أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد سلامة - الإسلاميون يردون على سامي لبيب (2)















المزيد.....



الإسلاميون يردون على سامي لبيب (2)


خالد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5479 - 2017 / 4 / 2 - 21:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال الإمام أبو عمرو الداني

تأويله ظاهر وذلك إن عروة لم يسأل عائشة فيه عن حروف الرسم التي تزاد فيها لمعنى وتنقصى منها لأخر تأكيداً للبيان وطلبا للخفّة وانما سأله فيه عن حروف من القراءة المختلفة الالفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات التي اذن الله عز وجل لنبيّه عليه السلام ولاُمّته في القراءة بها واللزوم على ماشاءت منها تيسير الها وتوسعة عليها وما هذا سبيله وتلك حاله فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل لفشّوه في اللغة ووضوحه في قياس العربية واذا كان الامر في ذلك كذلك فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء وانما سّمى عروة ذلك لحنا وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتّساع في الاخبار وطريق المجاز في العبارة اذ كان ذلك مخالفا لمذهبهما وخارجا عن اختيارهما وكان الأوجه والأولى عندهما الأكثر والافشى لديهما لا على وجه الحقيقية والتحصيل والقطع لما بيّناه قبل من جواز ذلك وفشوه فب اللغة واستعمال مثله في قياس العربية مع انعقاد الاجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في " إن هذين " خاصّة هذا الذي يُحمل عليه هذا الخبر ويتأوّل فيه دون إن يقطع به على إن ام المؤمنين رضي الله عنها مع عظيم محلّها وجليل قدرها واتّساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لّحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم من الفصاحة والعلم باللغة موضهم الذي لا يجهل ولا ينكر هذا مالا يسوغ ولا يجوز وقد تأوّل بعض علمائنا قول امّ المؤمنين اخطئوا في الكتاب أي خطئوا في اختيار الأولى من الاحرف السبعة بجمع الناس عليه لا إن الذي مدّة وقوعة وعظم قدر موقعه وتأوّل اللحن انه القراءة واللغة كقول عمر رضي الله عنه أبي واِناّ لندع بعض لحنه أي قراءته ولغته فهذا بين وبالله التوفيق.
المقنع في رسم مصاحف الأمصار.

قال ابن هشام الأنصاري في شرح شذور الذهب
وهذا أيضا بعيد الثبوت عن عائشة، - رضي الله عنها -، فإن هذه القراءات كلها موجهة، كما مر في هذه الآية، وكما سيأتي إن شاء الله - تعالى -في الآيتين الأخيرتين عند الكلام على الجمع، وهي قراءة جميع السبعة في "المقيمين" و "الصابئون"، وقراءة الأكثر في "إن هذان"، فلا يتجه القول بأنها خطأ، لصحتها في العربية وثبوتها في النقل.

الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "


إعداد
الدكتور جمال أبو حسان
كلية الشريعة – جامعة الزرقاء الأهلية


الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "

" تقديم "
نزل القرآن الكريم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عليه وآله الصلاة والسلام شديد التلهف لتلقفه وحفظه حتى أنزل الله تعالى قوله ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه ) " القيامة 16-17 " فعلم النبي صلى الله عليه وسلم كما علم غيره من المسلمين من بعد أن الله تعالى متكفل بحفظ كتابه وأن أحداً لن يجد فيه ما يناقض هذه الكفالة . وقد كان الأمر على ما أراد الله تعالى .

لحق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، وقد كان جبريل عليه السلام يراجعه القرآن كل عام، غير أنه في العام الذي قبض فيه راجعه معه في رمضان مرتين ولم يغادر النبي الكريم عليه وآله الصلاة والسلام هذه الدنيا إلا وقد اطمأن على أن القرآن قد حفظ في الصدور والسطور ؛ فأما حفظه في الصدور فهذه كتب التاريخ ورواياته تذكر أعداداً كبيرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب وأما حفظه في السطور فقد ذكرت الروايات أنه ما من آية تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان يقول للكتبة من الصحابة ( كتبة الوحي ) ضعوا هذه الآية في المكان الذي يذكر فيه كذا ، يحدد لهم موضعها الذي توضع فيه . وكان هذا الشأن في جميع آيات القرآن الكريم، غير أن القرآن الكريم وإن كان مجموعاً في الصدور والسطور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يكن مكتوباً في كتاب واحد ، وإنما كان مكتوباً في أدوات الكتابة المتنوعة التي كانت متوفرة في ذلك الوقت، يدل على هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في باب جمع القرآن الكريم
ثم آل الأمر إلى أبي بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين فعمل مع عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت على جمع القرآن الكريم ، فجمعه زيد رضي الله عنه مما كان مكتوباً في متفرقات الأشياء في مصحف واحد بقي عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفاه الله ، ثم عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أن توفاه الله تعالى ، ثم بقي عند حفصة رضي الله عنها إلى خلافة عثمان رضي الله عنه
ولما جاء عثمان خليفة للمسلمين ، كانت رقعة الدولة الإسلامية قد اتسعت بعد توالي الفتوحات الإسلامية ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً . وصار الناس يختلفون في قراءة القرآن الكريم بسبب اختلاف التلقي عن متعدد الصحابة ؛ فمن تلقى عن ابن مسعود قرأ بقراءته ، ومن تلقى عن أبي قرأ بقراءته ، وهكذا، وقد ظهر جلياً أن كثرة الاختلافات في القراءة قد أدت إلى نشوء بوادر الفتن والاضطراب مما حمل عثمان رضي الله عنه إلى أن يقوم بأخذ المصحف الموجود عند حفصة رضي الله عنها وينسخ منه عدة نسخ ثم يوزعها على أمصار المسلمين قطعاً لدابر الفتنة وتوحيداً لجماعة المسلمين على مصحف واحد ومما لا شك فيه أن اللجنة التي شكلها عثمان رضي الله عنه لكتابة المصحف ونسخه إلى عدة نسخ نالت قبولاً عند المسلمين ؛ إذ لم يوجد ثمة اعتراض من أحد عليهم . وقد كتبوا هذه النسخ بما كان متعارفاً عليه من فن الكتابة في ذلك الوقت وهكذا كان .

مرويات عائشة في تخطئة كتاب المصاحف
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

ملخـــــــــص(ارجو ان يتكرم الدكتور الفاضل حاتم الشريف بابداء ملاحظاته حول البحث)
هذا البحث منشور في مجلة جامعة الزرقاء الاهلية المجلد السادس العدد الثاني
يعالج هذا البحث مجموعة من الروايات التي وردت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها والتي تدل صراحة على أنها تخطئ كتاب المصاحف ، وترى أن هناك أخطاء في كتابة المصحف مما ترتب عليه أخطاء في القرآن الكريم.

درس الباحث هذه الروايات رواية رواية ، وأثبت بالبرهان العلمي والبحث النقدي والموضوعي أن هذه الروايات كلها باطلة لا أساس لها من الصحة. وأن المصحف الذي يقرؤه المسلمون اليوم ليس فيه أي خطا . وأن إجماع علماء الإسلام منذ عهد النبوة إلى اليوم قائم على ذلك..


الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "


إعداد
الدكتور جمال أبو حسان
كلية الشريعة – جامعة الزرقاء الأهلية


الجواب عما خطأت به عائشة رضي الله عنها
" كتّاب المصاحف "

" تقديم "
نزل القرآن الكريم على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان عليه وآله الصلاة والسلام شديد التلهف لتلقفه وحفظه حتى أنزل الله تعالى قوله ( لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه ) " القيامة 16-17 " فعلم النبي صلى الله عليه وسلم كما علم غيره من المسلمين من بعد أن الله تعالى متكفل بحفظ كتابه وأن أحداً لن يجد فيه ما يناقض هذه الكفالة . وقد كان الأمر على ما أراد الله تعالى .

لحق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى ، وقد كان جبريل عليه السلام يراجعه القرآن كل عام، غير أنه في العام الذي قبض فيه راجعه معه في رمضان مرتين ولم يغادر النبي الكريم عليه وآله الصلاة والسلام هذه الدنيا إلا وقد اطمأن على أن القرآن قد حفظ في الصدور والسطور ؛ فأما حفظه في الصدور فهذه كتب التاريخ ورواياته تذكر أعداداً كبيرة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفظوا القرآن الكريم عن ظهر قلب وأما حفظه في السطور فقد ذكرت الروايات أنه ما من آية تنزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان يقول للكتبة من الصحابة ( كتبة الوحي ) ضعوا هذه الآية في المكان الذي يذكر فيه كذا ، يحدد لهم موضعها الذي توضع فيه . وكان هذا الشأن في جميع آيات القرآن الكريم، غير أن القرآن الكريم وإن كان مجموعاً في الصدور والسطور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يكن مكتوباً في كتاب واحد ، وإنما كان مكتوباً في أدوات الكتابة المتنوعة التي كانت متوفرة في ذلك الوقت، يدل على هذا الحديث الذي أخرجه البخاري في باب جمع القرآن الكريم
ثم آل الأمر إلى أبي بكر رضي الله عنه خليفة للمسلمين فعمل مع عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت على جمع القرآن الكريم ، فجمعه زيد رضي الله عنه مما كان مكتوباً في متفرقات الأشياء في مصحف واحد بقي عند أبي بكر رضي الله عنه حتى توفاه الله ، ثم عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أن توفاه الله تعالى ، ثم بقي عند حفصة رضي الله عنها إلى خلافة عثمان رضي الله عنه
ولما جاء عثمان خليفة للمسلمين ، كانت رقعة الدولة الإسلامية قد اتسعت بعد توالي الفتوحات الإسلامية ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً . وصار الناس يختلفون في قراءة القرآن الكريم بسبب اختلاف التلقي عن متعدد الصحابة ؛ فمن تلقى عن ابن مسعود قرأ بقراءته ، ومن تلقى عن أبي قرأ بقراءته ، وهكذا، وقد ظهر جلياً أن كثرة الاختلافات في القراءة قد أدت إلى نشوء بوادر الفتن والاضطراب مما حمل عثمان رضي الله عنه إلى أن يقوم بأخذ المصحف الموجود عند حفصة رضي الله عنها وينسخ منه عدة نسخ ثم يوزعها على أمصار المسلمين قطعاً لدابر الفتنة وتوحيداً لجماعة المسلمين على مصحف واحد ومما لا شك فيه أن اللجنة التي شكلها عثمان رضي الله عنه لكتابة المصحف ونسخه إلى عدة نسخ نالت قبولاً عند المسلمين ؛ إذ لم يوجد ثمة اعتراض من أحد عليهم . وقد كتبوا هذه النسخ بما كان متعارفاً عليه من فن الكتابة في ذلك الوقت وهكذا كان .

( مشكلة البحث )
روى عن عائشة رضي الله عنها بعض الروايات التي مفادها أنها خطأت كتاب المصاحف وذكرت أن هناك عدة أخطاء في كتاب الله تعالى وأن ثمة تحريفاً قد وقع في كتابة المصحف !!
يعالج هذا البحث هذه الروايات المروية عن عائشة رضي الله عنها بعد جمعها ودراسة أسانيدها والحكم عليها .

