أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ارض السراب 1














المزيد.....

ارض السراب 1


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 13:23
المحور: الادب والفن
    


بكى ع فى ليلته الاولى ليس من البرد والسهر ولامن قله الطعام ولامن الخيمة الممزقة والوجوه الاخرى الكئيبة لاعمار تقترب من عمره الذى اصبح يعده على اصابع يديه الاثنين بل لانه لن يرى امة ثانيا ..هكذا قالوا الحراس خلقوا للحراسة وليس لشىء اخر ...بكى ولم يهتم بتعنيف الاكبر منه عمرا ..استمر فى بكاءه حتى اطلقواعليه الباكى....لم يعد ع وفقط..سخرمنه احدهم صار لديك اثنين يا محظوظ....كان الجميع من حوله قد حصلوا على اسماء جديدة لهم..لم يحبها لم يفهمها..كان والده لديه اسمه وهو كبير وليس مجرد ع..لن يرى من عرفهم كان هذا قائده احشويرش هو عائلتة الجديده!...كان ينهض مبكرا ويسير فى طريقة الوعر حتى يصل الى اقرب عين ماء امكنهم اكتشافها وحمل الجرار لاجل الاخريين فيسمع من خلفه ايها الباكى لا تنسى ان تحضر لنا طعاما ..بعد اشهر قليلة تحولت مهمتة من الحراسة الى جلب الماء والطعام لهم كان يتسلون باطلاق الباكى عليه والتندر فيصمت حتى نسى اسمه وظل الباكى هو رفيقه الوحيد..وجمع الحصى من الارض كان يجمعها باشكالها واحجامها كون منها مجموعات من اسماء بقت فى ذاكرته ولم ينسها فوضع حجرا لامة وابية واخرى لسالومى لم ينسى وجهها قط ..لا يزال يذكر اسمها حتى بعد ان فقد اسمه وكل من كان ...
حمت وجهها من قيظ الشمس وهى تقف مع النسوة من بعيد يراقبن بينما الرجال ومن خلفهم الصبيه يلتفون من حول الرجل الاول وهو يخطو خطوات واسعة نحو الغرفة المخصصة التى شيدت فى البيت الكبير ذو العمدان والتى تكفل بها الاغنياء لاجل الرجال الثلاث ...كانت الشمس تلهب جسد سالومى ولكنها اضطرت للوقوف قالوا ان العطايا ستفرق على الفقراء عقب الانتهاء...لم يكن مسموحا لهن بالاقتراب اكثر بل اكتفين بالمراقبة عن بعد ..كانت تفكر فى تلك اللحظة بشجرة الزيتون خاصتها وهى تجلس من تحتها بعد ان تقطف ثمارهاوتستريح كانت تشعر ببعض الزهو بداخلها لانها وحيدة ولديها وليس لها شقيق!..سمعت الرجل الثالث وهو بين الرجال كان يحدثهم من بعيد عن مزيدا من الحكايات ويخبرهم بما ينبغى عليهم فعله وهم يستمعون اليه بشغف ..كانت طريقتة تلك التى لم يستطع الرجل الاول رغم مكانته ان يصل اليها ولاالرجل الثانى بقوة بأسه من الوصول اليها ..كان الهمس المخفى عن غيرة الاول من الثالث معروفا بين العيان ولكنه غير مسموع فى العلن ...سمعت من بعيد كلمة الفقراءوهمهمات الجموع من خلفه كان وجهها المحجوب من الشمس يدارى ضحكتها التى ارتفعت تغطى وجهها تطلعت من حولها كان الرجال الفقراء فى الخلف بينما تجمع من حوله الاغنياء تذكرت انه لولا البستان الذى خرجت وزرعتة مع والدها لماتوا جوعا الان ...وقف الفقراء فى الخلف يحلمون باللحم التى ستوزع عليهم قريبا بينما همهمات واوصات الاغنياء ترتفع من قلب الصحن الذى صنع لهم !...
واحد ملك والثانى حارب والثالث حكى تمتمت سالومى وهى تتراجع مع الجموع حيث توزيع العطايا كان عليهن ان يمكثن فى النهاية تذكرت فيما مضى كانت تقف فى مكان اخر بستان تقطف من ثماره ..لم يكن هناك طابور ولا توزيع عطايا ليتهم ظلوا كما كانوا...
كاد احشويرش ان يصطدم ببعض الحصى وهو يترنح بينما اصوات الغمز تحاوطه من بعض النسوة العائدات قبل الغروب ..كان ينتهى من نبته ويحضر الى ذلك المكانكل ليلة ينتظرذلك الصوت ان يعود مرة اخرى لكنه ابدا لم يفعل...ومع هذا لم ييأس احشويرش كان ذلك الصوت الملهم الذى انقذه من الظلام تلك الليلة ..
انتظر وطال الوقت لم يسمع صوت الرياح تحتك باوراق الشجر والبرد يتسلل لاوصاله ..بكى ضحك بكى ..اغمض عينيه وهو راقد بين العشب ..حفر بين التراب باظافره..لا احد تلك الليلة يدرى عن الرياح القاسية التى ضربت الارض بعد منتصف الليل حتى كادت ان تقتلع بعض الازهار فى طريقها ..كان صوته وسط الريح الرجل الثالث يخون ليسعلى قلب الاول ..والثانى هناك ينتظر ..والبكاء سيحل من جديد..استيقظوا ايها النائمين ..الثالث يخون الاول ..والاول هناك بعيد والثانى يرقب وينتظر والاطقال سيبكون ..سيبكون من جديد..الثمار ستجف..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارض السراب 2
- بيت هيدرا19
- بيت هيدرا الاخيرة
- بيت هيدرا17
- بيت هيدرا18
- بيت هيدرا15
- بيت هيدرا16
- بيت هيدرا14
- بيت هيدرا13
- زهرة
- على طرف الشاشة المضيئة
- اعلنوا وفاة صانع الاحذية
- صانع الالعاب2 لحظة
- رحل الصبى
- صانع الالعاب
- بيت هيدرا12
- رحيل عايدة
- رحيل غجرية
- بيت هيدرا11
- بيت هيدرا10


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ارض السراب 1