أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - هتلر في بغداد














المزيد.....

هتلر في بغداد


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5481 - 2017 / 4 / 4 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


هتلر في بغداد

بقلم/ اسعد عبدالله عبدعلي

علياء شابة مريضة بالقلب,اغلب وقتها تقضيه في غرفتها, وتعيش في بيت جدها القديم, وجدت ذات يوم مخطوطة قديمة, مدفونة في بستان جدها عبد الحي, حيث كانت تريد أن تدفن مذكراتها, فكانت مفاجئة كبيرة لها, عندها قررت أن تقرا تلك المخطوطة لتنسى هموم المرض والعزلة, فاكتشفت أن المخطوطة تحمل الكثير من الأسرار, حيث تضع خطوات واضحة لاستدعاء الأموات إلى الحاضر, فكرت علياء بمن يكون أول من تستدعيه من الماضي, تراقصت في مخيلتها عشرات الأسماء, صدام, هتلر, نوري سعيد, عبد الرحمن ابن ملجم, أخيرا قررت أن تستدعي هتلر, ففي جعبتها الكثير من التساؤلات.
أغلقت الشبابيك, وأطفأت مصابيح الإنارة, وأشعلت سبعا من الشموع, كما جاءت في تعليمات المخطوطة, ثم قرأت الكلمات السريانية (( شانكلوح ارترح بلخو ساريا شكا شكا شكا)), فإذا بريح تهب داخل الغرفة, ثم صوت دوي, وفجأة ظهر هتلر بزيه العسكري, واقفا أمام علياء, ينتظر منها أن تتكلم, كانت علياء في تلك اللحظة بين الرعب والخوف, وبين والفرحة لتحقق ما مكتوب في المخطوطة.
استجمعت قواها وقالت لهتلر:
- هل حقا أنت هتلر؟
كان منشغلا بإزالة التراب عن ملابسه, ثم نظر لها وقال:
- نعم, أنا هتلر, وجئتك من عالم الأموات, فقد اخبروني أن فتاة عراقية توصلت إلى طريق الاستدعاء وهي تطلبك لتسألك, لكن نحن في أي عام؟
- نحن في عام 2017 للميلاد.
- مر وقت طويل, كنت احسبه شهور فإذا به سنوات, هيا أفصح عن سؤالك كي أعود إلى عالم الأموات, فلا أطيق عالمكم.
نهضت علياء وأشعلت المصابيح وهي تنظر بفضول لهتلر, قالت:
- لماذا لم تحتل العراق, وهل كنت تفكر بالعراق؟
جلس على كرسي كان بالقرب منه, وكان يبدو عليه التعب والحزن, تنهد طويلا ثم قال لها:
- العراق كان دوما يرتسم أمام عيني, كنت مخططا لاحتلال العراق, لكن بسبب تغير معطيات المعارك في أوربا, حيث كانت ساحات الحرب الأوربية تغلي, وانهار الدم تنزف من دون انقطاع, مما جعل كل اهتمامي يتجه لأوربا, لحسم المعارك فيها, وتأجيل الحلم الكبير, لكن خسارة المعارك كان إعلان رسمي عن موت حلم احتلال بغداد.
- ولماذا تفكر بالعراق؟
- بالتأكيد كان العراق يسبب لي صداع شديد, فكل ما قرأته عن العراق يثير تعجبي, كنت على يقين أن السيطرة على العالم تتم من خلال احتلال بغداد, وان أن نصر أحققه لن يكتمل الا بدخول بغداد, كانت الخطة مكتملة, وكنت قد قررت أن اجعل من العراق مركزا تجاريا للعالم, عبر خط سكة حديد بين برلين والبصرة, ومطارات متعددة, وكنت قد قرأت كثيرا على العراق, ووجدت أن علته دوما تكمن في ساسته, فهم سبب ما كان يعانيه العراق, فكانت خطتي مبنية على قتل كل الساسة, بل وتشريع قانون يجرم كل من يعمل بالسياسة في العراق, بالمقابل تكون أدارة العراق من قبلي وأقدم للشعب كل ما يرغبوا به.
- أتعلم سيد هتلر كم أتمنى أن تعود للحياة, ألان نحن بأمس الحاجة لخطتك, فهي مطلب الناس الذين عاشوا قهر السنين, نعم أن الظلم في الحياة لا يرده ألا ظلم اكبر منه, هكذا كانت سيرة التاريخ في اغلب صفحاتها.
وقف هتلر, كأنه هم بالخروج, نظر بعمق لعلياء وقال لها:
- لا فرصة لي لتحقيق حلم الماضي, هل لديك سؤال أخير, فمدة الاستدعاء ستنتهي قريبا؟
- هل تعرف من سيكون بيده حل مشاكل العراق؟
- في صيف عام 2018 سيكون حدث ذو جلل عظيم, والحل سيكون بيد......
لكن انتهى وقت استدعاء هتلر, وتبدد صوته وارتخت حروفه, وحلت العاصفة وتبخر جسد هتلر ليعود إلى عالم الأموات, ويعود الصمت لغرفة علياء, صحت علياء من نومتها, ووجدت المخطوطة في يدها, بقيت تفكر فيما جرى, وهل كان حلم أم حقيقة, وماذا كان يقصد هتلر في جملته الأخيرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وأعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة البحث عن بيت للإيجار
- الحل الصيني لمشكلة السكن
- كاتب وموت وشمعدان
- من المعابد الى القنوات الفضائية
- المعلم العراقي حزين في عيده
- فتح ملف اغتيال السيد محمد باقر الحكيم
- الانتخابات القادمة بين الأحزاب والمرجعية
- عندما تشيخ اللعنات
- الاتجاهات السياسية بين الأمس واليوم
- العنوسة بين المعوقات والحلول
- حديث الحب: الثقة في زمن الدولار
- بديل الشيطان بعد 2003
- يا حكومة السوء, أين ذهب النفط الأبيض؟
- أغتيال موظف نزيه
- رسالة عاجلة للاتحاد العراقي لكرة القدم
- حديث الشرف بين كاتب وعاهرة
- توحش المجتمع وحلول العودة
- هل هناك جدوى من المشاركة في الانتخابات القادمة ؟
- الطريقة الأفضل لصنع منتخب لا يهزم
- جريمة في بغداد فوق خط الفقر


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - هتلر في بغداد