الدراسات السابقة
وردت هذه الروايات في عدة كتب متفرقة . بعضها قد اعتني بطباعته وتخريج أحاديثه على وجه لائق . وبعضها ليس كذلك . غير أني لا أعلم أحداً جمع هذه الروايات كلها في مكان واحد وسلط عليها ضوء البحث والنقد ولهذا أحببت أن أجمع هذا المتفرق ، وأضيف إلى الدراسات درساً جديداً حسبما هو بالطاقة والقدر ، نقداً وتحقيقاً والله تعالى المستعان .

منهجية البحث
قمت بجمع هذه الروايات المختلفة في جميع الكتب التي استطعت الوصول إليها ، ولا أعلم أنه فاتني كتاب لم أطلع عليه في هذا الخصوص إذ لم أترك للمسألة باباً إلا طرقته . ولكن هذا غاية الجهد والله من وراء القصد .
ثم صنفت هذه الروايات بحسب طرقها وقمت بدراسة رجال الأسانيد رجلاً رجلاً حتى أقطع بذلك كل العلائق التي يحتج بها من يسلم بهذه الروايات . وقد اقتضى هذا الأمر بعض التطويل الذي لا بد منه لتوضيح أحوال الرجال غاية التوضيح ، وبعد كل دراسة أذكر خلاصة ما توصلت إليه من الحكم بحسب الدراسة وقفيت بذكر قيمة هذه المرويات في كتب بعض من تحدث عنها . وخلصت إلى بطلان هذه الروايات بلا أدنى شبهة ، ثم جعلت آخر البحث دراسة هذه الآيات موضع الشبهة في هذه الروايات .
خطة البحث
قسمت هذا البحث إلى مقدمة موجزة عرضت فيها لمشكلة البحث والدراسات السابقة عليه ومنهجية البحث وإلى أربعة مباحث وخاتمة .
المبحث الأول : سرد الآثار موضوع البحث
المبحث الثاني : دراسة أسانيد هذه الآثار .
المبحث الثالث : القيمة العلمية لهذه الآثار .
المبحث الرابع : دراسة الآيات موضوع هذه الآثار .
المبحث الأول
مسرد الآثار الواردة عن عائشة رضي الله عنها

* أولاً : في تفسير القراء :
قال : حدثني أبو معاوية الضرير عن هشام بن عروة بن الزبير عن أبيه عن عائشة أنها سئلت عــن قوله ( والمقيمين ) وعن قوله ( والصابئون ) وعن قوله ( إن هذان ) فقالت يا ابن أختي : هذا كان خطأ من الكاتب
* ثانياً : في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد .
قال : حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن عن قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) (طـه: من الآية63) وعن قوله: (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) (النساء: من الآية162)،، وعن قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ (المائدة:69) فقالت : يا ابن أختي ، هذا عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب
* ثالثاً : في سنن سعيد بن منصور
قال : حدثنا أبو معاوية قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ، عن قوله (إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ ) وعن قوله (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وعن قوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ) فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكتاب ، أخطأوا في الكتاب
* رابعاً : في تاريخ المدينة
قال ابن شبة : حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن : ( إن هذان لساحران ) وقوله : ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ) ، وقوله : ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) وأشباه ذلك . فقالت : أي بني ، إن الكتاب يخطئون
* خامساً : في تفسير الطبري
قال : حدثنا ابن حميد قال : حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله : ( إن هذان لساحران ) ، فقالت : يا ابن أختي : هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* سادساًً : في كتاب المصاحف
قال : حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة عن لحن القرآن ( إن هذان ) وعن قوله (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وعن قوله ( والصابئون )، فقالت يا ابن أختي : هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* سابعاً : في كتاب المقنع
قال الداني : حدثنا الخاقاني قال : حدثنا أحمد بن محمد قال : حدثنا علي بن عبد العزيز قال : حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال : سألت عائشة رضي الله عنها عن لحن القرآن عن قوله عز وجل ( إن هذان لساحران ) وعن قوله ( والمقيمين الصلاة ) وعن قوله تبارك وتعالى ( والصابئون ) ، فقالت : يا بن أختي : هذا عمل الكتاب أخطأوا في الكتاب
* ثامناً : في كتاب جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم
قال : أبو حفص الدوري : حدثني عفان بن مسلم ثنا صخر بن جويرية حدثني أبو خلف مولى بني جمع أنه دخل مع عبيد بن عمير على أم المؤمنين عائشة سقيفة زمزم ، ولم يكن في المسجد ظل غيرها . فقالت: مرحباً يا أبي عاصم ، ما يمنعك أن تزورنا أو ما يمنعك أن تلم بنا ؟ فقال : أخشى أن أملك . فقالت : ما كنت لتفعل . فقال : جئت لأسألك عن آية من كتاب الله ، فقالت : أية آية ؟ فقال : ( الذين يؤتون ما آتوا ) أو ( الذين يأتون ما أتوا ) . فقالت : أيتها أحب إليك ؟ فقال : والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً . أو الدنيا وما فيها . قالت أيتها ؟ قلت : ( والذين يأتون ما أتوا ) . فقالت : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت . ولكن الهجاء حرف
* تاسعاً : رواية إسحق بن راهوية
قال : أخبرنا عبد الله بن نمير عن طلحة بن عمرو عن أبي خلف المكي قال : دخلت على عائشة فسمعتها تقول ( الذين يؤتون ما آتوا )
* عاشراً : في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم : قال يزيد بن هارون عن صخر بن جويرية عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ( يأتون ما أتوا ) وكذلك أنزلت
* حادي عشر : في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم : أخبرني أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله البيروني نا أحمد – يعني ابن سليمان الرهاوي – نا يزيد يعني – ابن هارون – أنا صخر بن جويرية عن إسماعيل عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد بن عمير : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ( الذين يؤتون ما آتوا ) أو ( الذين يأتون ما أتوا) فقالت : أيهما أحب إليك ؟ قال : والله لإحداهما أحب إليّ من كذا وكذا . قالت : أيها ؟ قال : ( الذين يأتون ) قالت : أشهد لكذا كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حرّف
* ثاني عشر : في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم : أخبرنا أبو العباس محمد بن شادل بن علي الهاشمي أنا إسحق – يعني ابن إبراهيم الحنظلي – أنا ابن نمير عن طلحة بن عمرو الحضرمي عن أبي خلف ( ثم ساق ما ورد في حادي عشر أعلاه )
* ثالث عشر : في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم : وأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن جابر أنا عبد الله يعني – أبو هاشم – قال : حدثنا وكيع عن طلحة عن أبي خلف قال : دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة فسمعتها تقرأ ( يأتون ما أتوا )
* رابع عشر : في كتاب الأسامي والكنى
قال الحاكم : أخبرنا أبو العباس الثقفي في التفسير نا الحسن بن محمد الزعفراني نا عبد الوهاب – يعني ابن عطاء – عن صخر بن جويرية عن أبي خلف قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة ، فقالت عائشة لعبيد بن عمير ما شأنك ، لا نراك ؟ فقال : إني أكره أن أملك . فقالت : ما كنت لتملنا ، فقال : أهمتني آية جئت أسأل عنها . قوله تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا ) فقالت : أيهما أحب إليك أن تكون ؟ قال : لأن تكون إحداهما . أحب إلي من الدنيا جميعاً ( والذين يؤتون ما آتوا ) فقالت عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها هكذا
قلت : هذا المتن فيه مخالفة لما سبق فالآية المذكورة في الأسانيد الأخرى ليست هكذا ، وإلا فإن هذا المتن يناقض المتون السابقة المروية بنفس الطريقة .
* خامس عشر : في مسند أحمد
قال : حدثنا عفان ثنا صخر بن جويرية قال : ثنا إسماعيل المكي قال : حدثني أبو خلف مولى بني جمح أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة وذكر الرواية التي سبقت عن أبي حفص الدوري تحت بند ( ثامناً في هذا البحث )
* سادس عشر : في مسند أحمد
قال : ثنا يزيد أنا صخر بن جويرية عن إسماعيل عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة وذكر ما ورد عن أبي أحمد الحاكم في الكنى تحت بند ( حادي عشر في هذا البحث )
* سابع عشر : في المستدرك
قال أبو عبد الله الحاكم : أخبرني محمد بن يزيد العدل ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا محمد بن يحيى القطيعي ثنا خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال : قلت لعائشة رضي الله عنها : يا أم المؤمنين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذا الحرف : ( والذين يؤتون ما آتوا ) ؟ قالت : هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه قلت: وهذه الرواية تخالف المشابهة في أنها جاءت بالآية على وجهها بخلاف الأخريات .
* ثامن عشر : في الكنى للبخاري
قال : قال مطر بن الفضل : أخبرنا يزيد بن هارون أنه سمع ابن جويرية عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ( الذين يأتون ما أتوا) كذلك أنزلت
* تاسع عشر : في كتاب جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم
قال الدوري : حدثنا يزيد بن هارون أنبأنا صخر بن جويرية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد : كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ( يأتون ما أتوا ) ؟ فقالت : أيها أحب إليك ؟ قال : والله لأحدهما أحب إلي من كذا وكذا . قالت : أيهما ؟ قال : ( الذين يأتون ما أتوا ) . قالت : أشهد لكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وكذلك أنزلت . ولكن الهجاء حرف
* عشرون : في تفسير الطبري
قال : وروي عن عائشة في ذلك ما حدثناه أحمد بن يوسف قال ثنا القاسم قال : ثنا علي بن ثابت عن طلحة بن عمر عن أبي خلف قال : دخلت مع عبيد بن عمير على عائشة فسألها عبيد كيف نقرأ هذا الحرف ( والذين يؤتون ما آتوا ) فقالت : ( يأتون ما أتوا ) وكأنها تأولت في ذلك والذين يفعلون ما يفعلون من الخيرات وهم وجلون
* واحد وعشرون : في كتاب الانتصار للقرآن .
قال الباقلاني : وروى ابن مجاهد عن يحيى بن زياد الفراء قال : حدثني أبو معاوية الضرير ...
* اثنان وعشرون : تابع
قال الباقلاني : وروى أيضاً أنه حدثه فضل الوراق عن خلاد بن خالد عن أبي معاوية الضرير ...
* ثلاث وعشرون : تابع
قال الباقلاني : وروى أنه حدثه موسى بن إسحق عن منجاب عن علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه : أن عائشة قالت في : ( والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ) ، و ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ) ، و ( إن هذان لساحران ) إن ذلك خطأ من الكاتب
* أربع وعشرون : في تفسير القراء
قال الفراء : حدثني مندل قال حدثني عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت : ما كنا نقرأ إلا ( يأتون ما أتوا ) وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم
نظرة في هذه المرويات
هذه الروايات بلا شك خطيرة جداً إذ هي تدل دلالة واضحة على اتهام عائشة رضي الله عنها لكتاب المصاحف جملة بالوقوع في الخطأ في كتابة المصحف، وتبديل القرآن وتحريفه ، مما يعني أن هذا التحريف باق إلى اليوم، وأن الأمة الإسلامية لا تزال تتوارث هذا التحريف جيلاً عن جيل كل هذا يكون لو سلمت هذه الروايات من النقد وصحت ، وسنرى بإذن الله تعالى هذا الأمر في المبحث التالي .
وإذا تأملنا هذه الروايات نجد أن بعضها مختصر عن البعض الآخر، وثمة ملاحظة مهمة وهي أن هناك خطأ في طباعة هذه المرويات في بعض الكتب انظر مثلاً إلى الرواية رقم (17) في هذا البحث تلك التي أوردها الحاكم في المستدرك فإنك يمكن أن تلاحظ فيها الفروق التالية عن بقية الروايات المشابهة :
(1) أنه طوي فيها ذكر أبي خلف فهي رواية عن عبيد الذي كان معه ، ولم يشر إليه فيها .
(2) أنها الرواية الوحيدة التي جاء فيها عن عبيد عن أبيه إذ كل الروايات السابقة أسندت الكلام لعبيد ، لا لأبيه .
(3) إن صح النص المطبوع بصورته تلك فإن هذه الرواية تعاكس الروايات الأخرى عن عائشة ، لأنها جاءت على مقتضى الروايات المتواترة لقراءة القرآن . وإن لم يكن ذلك كذلك فلا بد أن في النص المطبوع خللاً
(4) أن هذه الرواية فيها اختصار عن مثيلاتها .
ولو نظرنا كذلك إلى الأسناد ( الرابع عشر ) فإننا سنجد الآية فيه على مقتضى المتواتر من القرآن الكريم مما يعني أن الطباعة فيها مشكلة أو أن هذه الرواية مخالفة المتن لغيرها وجارية على مقتضى القراءة المتواترة .
ما الذي يتحرر من هذه الروايات
يظهر من هذه الروايات المختلفة أنها تدور على أثرين اثنين رويا بوجوه متعددة مع اختلاف قليل في المتن . وهذا هو محصل هذه الروايات :
الأثر الأول :
عن عائشة رضي الله عنها ، أنها سئلت عن قوله تعالى : ( والمقيمين ) وعن قوله : (والصابئون ) وعن قوله ( إن هذان ) ، فقالت : يا ابن أختي هذا كان خطأ من الكاتب .
تفرد به : هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
ثم رواه عن هشام اثنان هما : أبو معاوية الضرير وعلي بن مسهر
فأما أبو معاوية فقد رواه عنه ستة رواة هم :-
1- يحيي بن زياد الفراء 2- أبو عبيد القاسم بن سلام
3- سعيد بن منصور 4- محمد بن حميد الرازي
5- عمرو بن عبد الله الأودي 6- خلاد بن خالد
وأما علي بن مسهر فقد رواه عنه اثنان هما :-
1- أحمد بن إبراهيم 2- منجاب
وهذا الأثر مذكور وارد في مبحث سرد الروات تحت بنود ( أولاً وثانياً وثالثاً ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً وواحد وعشرون واثنان وعشرون وثلاث وعشرون )

