني عليها. وحتى الآن مازلت أعيش سلبية هذا التصرف ، فإذا تحدثت عن المرأة في المقابلات التلفزيونية أو الصحافية ، أو كتبتُ عن المرأة ، أظل حريصاً بالإضافة إلى الإرباك الذي يداهمني ، أظل حريصاً على ان لا تسمع زوجتي أو تقرأ ما أقول حتى لا تذكرني وتروي لضيوفي ما حدث لها سابقاً ، وتلزمني بالتزام الأعذار التي لا يقبلها أحد ولا أنا)) تراجع ص17.

ويحدثنا هاني فحص ، عن أيام الزمن الجميل ، قبل ان يضرب العصف الوبيل مجتمعاتنا العربية ، حيث المحبة والتعايش والتآخي بين الأديان والمذاهب ، كنا نقيم علاقاتنا مع القريب إلى نفوسنا خلقاً وعفةً غير سائلين عن أموره الخاصة مع ربه ، فالله يفصل بيننا يوم القيامة كما يقول قرآننا الكريم ، يحدثنا عن المدرسة الجعفرية التي اسسها السيد عبد الحسين شرف الدين عام 1938في مدينة صور ، وكان جهازها يضم عدداً من الأساتذة المسيحيين ، منهم: متري الحلاج وجورج خوري ، وجورج كنعان ، وإذ تحدث النكبة سنة 1948 ، فان الإمام شرف الدين ، يخلي طلابها ويفتح أبواب المدرسة والمسجد للنازحين الفلسطينيين ، مسلمين ومسيحيين ، حتى ان المسيحيين منهم يبنون – في وقت لاحق – كنيسة لهم في منطقة (البص) تراجع ص140.

رحابة صدر المجتمع

وهذا الأستاذ مارون الحاج ، المسيحي الماروني ، يأتي للتعليم في مدرسة القرية ، ولم يعتم حتى أصبح مارون الحاج مستشار الضيعة في كل شيء ، حتى ان مختار القرية عبد الغفار حرب ، يجعل ابنه (حسيناً) رفيقاً دائماً لمارون الحاج ، الذي كان تلاميذه ومنهم هاني فحص يحرصون على تفاديه ، أو تلافي مواجهته في شوارع القرية هيبةً ، فيغيرون طريقهم ، فان لم يكن هناك مفر تجمدوا في أماكنهم حتى يمر. تراجع ص126-127.

ويوم يذهب هاني فحص في سنوات تلت إلى بيروت لزيارة صديقه الكاثوليكي الأستاذ حنا الناشف ، وإذ لم يجده يقرر العودة ، مع رجاء إيصال تحياته إليه ، لكن حماة الأستاذ حنا ، تقدمت نحو باب السيارة وفتحته قائلة: لا… تفضل ، إنت بركة والشباب يأتون ، وأرسلت في طلبهم ، ونحن داخلان إلى المنزل سألها حفيدها الصغير: ستي هذا الأبونا؟ قالت: لا. هذا أحسن وعذرتها ومالبث ان جاء حنا وزوجته والأولاد ليكتشف ان القرآن ونهج البلاغة متداولان في المنزل. تراجع ص 136.الحفيد الصغير ، وقد ارتسم في ذهنه الغض مشهد رجل الدين المسيحي يتشح بالسواد ، وهو اللباس ذاته الذي يتشح به السيد هاني فظنه أبونا؟! ولكن جدته توضح الأمر له.

