أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحيّة دبّش - قراءة انطباعية في نص - اوصال- للكاتبة نبهات الزين














المزيد.....

قراءة انطباعية في نص - اوصال- للكاتبة نبهات الزين


فتحيّة دبّش

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


قراءة انطباعية في نص "أوصال" للكاتبة نبهات الزين"
-----------------------------------------------------------------------------
تصدير:
يقول أنيس منصور: " الحب عند الرجال مرض خطير و عند المرأة فضيلة كبرى"
يقول ابن حزم الاندلسي" لو كانت علة الحب حسن الصورة لوجب ألاّ يستحسن الأنقص في الصورة و نحن نجد كثيرا ممن يؤثرون الأدنى.."
-----------------------------------------------------------------------------

النص قصة قصيرة من النوع الإجتماعي و فيه تطرح الكاتبة وجها من وجوه العلة التي تلحق بمؤسسة الزواج:
لقد اعتنت الكاتبة بلغة نصها عناية فائقة حتى تنسجم و ثيمة النص التي اتسمت بالتوهج و البرود في الآن ذاته، فكانت لغة ناقلة في ظاهرها و حبلى بالدلالة و الترميز في باطنها.
بذات اللغة رسمت شخوصها بدقة فائقة و رافقت قارئها حتى لحظة النهاية رفقة فيها ما فيها من لجاجة السؤال : لمَ و كيف تتأزم الأمور خلف الأبواب المغلقة.
1-العنوان:
تعنون الكاتبة نصها ب"أوصال" جاء في معجم المعاني :
مفردها :
*وَصل=الصلة أو الهبة
* وِصل أو وُصل =كل عظم على حدة لا يكسر و لا يصل به غيره.
2- سيكولوجية الشخوص:
-الزوجة: امرأة تمسك بالقلم/تجر فطرتها/تقفل أزرار قميصها الى العنق/ رجليها مفتوحتين/ انثى تصرخ/انثى اغتيلت...
- الزوج: يراقبها/تتشابك اصابعه/توتر/ينتظر غفوتها/يتفحصها/يمط شفتيه/يفك الازرار/ يتخطاها،

انتقيت من التراكيب و الأفعال بعض دلالة على شخوص هي نفسها تحيل على انفصال و اتصال بين الشخصية و ذاتها و بين الشخصية و الشخصية المقابلة،
لئن رسمت الكاتبة الزوجة رسما منغلق الظاهر فقد امعنت في التلميح بانفتاحها .
يحيلنا النص على البوتقة التي فيها تنغلق الانثى الشرقية و قد اعتنت الكاتبة بتصوير هذا الجسد الذي تسكنه الأنثى في صيرورتها امرأة/زوجة/أم.. هذا الجسد الذي تسكنه و لا تسكنه في الآن ذاته. و ليس أدل على ذلك من" تجر فطرتها، انثى تصرخ، شنق...) فهو غريب عليها غرابة أحلامها التي تبسطها على الورق،
أما هو فذكر يسكن ذكورته في صيرورته رجل/زوج/أب
يسيطر عليه التوتر، النرجسية، الإلتفاف على حاجاته الخاصة دون حاجاتها،حاجات يشبعها بالنظر المتوازي بين جسد فتح أزرار قميصه و بين هاتف بين يديه قد يكون من خلاله يشاهد مشاهدا بورنوغرافية او ما شابه ذلك...