الأثر الثاني :
عن أبي خلف ، أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة سقيفة زمزم ، ولم يكن في المسجد ظل غيرها . فقالت : مرحبا بأبي عاصم ، ما يمنعك أن تزورنا ؟
فقال : أخشى أن أملك
قالت : ما كنت لتفعل
فقال : جئت لأسألك عن آية من كتاب الله
فقالت : أية آية ؟
فقال : ( الذين يؤتون ما آتوا ) أو ( الذين يأتون ما أتوا )
فقالت : أيتها أحب إليك ؟
فقال : والذي نفسي بيده لإحداهما أحب إلي من الدنيا جميعاً
قالت : أيتها ؟
قلت : ( والذين يأنون ما أتوا)
فقالت : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك كان يقرؤها ، وكذلك أنزلت ، ولكن الهجاء حرف .
هذا الأثر رواه عن عائشة ثلاثة
الراوي الأول : أبو خلف
ثم روي عن أبي خلف على وجهين

الوجه الأول : تفرد به صخر بن جويرية عن اسما عيل بن أمية المكي .
وفي صورة أخرى لهذا الوجه على النحو التالي :
صخر بن جويرية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة ، بإسقاط إسماعيل بن أمية من السند عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد على عائشة
ثم رواه عن صخر جماعة :
1- عفان بن مسلم
2- يزيد بن هارون
3- عبد الوهاب بن عطاء الخفاف .
الوجه الثاني : طلحة بن عمرو المكي ، عن أبي خلف عن عائشة ثم رواه عن طلحة جماعة :
2- عبد الله بن نمير
3- وكيع
4- علي بن ثابت
الراوي الثاني : عبيد بن عمير
وقد تفرد به : خالد الحذاء عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه عبيد بن عمير .
الراوي الثالث : عطاء
وقد تفرد به مندل عن عبد الملك عن عطاء وذكره الفراء في تفسيره وهذا الأثر هنا مختلف في سياقته واختصاره .
المبحث الثاني
دراسة أسانيد هذين الأثرين
أولاً : الأثر الأول :
الفراء : يحيي بن زياد من كبار علماء النحو والأدب ، ليس له شهرة برواية الأحاديث إلا ما يلزمه منها من النحو واللغة . علق عنه البخاري في موضعين من التفسير . ولم يذكره المزي وذكره في سير النبلاء وقال : كان ثقة وذكره في تهذيب الأسماء وقال: الفراء اللغوي النحوي الإمام
سعيد بن منصور : الخراساني ، أبو عثمان المروزي ، روى عن اسماعيل بن عليه وحماد بن زيد وعبد الله بن المبارك وأبي معاوية الضرير وغيرهم . وروى عنه مسلم وأبو داوود والدارمي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي ، وغيرهم. أثنى عليه أحمد بن حنبل ، وقال أبو حاتم من المتقنين الأثبات ، وقال يعقوب بن سفيان : كان إذا في كتابه خطأ لم يرجع عنه و ذكره في الجرح والتعديل ووثقه وذكره في تذكرة الحفاظ وأثنى عليه وذكره الذهبي في السير وأثنى عليه وفي التقريب : قال : ثقة مصنف وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به
أبو عبيد : القاسم بن سلام البغدادي ، روى عن إسماعيل بن عليه وحفص بن عياش وسفيان بن عيينة وهشام بن عمار ويزيد بن هارون وأبي معاوية الضرير .
وروى عنه أحمد بن يوسف التغلبي وثابت بن عبد العزيز ، وعباس الدوري ، وعلي بن عبد العزيز البغوي ، ومحمد بن حفص الدوري وغيرهم . وثقه يحيى بن معين والدار قطني والسجزي وأبو إسحق الحربي وغيرهم ذكره ابن القيسراني وأثنى عليه كثيراً وذكر من أثنى عليه وذكره في السير وأثنى عليه كثيراً
وذكره الذهبي كذلك في طبقات المحدثين وقال الذهبي في ميزان الاعتدال : ثقة مشهور وقال في التقريب : ثقة فاضل مصنف لم أر له في الكتب حديثاً مسنداً بل من أقواله في شرح الغريب
محمد بن حميد الرازي
روى عن إبراهيم بن المختار وسلمة بن الفضل وأبي داود الطبالسي وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ ويحيي بن الضريس وغيرهم .
وروى عنه : أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد بن حنبل وابن أبي الدنيا والطبري ويحيي بن معين وغيرهم .
طّول المزي في ترجمته وذكر فيه من وثقه ومن جرحه . فممن وثقه أحمد بن حنبل والذهبي ويحيي بن معين وقال : ثقة ، ليس به بأس ، رازي كيّس . ووثقه أبو عثمان الطيالسي .
وممن جرحه : يعقوب بن شيبة إذ قال فيه: كثير المناكير ، وقال البخاري : حديثه فيه نظر ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال الجوزجاني : ردئ المذهب غير ثقة ، وقال إسحق بن منصور الكوسج : إنه كذاب، وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ : ما رأيت رجلاً أحذق بالكذب من محمد بن حميد الرازي وذكره العقيلي في الضعفاء وذكره الذهبي في الكاشف وقال : وثقه جماعة والأولى تركه وفي الميزان :عن يعقوب وابن المبارك من بحور العلم ، وهو ضعيف وفيه أيضاً كذبة أبو زرعة ، وفيه أيضاً : إنه كان كذاباً يسرق الأحاديث
عمرو بن عبد الله الأودي :
أبو عثمان الكوفي ، روى عن اسماعيل بن حماد و أبيه عبد الله ووكيع بن الجراح وأبي معاوية الضرير . وروى عنه ابن ماجه والعباس بن الفضل بن شاذان وابن أبي داود وابن أبي حاتم وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة وغيرهم. قال أبو حاتم صدوق ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : صدوق ثقة وذكره في الجرح والتعديل ووثقه ،ونقل عن أبيه أنه كوفي صدوق وذكره في التهذيب وذكر فيه عن أبي حاتم أنه صدوق . وقال الحافظ : ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب : ثقة
خلاد بن خالد : الشيباني المقرئ :
ذكره في الجرح والتعديل وقال : روى عن الحسن بن صالح وزهير بن معاوية ومحمد بن عبد العزيز التيمي وقيس بن الربيع . سمعت أبي يقول ذلك . قال أبو محمد : روى عنه أبي وأبو زرعة . حدثنا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال : صدوق
وذكره في معرفة القراء الكبار وأثنى عليه
أبو معاوية الضرير : محمد بن خازم التميمي الكوفي
روى عن إبراهيم بن طهمان وحجاج بن أرطأه وسليمان الأعمش وشعبة بن الحجاج وعمرو بن ميمون وهشام بن عروة وغيرهم .
روى عنه : أحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وأبو خيثمة والأعمش وهو من شيوخه . وصدقه بن الفضل وابن جريح وهناد بن السري ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم. هو من أثبت الناس في الأعمش كما قال أحمد بن حنبل ويحيي بن معين .
وقال عباس الدوري روى أبو معاوية عن عبد الله بن عمر أحاديث مناكير .
وقال العجلي : كوفي ثقة ، وقال يعقوب بن شيبة : كان من الثقات وربما دلس ، وقال النسائي: ثقة . وقال ابن خراش : صدوق ، وهو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب وذكره في الثقات وفي الميزان ثناء عليه وعند ابن القيسراني هو من الحفاظ وكذا عند العجلي هو من الثقات وذكره الطرابلسي في المدلسين وكذلك العلائي إذ نقل عن أحمد بن أبي أنه كان يدلس وذكره ابن حجر في المدلسين ونقل فيه عن الدار قطني أنه وصفه بالتدليس ووصفه ابن سعد بقوله : كان ثقة كثير الحديث يدلس وقد نقل الدكتور بشار عواد في حواشيه على تهذيب الكمال قول الآجري في السؤالات عن أبي داود : أبو معاوية إذا جاز حديث الأعمش كثر خطؤه ، يخطئ على هشام بن عروة وعلي بن إسماعيل ( السؤالات 3/147)
وفي التهذيب عن أبي داود : قلت لأحمد : كيف حديث أبي معاوية عن هشام بن عروة ؟ قال : فيها أحاديث مضطربة ، يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي التقريب : ثقة ، أحفظ الناس لحديث الأعمش ، وقد يهم في غيره
إلى هنا ينتهي هذا الوجه إلى أبي معاوية الضرير وقد رأينا أن محمداً بن حميد الرازي قد ضعفه الحفاظ وكذلك خلاد بن خالد الموصوف بأنه صدوق وأما بقية الرجال إلى أبي معاوية فكلهم ثقات كبار غير أننا ينبغي أن نلاحظ شيئاً مهماً قبل أن نتابع دراسة الرواة عن طريق علي بن مسهر ذلك أن جميع من رووا هذا الأثر عن أبي معاوية عن هشام كلهم رووه بالعنعنة ما عدا سعيد بن منصور فقد رواه بلفظ التحديث وقد ذكرت في ترجمة سعيد أن العلماء قالوا فيه إنه إذا وجد الخطأ في كتابه لم يرجع عنه . فلتوضع هذه الملاحظة حتى ننتهي من الدراسة . وثمة ملاحظة أخرى وهي أن أبا معاوية ثبت في حديث الأعمش وليس كذلك في غيره . كما نص على هذا غير واحد من العلماء . وهذا الأثر موضوع البحث ليس من روايته عن الأعمش . وهذه ملاحظة ثانية جديرة بالانتباه .
( طريق علي بن مسهر )
الرواة : أحمد بن إبراهيم : الموصلي أبو علي
روى عن إبراهيم بن سعد وابن علية وحماد بن زيد وسلام بن سليمان القارئ وابن المبارك وأبي عوانة وغيرهم .
روى عنه : أبو داود حديثاً واحداً وأبو يعلي الموصلي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وابن أبي الدنيا وأبو زرعة الرازي وعمر بن شبة وابن ماجه في التفسير وغيرهم .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن يحيي بن معين . ليس به بأس وذكره في الجرح والتعديل وذكر عن ابن معين فيه أنه ليس به بأس وفي التهذيب قال : ذكره ابن حبان في الثقات . وعن ابن معين أنه ثقة صدوق وفي التقريب : صدوق
منجاب : ابن الحارث التميمي الكوفي
روى عن إبراهيم بن يوسف وابن المبارك وعلي بن مسهر وغيرهم
وروى عنه مسلم وابن شيبة وبقي بن مخلد وأبو زرعة الرازي وأبو عوانة وغيرهم .