ولأن دين الإنسان لا يعني شيئاً لهاني فحص ، فقد حدثت التباسات وإحراجات طريفة ، يحصل ان يناقش مع صديقه الفتحاوي الفلسطيني نبيل صالح سلوك الكنيسة الارثوذكسية التفريطي بالأوقاف في القدس والضفة الغربية ولصالح إسرائيل ، لكن الذي جلب انتباه السيد هاني ، دقة الأرقام والتواريخ التي يوردها صديقه الفلسطيني نبيل صالح ، مركزاً على ضرورة التفريق بين الاكليروس العربي واليوناني في هذه القضية ، ويقفز إلى ذهنه سؤال: من اين لك هذه المعرفة التفصيلية؟ فأبتسم .. أحمر وجهه ، وقال: أنا ارثوذكسي يا سيد.. صديقي نبيل صالح الأسمر الطويل ، بعد عشرين سنة عرفت انه ارثوذكسي!

ولطالما ذكرت بأنه صديقي التركي الإسلامي ، وبعد عدة لقاءات وحوارات معه حول الوحدة الإسلامية انفجر وقال أمام أصدقاء مشتركين: يا سيد حيرتني وأتعبتني .. مرة أخرج من الاجتماع مقتنعاً انك شيعي ، وفي الاجتماع الثاني اتيقن انك سني! وأخشى أن تكون مسيحياً!)) ص219.وكما وقع حفيد الأستاذ حنا الناشف ، وقد كان يرى رجال الدين المسيحي المسربلين بالسواد ، فظن السيد هاني المتسربل هو الآخر بالسواد ، والعمة السوداء ، شعار السادة من آل البيت الكرام ، أقول كما وقع الحفيد في الوهم والالتباس فوصف السيد بـ (الأبونا) فأن عريف الحفل الذي أقامته كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية في شهر آذار من عام 1975 ، احتفاء بمواقف مطران القدس هيلاريون كبوجي ، المعتقل في الأرض المحتلة ، يقع في اللبس ذاته ، تكلم في الحفل عدد من الشخصيات منهم: المطران غريغوار حداد والأب حليم ريشا ، وشفيق الحوت ، ثم السيد هاني ، وهنا قال عريف الحفل الأستاذ بشير عميرة: بناءً على طلب الجمهور فان كلمة (الأسقف) هاني فحص سوف تطبع وتوزع عليكم. اشتعلت القاعة بالتصفيق أمام ذهول بشير عميرة الذي لم يكن يدري ماذا فعل من خطأ أجمل من الصواب ، وكان في القاعة عشرات الرهبان والراهبات والتقطها الأستاذ شفيق الحوت وكتب حول معنى هذا الخطأ الصحيح في جريدة (المحرر) ص139.ولأنني وغيري ما كنا نعرف – أو لا يهمنا ان نعرف – مسيحية الأديب المصري الكبير وديع فلسطين ، أو الأديب السوري فؤاد الشايب أو شهيد القضية الفلسطينية غسان كنفاني وغيرهم. إلا بعد استشهاد غسان ووفاة الشايب ، أمد الله في عمر وديع فلسطين ، الأستاذ زهير الشاويش يعلن في ندوة أقامها نادي (بيان) في بيروت دعي اليها السيد هاني فحص ولعلها أقيمت لتكريمه ، وهاني – لتواضعه المستمكن من ذاته – يقول انه دعي اليها فقط؟! الشيخ الموقر زهير الشاويش يقول في الندوة: كنت أقرأ لهاني فحص ، وبعد فترة فوجئت بأنه مسلم ، ثم فوجئت بأنه شيعي ، ثم فوجئت بأنه سيد ، ثم فوجئت بأنه معمم ، ثم فوجئت بان اسماء بعض بناته هي اسماء بعض بناتي… فاجأني ان رجل دين يتحدث عن زوجته وبناته من دون تردد… تراجع ص220.

