أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بريكست ومستقبل القارة الاوروبية والطبقة العاملة














المزيد.....

بريكست ومستقبل القارة الاوروبية والطبقة العاملة


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 22:22
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في استفتاء 23 من حزيران 2016 صوت الناخبون البريطانيون لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وان هذه العملية سميت بـ"البريكست" اي خروج بريطانيا. وان هذه العملية حسب رأي السياسيين الاوروبيين تشبه بعملية الطلاق، وعملية الطلاق يجب ان تحظى برضا الطرفين ويجب ان تتناول حقوق الطرفين والالتزامات المترتبة على كل طرف. قدمت بريطانيا طلبا رسميا الى الاتحاد الاوروبي بتفعيل المادة 50 من قوانيين الاتحاد هذا الاسبوع، بشأن هذا الطلاق السياسي او ما يسمى بالمفاوضات بين الطرفين. وتزامنا مع هذا الطلب من قبل بريطانيا، اجتمع قادة الاتحاد الاوروبي في روما للاحتفال بالذكرى السنوية الـ60 لتأسيس الاتحاد الاوروبي ولكن بدون بريطانيا حول مستقبل الاتحاد الاوروبي وتداعياته. وفي هذا المؤتمر تمسكت جميع الدول الـ 27 المنضوية في الاتحاد الاوروبي بتقوية الاتحاد، والعمل من اجل العمل المشترك لخدمة جميع البلدان الاعضاء في الاتحاد.
ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قد أضعف هذا الاتحاد سياسيا واقتصاديا الى حد ما وأثر على استقرار اوروبا التي تمتعت به طوال عشرات السنيين، بعد الحرب العالمية الثانية من الثبات السياسي والاقتصاد المستقر. ولكن بخروج بريطانيا تنعكس فوائده على المانيا وروسيا بشكل كبير. ان المانيا حاولت طوال تاريخها الرأسمالي، الهيمنة على اوروبا سواء بتحالفاتها السياسية وتوسع امبراطوريتها او عن طريق الحربين العالميتين الدمويتين الاولى والثانية. ولكن بخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي اعطت الفرصة لالمانيا لمحاولة الهيمنة السياسية على القارة الاوروبية بقوة اقتصادها العملاق وبلا منازع في اوروبا، واغراق اكثرية الدول الضعيفة اقتصاديا بالديون واخضاعها تحت جناحها مع عدم وجود الرادع البريطاني - الامريكي من الان فصاعدا. ان اوروبا بزعامة المانيا هي الحلم السياسي الذي ناضلت من اجله الطبقة البرجوازية الألمانية طوال تاريخها الحديث. واذا كانت المانيا قد خسرت حلمها هذا عن طريق حروبها في الماضي، فأنها قد تربحه الان سلميا كما يقول مايكل هيزلتاين السياسي واللورد البريطاني عن طريق اقتصادها القوي وبلا منازع في الاتحاد الاوروبي. ان الخلاف السياسي بين المانيا والولايات المتحدة في الاونة الاخيرة على عدد من المشاكل السياسية والاقتصادية، يعكس هذا الواقع بأن المانيا ترى نفسها صاحب اوروبا او على الاقل ترى لنفسها الحق في الهيمنة السياسية على اوروبا.
اما بالنسبة لروسيا فأن الاتحاد الضعيف سياسيا وعسكريا قد يخدم مصالحه بسهولة، لان روسيا العسكرية في الجانب الشرقي من اوروبا، قد تخضع بلدان عديدة تحت رحمتها وتحت تهديداتها العسكرية كما في زمن القياصرة. ان وجود روسيا القوية عسكريا قد يسهل الهيمنة السياسية على اوروبا بدون بريطانيا وامريكا. وبما ان بريطانيا خرجت من الاتحاد الاوروبي فأن الضغط الامريكي على الاتحاد الاوروبي خرج معها ايضا. وان هذه العملية استفادت منه روسيا اكثر من غيرها وها هي الحكومة الروسية