ذكره ابن حبان في الثقات وروى له ابن ماجه في التفسير وذكره في الجرح والتعديل وسكت عنه بعد ذكر بعض ممن روى عنهم وفي التقريب : ثقة وذكره الذهبي في الكاشف وقال : ثقة
علي بن مسهر : أبو الحسن الكوفي
روى عن اسماعيل بن أبي خالد وحمزة الزيات وسعيد بن أبي عروبة والأعمش وابن جريح وهشام بن عروة ويحيي ابن سعيد الأنصاري وغيرهم .
وروى عنه إبراهيم بن مهدي وابن شيبة ومنجاب بن الحارث وهناد بن السري وغيرهم .
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : علي بن مسهر صالح الحديث ، أثبت من أبي معاوية الضرير في الحديث . وقال الدارمي عن يحيي بن معين علي بن مسهر ثقة . ووثقه العجلي وأبو زرعة والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات ذكره ابن القيسراني في تذكرته وقال عنه : الإمام الحافظ وذكره الذهبي في السير وقال عنه : العلامة الحافظ وذكره العقيلي في الضعفاء وذكره أحمد في العلل وقال : ولي قضاء الموصل فلم يحمد في قضائه والناس يشتهون حديثه ؛ لأن حديثه حديث أهل الصدق
وطريق علي بن مسهر هذا يعد من المتابعات لطريق أبي معاوية الضرير فحديث أبي معاوية إذن متابع بحديث علي ابن مسهر وعلي وأبو معاوية يرويان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة .
عروة بن الزبير : هو من أعلم الناس بحديث عائشة : وهو من التابعين الكبار الثقات
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي:
روى عن خلق كثير منهم أبيه وعمه عبد الله والزهري وكريب مولى ابن عباس وآخرين . روى عنه مالك بن أنس وشعبة بن الحجاج والسفيانان والحمادان وأبو معاوية الضرير وخلق كثير .
وثقه العجلي وابن سعد وأبو حاتم ويعقوب بن شيبة . وقال يعقوب : ثبت ثقة ، لم ينكر عليه شيء إلا بعدما صار إلى العراق فإنه انبسط في الرواية عن أبيه فأنكر ذلك عليه أهل بلده . والذي يرى أن هشاماً يسهل لأهل العراق أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه ، فكان تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : كان مالك لا يرضاه ، وكان هشام صدوقاً تدخل أخباره في الصحيح . بلغني أن مالكاً نقم عليه حديثه لأهل العراق . قدم الكوفة ثلاث مرات ، قدمة كان يقول : حدثني أبي ، قال سمعت عائشة ، وقدم الثانية فكان يقول : أخبرني أبي عن عائشة ، وقدم الثالثة فكان يقول : أبي عن عائشة وقد جزم الحافظ في طبقات المدلسين أن هشاماً كان مدلساً . غير أن الطرابلسي قال عنه : إمام مشهور لم يشتهر بالتدليس وكلام الطرابلسي لا ينفي تهمة التدليس عنه .
هذا هو حديث أبي معاوية وعلي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وقد تبين لنا ما يلي :-
أولاً : أن هذا الحديث مروي بلفظ ( أبي معاوية عن هشام ) في جميع طرقه إلا طريق سعيد بن منصور فإنه بلفـظ ( حدثنا أو أخبرنا ) وقد مضى في ترجمة سعيد أنه كان يرى الخطأ في كتابه ويصر عليه . فهذا أحد أوجه الطعن في هذا الحديث .
ثانياً : إن أبا معاوية كان موصوفاً بالتدليس وإن أحاديثه عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه في ترجمته . وهذه علة ثانية في الحديث .
ثالثاً : هذا الحديث مروي من طرق العراقيين عن هشام بن عروة ( أبو معاوية وعلي بن مسهر ) ورواية هذين الكوفيين عن هشام فيها اضطراب ؛ لأن أحاديث الكوفيين عن هشام فيها اضطراب كما مر بيانه . وهذه علة ثالثة في الحديث .
وبالجملة فإن هذا الحديث لم يسلم من الطعن ولا يصلح مثله أن يستشهد به على أمر خطير كهذا الأمر . وبناء عليه لا تقوم بهذا الحديث حجة . وأنا أرى أن هذا الحديث ضعيف من حيث الإسناد للعلل السابقة . وأعجب كيف ينسب لأم المؤمنين مثل هذا القول وهي من هي فصاحة وبلاغة . وأنا أجزم بناءاً على هذه الدراسة أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تقل مثل هذا القول ألبتة.