مركبة هذه الشخوص تماما كرباط الزواج الذي يربط بينهما، ظاهره و باطنه،
كأننا بالهوية وظائفية(ابوين) تستحوذ على الهوية العاطفية(حب /زواج) لذلك عندما يلتقي الزوجان على السرير البارد يصبحان غرباء،تجمع بينهما الحاجة و تفصل بينهما في الآن ذاته،
النص يسلط الضوء على هذا الإغتصاب المتكرر و المشروع بحكم عقد الزواج، لكنه اغتصاب غير الإغتصاب الكلاسيكي الذي يُمارس في حدود الجسد، إنه اغتصاب بالنظر، و هو من أنواع الإغتصاب الذي لا دليل عليه و لا قانون يعاقب عليه ناهيك أن الإغتصاب حتى الكلاسيكي ليس معترفا به في بعض التشريعات على أساس ان "الزوجة حرث لزوجها"
هذه "الانثى التي تصرخ" واعية تماما بفعل الصراخ و دواعيه، هي تصرخ حاجة و مرارة فقد و عذاب اغتصاب مُجبرة هي على المشاركة فيه بسلبية واعية /تعرف هي ما سيحدث و ليس لها حق الرفض.
النص لوحة تصرخ رغم السكون الظاهر، إدانة صريحة رغم الرضوخ للحال، و سؤال مهيمن على الأدب الاجتماعي اليوم الذي يدق ناقوس الخطر المتكالب على مؤسسة الزواج التي لم تعد قائمة على غير حاجيات الأكل و الشرب و الإنجاب في كثير من الأسر. فتحته الكاتبة بضجة/ صراخ و قفلته باغتيال الانثى التي تسكن الزوجة، هل هو تبشير بهوية جديدة لأنثى لا تغلق قميصها حتى العنق متصالحة مع جسدها الذي تشنقه الرغبة و لا ترضخ لفعل الاغتصاب، هل اتخاذها وضع الجنين تسليم ام هو تبشير بولادة انثى جديدة.
---------------------------------------------------------------------------------------

النص موضوع القراءة
أوصال
صمتها يشكو الوحدة ، تكتم أنين روح شنقها الكبت ،تواعد القلم كل ليلة علّها بالكتابة تتوازن ،تبسط أمانيها على ورقة بيضاء و قبل أن تذهب للنوم تمزقها ، تجرّ فطرتها وتلقي بها على سرير بارد ، تستلقي فوقها بحاجبين معقودين وملامح بائسة ، يراقبها هو من بعيد ، تشابك أصابعه وتدوير الإبهام الأيمن حول الأيسر يفضح توتره الشديد، الدقائق التي ينتظرها ليتأكد من غفوتها تعدم الصبر داخله ، يسرع إلى هاتفه ،لكن جزءًا من ورقتها الممزقة يشد انتباهه، يلتقطه من على الأرض ويقرأ عبارة تهدّئ من انفعاله ثم يسأل نفسه ماذا تقصد بقولها بداخلي أنثى تصرخ ؟
يقترب منها بحذر، يتجنب أية حركة أو صوت قد يوقظها، يتأملها بعين فاحصة، وكأنه يراها أول مرة ،لاشيء يوحي بما قالت ، شعر مجعد غير مُعتنى به، وجه شاحب كئيب، سواد تحت العينين، شفتان تميلان للبنفسجي الداكن، ينزل بنظره إلى جسدها، يطبق على شفتيه ويرفعهما من إحدى الجانبين إلى الأعلى ويهز رأسه يمينا وشمالا ببطء، ربما لم تعجبه المنامة شبه الرجالية التي ترتديها، أو ربما يعيب عليها قفل الأزرار إلى العنق، يحرك عينيه موجها نظره إلى رجليها المفتوحتين قليلا يبتسم باستهزاء ثم يقرر الانصراف إلى ما هو أكثر إثارة، لكن الغموض في البوح يزيد من فرضياته و يجعله يمد يديه إلى أزرار المنامة ليفكها الواحد تلوى الآخر ، يكشف عنها الستر المركون على الرف منذ سنين ،إنها تضاريس الأنثى الصارخة التي تحدثت عنها وكأنها كنز مفقود ، ثديان ناهدان خصر ممشوق ، بطن لم تشوهه خدوش الولادة ، لا يزال الربيع مزهرا ويبدو أن الزمن يمهلها لفرط حاجتها ،تتسارع أنفاسه ، يميل بجسمه محاولا تخطيها إلى مكانه بجانبها على السرير دون أن ينحرف نظره عنها ، ثم يتمدد ليمارس عادته السرية ، بعد فراغه تفتح عينيها وتعيد قفل الأزرار، تستدير على جنبها ، ترفع ركبتيها إلى صدرها ،تعانقهما بشدة وتعزي فيهما الأنثى التي كانت تصرخ و اغتيلت الليلة .



#فتحيّة_دبّش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخصي. قصة قصيرة
- رحلة و قراصنة


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحيّة دبّش - قراءة انطباعية في نص - اوصال- للكاتبة نبهات الزين