تحاول أن تؤثر على المصير السياسي للحكومات في الاتحاد الاوروبي، عن طريق دعمها للاحزاب اليمينية المتطرفة كي تفوز في الانتخابات او على الاقل يكون لها ثقلها السياسي في ترسيم سياسات تلك الدول. بأمكان روسيا ان تلتهم اوروبا بالكامل بشكل مفاجيء وخاطف عن طريق هيمنتها العسكرية، ونهوض نزعتها القومية من جديد وهيمنها السياسية على الشعب الروسي. ان التحدي الروسي للحلف الاطلسي عسكريا في بعض الاماكن وتفوقها قد يضعف اعتماد الدول الاوروبية على الحلف الاطلسي، بل بالعكس قد يجعل الاعتماد على الدفاعات الروسية لتحمي مصالحها بأعتمادها على القوة الروسية المتنامية في القارة الاوروبية والعالم. ان زمن الحلف الاطلسي والهيمنة الامريكية قد ولى. وهذا ما تريده روسيا في حلمها وهيمنتها على القارة الاوروبية.
ان الطبقة العاملة الاوروبية تواجه هذه الصورة في مستقبل القارة الاوروبية. من جهة تواجه هيمنة الطغمة المالية للامبريالية الالمانية ومن جهة أخرى تواجه هواجس الطغمة العسكرية للامبريالية الروسية. ان الهيمنة السياسية والمالية الالمانية على اوروبا تعني كما قلنا اغراق اكثرية الدول الاوروبية بالديون، اي اخضاع العمال في هذه البلدان الى ظروف وشروط عمل شاقة وقاسية، اضافة الى توسيع رقعة البطالة والفقر والجوع كما رأينا بوادرها في اليونان واسبانيا وبولندا وقسم من دول اوروبا الشرقية. ان مستقبل الطبقة العاملة الاوروبية مرهون بتعاملها السياسية والتنظيمي مع الطغمة المالية الالمانية بمساعدة فرنسا. اذا لم تستقظ الطبقة العاملة الاوروبية من سباتها اللاثوري في مواجهة هذه الطغمة المالية والامبريالية، فأنها قد تواجه مستقبل قاسي وتعاني من الويلات مثلما عانت اثناء الحربين العالميتين الدمويتين. وكذلك تواجه الطبقة العاملة الروسية والاوروبية عدم الاستقرار السياسي اذا تحقق الحلم الروسي في هيمنته العسكرية والسياسية. ان مخاطر التهديد العسكري يحوم شبحه يوميا على رؤس الطبقة العاملة الاوروبية ويزداد عدم الاستقرار السياسي والتوازن العسكري في هذه القارة. لا يوجد خيار امام الطبقة العاملة الاوروبية امام التهديد العسكري الروسي وتهديد الطغمة المالية الالمانية، الا بالنهوض بوجه هذه التهديدات عن طريق اتحادها الطبقي وتنظيم نفسها بشكل ثوري ومواجه جميع هذه المخاطر بشكل واعي وطبقي.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجزرة الدموية في الموصل.. وموقفنا !
- في ذكرى كومونة باريس.. السلطة الطبقية للعمال امر ممكن!
- كلمة في ذكرى انتفاضة اذار 1991
- الحركة النسوية والشيوعية العمالية أحدهما يكمل الأخر
- الشيوعية العمالية ومهمة هذه المرحلة!
- نحتاج الى العمل الثوري لقلب الاوضاع!
- في انتخاب ترامب، من هو الخاسر؟
- المشاكل والقضايا في المجتمع هي قضية الصراع الطبقي!
- الرأسمال.. وعملياته القذرة
- مصائب وهم اليسار اللاعمالي!
- في استقبال عام الجديد!
- ما الذي يجري في الموصل؟
- عالم ما بعد حلب!
- تصريحات بوريس جونسون والنفاق الغربي!
- ديمقراطيتهم.. وطريقنا للحرية!
- حول رحيل كاسترو
- ماذا نتوقع من الديمقراطية الغربية؟!
- الانتخابات الامريكية والانتخابات المجالسية.. في ذكرى ثورة اك ...
- نقد النقد للموقف من معركة الموصل
- حرب داعش والأرهاب العالمي


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عادل احمد - بريكست ومستقبل القارة الاوروبية والطبقة العاملة