ثانيا: الأثر الثاني:
وهذا الأثر كما هو بين مروي عن طريق أبي خلف عن عائشة ومن طريق عبيد بن عمير ومن طريق عطاء.
والطريق الأول مروي من أطراف متعددة كما في الشكل والطريق الثاني ليس له إلا وجه واحد ، وكذا الثالث .
وها هي دراسة رواة هذا الأثر من طريق أبي خلف :
عفان بن مسلم : الصفار ، أبو عبد الله البصري .
روى عن : إسماعيل بن عليه وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وسلام أبي المنذر القارئ وشعبة وصخر بن جويرية ويحيى بن سعيد وغيرهم .
وروى عنه : البخاري وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وأبو خيثمة وعباس الدوري وأبو بكر بن أبي شيبة وابن المديني وأبو حاتم الرازي وغيرهم .
قال أحمد بن عبد الله العجلي : عفان إمام ثقة متقن متين وذكره الذهبي في الميزان وأثنى عليه كثيراً ونعى على ابن عدي وضعه إياه في الكامل وذكره في التهذيب من رجال الستة وأثنى عليه كثيراً وأنه من الثقات الكبار وفي التقريب : ثقة ثبت ، قال ابن المديني : كان إذا شك في حرف من الحديث تركه ، وربما وهم
يزيد بن هارون : أبو خالد الواسطي
روى عن خلق كثير منهم أبان بن عياش وإسماعيل المكي وبقية بن الوليد وجرير ين حازم وحجاج بن أرطأة والحمادين وحميد الطويل وسفيان الثوري وغيرهم .
روى عنه خلق كثير منهم : إبراهيم الجوزجاني وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية ووكيع بن الجراح ويحيي بن معين وغيرهم .
قال أحمد بن حنبل : كان حافظاً متقناً للحديث . وثقه يحيي بن معين وعلي بن المديني والعجلي وأبو حاتم . وذكره ابن القيسراني في تذكرته وأثنى عليه جداً وفي التقريب : ثقة متقن عابد
عبد الوهاب بن عطاء الخفاف : أبو نصر العجلي
روى عن إسماعيل المكي وحميد الطويل وصخر بن جويرية وطلحة بن عمرو المكي وابن جريح ومالك بن أنس وغيرهم .
روى عنه : أحمد بن حنبل وإسحق بن راهوية وعباس الدوري وابن لهيعة وعمر بن شبة النمري ويحيي بن معين .
قال المرُوذي ، قلت لأبي عبد الله : عبد الوهاب ثقة ؟ قال : تدري ما تقول إنما الثقة يحيي القطان.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : كان الخفاف يقرأ عند سعيد التفسير . وقال الأثرم عن أحمد : كان عالماً بسعيد بن أبي عروبة .
وعن يحيي بن معين: ليس به بأس، وقال مرة أخرى: يكتب حديثه ، وقال مرة ثالثة : ثقة .
وقال الساجي : صدوق ليس بالقوي عندهم، وقال البخاري : ليس بالقوي عندهم ، وهو يحتمل . وقال النسائي : ليس بالقوي .
وعن ابن أبي حاتم قال : سألت أبي عنه فقال : يكتب حديثه ، محله الصدق . وقال أيضاً : ليس عندهم بقوي الحديث وذكره النسائي في الضعفاء وذكره البخاري في الضعفاء وذكره ابن حجر في المدلسين وقال : قال البخاري : كان يدلس عن ثور الحمصي وأقوام أحاديث مناكير
وذكره العقيلي وقال فيه: عن أحمد : ضعيف الحديث مضطرب وفي التقريب : صدوق . ربما أخطأ
صخر بن جويرية : أبو نافع البصري
روى عن حميد بن نافع ونافع مولى ابن عمر وهشام بن عروة وأبي رجاء وغيرهم .
روى عنه إسماعيل بن علية وحماد بن زيد وأبو داود الطيالسي وعفان بن مسلم ويحيى بن سعيد ويزيد بن هارون وأبو عمرو بن العلاء وغيرهم .
قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول : صخر بن جويرية شيخ ثقة ثقة
وعن ابن معين : صالح ، وعن محمد بن سعد:كان ثقة ثبتاً . وقال أبو زرعة وأبو حاتم : لا بأس به وقال أبو داود : تكلم فيه . وقال النسائي : ليس به بأس وفي التقريب : قال أحمد : ثقة ثقة ، وقال القطان : ذهب كتابه ثم وجده فتكلم فيه لذلك
إسماعيل بن أمية : المكي
روى عن أبيه وسعيد بن المسيب وعبد الله بن عبيد بن عمير وابن الزبير وعكرمة مولى ابن عباس والزهري وأبي الزبير المكي وغيرهم .
روى عنه : السفيانان وابن جريح ومحمد بن إسحق ومعمر بن راشد وغيرهم.
وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي . وعن أبي حاتم : صالح ، وقال محمد بن سعد : كان ثقة كثير الحديث وفي التقريب : ثقة ثبت
هؤلاء هم رواة الوجه الأول عن أبي خلف وفيهم من الضعفاء والأقوياء ما ظهر بيانه وأما رواة الوجه الثاني فهم :
علي بن ثابت: الجزري أبو أحمد.
روى عن: سفيان الثوري وطلحة بن عمرو المكي وعكرمة بن عمار ومسلمة بن جعفر ويحيى بن زيد وغيرهم. روى عنه : أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وأبو عبيد القاسم بن سلام ويحيى بن معين ويعقوب الدورقي وغيرهم.
قال أبو الحسن الميموني عن أحمد بن حنبل: ثقة صدوق. وقال أبو داود عن أحمد بن حنبل: كان من أخف الناس، كان يضحك الإنسان، يحدث ببعض الحديث ثم يقطعه ويجيء بآخر. وثقه يحيى بن معين وأبو داود. وعن يحيى بن معين: ثقة إذا حدت عن ثقة. وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقا. وقال أبو زرعة: ثقة لا بأس به. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه. وقال صالح الأسدي : صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. وقال الساجي: لا بأس به. وذكره ابن حبان في التفات وقال: ربما أخطأ وذكره أبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء وقال: قال عنه البخاري : منكر الحديث وقال في التقريب : صدوق ربما أخطأ وقد ضعفه الأزدي بلا حجة
وكيع: ابن الجراح الرؤاسي الكوفي.
روى عنه خلق كثير وروى هو عن خلق كثير وهو من الثقات الأثبات العبّاد الزهاد. ذكره المزي وطوّل ترجمته بما لا مزيد عليه
عبد الله بن نمير: أبو هشام الكوفي
روى عن: الأعمش وعبد الرحمن الأوزاعي. وابن أبي ذئب وهشام بن حسان ويحيى بن سعيد وآخرين. وروى عنه: أحمد بن حنبل وإسحق الكوسج وأبو خيتمة وعلي بن المديني وأبو كريب وغيرهم.
وثقه يحيى بن معين ، وقال أبو حاتم: كان مستقيم الأمر ذكره ابن القيسراني وأثنى عليه وقال : الحافظ الإمام وذكره ابن حبان في مشاهير العلماء وقال: من الحفاظ المتقنين وذكره في التهذيب وقال: من رجال الستة، ووثقه ابن معين، وقال العجلي: ثقة صالح الحديث صاحب سنة، وقال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث صدوق وقال في التقريب: ثقة صاحب حديث
طلحة بن عمرو: المكي.
روى عن سعيد بن جبير وعبد الله بن عبيد بن عمير ونافع مولى ابن عمر وغيرهم. روى عنه: جرير بن حازم وحماد المقرئ وسفيان الثوري وأبو داود الطيالسي والفضل بن دكين. ومعمر بن راشد وغيرهم.
قال عمرو بن علي: كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه، وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: لا شيء، متروك الحديث. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء، ضعيف. وقال السعدي: غير مرضي في حديثه. وقال أبو حاتم: ليس بقوي ، لين عندهم. وقال البخاري: ليس بشيء، كان يحيى بن معين سيئ الرأي فيه. وقال أبو داود: ضعيف. وقال النسائي: متروك الحديث. قال ابن عدي: وطلحة بن عمرو هذا. قد حدث عنه قوم ثقات، بأحاديث صالحة، وعامة ما يرويه لا يتابعونه عليه ، وهذه الأحاديث عامتها مما فيه نظر وفي التهذيب قال: قال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفا جداً. وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي.
وقال علي بن الجنيد: متروك وفي التقريب: متروك وذكره ابن عراق في أسماء الوضاعين والكذابين والذين يسرقون الحديث وقال: قال ابن حبان: يروى عن الثقات ما ليس من حديثهم
أبو خلف : قال في تعجيل المنفعة : المكي مولى بني جمع عن عائشة رضي الله عنها .
وعنه إسماعيل المكي : لا يعرف . قلت : (ابن حجر ) وقع هكذا في الثلث الأول من مسند عائشة رضي الله عنها . وقال أحمد حدثنا عفان ثنا صخر بن جويرية ثنا إسماعيل المكي ، والحديث في كيفية قراءة قوله تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا ) . وفيه قصة لعبيد بن عمير . وقد ذكره أبو أحمد الحاكم في ( الكنى ) فيمن لم يقف على اسمه . وساق بسنده عن يزيد بن هارون عن صخر عن إسماعيل بن أمية عن أبي خلف أنه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فذكره ، واستفدنا من هذه الرواية أن إسماعيل المكي هو ابن أمية . أحد الثقات المشهورين من رجال الصحيح . وظن شيخنا الهيثمي في ( مجمع الزوائد ) له أنه إسماعيل بن مسلم المكي . وليس كما ظن . وتابع عفان ويزيد عبد الوهاب بن عطاء عن صخر أخرجه أبو العباس السراج في تفسيره . وقد تابع إسماعيل على روايته عن أبي خلف المذكور طلحة بن عمر المكي أخرجه إسحق بن راهويه في مسنده عن عبد الله بن نمير عن طلحة . وأخرجه الحاكم أيضا من طريق وكيع عن طلحة .فصار أبو خلف بذلك مشهوراً بعد أن كان مجهولاً لكن بقي بيان حاله
هذا كلام ابن حجر رحمه الله في شأن أبي خلف وحاصله أنه مجهول الحال وبقية كلامه يحتاج إلى بسط هذا هو :
ما ذكره عن مسند أحمد هو في مسرد الروايات تحت بند ( خامس عشر ) وما ذكره عن أبي أحمد الحاكم هو في مسرد الروايات تحت بند ( عاشراً ) وأما متابعة أبي العباس السراج فهي تحت بند ( ثالث عشر ) وهو حديث في غاية الضعف لأن طلحة بن عمرو متروك الحديث فلا أظن أن مثله يصلح أن يكون متابعا ً وأما المتابعة التي أخرجها إسحق بن راهويه فهي تحت بند ( تاسعاً ) وهي رواية هالكة لأن طلحة بن عمرو متروك فلا يصلح مثلها أن يكون متابعة . وأما ما أخرجه الحاكم من طريق وكيع عن طلحة فهو تحت بند ( ثالث عشر ) وهي رواية هالكة لأن طلحة متروك . فلا تصلح هذه الرواية أن تكون متابعة . ومن أعجب العجب قول ابن حجر السابق . وهل تعد الموضوعات أو ما هو قريب منها متابعات !!
وهناك ملاحظة لا بد منها وهي أن لفظ الرواية التي ذكرها إسحق بن راهويه يتناقض مع ما عده ابن حجر متابعاً له ذلك أن رواية إسحق فيها ذكر الآية على وجهها الصحيح بخلاف الحديث المتابع . فإن صحت الطباعة فإن هذا الأثر لا يصلح لما عده ابن حجر متابعاً ، وإن كان الخلل في الطباعة لا يصلح أيضاً لأنه ضعيف جدا . والله أعلم .
وأما أبو خلف فقد ذكره الحسيني وقال : لا يعرف
هذا هو طريق أبي خلف بجميع من روى عنه وهو طريق هالك لا تقوم به حجة . فالحديث من هذا الطريق حديث منكر والله أعلم .

الطريق الثاني طريق عبيد بن عمير . وهذه دراسة رواته :
خالد الحذاء : ابن مهران ، أبو المنازل البصري
روى عن : أبي العالية وأبي المنهال وشهر بن حوشب . وعطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس وابن سيرين وأبي رجاء وغيرهم .
وروى عنه : إبراهيم بن طهمان وابن علية وحماد بن سلمة والثوري والأعمش وشعبة بن الحجاج وابن جريح وعبد الوهاب الخفاف وابن سيرين وغيرهم .
قال أبو بكر الأثرم عن أحمد بن حنبل : ثبت ، ووثقه النسائي ويحيي بن معين .وقال أبو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به وذكره في الجرح والتعديل وذكر توثيق يحيى بن معين له . وعن أبيه يكتب حديثه ولا يحتج به وذكر رواية الأثرم السابقة عن أحمد وذكره ابن القيسراني وأثنى عليه وقال: احتج به أصحاب الحديث ، وقال أبو حاتم : لا يحتج به
وذكره الذهبي في ( من تكلم فيه ) وقال : ثقة كبير القدر . وقال أبو حاتم : لا يحتج به
وذكره الذهبي في الميزان وأثنى عليه كثيراً ، ورد قول الطاعنين فيه وفي التقريب : ثقة يرسل هذا وقد روى هذا الأثر عن خالد : يحيي بن راشد وهو ضعيف كما في تلخيص المستدرك للذهبي عند هذا الحديث
عبد الله بن عبيد بن عمير . أبو هاشم المكي
روى عن : ثابت البناني وعن أبيه – وقيل لم يسمع منه – وعن عائشة وغيرهم .
وروى عنه : إسماعيل بن أمية وجرير بن حازم وطلحة بن عمرو وعطاء بن السائب والزهري وغيرهم .
قال أبو زرعة وأبو حاتم : ثقة . وزاد أبو حاتم : يحتج بحديثه . وقال النسائي : ليس به بأس وذكره في التهذيب وقال : قال البخاري في الأوسط : لم يسمع من أبيه شيئاً ولا يذكره وفي التقريب : ثقة
عبيد بن عمير : أبو عاصم المكي
روى عن : أبي بن كعب وعمر بن الخطاب وابن عباس وعلي وأبي ذر وعائشة وغيرهم .
وروى عنه : ابنه عبد الله وقيل لم يلقه ولم يسمع منه وابن أبي مليكة وعطاء بن أبي رباح وأبو الزبير المكي وغيرهم
وثقه يحيي بن معين وأبو زرعة وذكره في التهذيب وقال : قال ابن معين وأبو زرعة : ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات . وعن العجلي : مكي ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين وفي التقريب : مجمع على ثقته
هذا طريق رجاله موثقون غير أن الذي رواه عنهم وانفرد بذلك يحيي بن راشد البصري . وهو قد ذكر في الجرح والتعديل وقال فيه : البصري المازني سئل عنه يحيي بن معين فقال : ليس بشيء. وعن أبيه : إنه ضعيف الحديث ، في حديثه إنكار ، وأرجو أن لا يكون ممن يكذب . وعن أبي زرعة : شيخ لين الحديث . وذكره ابن الجوزي وقال : قال يحيي : ليس بشيء . وقال النسائي : ضعيف ، وقال الدار قطني يعتبر به ، صويلح وفي التقريب : ضعيف
وبالجملة فهذا طريق ضعيف لا تقوم به حجة وإذا كان الأمر على ذلك فإن المرء يعجب حين يقرأ للسيوطي في الإتقان قوله : إنه روي عن عائشة في ذلك – وذكر الحديث – وقال : وهو على شرط الشيخين !! إذ كيف يكون هكذا ويقال على شرط الشيخين ، وهو بجميع طرقه كما رأينا لا يصلح للاحتجاج أصلا .
ومن العجيب أن يصر السيوطي على صحة هذه الأحاديث المروية عن عائشة إصراراً شديدا .

