أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التفاوض الحقيقي حول سوريا،يدور في سوريا وعلى أرضها















المزيد.....

التفاوض الحقيقي حول سوريا،يدور في سوريا وعلى أرضها


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 15:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفاوض الحقيقي حول سوريا،يدور في سوريا وعلى أرضها
بقلم :- راسم عبيدات
واهم من يعتقد بان المفاوضات التي جرت وتجري في جنيف والإستانة بين الدولة السورية،وما يسمى بمنصات المعارضة السورية المختلفة،هي المفاوضات الحقيقة التي تقرر بشأن الأوضاع في سوريا،فهذه المفاوضات والمحادثات لن تكون اكثر من تظهير واحتفالية لنتائج المفاوضات التي تجري خلف الأبواب المغلقة،من اجل تقاسم مناطق نفوذ في سوريا بين اللاعبين الكبار روسيا وأمريكا وايران وتركيا،وتغير اللفظ الشعاري لوزير خارجية امريكا "ريكس تليرسون" أو المندوبة الأمريكية المتطرفة في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي هددت بأنها ستضرب بالحذاء اي زعيم او قائد عربي يجرؤ على انتقاد او طلب معاقبة اسرائيل في المؤسسات الدولية،بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل رئيسه على المستوى البعيد،وبأن امريكا اولوياتها محاربة "داعش" وليس اسقاط الأسد،وكذلك العمل على اخراج ايران ومليشاتها والمقصود هنا حزب الله من سوريا.
أمريكا لم تتخل عن مشاريعها لتقسيم سوريا والعراق،وتامين أمن اسرائيل،رغم تغير اللفظ الشعاري،فبعد تحقيق الأهداف التي ترسمها لما سيكون عليه الوضع في سوريا،ليس مهم بقاء الأسد أو رحيله،المهم ما سيترجم على الأرض من مناطق نفوذ،وقوى المعارضة السورية وخصوصاً جماعة منصة الرياض سيتم جلبها الى بيت الطاعة،فأغلب تلك الجماعات الإرهابية والتكفيرية رواتبها تدفع من الخزينة الأمريكية،او يتم ذلك بالوكالة من خلال تركيا او مشيخات النفط الخليجية،وهي لا تستطيع هي ومشغليها الخروج على القرار والموقف الأمريكي،فتركيا أعلنت عن انتهاء ما يسمى بعملية "درع الفرات" والمشيخات الخليجية تحت سقف الحماية والمظلة الأمريكية.
أمريكا لا تريد هي وحلفائها للحرب على سوريا ان تنتهي،بل تعمل على إطالة امدها الى أقصى حد ممكن،من اجل ممارسة ضغوط عسكرية وسياسية على القيادة السورية لمنحها مناطق نفوذ في الشام،وبما يضمن امن اسرائيل في المنطقة،بحيث لا يتم تواجد لقوات ايرانية او لحزب الله في المنطقة المتاخمة للجولان المحتل،وفي هذا الصدد كشفت صحيفة "معاريف الإسرائيلية بأن اسرائيل نقلت الى سوريا عبر طرف ثالث،انها ستقلص من طلعاتها الجوية وقصفها الجوي،وتدخلها في الحرب الدائرة هناك ودعمها ل "جبهة النصرة" مقابل هذا الشرط،وهي مستعدة لقبول عودة القوات السورية الى جنوب الجولان،وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار بعد حرب تشرين 1973.
ساذج من يعتقد بان تركيا اعلنت نهاية عملية "درع الفرات" لكونها حققت اهدافها،فهي تدرك تماماً بأن حدود ما هو مسموح لها وغير مسموح في الجغرافيا السورية في ظل توافقات امريكية – روسية،ولكن لا مانع من تقديم ضمانات لتركيا فيما يتعلق بالورقة الكردية،وبما لا يسمح بإقامة كيان كردي على طول الحدود السورية – العراقية ليمتد ذلك في عمق الأراضي التركية ويهدد أمنها واستقرارها،وهذا يتحقق عبر ما ترمي وتهدف اليه امريكا من إقامة مناطق "آمنة" في الشمال السوري،وبما يسمح بإعطاء الأكراد في سوريا حكماً محلياً.
أمريكا تريد طرد "الدواعش" من الرقة،وهذه العملية ستقود الى دفعهم بإتجاه منطقة دير الزور التي يمسكون بعاصمتها وجزء كبير منها،وبالمقابل " الدواعش" ما زالوا يسيطرون على مساحات واسعة من الأنبار العراقية،ولذلك هذه المنطقة التي يسيطر عليها الدواعش،وبما تمتد الى الحدود العراقية – الأردنية،تريد أمريكا ان تجعل منها حائط سد وفصل جغرافي ما بين سوريا والعراق وما بين سوريا وايران،وعملية الفصل تلك لها عدة اهداف الحد من النفوذ الإيراني،وتدعيم امن اسرائيل وحماية وجودها،وهذا الهدف كذلك مطلب خليجي عربي.
منصات المعارضة السورية وبالذات جماعة منصة الرياض،يبدو انهم يغردون خارج السرب،ومستمرين في ترديد اللغو الفارغ وشعاراتهم الخشبية في جولات المفاوضات التي تجري،من إستمرار تمسكهم برحيل الأسد،والحديث عن فترة حكم انتقالي بدون الأسد،وهم يعتقدون بانهم قادرون على التأثير في مجرى العمليتين السياسية والعسكرية في سوريا،غير مدركين انه في ظل التوافقات بين الأقطاب الكبرى روسيا وامريكا،والقوى الإقليمية الأخرى تركيا وايران فإنهم سيجدون أنفسهم في بطالة وخارج الخدمة،ولا مشكلة في إحالتهم الى المستودعات والتضحية بهم،فهم جماعات للإستخدام والتشغيل وليس للتقرير.
وستستمر أمريكا والقوى الإقليمية،والعربية الخليجية من مشغليهم fاستخدامهم في المفاوضات جنيف وغيرها،دون وعي منهم بأن تجارب الجماعات الإرهابية ممن سبقوهم في اكثر من مكان جرى استخدامهم،ومن ثم جرى الإستغناء عن خدماتهم،وحتى تصفيتهم والتضحية بهم،فلعل تجربة ما يسمى ب "الجهاد" العالمي والعرب الأفغان ما زالت ماثلة،حيث جرى استخدامهم من قبل أمريكا من أجل استنزاف وطرد القوات السوفياتية من أفغانستان،وليسبغ عليهم الرئيس الأمريكي في تلك الفترة ريغان، المناضلين من اجل الحرية،وبعد تحقق الهدف بإخراج السوفيات من أفغانستان،واحداث البرجين ديسمبر /2001،تم تصنيفهم كجماعات ارهابية جرى العمل على إجتثاثها.
هؤلاء المأجورين من تلك الجماعات الإرهابية،ستبقى صلاحيتهم،حتى يستكمل التفاوض،التفاوض الحقيقي الدائرة حول سوريا وعلى أرضها بين اللاعبين الكبار من روس وامريكان واتراك ايرانيين،وفي حالة الصفر والإتفاق على كل شيء،كل من يريد منهم أن يكون خارج بيت الطاعة،إما ان يجد نفسه في بطالة او لاجىء في احدى الدول الأوروبية أو الإقليمية او العربية.
التغيرات اللفظية في اللغة الأمريكية من الأسد والنظام السوري،يجب أن لا تجعل البعض منا يتطير او يذهب بعيداً،بأن أمريكا معنية بمحاربة "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى،وبأنها تخلت عن اهدافها وأطماعها في سوريا والمنطقة،فمشروع التقسيم والفوضى الخلاقة لسوريا والمنطقة مستمرة،فالهدف المركزي تقسيم سوريا والوطن العربي،عبر تفكيك واعادة تركيب الجغرافيا العربية على أسس وتخوم المذهبية والطائفية،وبما ينتج كيانات اجتماعية هشة تخضع للحماية والإرتباط الأمني باسرائيل،ولا تمتلك سيطرة على قرارها السياسي وثرواتها.