يداوي جراحات السياسة بالكتابة

ولأنه كما قلت في صدر حديثي هذا – كان رجل الوسطية والحوار ، وإطلاق السؤال تلو السؤال ، بشأن قضايا الحياة ، ولأنه كان بيوريتانيا متطهراً بالغ التطهر والنقاء والصفاء ، فلقد صدمته تجارب الحياة وحوادثها – كما صدمتنا- ، ولاسيما في عالم السياسة ، عالم الممكن ، هو الباحث عن عالم الوجوب ، وأخذ النفس بالشدة ، فتفجعه انتهازية هذا الذي هاجم التظاهرات ضد الشاه ، الذي أمسى قائداً بعد سقوط الشاه ، ويؤذيه هذا الذي يتحدث عن العلاقة بين فلسطين الثورة ، وايران الثورة ، عاداً ذلك شأناً خاصاً بهما ، فما شأنك انت به ، وأنت اللبناني؟! قائلاً له هذا شأن إيراني ، وأنت لبناني.. ص316 .تبكيه قطرية الإيراني ، وهو الذاهب نحو العالمية ، فيعود إلى عروبته إلى جنوبه إلى جبشيت ، هو الذي رأى تهاوي كل النظريات وان الأقوال بعيدة عن الأفعال ، يحطمها هذا الإنسان النزاع نحو الهوى ، هوى النفس ، التي إن لم تكبح فعلت الأفاعيل ، فظل يداوي جراحات الروح ، بالقراءة والكتابة ، هو الذي تاق ان يكون روائياً لكن وجد الكتابة الروائية ، مما لا تأتلف مع وضع رجل دين مثله ، لأن الرواية حياة ، ولعلها إنفلات في بعض صوره أو صورها ، وهو لا يرتضي هذا لنفسه ، وقديماً وصف الشعر بأنه مزرٍ ، إنه بالعلماء يزري كما يقول الإمام الشافعي محمد بن إدريس بن شافع ولاسيما برجال مثل هاني فحص ، فتوجه إلى الكتابة ، ليقدم لنا(أوراق من دفتر الولد العاملي) و(مشروعات أسئلة). هو الذي ظل يطلق أسئلته سواء أوجد جواباً أم لم يجد ، وأظنه لم ولن يجد جواباً لكثير من اسئلته ، فالدنيا حيص بيص!



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزانية .. رواية البرازيلي الصوفي باولو كويلو...تصوير رائع ل ...
- العفيف الأخضر في هذيانه... حين تلوى النصوص وتُكسر أعناقُها
- رسائل انسي الحاج الى غادة السمان ..ليس من حقنا أن نصادر رغبت ...
- من حديث أبي‮ ‬الندى للفهامة إبراهيم السامرائي ...
- سيرة ذاتية ولمحات حياتية.. عالم اللغة إبراهيم السامرائي في ( ...
- محسن حسين في أوراقه الصحفية .. سياحة استذكارية لعقود ستة من ...
- انور عبد العزيز ذاكرة المدينة الصاحية ومبدعها الكبير
- من أوزار الثقافة في العراق وأرزائها.. هل كان طه باقر مقتنعا ...
- فدوى طوقان في رحلتها الجبلية الصعبة
- قبس من سيرة صلاح نيازي‮ الذاتية
- الباحث الكبير الدكتور صفاء خلوصي القائل بعروبة شكسبير
- الياس خوري في مملكة الغرباء ...رواية الحكايا المتداخلة
- النثر الفني في القرن الرابع الهجري من أروع ما كتب ... حديث ع ...
- الباحث عن جذور السنديانة الحمراء ... محمد دكروب ينذر نفسه لم ...
- جورج طرابيشي في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات)..مناقشة عبد ا ...
- مهدي شاكر العبيدي في منجزه (الجواهري شاعر وناثر)
- بين طه حسين وعلي جواد الطاهر
- الذي ألزم نفسه بما لا يلزم...حسن عبد راضي يدرس المفارقة في ش ...
- نظرة إلى منجز الفكيكي الثقافي.. عبد الهادي شاعر وباحث ومحقق
- موسوعي بأسلوب في الكتابة مميز مثابات شاخصة تخلّد اسم حميد ال ...


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شكيب كاظم - هاني فحص نخلة عراقية سامقة.. رجل الوسطية والحوار وإطلاق الأسئلة