الطريق الثالث : طريق عطاء وهذه دراسة رواته :
مندل : ابن علي العنزي .
روى عن : أسيد بن عطاء وحميد الطويل والأعمش وعبد الملك بن جريح ومطرف وغيرهم . روى عنه : أبو نعيم الفضل بن دكين والمنذر بن عمار وأبو الوليد الطيالسي ويحيى بن آدم والفراء وغيرهم .
عن أحمد بن حنبل : ضعيف ، وعن يحيي بن معين : ليس به بأس، يكتب حديثه ، وقال يحيي بن معين مرة أخرى : ضعيف ، وعن يعقوب بن شيبة : ضعيف ، وعن أبي زرعة : لين الحديث ، وقال النسائي : ضعيف وقد ضعفه الهيثمي في مجمع الزوائد وقال الجوزجاني : مندل وحبان واهيا الحديث وفي التقريب : ضعيف
عبد الملك : ابن عبد العزيز بن جريح
روى عن أبان بن صالح وإسماعيل بن أمية وابن عليه وحميد الطويل وابن كثير القارئ وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم خلق كثير .
وروى عنه : إسماعيل بن علية وحجاج المصيصي وعبد الوهاب الخفاف وعلي بن مسهر ومندل بن علي والنضر ابن شميل وغيرهم .
وابن جريح هذا من الثقات المدلسين وكان حديثه مقبولاً إذا قال أخبرنا أو حدثنا . هذه خلاصة ما في تهذيب الكمال وقال الذهبي : أحد الأعلام الثقات ، يدلس ، وقال عبد الله بن أحمد : قال أبي : بعض الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريح أحاديث موضوعة . كان ابن جريح لا يبالي من أين يأخذها
عطاء : ابن أبي رباح
روى عن : زيد بن أرقم وابن الزبير وابن عباس وكعب الأحبار وعائشة وأم سلمة وغيرهم .
وروى عنه : الحجاج بن أرطأة ورباح المكي والأوزاعي وعبد العزيز المكي وغيرهم .
كان ثقة كثير الحديث .
وبالجملة فهذا الطريق مردود من جهتين اثنتين :
الأولى : أنه من رواية مندل بن علي وهو ضعيف
الثانية : أن ابن جريح لم يصرح بالسماع من عطاء
وبهذين السببين يكون هذا الأثر ساقط الاعتبار ولا تقوم به حجة . والله أعلم .

المبحث الثالث : القيمة العلمية لهذه الآثار
لا ريب في أهمية القرآن العظيم لدى المسلمين جميعاً ، ومن صور هذه الأهمية أنهم لم يحفلوا بشيء لم تتواتر قرآنيته ليكون قرآناً متعبداً به . ولذلك أسقطوا من الاعتبار التعبدي كل ما كان غير متواتر .
ولا ريب أيضاً أن عناية الصحابة بالقرآن الكريم كانت عناية فائقة ولذلك اهتموا بكتابة القرآن الكريم على النحو الذي حذقوه من الإملاء والخط . فلذلك كانت طريقة الكتابة القرآنية في ذلك الزمن هي أوثق طريقة كانت موجودة لدى ذلك الجيل دون ريب . إذ إن هذا يعكس اهتمامهم بالقرآن الكريم حفظاً وكتابة .
ولا ريب أن مثل هذه الآثار التي تعارض ما سبق ذكره تمثل نمطاً غريباً من الإشكالات القائم أمرها على دفع التعارض بين ما هو معلوم ومعروف من ذلك الاهتمام وتلك العناية ، وبين فحوى تلك الآثار التي تخالف ذلك .
ولهذا لم تجد هذه الآثار أي احتفال بشأنها عند علماء المسلمين حتى عند أولئك الذين وثقوا بعض أسانيدها . وإنما كانت موضع نقد واتهام ورد ، وذلك بصور مختلفة من الحديث بين من تحدث عنها . فهذا ابن قتيبة رحمه الله تعالى يعلق على هذه الروايات – بعد أن ذكر بعضاً منها – ويقول : ….. وأما ما تعلقوا به من حديث عائشة رضي الله عنها في غلط الكاتب ، فقد تكلم النحويون في هذه الحروف ، واعتلوا لكل حرف منها واستشهدوا الشعر
وهذا الإمام الباقلاني يجمع في رده نقد الروايات المسندة إلى عثمان وعائشة رضي الله عنهما ويكر عليها بالنقد والنقض في كلام واضح وصريح حاصله توهين الروايات متوناً وأسانيد وهذا الداني يقول في تأويل ما نقل عن عائشة رضي الله عنها : تأويله ظاهر ، وذلك أن عروة لم يسأل عائشة فيه عن حروف الرسم التي تزاد فيها لمعنى وتنقص منها لآخر تأكيداً للبيان وطلباً للخفة ، وإنما سألها فيه عن حروف من القراءة المختلفة الألفاظ المحتملة الوجوه على اختلاف اللغات التي أذن الله عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام ولأمته في القراءة بها واللزوم على ما شاءت منها تيسيراً لها وتوسعة عليها ، وما هذا سبيله وتلك حاله فعن اللحن والخطأ والوهم والزلل بمعزل لفشوه في اللغة ووضوحه في قياس العربية ، وإذا كان الأمر في ذلك كذلك فليس ما قصدته فيه بداخل في معنى المرسوم ولا هو من سببه في شيء ، وإنما سمى عروة ذلك لحناً ، وأطلقت عائشة على مرسومه كذلك الخطأ على جهة الاتساع في الأخبار وطريق المجاز في العبارة إذ كان ذلك مخالفاً لمذهبهما وخارجاً عن اختيارهما وكان الأوجه والأولى عندهما . والأكثر والأفشى لديهما على وجه الحقيقة والتحصيل ، فالقطع لما بيناه قبل من جواز ذلك وفشوه في اللغة واستعمال مثله في قياس العربية مع انعقاد الإجماع على تلاوته كذلك دون ما ذهبا إليه إلا ما كان من شذوذ أبي عمرو بن العلاء في (إن هذين ) طه:62 خاصة ، هو الذي يحمل عليه هذا الخبر ويتأول فيه دون أن يقطع به على أن أم المؤمنين رضى الله عنها مع عظيم محلها وجليل قدرها واتساع علمها ومعرفتها بلغة قومها لحنت الصحابة وخطأت الكتبة وموضعهم في الفصاحة والعلم باللغة موضعهم الذي لا يجهل ولا ينكر ، هذا مالا يسوغ ولا يجوز.وقد تأول بعض علمائنا قول أم المؤمنين (أخطأوا في الكتاب )أي أخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة بجمع الناس عليه . لا أن الذي كتبوا من ذلك خطأ لايجوز لأن ما لا يجوز مردود بإجماع ،وإن طالت مدة وقوعه وعظم قدر موقعه . وهذا الألوسي رحمه الله تعالى يقول ... نعم يبقى ما روي بسند صحيح على شرط الشيخين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنهما عن لحن القرآن ... ويجاب عن ذلك بأن معنى قولها اخطأوا في اختيار الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه ، لا أن الذي كتبوه من ذلك خطأ لا يجوز فإن ما لا يجوز مردود وإن طالت مدة وقوعه ، وهذا الذي رأته عائشة وكم لها رأي رضي الله عنها
وهذا الذي قاله الألوسي فيه بعض الأمور لابد من ذكرها .

أولها : قوله إن الحديث على شرط الشيخين غير مسلم بمرّة . وقد مضى في دراسة أسانيد هذا الحديث (الأثر ) ما يبطل هذا القول .
ثانيهاً: إن تفسير قولها على النحو الذي ذكره لا يستقيم مع فحوى الروايات التي ليس لها إلا تفسير واحد هو كون هذه الآيات المشار إليها مكتوبة خطأ
ثالثها: في نهاية كلام الألوسي لمز بعائشة رضي الله عنها لا يليق .
ولم يقتصر الأمر على المتقدمين ، فهذا الشيخ الزرقاني رحمه الله يلخص من أقوال المتقدمين ويضيف إليها ما أصبح فيما بعد تكأة لمن جاء بعده ، نراه يقول بعد أن أورد الروايات عن عائشة رضي الله عنها .. ونجيب :
أولاً: بأن هذه الروايات مهما يكن سندها صحيحا ,فإنها مخالفة للمتواتر القاطع ,ومعارض القاطع ساقط مردود ، فلا يلتفت إليها ، ولا يعمل بها .
ثانياً: إنه قد نص في كتاب إتحاف فضلاء البشر على أن لفظ (هذان ) قد رسم في الصحف من غير. ألف ولا ياء ليحتمل وجوه القراءات الأربع فيها ، وإذن فلا يعقل أن يقال : أخطأ الكاتب ، فإن الكاتب لم يكتب ألفا ولا ياء .ولو كان هناك خطأ تعتقده عائشة ما كانت تنسبه للكاتب ، بل كانت تنسبه لمن يقرأ بتشديد ( إن ) وبالألف لفظاً في (هذان) ولم ينقل عن عائشة ولا عن غيرها تخطئة لمن قرأ بما ذكر ، وكيف تنكر هذه القراءة وهي متواترة مجمع عليها ؟
بل هي قراءة الأكثر ، ولها وجه فصيح في العربية لا يخفي على مثل عائشة . ذلك هو إلزام المثنى الألف في جميع حالاته .ومنه جاء قول الشاعر العربي :