أدرك تماماً بان قوى محور المقاومة ايرانية وسورية ولبنانية وفلسطينية وغيرها من قوى المقاومة العربية الأخرى،تدرك أبعاد وتداعيات هذا المخطط والمشروع على وجودها واهدافها ودورها في المنطقة،ولذلك هي منخرطة في مقاومته،ومنعه من تحقيق اهدافه،وهي جذرية في مواقفها من هذا المشروع،ولكن ثمة سؤال كبير يطرح،هل روسيا اهدافها تتطابق مع اهداف هذا الحلف؟؟؟،ام أنها تميل الى التوافق وعقد صفقة في الإطار الأشمل للمنطقة والعالم مع امريكا؟؟.
التطورات الميدانية التي تجري في سوريا،ستكون كفيلة بالإجابة عن مثل هذا التساؤل،فإذا ما حسم الجيش السوري الصراع ميدانياً،هو والقوى الرديفة،فهذا يعني بأن مشروع التقسيم لسوريا والمنطقة قد سقط الى غير رجعة،اما اذا جرت مساومات دولية وإقليمية وجرى القبول بها،بمعنى القبول ببقاء النظام مقابل منح أمريكا وتركيا امتيازات ونفوذ في سوريا،فهذا يعني بأن المشروع المعادي سيحقق جزء من اهدافه ومشاريعه الإستعمارية في المنطقة والإقليم.

القدس المحتلة – فلسطين

3/4/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم الأرض...تبقى الأرض جوهر الصراع
- في يوم الأرض...الأرض هي الأساس
- من قمة اللاءات الثلاثة الى قمة التطبيع والإعتراف
- في عيد الأم......الأمهات الفلسطينيات والعربيات هل هناك مكان ...
- سوريا....وفائض الإرهاب والعدوان المستمر
- السلطة ....وخشبة الإنقاذ
- رسالة الى حفيدتي شام...الشام العنوان والهدف
- امريكا ....وعدم تحويل الأموال المجمدة للسلطة
- حالة التصعيد....هل تصل الى الحروب..؟؟
- في الثامن من آذار.... بماذا تحتفل المرأة الفلسطينية والعربية ...
- حول بيع وتسريب العقارات المقدسية
- القضية الفلسطينية ...والتجاذبات العربية والإقليمية
- أردوغان .....ونكران الجميل
- ما العمل...؟؟
- حول المؤتمر الدولي السادس لدعم الإنتفاضة في طهران
- ما الذي سيحمله وسيناقشه نتنياهو مع ترامب...؟؟؟
- شمبانيا وعطور تطيح بنتنياهو..... فما الذي يطيح بالحكام العرب ...
- الإنتخابات المحلية.....وشرعنة سرقة الأرض الفلسطينية
- واشنطن....طهران....مرة أخرى
- التعليم الفلسطيني في القدس ....شطب وإلغاء


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التفاوض الحقيقي حول سوريا،يدور في سوريا وعلى أرضها