واهــا لسلمى ثم واها واها يا ليت عيناها لنا وفاها
وموضع الخلخال من رجلاها بثمن يرضى به أباها
إن أباها وأبـا أباهـــا قد بلغا في المجد غايتاها
فبعيد عن عائشة أن تنكر تلك القراءة ، ولو جاء بها وحدها رسم المصحف .
ثالثاً: إن ما نسب إلى عائشة رضي الله عنها من تخطئة المصحف في قوله تعالى (والمقيمين الصلاة ) بالياء ، مردود بما ذكره أبو حيان في البحر إذ يقول ما نصه: وذكر عن عائشة رضي الله عنها أن كتبها بالياء من خطأ كاتب المصحف ، ولا يصح ذلك عنها لأنها عربية فصيحة ، وقطع النعوت مشهور في لسان العرب . وهو باب واسع ذكر عليه سيبويه وغيره شواهد . وقال الزمخشري : لا يلتفت إلي ما زعموا من وقوعه خطأ في خط المصحف وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب (يريد كتاب سيبويه ) ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان ، وخفي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل , كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام ، وذب المطاعن عنه , من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة يسدوها من بعدهم ، وخرقا يرفوه من يلحقهم .
رابعاً : إن قراءة (والصابئون ) بالواو لم ينقل عن عائشة أنها خطأت من يقرأ بها ولم ينقل أنها كانت تقرأها بالياء دون الواو , فلا يعقل أن تكون خطأت من كتب بالواو .
خامساً: إن كلام عائشة في قوله تعالى (يؤتون ما أوتوا) لا يفيد إنكار هذه القراءة المتواترة المجمع عليها . بل قالت للسائل: أيهما أحب إليك ؟ ولا تحصر المسموع عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قرأت هي به . بل قالت إنه مسموع ومنزل فقط . وهذا لا ينافي أن القراءة الأخرى مسموعة ومنزلة كتلك. خصوصاً أنها متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
أما قولها : ولكن الهجاء حرف ، فكلمة حرف مأخوذة من الحرف بمعنى القراءة واللغة .
والمعنى أن هذه القراءة المتواترة التي رسم بها المصحف لغة ووجه من وجوه الأداء في القرآن الكريم . ولا يصح أن تكون كلمة حرف في حديث عائشة مأخوذة من التحريف الذي هو الخطأ , وإلا كان حديثا معارضا للمتواتر , ومعارض القاطع ساقط
ولا يخفي ما في هذه الردود من حسن ماعدا ما ورد في الوجه الأخير من تأويل (الهجاء حرف ) بمعنى اللغة والوجه فإن ظاهر الرواية وصريحها لا يدل عليه على الإطلاق ، والله تعالى أعلم .
هذه هي أهم , ردود الأفعال حول هذه المرويات والآثار , لكن لا نعدم أن نجد لهذه المرويات صدى في كتاب مثل كتاب المصاحف لابن أبي داود وكذا كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد حيث حشدت فيهما هذه الروايات وأمثالها دون أن تجد تعليقاً من مؤلفي الكتابين .
وهذا محمد عبد اللطيف في كتابه (الفرقان ) يحشد هذه الروايات وأمثالها ليستخرج منها ما مؤداة أن كتابة المصحف على الوجه الذي هي عليه من أشنع الأمور المؤدية إلى الخلط والخبط في فهم القرآن. نستمع إليه وهو يقول : والناظر لهذا الاختلاف الذي أوردنا بعضه- يقصد في الرسم – يرى أن الرسم القديم يقلب معاني الألفاظ ويشوهها تشويهاً شنيعاً , ويعكس معناها , بدرجه تكفر قاريه وتحرف معانيه ، وفضلاً عن هذا فإن فيه تناقضاً غريباً , وتنافراً معيباً, لا يمكن تعليله ولا يستطاع تأويله
ومثل هذا ما صنعه من سمى نفسه الفخر الرازي في كتاب له سماه (إعلام الخلف بمن قال بتحريف القرآن من السلف) حيث حشد فيه هذه الروايات وأمثالها ليصل بها إلى القول بأن أمة الإسلام كلها متواطئة على تحريف القرآن الكريم . وعنوان الكتاب أكبر دليل على ما فيه . وبعد فهذه في نظري قيمة هذه المرويات
والله المستعان .

المبحث الرابع: دراسة هذه الآيات موضع التخطئة

أولا : قوله تعالى في سورة طه: (فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما) الآية (62-63 )
القراءات في هذه الآية:
أولا قرأ أبو عمرو بن العلاء (إنّ هذين لساحران)
ثانياً: القراءة بتسكين النون من (إن)
أ‌- قرأ ابن كثير بتسكين النون (إن ْ هذانّ) وكذا بتشديد النون من هذان
ب‌- قرأ حفص عن عاصم (إن هذان لساحران) بسكون النون من (إن) وتخفيفها من (هذان)
ثالثاً: قرأ بقية القراء (إنّ هذان لساحران) بتشديد النون من (إن) (وهذان) بالألف. فهذه أربع قراءات متواترة في هذه الآية الكريمة، ولم تذكر كتب القراءات فيها أي قراءة شاذة غير أن الرازي في التفسير قد ذكر مجموعة من القراءات التي لم تذكر في كتب القراءات فيما اطلعت عليه – وإنما هي من قبيل التفسير – وذكر من بينها معظم القراءات المتواترة، ولكنه رحمه الله أغرب إذ عقّب على ذلك قائلاً: فهذه هي القراءات الشاذة في هذه الآية. وكان رحمه الله اعتمد قراءة حفص (إنْ هذان لساحران) وعد الباقي شاذاً، وهي هفوة غير مرتقبة من إمام كبير
هذا وهذه القراءات المتواترة ليس فيها إشكال إلا ما روي في قراءة أهل المدينة والكوفة (إنَّ هذان لساحران) حتى قيل : إن أبا عمرو بن العلاء قال: إني لأستحيي من قراءتها على هذا الوجه .
وقد أجاب العلماء عن هذه القراءة أجوبة عديدة نلخصها بما يلي:
القول الأول: إنها لغة من لغات العرب المشهورة المعروفة
القول الثاني: أن تكون (إنّ) بمعنى نعم
القول الثالث: أن الألف من (هذان) دعامة وليست من أصل الفعل. قال الفراء كما في تفسير القرطبي: وجدت الألف دعامة وليست بلام الفعل فزدت عليها نونا ولم أغيرها .
القول الرابع: قول بعض نحاة الكوفة : إن الألف في (هذان) مشبهة بالألف في يفعلان ، فلم تغير .
القول الخامس: إن الجملة فيها ضمير الشأن المحذوف وتقديره (إنه هذان لساحران)
القول السادس: قول ابن كيسان: لما كان يقال (هذا) في موضع الرفع والنصب والخفض على حال واحدة، وكانت التثنية يجب أن لا يغير لها الواحد، أجريت التثنية مجرى الواحد . هذه هي أجوبة المفسرين والنحاة على هذه الآية ، تجد هذا مبسوطا في المصادر التالية :
والمتأمل لهذه الأجوبة يجد بعضها مشوباً بالتكلف والمنازعة بين أفراد النحاة في تقديم وجه على وجه. لكن الذي يظهر لي من خلال البحث أن هذه الآية الكريمة جاءت على لغة مشهورة معروفة شائعة وقت نزول القرآن في قبيلة قريش وإن لم تكن في أصلها للقرشيين وهي إلزام المثنى الألف في جميع حالاته .
هذا ولا ينبغي أن يفوت التنبيه على أن بعض العلماء يردون بعض القراءات لمخالفتها للرسم وهذا رد غير مقبول إذ الرسم أمر تال للقراءة وليس متقدماً عليها ، وإنما كان الرسم بعد تواتر نقل هذه القراءة ، فكيف نردها بعد التواتر بحجة أن الذين كتبوا المصحف لم تكن كتابتهم لتستوعب هذه الوجوه المتواترة. لعمرك إن هذا لخلف في القول وشرود عن الصواب فينبغي الحذر منه ، وكذا ينبغي الحذر من رد القراءات المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم لأي وجه من الوجوه ؛ فالقراءة المتواترة قرآن بإجماع المسلمين فردها يعني رد جزء من القرآن وهذا في غاية الخطورة. والله تعالى أعلم بالصواب
ثانيا : قوله تعالى (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما) (النساء: 162)
القراءات في هذه الآية:
قرأ جميع القراء في القراءات المتواترة (والمقيمين الصلاة) بالنصب . وهي هكذا مكتوبة في جميع المصاحف كما نص على هذا القرطبي في التفسير وقرأ الحسن ومالك بن دينار وعيسى الثقفي وجماعة (والمقيمون) بالرفع. وهي قراءة شاذة وقد اختلف المفسرون في توجيه القراءة المتواترة على أنحاء أهمها:
أولا: إنه منصوب على المدح لبيان فضل الصلاة والمصلين
ثانيا: إن المقيمين معطوف على (ما) والمعنى: والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالمقيمين الصلاة. ويكون المراد بالمقيمين إما الأنبياء وإما الملائكة والثاني اختيار الطبري. وأما بقية الوجوه فقد ردها جميع المفسرين لأنها من قبيل ما لا يسوغ في النحو والمعنى ولذلك كان الاقتصار على هذين الوجهين
والقول الأول هو الأظهر عربية والأبين أسلوباً وهو اختيار سيبويه والنحاس ونحاة البصرة وأكثر المفسرين.
وأما تأويل الطبري فهو يحتاج إلى استقراء أسلوب القران الحكيم وهل يعبر فيه عن الملائكة والأنبياء بمثل هذا التعبير وعلى أي حال من جهة المعنى لا حرج في هذا التأويل، لكن يبقى الحديث عن أسلوب القران الذي لم يرد فيه على الإطلاق استعمال مثل هذا التعبير في حق الملائكة والأنبياء عليهم جميعا السلام والله أعلم.
ثالثاً : قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ( المائدة : 69 )
القراءات في هذه الآية :
اتفق القراء في القراءات المتواترة على قراءة ( والصابئون ) بالرفع ، ومن نسب غير ذلك لابن كثير فقد وهم . إذ لم ينص أي كتاب من كتب القراءات على وجود الخلاف في هذا الموضع وقد اختلف المفسرون والمعربون في توجيه هذه القراءة على أنحاء متنوعة لخصها العكبري بما حاصله :-
أولاً : قول سيبويه : إن النية به التأخير بعد خبر إن وتقديره " ولا هم يحزنون والصابئون كذلك " فهو مبتدأ والخبر محذوف .
ثانياً : إنه معطوف على موضع إن كقولك : إن زيداً وعمرو قائمان . قال العكبري : وهذا خطأ لأن خبر إن لم يتم . وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو خبر ، وإن جعلته خبر عمرو لم يبق لإن خبر ، ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد .
ثالثاً : إن ( الصابئون ) معطوف على الفاعل في ( هادوا ) قال العكبري : وهذا فاسد لوجهين : أحدهما : أنه يوجب كون الصابئين هوداً ، وليسوا كذلك
الثاني : أن الضمير لم يؤكد .
رابعاً : أن يكون خبر الصابئين محذوفاً من غير أن ينوى به تأخير ، وهو ضعيف أيضاً لما فيه من لزوم الحذف والفصل .
خامساً : إن ( إنّ ) بمعنى نعم ، فما بعدها في موضع رفع . فالصابئون كذلك .
سادساً : إن ( الصابئون ) في موضع نصب ، ولكنه جاء على لغة " بلحرث " الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال ، والجمع بالواو على كل حال .
سابعاً : أن يجعل النون حرف الإعراب
هذه هي الأقوال التي ذكرها العكبري ملخصاً بها جميع الأقاويل في إعراب الآية غير أن الشيخ ابن عاشور قد ذكر رأياً آخر وفصل في المسألة تفصيلاً حسناً وهذا كلامه : قال : الذي أراه أن يجعل خبر ( إن ) محذوفاً . وحذف خبر إن وارد في الكلام الفصيح غير قليل ، كما ذكر سيبويه في كتابه . وقد دل على الخبر ما ذكر بعده من قوله ( فلهم أجرهم عند ربهم ) ويكون قوله ( والذين هادوا ) عطف جملة على جملة ، فيجعل ( الذين هادوا ) مبتدأ ، ولذلك حق رفع ما عطف عليه وهو ( والصابئون ) . وهذا أولى من جعل ( والصابئون ) مبتدأ الجملة وتقدير خبر له ، أي: والصابئون كذلك ، كما ذهب إليه الأكثرون لأن ذلك يفضي إلى اختلاف المتعاطفات في الحكم وتشتيتها مع إمكان التفصي عن ذلك ، ويكون قوله ( من آمن بالله ) مبتدأ ثانياً ، وتكون (من ) موصولة ، والرابط للجملة التي قبلها محذوفاً أي من آمن منهم ، وجملة ( فلهم أجرهم ) خبراً عن (من) الموصولة ، واقترانها بالفاء لأن الموصول شبيه بالشرط ، وذلك كثير في الكلام كقوله تعالى ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ) الآية 10-البروج . ووجود الفاء فيه يعني كونه خبراً عن ( من ) الموصولة وليس خبر (إن) على عكس قول ضابي بن الحارث :
ومن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
فإن وجود لام الابتداء في قوله ( لغريب ) عين أنه خبر ( إن ) وتقدير خبر عن قيار .
فلا ينظر به قوله تعالى (والصابئون ).... وجمهور المفسرين جعلوا قوله تعالى (والصابئون) مبتدأ وجعلوه مقدما من تأخير , وقدروا له خبرا محذوفا للدلالة خبر (أن) عليه . وأن أصل النظم : إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى لهم أجرهم .الخ , والصابئون كذلك , جعلوه كقول ضابئ بن الحارث
فإني وقيار بها لغريب
وبعض المفسرين قدروا تقادير أخرى أنهاها الألوسي إلى خمسة . والذي سلكناه أوضح وأجرى على أسلوب النظم وأليق بمعنى الآية .
وبعد فمما يجب أن يوقن به أن هذا اللفظ كذلك نزل , وكذلك نطق به النبي صلى الله عليه وسلم , وكذلك تلقاه المسلمون منه وقرأوه , وكتب في المصاحف , وهم عرب خلص فكان لنا أصلا نتعرف منه أسلوبا من أساليب استعمال العرب في العطف ، وإن كان استعمالا غير شائع لكنه من الفصاحة والإيجار بمكان , وذلك أن من الشائع في الكلام أنه إذا أتي بكلام مؤكد بحرف (أن) وأتي باسم إن وخبرها وأريد أن يعطفوا على اسمها معطوفا هو غريب في ذلك الحكم جيء بالمعطوف الغريب مرفوعا ، ليدلوا بذلك على أنهم أرادوا عطف الجمل لا عطف المفردات . فيقدر السامع خبرا يقدره بحسب سياق الكلام . ومن ذلك قوله تعالى ( أن الله بريء من المشركين ورسوله ) الآية 3- التوبة . أي ورسوله كذلك فإن براءته منهم في حال كونه من ذي نسبهم وصهرهم أمر كالغريب ليظهر منه أن آصرة الدين أعظم من تلك الأواصر . وكذلك هذا المعطوف هنا لما كان (الصابئون ) أبعد عن الهدى من اليهود والنصارى في حال الجاهلية قبل مجي الإسلام لأنهم التزموا عبادة الكواكب . وكانوا مع ذلك تحق لهم النجاة إن آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا . كان الإتيان بلفظهم مرفوعا تنبيها على ذلك . لكن كان الجري على الغالب يقتضي أن لا يؤتى بهذا المعطوف مرفوعا إلا بعد أن تستوفي( إن) خبرها , إنما كان الغالب في كلام العرب أن يؤتى بالاسم المقصود به هذا الحكم مؤخرا . فأما تقديمه كما في هذه الآية فقد يتراءى للناظر أنه ينافي المقصود الذي لأجله خولف حكم إعرابه , ولكن هذا أيضا استعمال عزيز , وهو أن يجمع بين مقتضى حالين , وهما الدلالة على غرابة المخبر عنه في هذا الحكم , والتنبيه على تعجيل الإعلام بهذا الخبر فإن الصابئون يكادون ييأسون من هذا الحكم أو ييأس منهم من يسمع الحكم على المسلمين واليهود . فنبه الكل على أن عفو الله عظيم لا يضيق عن شمولهم . فهذا موجب التقديم مع الرفع. ولو لم يقدم ما حصل ذلك الاعتبار , كما أنه لو لم يرفع لصار معطوفا على اسم (إن) فلم يكن عطفه عطف جملة على جملة .
والذي أراه أن ما ذهب إليه ابن عاشور أقوم مذهبا وأبين معنى وهو مؤيد بما ذهب إليه في الخزانة عند هذا البيت الذي ذكره ابن عاشور وقلب فيه استشهاد النحويين
رابعا : قوله تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) (المؤمنون:60)


القراءات في هذه الآية :
أجمع قراء المتواتر على قراءة هذه الآية الكريمة على هذا النحو الذي هي فيه . وهي هكذا مرسومة في جميع مصاحف الأمصار قال ابن جني : ومن ذلك قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة وابن عباس وقتادة والأعمش "يأتون ما أتوا " قصرا .
وفي معنى ((قراءة النبي صلى الله عليه وسلم)) قال الألوسي : يعني أن المحدثين نقلوها عنه صلى الله عليه وسلم ولم يروها القراء من طرقهم .
وهذه قراءة شاذة بلا ريب لأنها لم تنقل عن أحد من القراء في القراءات المتواترة وقد نقل القرطبي عن الفراء قوله : ولو صحت هذه القراءة عن عائشة لم تخالف قراءة الجماعة ؛ لأن الهمز من العرب من يلزم فيه الألف في كل الحالات إذا كتب ‘ فيكتب (سئل الرجل ) بألف بعد السين (ويستهزئون) بألف بين الزاي والواو (وشيء ) بألف بعد الياء فيحتمل هذا اللفظ بالبناء على هذا الخط قراءتين (يؤتون ما آتوا ) و (يأتون ما أتوا) وينفرد ما عليه الجماعة باحتمال تأويلين :
أحدهما : والذين يعطون ما أعطوا من الزكاة والصدقة وقلوبهم خائفة .
والآخر : والذين يؤتون الملائكة الذين يكتبون الأعمال على العباد ما آتوا وقلوبهم وجلة , فحذف مفعول في هذا الباب لوضوح معناه كما حذف في قوله عز وجل (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون ) الآية 49- يوسف ، والمعنى يعصرون السمسم والعنب , فاختزل المفعول لوضوح تأويله . ويكون الأصل في الحرف على هجائه الموجود في الإمام يأتون ) بألف مبدلة من الهمزة فكتبت الألف واوا لتآخي حروف المد واللين في الخفاء ، حكاه ابن الأنباري قلت : والمنقول ههنا عن الفراء ليس في تفسيره عند هذه الآية وإنما الذي هناك ما نصه : حدثني مندل قال حدثني عبد الملك عن عطاء عن عائشة أنها قرأت أو قالت : ما كنا نقرأ إلا (يأتون ما أتوا ) وكانوا أعلم بالله من أن توجل قلوبهم قال الفراء : يعني به الزكاة . تقول : فكانوا أتقى لله من أن يؤتوا زكاتهم وقلوبهم وجلة
قلت: والمنقول عن الفراء كما في تفسير القرطبي في غاية الغرابة وذلك في الوجه الثاني تحديدا لأنه أولا: يستدعي حذفا لا داعي له. وثانيا : ما هي علاقة الملائكة بهذا الموضوع
وأما الأثر الذي في تفسير الفراء فهو أثر ضعيف كما مضى بيان ذلك في نهاية المبحث الثاني ومن جهة أخرى يتعارض مع حديث آخر فقد أخرج الترمذي عن سعيد بن وهب عن عاثشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا ) قالت عائشة:أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال: لايا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا تقبل منهم ، أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون قال ابن كثير رحمه الله تعالى في بيان الفرق بين القراءة المتواترة والشاذة في هذه الآية : (الذين يؤتون ما آتوا) أي: يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم ؛ لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء. وهذا من باب الإشفاق والاحتياط... ثم ذكر حديث عاثشة المتقدم عند الترمذي "...وقد قرأ آخرون هذه الآية (والذين يأتون ما أتوا ) أي يفعلون ما يفعلون وهم خائفون .... والمعنى على قراءة جمهور القراء أظهر لأنه قال أولئك يسارعون في الخبرات وهم لها سابقون) نجعلهم من السابقين ولو كان المعنى على القراءة الأخرى لأوشك أن لا يكونوا من السابقين بل من المقتصدين أو من المقصرين والله أعلم
قلت : ورأي ابن كثير رحمه الله رأي وجيه
وبعد فهذه هي الآيات موضع الطعن في هذه الآثار الهالكة , وليس في هذه الآيات أي موضع من مخالفات العربية أو مخالفة المعنى الصحيح , وليس للقول بتخطئة هذه القراءات أي وجه وجيه . والله تعالى أعلم .

الخاتمــــــــــــة

بعد أن من الله تعالى بإتمام هذا البحث ، ودراسة قضاياه بالشكل اللائق علميا – إن شاء الله – لا بد أن نقف عند أهم النتائج التي توصلت إليها :
أولا : إن ما عزي إلى أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها من تخطئة كتاب المصاحف كله أحاديث باطلة لا يصح منه شيء .
ثانيا : إن أمة الإسلام منذ تلقت المصحف قد حافظت عليه بعد أن تكفل الله تعالى بحفظه ، ولهذا سلم المصحف من أي خطا أو عارضة خطأ .
ثالثاً : إن دراسة متون الأحاديث من الأمور اللازمة وأنه ينبغي الاعتناء بها كما يعتنى بأسانيد تلك الأحاديث .



#خالد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلاميون يردون على سامي لبيب
- الرِّقُّ والعبوديَّة والأديان السماوية قديما
- الإسكندر الأكبر فتوحاته وخلفاؤه في الكتاب المقدس
- المرأة وفريضة البقرة ونجاسة الإنسان ومدبولي !!


المزيد.....




- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد سلامة - الإسلاميون يردون على سامي لبيب (2)